بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ : جاء إليّ شاب يوماً.. فتأملت وجهه فإذا هو وجه مظلم مكتئب.. فسألته عن حاجته.. فسكت.. كررت عليه السؤال.. فلم يتكلم.. نظرت إليه.. فإذا دموعه تسيل من عينيه.. فسألته : لماذا تبكي؟
فقال : لا أستطيع التنفس من شدة الضيق.. والملل.. أشعر والله يا شيخ أن على صدري جبلاً يكتم أنفاسي.. لم أعد أتحمل الناس.. ولا الأصدقاء.. بل أمي وأبي وأخوتي.. لم أعد أطيق الجلوس معهم.. ضحكي مجاملة.. وسروري تظاهر.. فجئت إليك لتعالجني بالرقية.. أو تدلني على من يعالجني.. ثم احتبس صوته وصمت..
فسألته : هذا الضيق لا بد أن له سبباً.. فما السبب؟ فقال : لا أدري..
فقلت : كيف علاقتك بربك..
فقال : سيئة.. واسمع قصتي.. قلت : هاتها..
فقال : لما كان عمري أربع عشرة سنة.. ذهب أبي إلى أمريكا للدراسة فذهبت
معه.. وأهملني أبي هناك بين المراقص والأسواق وأنا في تلك السن المبكرة..
فلما أتم أبي دراسته سنتين عدنا غلى الرياض فطلبت أن يعيدني إلى أمريكا لأكمل الدراسة فرفض.. فدرست في السنة الثالثة المتوسطة وتعمدت أن أرسب في جميع المواد.. وأعدت السنة.. وتعمدت أن أرسب.. فأعدت السنة ثالثة.. وتعمدت أن أرسب أيضاً.. فلما رأى أبي ذلك أرسلني إلى أمريكا.. لأكمل دراستي .. وكان المفروض أن أنهي الدراسة في أربع سنوات لأتخرج من الثانوية.. لكني أنهيتها في تسع سنوات..
لم تبق معصية على وجه الأرض إلا فعلتها هناك.. لأنني كنت أريد أن أتمتع بشبابي بقدر ما أستطيع..
ثم عدت إلى الرياض وبدأت أدرس في الجامعة.. وأنا لا أزال على المعاصي الكبيرة والصغيرة لكن هذا الضيق الشديد.. بدأ يكتم عليّ أنفاسي.. يضيق عليّ حياتي.. مللت من كل شيء.. كل شيء جربته..
لكن الملل يلازمني..!!
قال هذا الكلام كله.. وهو يدافع عبراته.. ويبكي..
فسألته : هل تصلي..؟ قال : لا..
قلت : أول علاج لهذا الهم هو أن تصلح علاقتك بالذي قلبك بين يديه يقلبه كما يشاء.. فحافظ على الصلاة في المسجد.. وموعدي معك بعد سبعة أيام..
ومضت الأيام..
وبعد أسبوع جاءني بغير الوجه الذي فارقته عليه.. وأول ما رآني عانقني وقال : جزاك الله خيراً.. والله يا شيخ إنني في سعادة ما ذقتها منذ تسع سنوات.. فسألته عن الضيق والملل والاكتئاب.. فإذا هو قد زال عنه كله.. وصدق الله إذ قال : ﴿ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.. ﴾
قال الشيخ : جاء إليّ شاب يوماً.. فتأملت وجهه فإذا هو وجه مظلم مكتئب.. فسألته عن حاجته.. فسكت.. كررت عليه السؤال.. فلم يتكلم.. نظرت إليه.. فإذا دموعه تسيل من عينيه.. فسألته : لماذا تبكي؟
فقال : لا أستطيع التنفس من شدة الضيق.. والملل.. أشعر والله يا شيخ أن على صدري جبلاً يكتم أنفاسي.. لم أعد أتحمل الناس.. ولا الأصدقاء.. بل أمي وأبي وأخوتي.. لم أعد أطيق الجلوس معهم.. ضحكي مجاملة.. وسروري تظاهر.. فجئت إليك لتعالجني بالرقية.. أو تدلني على من يعالجني.. ثم احتبس صوته وصمت..
فسألته : هذا الضيق لا بد أن له سبباً.. فما السبب؟ فقال : لا أدري..
فقلت : كيف علاقتك بربك..
فقال : سيئة.. واسمع قصتي.. قلت : هاتها..
فقال : لما كان عمري أربع عشرة سنة.. ذهب أبي إلى أمريكا للدراسة فذهبت
معه.. وأهملني أبي هناك بين المراقص والأسواق وأنا في تلك السن المبكرة..
فلما أتم أبي دراسته سنتين عدنا غلى الرياض فطلبت أن يعيدني إلى أمريكا لأكمل الدراسة فرفض.. فدرست في السنة الثالثة المتوسطة وتعمدت أن أرسب في جميع المواد.. وأعدت السنة.. وتعمدت أن أرسب.. فأعدت السنة ثالثة.. وتعمدت أن أرسب أيضاً.. فلما رأى أبي ذلك أرسلني إلى أمريكا.. لأكمل دراستي .. وكان المفروض أن أنهي الدراسة في أربع سنوات لأتخرج من الثانوية.. لكني أنهيتها في تسع سنوات..
لم تبق معصية على وجه الأرض إلا فعلتها هناك.. لأنني كنت أريد أن أتمتع بشبابي بقدر ما أستطيع..
ثم عدت إلى الرياض وبدأت أدرس في الجامعة.. وأنا لا أزال على المعاصي الكبيرة والصغيرة لكن هذا الضيق الشديد.. بدأ يكتم عليّ أنفاسي.. يضيق عليّ حياتي.. مللت من كل شيء.. كل شيء جربته..
لكن الملل يلازمني..!!
قال هذا الكلام كله.. وهو يدافع عبراته.. ويبكي..
فسألته : هل تصلي..؟ قال : لا..
قلت : أول علاج لهذا الهم هو أن تصلح علاقتك بالذي قلبك بين يديه يقلبه كما يشاء.. فحافظ على الصلاة في المسجد.. وموعدي معك بعد سبعة أيام..
ومضت الأيام..
وبعد أسبوع جاءني بغير الوجه الذي فارقته عليه.. وأول ما رآني عانقني وقال : جزاك الله خيراً.. والله يا شيخ إنني في سعادة ما ذقتها منذ تسع سنوات.. فسألته عن الضيق والملل والاكتئاب.. فإذا هو قد زال عنه كله.. وصدق الله إذ قال : ﴿ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.. ﴾
تعليق