رأيت هذا البحر الـأزرق


تحت أشعة الشمس الذهبية


سحرتني قطراته مائه


وأمواجه الهادئة








رأيت الناس كيف ارتموا بأحضانه


يضحكون ويمرحون


ونسوا بذلك همومهم وأحزانهم


سألت نفسي لمَ لا أقوم بالمثل؟








جلست على رمال شاطئه


لأستمع بمنظره وأصوات موجه ونسيمه العليل


وأخذت أنظر للناس من حولي


لمَ لا أكون مثل هؤلاء الناس


أستطيع إخفاء حزني وأرسم البسمة على شفتي







فحتى وإن وجدت ما يرسمها


تكون بسمة مطلية بالسواد


وتتبعها دمعة


إن أخذت بالتفكير بحالي أيامي و ساعاتي


أجد نفسي أسيرة أحزاني


ذاك الحزن الذي رماني


في قصور الظلام وحدي







وإن عشت الحب و أحببته


فأظل أسيرة لهذا الحزن


آه كم أتألم ولا يعلم أحد بألمي


يقول من يهتم لأمري


أو يجاملني أنا أعلم


والله العليم أعلم بأمري







دمعة نزلت على عيني


ولم تكمل طريقها إلى خدي









أوقفها طفل صغير لم يتعد السنتين



اقترب مني ووضع يديه الصغيرتين على كتفي



وقال لي ماما



احتضنت هذا الطفل وقبلته على خديه



وأسرعت لأخرج قطعة حلوى من حقيبتي







وأهديته إياها



رحل عني إلى والدته وهو سعيد والضحكة على وجهه تشرق



ما أجمل هذا الطفل وما أجمل براءته



نظرت إليه بكل أمل وترجي ألا يعاني من قسوة هذه الدنيا



وتمنيت أن أكون مثله طفلة صغيرة



تدعوني بعض من زميلاتي بالطفلة الصغيرة



أسعد لذلك فكم أحب ذلك



أحب أن أكون طفلة صغيرة لا تعرف غير اللهو واللعب



لا أعرف الدمع إلا للدلع



ولكن هل يعلمون أني لست بطفلة



الدمع أغرقني









وتلفظت أنفاس ضحكتي



ولم يعد لي بالفرح مكان



و إن دخلت بين البسمات والأفراح



وما إن تنتقل إليَّ عدوى الابتسام










حتى تبدأ الدموع بالقضاء على هذه العدوى



كثرٌ من يعتقد أني نسيت الأحزان وعالمها



ولا يعلمون أني لازلت بها



وإن غادرت أرضها



عالم الحب ذاك حيث اختطفني أميري إليه



رحلت إلى هناك واستكنت قصر قلبه



إلا أن أحزاني رحلت معي وشاركتني غرقي كعادتها



تمنيت الموت مرات



أوليس تمنيه حرام



فليس لي إلا الدعاء لله فالفرج من عنده



أغلقت صنبور عيوني



توقفت عيني عن دفق دموعها



حاولت إقناع قلبي بكف دموعه



وتجفيف مجاريها



والاكتفاء بمجاري حبه



حاول قلبي ذلك دون جدوى



فزاد العذاب عذابان



أريد ذرف الدموع على خدي ولكن هناك ما يمنعني



إني أخاف أن يراها أحد



فيسعد بنزولها أو يشفق لحالها



كم أريد ذرفها واحتضانها



أشكي لها وتشتكي لي



حاولت منعها كفها محاربتها



ضعفت وخسرت أمامها



فصارت تنزل بالخفاء



لتزيد الألم آلام



ولأخفف ألمي



أحاول تجاهله



وإن طرى على البال أحاول النسيان



وتذكر طعم الحب والغرام










فما ألذ وأشهى طعمه



انه طعم الحياة والروح



بهذا الطعم أنا أحيا



و به يبقى الأمل





24\4\2009