إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رجال حول ص/1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رجال حول ص/1


    البراء بن مالك - الله، والجنة

    هو ثاني أخوين عاشا في الله، وأعطيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا نكا وأزهر مع الأيام..

    أما أولهما فهو أنس بن مالك خادم رسول الله عليه السلام.

    أخذته أمه أم سليم الى الرسول وعمره يوم ذاك عشر سنين وقالت:

    "يا رسول الله..
    هذا أنس غلامك يخدمك، فادع الله له"..

    فقبّله رسول الله بين عينيه ودعا له دعوة ظلت تحدو عمره الطويل نحو الخير والبركة..

    دعا له لرسول فقال:

    " اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له، وأدخله الجنة"..

    فعاش تسعا وتسعين سنة، ورزق من البنين والحفدة كثيرين، كما أعطاه الله فيما أعطاه من رزق، بستانا رحبا ممرعا، كان يحمل الفاكهة في العام مرتين..!!




    **




    وثاني الأخوين، هو البراء بن مالك..

    عاش حياته العظيمة المقدامة، وشعاره:

    " الله، والجنة"..

    ومن كان يراه، وهو يقاتل في سبيل الله، كان يرى عجبا يفوق العجب..

    فلم يكن البراء حين يجاهد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر، وان يكن النصر آنئذ أجلّ غاية.. انما كان يبحث عن الشهادة..

    كانت كل أمانيه، أن يموت شهيدا، ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق..

    من أجل هذا، لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة..

    وذات يوم ذهب اخوانه يعودونه، فقرأ وجوههم ثم قال:

    " لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي..

    لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة"..!!

    ولقد صدّق الله ظنه فيه، فلم يمت البراء على فراشه، بل مات شهيدا في معركة من أروع معارك الاسلام..!!




    **




    ولقد كانت بطولة البراء يوم اليمامة خليقة به.. خليقة بالبطل الذي كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون قائدا أبدا، لأن جسارته واقدامه، وبحثه عن الموت.. كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة تشبه الهلاك..!!

    وقف البراء يوم اليمامة وجيوش الاسلام تحت امرة خالد تتهيأ للنزال، وقف يتلمظ مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين، قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف..

    وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها، كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!!

    أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..

    حصاد كثير يتساقط من المشركين دعاة الظلام والباطل بحدّ سيفه الماحق..

    ثم ضربة تواتيه في نهاية المعركة من يد مشركة، يميل على أثرها جسده الى الرض، على حين تأخذ روحه طريقها الى الملأ الأعلى في عرس الشهداء، وأعياد المباركين..!!




    **




    ونادى خالد: الله أكبر، فانطلقت الصفوف المرصوصة الى مقاديرها، وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك..

    وراح يجندل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه.. وهم يتساقطون كأوراق الخريف تحت وميض بأسه..

    لم يكن جيش مسيلمة هزيلا، ولا قليلا.. بل كان أخطر جيوش الردة جميعا..

    وكان بأعداده، وعتاده، واستماتة مقاتليه، خطرا يفوق كل خطر..

    ولقد أجابوا على هجوم المسلمين شيء من الجزع. وانطلق زعماؤهم وخطباؤهم يلقون من فوق صهوات جيادهم كلمات التثبيت. ويذكرون بوعد الله..

    وكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه..

    وناداه القائد خالد تكلم يا براء..

    فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة، والدّلالة، القوة..

    تلك هي:

    " يا أهل المدينة..

    لا مدينة لكم اليوم..

    انما هو الله والجنة"..

    كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله.

    أجل..

    انما هو الله، والجنة..!!

    وفي هذا الموطن، لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر..

    حتى المدينة، عاصمة الاسلام، والبلد الذي خلفوا فيه ديارهم ونساءهم وأولادهم، لا ينبغي أن يفكروا فيها، لأنهم اذا هزموا اليوم، فلن تكون هنلك مدينة..

    وسرت كلمات البراء مثل.. مثل ماذا..؟

    ان أي تشبيه سيكون ظلما لحقيقة أثرها وتأثيرها..

    فلنقل: سرت كلمات البراء وكفى..

    ومضى وقت وجيز عادت بعده المعركة الى نهجها الأول..

    المسلمون يتقدمون، يسبقهم نصر مؤزر.

    والمشركون يتسلقطون في حضيض هزيمة منكرة..

    والبراء هناك مع اخوانه يسيرون لراية محمد صلى الله عليه وسلم الى موعدها العظيم..

    واندفع المشركون الى وراء هاربين، واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها..

    وبردت المعركة في دماء المسلمين، وبدا أن في الامان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي لجأ اليها أتباع مسيلمة وجيشه..

    وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:

    " يا معشر المسلمين..

    احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..

    ألم أقل لكم انه لا يبحث عن النصر بل عن الشهادة..!!

    ولقد تصوّر في هذه الخطة خير ختام لحياته، وخير صورة لمماته..!!

    فهو حين يقذف به الى الحديقة، يفتح المسلمين بابها، وفي نفس الوقت كذلك تكون أبواب الجنة تأخذ زينتها وتتفتح لاستقبال عرس جديد ومجيد..!!

  • #2
    مشكورررررررررررررررررررررررررررررررر
    اخى

    تعليق


    • #3
      مشكور اخوي وماتقصر
      Every Day I Said Today My Dreams Become Real

      أنت الزائر رقم لمواضيعي وردودي

      My E-mail :
      Good Bye And Good Luck In This Forum
      With My Best Wish

      تعليق


      • #4
        مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
        اخى

        تعليق

        يعمل...
        X