إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يذبح ضحيته ويشرب من دمه ويأكل لحمه.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يذبح ضحيته ويشرب من دمه ويأكل لحمه.

    كل معاني البشاعة والانتقام تحملها سطور هذه الجريمة حتي ان الكلمات لتعجز عن وصفها! مصاص الدماء 'دراكولا' اسم عندما نسمعه أو نقرأه يحمل لنا معني واحدا وهو اننا سنشاهد فيلما امريكيا مخيفا ومرعبا للكبار فقط عن الشخصية الاسطورية 'دراكولا'. الذي كان يدمن مص دماء ضحاياه بعد غرز انيابه في اجسادهم وقتلهم.. وما كنا نتوقع ان يحدث هذا في الواقع ولكنه حدث في القاهرة تحديدا في حي السيدة زينب!
    لم يكتف القاتل الشرس بذبح ضحيته صاحب العمل الذي يعمل لديه في الشارع وامام كل الناس وانما بكل بشاعة وغل ظل يسحبه علي الارض كالذبيحة الي داخل أحد المساجد الاثرية القديمة بالسيدة زينب ليفترسه كالوحش عندما يستأثر بضحيته.. وظل يغرز انيابه في جسده ويقطع من لحمه باسنانه ويشرب من دمائه حتي امتلأ فمه بالدماء والسبب 2 جنيه! الجريمة بشعة وقد لايصدقها عقل لولا ان سطورها جاءت فوق اوراق محضر رسمي واكدها شهود عيان شاهدوا تفاصيلها المرعبة لحظة بلحظة ولم ينكرها المتهم سواء في محضر الشرطة أو في تحقيقات النيابة. بل اعترف بكل وقائعها البشعة
    ماذا حدث في حي السيدة زينب؟!
    معا نقرأ تفاصيل جريمة مصاص الدماء من البداية الي النهاية!


    * المشهد الاول:
    يوم الاربعاء الماضي.. صباحا!
    المكان: شارع عبدالصمد دائرة قسم البساتين.. تحديدا داخل منزل الحاج عبدالعزيز المقاول بالعقار رقم ..74 كان كل شيء هادئا داخل المنزل إلا الحاج عبدالعزيز الذي كان يبدو متوترا كأن صدره يضيق بمشكلة ما.. استشعرت زوجته هذا التوتر الذي كان يسكن قلب الزوج ورسم ملامحه فوق وجهه.. أقتربت منه وسألته برفق وحنان وعلي وجهها ابتسامة حرصت علي الا تغيب: 'مالك ياحاج.. شكلك متغير ليه النهارده'؟!
    الحاج عبدالعزيز يجيب علي زوجته وهو يرتب بعض الاوراق قبل أن يضعها في حقيبته السمسونايت: '.. أبدا ياحاجة مشاكل شغل والمسئولية صعبة.. هيئة الاثار بتستعجلني علي استكمال الانارة والترميم داخل المسجد الاثري تمراز الاحمدي بالسيدة زينب'!
    ويتواصل الحوار بين الزوج المقاول والمتعهد بأعمال ترميم الاماكن والمساجد الاثرية بالقاهرة من قبل المجلس الاعلي للآثار وزوجته التي حرصت علي ان تسبر اغوار زوجها وألا تتركه يغادر المنزل والقلق يستولي علي عقله!
    وكانت الزوجة هي البادئة بالسؤال: أفهم من كده ان المسألة هي أزمة سيولة؟!
    ويغادر القلق وجه الزوج الطيب الحنون علي اسرته منسحبا امام ابتسامة ارتسمت فوق وجهه ويجيب علي سؤال زوجته: '.. الحمد الله الخير كتير لكن المشكلة في الفنيين والعمال.. شغلهم بطيء وأصبح معظمهم طماعين'! ويسود صمت قصير بين الزوجين.. كان خلاله قد اغلق الزوج حقيبته وتناول افطاره بسرعة وغادر بيته بعد أن قام بتوديع زوجته التي دعت له بالتوفيق والعودة بألف سلامه لبيته وأسرته!.. استقل الحاج عبدالعزيز سيارته وعقله لايزال سابحا في مسجد تمراز الاحمدي بالسيدة زينب الذي عهد به المجلس الاعلي للآثار اليه لترميمه وانارته.. دقائق مرت علي المقاول وهو يقود سيارته لم يحسبها حتي وصل الي باب المسجد يهبط منها متبادلا التحيات مع الباعة الجائلين الذين يفترشون الارض ببضاعتهم بجوار المسجد الاثري وتعود علي رؤيتهم صباح كل يوم وهم أيضا يعرفونه جيدا!
    يدلف الحاج عبدالعزيز الي داخل المسجد.. يطمئن علي سير العمل محفزا عماله علي انجاز المهمة وضرورة تسليم الجامع للآثار في أسرع وقت ممكن.. وبينما كان صوته يملأ صحن المسجد حتي علا صوت آخر علي صوته.. كان أحد عماله يخبره بوصول سيارة نقل كبيرة محملة بالطوب ولابد من تفريغها لكي يبدأ عمال البناء والمحارة عملهم!.. أحس الحاج عبدالعزيز بالضيق مرة أخري يطارد نفسه.. خرج باحثا عن عامل باليومية يتولي تفريغ حمولة السيارة وكأن القدر يلازمه ويستجيب لكل رغباته!
    عامل انفار!
    * المشهد الثاني:
    ظهر نفس اليوم الاربعاء!
    فجأة وبلا سابق انذار أنشقت الارض عن أحد الاشخاص.. يقترب من الحاج عبدالعزيز.. ويسأله: '.. يا حاج.. محتاج عمال انفار'؟!.. ينظر اليه مقاول أعمال الآثار وقد تهللت اساريره غير مصدق ان القدر استجاب اليه بهذه السرعة.. يرد عليه تحيته ويسأله: 'عرفت منين اني عايز عمال انفار'؟! * العامل: بصراحة انا من امبارح بالف علي رجلي اسأل الناس هنا عن شغل لغاية ما عرفت من واحد انك مقاول فقلت اكيد تكون محتاج لعامل انفار باليومية!
    ** المقاول: اسمك ايه؟!
    * العامل: أحمد هاشم يا حاج
    ** المقاول: من أي بلد يا أحمد؟!
    * أحمد: من اسيوط وجيت مصر علشان اشتغل.. وزي ما انت شايف كده صحتي جامدة واستحمل الشقي ولو 24 ساعة واتمني لو تجربني!
    ** المقاول وقد اشار بيده الي السيارة النقل الكبيرة: مهمتك تفريغ حمولة هذه السيارة الي داخل المسجد واجرتك في اليوم 15 جنيه.. موافق؟!
    * عامل الانفار احمد: موافق يا حاج!.. قالها احمد وهو يسرع الخطي نحو السيارة النقل وبكل قوة وعزم لمحهما فيه الحاج عبدالعزيز بمجرد ان وقعت عيناه عليه ظل يحمل الطوب علي كتفه الي داخل المسجد.. ومرت عدة ساعات توقف خلالها عامل الانفار عن العمل للراحة وعندما اطمأن المقاول علي ان العمل يسير علي قدم وساق قرر الانصراف مودعا عماله إلا عامل الانفار الجديد احمد هاشم لم يرد التحية.. وترك عمله متجها الي الحاج عبدالعزيز يطلب منه يوميته المتفق عليها!..
    يندهش صاحب العمل من طلب العامل الذي هبط عليه فجأة بلا سابق معرفة فكيف يطلب أجرا علي عمل لم ينهه بعد؟!.. ويأمره بالعودة الي عمله وانجازه أولا.. يتردد احمد هاشم ثم يعود ادراجه الي السيارة النقل مواصلا تفريغ حمولتها من الطوب وظل الحاج عبدالعزيز يراقبه للحظات ثم انصرف وهو لايدري ان هناك شيطانا ظل يرمقه بنظرات نارية حتي ابتعد المقاول عن مرمي البصر!
    تمرد!
    عامل الانفار احمد يقرر فجأة التمرد.. يتوقف عن العمل.. يلقي ببعض الطوب من فوق كتفه علي الارض.. يقف للحظات في شرود يقطعه عليه عم محمد الذي يقوم بتصليح الاحذية علي الرصيف بجوار المسجد الاثري تمراز الاحمدي.. ويدور بينهما هذا الحوار القصير!
    * عم محمد: في ايه يا بني.. وقفت ليه عن الشغل؟!
    ** عامل الانفار وقد انتبه الي سؤال الرجل العجوز: المقاول رفض يقبضني يوميتي.. هو ناوي ياكلها عليٌ ولا أيه؟!
    * عم محمد غاضبا: حرام عليك يابني.. الحاج عبدالعزيز راجل طيب والكل يعرف انه ما أكل حق عامل في يوم وادخل اسأل زملاءك في الجامع لو أنت مش مصدقني!
    ** عامل الانفار: عموما انا لحمي مر ومحدش يقدر يسرقني حتي ولو كان الحاج بتاعكم!
    وكأن عم محمد كان يقرأ أفكار هذا الشيطان وتمني لو عاد الحاج عبدالعزيز مرة أخري الي السيدة زينب لكي يقنعه باعطاء هذا المتمرد يوميته ويجعله ينصرف بهدوء لكن الامنيات لاتكفي لكي تمنع قدرا .. ومر سواد الليل علي الجميع بتمنيات نحملها في صدورنا ببزوغ فجر يوم جديد نأمله مشرقا!
    وهل حدث هذا؟!
    دراكولا ينتقم!
    * المشهد الثالث:
    يوم الخميس ظهرا.. والمكان منزل المقاول الحاج عبدالعزيز!
    يصحو فجأة من نومه مذعورا.. ينظر الي ساعته فيدرك ان الوقت تأخر به.. يحاول ان يختزل ما تعود ان يقوم به كل يوم.. تنازل عن افطاره.. ارتدي ملابسه بأقصي سرعة كان في سباق مع أجله ولا أحد يدري تسأله زوجته في حيرة: '.. هو أيه اللي جري ياحاج هو انت شغال في الحكومة'؟!.. لايرد الحاج عبدالعزيز.. فقط كان يكتفي بارسال نظراته لزوجته.. التي كانت تحمل لها الإجابة.. وقبل ان يخرج ينظر اليها قائلا: '.. أوعي تنسي تقولي للأولاد أني جاي بدري علشان نتغدي كلنا مع بعض'!.. تبتسم الزوجة ويغلق الزوج الباب وراءه مستقلا سيارته الي حي السيدة زينب مسجد تمراز الاحمدي.
    وتتصاعد الاحداث..!
    يهبط الحاج عبدالعزيز من سيارته.. يجد في انتظاره عامل الانفار احمد هاشم الذي يباغته قائلا: 'فين يوميتي يا حاج'؟!.. ويتعجب المقاول من اسلوب عامل الأنفار.. يضع يده في جيبه ويخرج 15 جنيه يعطيها له ويطلب منه الرحيل لكن الشيطان يأبي أن يرحل.. يتسمر في مكانه وبصوت عال يقول للمقاول: '.. أنا عايز 2 جنيه مواصلاتي.. أنا بايت هنا من امبارح ومعيش فلوس ولازم أخذ حقي'!.. ويرد عليه الحاج عبدالعزيز منفعلا: '.. حقك واخده علي داير مليم واتفضل مع السلامة'!
    عامل الانفار الذي كان بالأمس ودودا.. يطلب العمل من أجل لقمة العيش يتحول الي شيطان رجيم.. لا أقل من ان يوصف بالوحش المخيف أو بدراكوالا مصاص الدماء!
    فجأة وفي عز الظهر وامام كل الناس.. يخرج أحمد من جلبابه سكينا كبيرا يلمع نصله علي ضوء شمس الظهيرة التي تلسع الأجساد في هذا الوقت ثم يغرزها في جسد المقاول.. يصرخ الحاج عبدالعزيز وعلي صراخه تصرخ السيدات والمارة وكأن حركة الزمن توقفت في هذه اللحظة!.. ينزع الشيطان السكين من جسد المقاول.. يظن الجميع انه سوف يلوذ بالهرب لكنه يواصل طعناته المستمرة في جسد ضحيته ويذبحه وسط ضحكات هيستيرية انطلقت من فمه وظل يردد: 'أنا قلت ان لحمي مر.. محدش صدقني'!
    الضحايا يتساقطون!
    'ياناس حرام عليكم.. الراجل حيموت في ايد المتوحش ده'!.. كانت صيحة انطلقت من فم عم فهمي '57 سنة' صاحب كشك امام المسجد الاثري.. يندفع ومن ورائه عامل المحارة عبدالتواب '27 سنة' والمهندس عادل خليل بهيئة الآثار والمشرف علي اعمال الترميم محاولين تخليص المجني عليه من براثن هذا الحيوان المفترس لكن هيهات.. فالسيناريو المرعب لم ينته بعد! ويأبي القاتل ان يترك ضحيته.. فبعد ان قام بطعن عم فهمي بالسكين في قلبه وصدره وعامل المحارة في جنبه واصاب المهندس عادل فريق الانقاذ يتحول امام الجميع الي اشبه بدراكولا مصاص الدماء تلك الشخصية الاسطورية التي استوحت منها السينما الامريكية معظم افلام الرعب يسحب ضحيته من يده جثة هامدة ويجره علي الارض كالذبيحة ويدخل به الي مسجد تمراز الاحمدي وامام ذهول الجميع.. يلقي بالسكين الملوث بالدماء بعيدا عنه ثم يجرد المجني عليه من بعض ملابسه ويظل بمنتهي الغل والشراسة يغرز انيابه في جسده ويقطع باسنانه في لحمه ويشرب من دمائه التي امتلأت بها فمه وملابسه ثم يخرج الي الناس في صورة شيطان وهو يصيح بأعلي صوته: '.. شربت من دمه وأكلت لحمه'!
    بلاغ عاجل!
    * المشهد الرابع:
    دارت أحداثه داخل قسم شرطة السيدة زينب!
    جمع غفير من الناس يدلفون الي مكتب العميد فؤاد حجازي المأمور يستغيثون به من المجرم القاتل الذي افترس ضحيته بمنتهي الوحشية وأصاب ثلاثة يصارعون الموت علي الرصيف أمام المسجد الأثري. يتم ابلاغ اللواء محمد سيف النصر مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة الذي يطلب من اللواء اسماعيل الشاعر مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة متابعة الحادث البشع لحظة بلحظة.. ويتمكن المقدم هشام لطفي رئيس مباحث القسم والرائد علي نور الدين معاون المباحث من القبض علي القاتل وتحريز السكين المستخدم في الحادث وتم نقل المصاب فهمي حسين محرز صاحب كشك السجائر أمام المسجد الأثري الي مستشفي الحسين الجامعي في حالة سيئة يصارع الموت داخل غرفة الانعاش.. والمصاب عبدالتواب عبدالعظيم محمد بجرح نافذ في جنبه الي مستشفي أحمد ماهر التعليمي وتم اسعافه وخروجه من المستشفي وأجريت الاسعافات الأولية للمصاب المهندس عادل خليل بهيئة الآثار.
    وأحيل المتهم الي نيابة السيدة زينب ويتولي هاني الرفاعي وكيل النيابة التحقيق باشراف المستشار أسامة قنديل المحامي العام لنيابات الجنوب ويقرر حبس المتهم وتوجيه تهمتي القتل العمد والتمثيل بالجثة.
    لقاء مع مصاص الدماء!
    * المشهد الخامس:
    كنت في انتظاره داخل قسم شرطة السيدة زينب.. تركت لخيالي العنان في وصفه قبل أن يأتيني من محبسه بصحبة أكثر من حارس ووجدتني أسأل نفسي: هل ممكن أن تتحقق الصدفة وينقلب الخيال الي واقع وأري أمامي مصاص دماء.. بمعني أن أري وجها مخيفا ونابين طويلين في فك أسنانه.. تماما وكما نراها في شخصية دراكولا في الأفلام الأمريكية؟!.. وقبل أن أسبح في خيال بلا حدود ورسم أكثر من صورة لهذا الشيطان.. فجأة يفتح أمامي باب الحجرة التي كنت أجلس فيها مع زميلي المصور بسام الزغبي الذي كان مستعدا بكاميرته.. يدلف أولا الحارس.. ينظر لي قائلا: '.. استعد دراكولا ورائي'!.. لم أنبس بكلمة واحدة وما هي إلا لحظة ووجدت أمامي شابا طويلا يدخل الحجرة والحديد يكبل يده ومن ورائه ثلاثة حراس آخرين يحملون الطبنجات في أيديهم خوفا من هذا المارد لو تمكن لا قدر الله من الهرب!
    نظرت الي ملامح وجهه فلاحظت القسوة والغلظة تغطيها.. نزلت ببصري الي جلبابه الذي يرتديه فوجدته ملطخا بالدماء دماء ضحيته الذي أكل من لحمه وشرب من دمائه.. وقبل أن أبدأ لقائي معه فوجئت بالمقدم هشام لطفي رئيس مباحث قسم السيدة زينب يطلب من القاتل الشرس أن يفتح فمه.. وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها.. الصورة التي رسمتها في خيالي أو بمعني أدق صورة دراكولا التي شاهدناها بخوف علي شاشة السينما انقلبت الي واقع أمامي.. شاهدت داخل فمه نابين طويلين ملتصقين بفك أسنانه.. نظرت الي زميلي المصور فوجدته مستغرقا في التقاط الصور له.. وبدأنا لقاءنا مع مصاص الدماء!
    * سألته في البداية: ممكن أعرف اسمك بالكامل وسنك؟!
    ** ويجيب القاتل: اسمي أحمد هاشم حامد محمد.. عمري 28 سنة من مركز صدفا أسيوط.
    * معاك شهادات؟! ** معرفش أفك الخط.. لكن أعرف أعد الفلوس كويس!
    * والدك بيشتغل ايه؟! ** أبويا فلاح أجير.. تعب واتبهدل علشان يربي اخواتي ولما الأمراض مسكت في جسمه استغنوا عنه أصحاب الأرض وهو دلوقت قاعد في البيت واخواتي هما اللي بيشتغلوا!
    * كم عدد أشقائك؟!
    ** ثلاثة أنا أصغرهم.. محمد عنده '43 سنة' وصفوت '36 سنة' وصفية '48 سنة' وهما زيي تمام ميعرفوش يفكوا الخط!
    * لماذا تركت أسيوط وأتيت الي القاهرة؟!
    ** علشان لقمة العيش.. مفيش شغل كويس في أسيوط وبعدين أنا أعرف أن مصر فيها رزق كتير!
    * نزلت القاهرة كم مرة؟!
    *حوالي 8 مرات.. اشتغلت في الأول سريح باليومية.. بعلب مناديل في الاشارات مقابل اتنين أو تلاتة جنيه وآخر الليل أروح أنام عند جماعة بلدياتي في شقتهم في شارع الورشة بمنشية ناصر.. كنت بنام علي الأرض وفي مرات عديدة كنت بنام في الشارع تحت أي كوبري لغاية الصبح!
    * أفهم من كده انهم طردوك من شقتهم؟!
    ** أنا كنت ساكن عندهم ببلاش وعلشان محدش يكرهني كنت أبات يوم عندهم وعشرة في الشارع!
    * بتحب العنف يا أحمد؟!
    ** كنت بلعب ملاكمة في مركز شباب ناصر بأسيوط ومن صغري وهوايتي ضرب العيال في قريتنا!
    * علشان كده أتعودت تشيل سكين كبير في جلبابك؟!
    ** أنا شلتها دفاع عن النفس لأن مرة كان معايا 58 جنيها وأنا ماشي في جسر السويس طلع عليٌ أربعة وهددوني بمطواة قرن غزال وأخذوا مني فلوسي.. من يومها اشتريت سكينا ووضعتها في جيب جلبابي!
    * دخلت السجن قبل كده؟!
    ** دخلت سجن المركز بتاعي في أسيوط أكثر من مرة.. وفاكر في مرة لما اتخنقت كسرت باب السجن وخرجت.. أصل أنا بتخنق بسرعة ومبحسش بنفسي بعد كده!
    أكلت أحشاءه!
    * احكي لنا اللي حصل يوم الخميس الماضي؟!
    ** القاتل ببرود وكأن شيئا لم يحدث: لما رفض المقاول يعطيني بقية حقي 2 جنيه.. اتخنقت منه فطلعت السكينة من الجلبية وطعنته بيها.. في ظهره وبطنه ورقبته ورجليه وبعدين سحبته من ايده لغاية مدخل الجامع وغرزت أنيابي في أحشائه وأكلت بعضها وشربت من دمه.. سرق حقي وهو ده جزاؤه!
    * أنت كنت جعان يا أحمد لما عملت كده؟!
    ** وظننت بسؤالي هذا أنه سوف يبتسم لكنه كشر عنأنيابه أمامي وسألني في عصبية وغيظ: تقصد ايه يا أستاذ بسؤالك ده.. اني باكل لحمة نيه! وساد صمت للحظات ثم عدت أسأله: انت قتلت علشان 2 جنيه في حين ان المباحث لما فتشت جيوبك بعد القبض عليك عثرت علي مبلغ 142 جنيه.. ليه عملت كده؟!
    ويرد القاتل بسرعة: المبلغ ده لا يخصني.. واحد صاحبي سابه أمانة عندي!
    * انت نادم علي جريمتك؟!
    ** وبدلا من أن يبدي ندمه نفاجأ به يقول أنا عيان.. اعرضوني علي دكتور! وينتهي حوارنا مع مصاص الدماء ليعود من حيث أتي الي محبسه بصحبة حراسه الأربعة.
    * المشهد السادس:
    ذهبنا الي مسجد تمراز الأحمدي بالسيدة زينب مكان الجريمة هناك لا تزال الأفواه والألسن تتندر بما حدث.. التقينا في البداية بأحد الشهود واسمه أشرف صابر يعمل علي سيارة الخريجين للشباب الصندوق الاجتماعي.. يقول: 'اللي شفته وغيري ولا في السيما.. كنت أقف أمام سيارتي الصغيرة وفجأة وجدت خناقة وصوت عالي بين عامل أنفار والمقاول بعدها لقيت العامل الطويل بيطلع سكين كبير زي بتاع الجزارين من جيب جلبابه وبيطعن به المقاول في كل جسمه.. من شدة المفاجأة اتسمرت مكاني وبعدين جريت بكل سرعتي الي قسم السيدة زينب ودخلت علي المأمور وحكيت له اللي شفته ولما رجعنا شفنا منظر بشع.. القاتل خارج من الجامع وفمه ويده يمتلآن بالدم وهو بيصرخ 'شربت من دمه وأكلت لحمه'!
    ويلتقط عم محمد الذي يقوم بتصليح الأحذية علي الرصيف طرف الحديث من الشاهد أشرف ويقول: 'أنا طول عمري قاعد في المكان ده.. جنب الجامع.. رزقي يوم بيوم وراضي ربنا.. قبل الحادث بيوم يعني يوم الأربعاء جاءني شاب طويل عرفت انه من أسيوط واسمه أحمد سألني عن شغل في المنطقة فقلت له 'أقعد جانبي لغاية الحاج عبدالعزيز لما يشرف واجري أطلب منه يشغلك.. هو راجل طيب وعمره ما يكل حق عامل'!
    'ولما اشتغل أحمد صدقني فرحت وبدل ما يصون النعمة فوجئنا به بيقتله يوم الخميس بوحشية وأنا راجل عجوز يا بني مقدرش أتدخل في خناقة كبيرة.. وكانت الضحية المقاول الطيب وعم فهمي اللي عرفت انه بين الحيا والموت في الانعاش.. ربنا يشفيه علشان ولاده'!
    جثة هامدة
    * المشهد السابع:
    داخل منزل أسرة المجني عليه حيث تقيم في شارع أحمد عبدالصمد بالبساتين.. وجدنا الحزن يملأ كل جنبات المنزل ويغطي كل الوجوه.. الرجال جلسوا في سرادق كبير أقامته أسرة القتيل منذ وفاته أسفل المنزل.. والنساء اتشحن بالسواد أما الزوجة فهي لا تزال غائبة عن الوعي ترقد فوق سريرها.. وصرخات متقطعة كانت تطلقها والدة المجني عليه تقطع بها صدور الموجودات من النساء.. لا تصدق انها لن تراه مرة أخري! أما والد القتيل فلم يكف عن البكاء حزنا وألما علي فراق ابنه.. ترك سرادق العزاء وصعد يحتضن أطفال ابنه الأربعة بعد أن أصبح لهم أبا وجدا. رغم صعوبة وقسوة الحادث.. جلسنا الي أسرة القتيل.. تعرفنا منهم علي تفاصيل الساعات الأخيرة التي سبقت الحادث المؤلم وكيف علموا بالخبر الحزين؟
    في البداية يقول الابن الأكبر للقتيل واسمه 'محمد' 13 سنة في صباح يوم الحادث استيقظ والدي متأخرا من نومه و استعد للخروج الي عمله وكان هذا هو يوم اجازتنا الاسبوعية.. تركنا 'لماما' ورقة بها كل الأدوات المدرسية التي نحتاجها وقالت لنا بعد أن خرج 'بابا' الي عمله انه سوف يأتي من عمله بسرعة لكي يتناول معنا طعام الغداء.. كنا سعداء بهذا الخبر الذي زفته لنا 'ماما' وجلسنا نشاهد التليفزيون انتظارا لقدوم والدي الذي طال في هذا اليوم!
    وتبكي الابنة الصغري 'اسراء' 9 سنوات وهي تتألم قائلة: لماذا قتل البلطجي 'بابا'؟! حرام عليه.. حرمني منه.. لازم يموت زي ما موت 'بابا'.. وانهارت الابنة وارتمت في أحضان جدها.
    سرعة المحاكمة
    وبعيون تملؤها الدموع تحدث والد المجني عليه ويدعي اسماعيل '68 سنة' وبدأ كلامه قائلا: أقيم مع أولادي الأربعة في منزل واحد مكون من خمسة أدوار حرصت علي بنائه. حتي يقيم أولادي الي جواري.. عبدالعزيز كان أقرب أبنائي الي قلبي.. أقيم معه أغلب الوقت.. كان حنونا لأنه دائما يطمئن علي ووالدته يوميا.. حيث يزورنا في الصباح قبل خروجه الي عمله.. وفي المساء عند عودته.. لم يتخلف يوما.. ولم يتعلل بانشغاله فكان أكثرهم عطفا ورعاية لنا.
    ويجهش الأب بالبكاء وهو يردد 'منه لله' حرمني من ابني الطيب.. وحرم أطفاله الأربعة من رعايته لهم.. لن أستريح حتي يأخذ المتهم جزاءه.. أتمني سرعة محاكمته حتي تهدأ النيران التي تشتعل في صدري وأكاد أموت حزنا عليه.
    لا أصدق!
    ويلتقط عبده '46 سنة' شقيق المجني عليه طرف الحديث متسائلا: لماذا قتل المتهم أخي الطيب؟! وهل مبلغ 2 جنيه يستحق من أجله أن يقتله؟!
    ويتساءل شقيق المجني عليه: ما ذنب أطفاله الأربعة الذين يتمهم هذا المجرم الذي لا يعرف الرحمة وحرمهم من والدهم الي الأبد.. شقيقي لا يستحق ما حدث فهو معروف بكرمه وعطفه الشديد علي المحتاجين ولا أعتقد انه كان سيبخل علي المتهم بمبلغ جنيهين لكنها بلطجة وأخي يرفض هذا الأسلوب وأنا علي يقين أن المتهم سوف يأخذ عقابه حتي يكون عبرة لغيره! ويكفي علي جبروته وشراسته انه انتهك بيتا من بيوت الله وقتل فيه شخصا! ويضيف قائلا: تلقيت خبر وفاته الساعة الواحدة بعد الظهر.. لم أصدق في البداية.. وكانت صدمة كبري لنا بعد أن تأكدنا من صحة الحادث المؤلم.. وحتي الان أشعر بالذهول لأنني لن أري أخي عبدالعزيزة مرة أخري.. كان الله في عون أسرته ولن نتركهم بعد الآن فنحن عائلة مترابطة نعيش معا في عقار واحد يجمعنا الحب والوئام.
    اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله

  • #2
    آسف القصة طولية شوي بس...................
    اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله

    تعليق


    • #3
      لا ما طويله مشكووووووور اخوي تسلم اخوي الله اخليك
      نشرب اذا اردآالماء صفوآ~~~~~~
      ويشرب غيرنا كدرآ وطينا~~~~~

      ~~~~لااله لا الله محمد رسول الله~~~~~~
      [gl][movel]الحصان الاسود black^^horse[/movel] [/gl]

      [email protected]
      [email protected]

      [mover]يا ملك ايطاليا مصيبة و داهية الحراس و المدافعين [/mover]
      [movel]لا ندعي القمه لكن نحن الافضل[/movel]

      [mover]انت الامبراطور ولا داعي للتفخر ولا دعي لتشجيع توتي[/mover]

      [gl]رومـــ تو roma TOTforTI ever تي ــــا [/gl]

      تعليق


      • #4
        الله يبارك فيك
        اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله

        تعليق

        يعمل...
        X