إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعد ليلة طويلة من المعاناة خلال حملة "دموع التنين" في مخيم جنين..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعد ليلة طويلة من المعاناة خلال حملة "دموع التنين" في مخيم جنين..

    اصبح النوم حلما صعب المنال بالنسبة للطفلة ايمان عدنان الهندي البالغة من العمر (5 سنوات), فصور اللحظات الرهيبة والقاسية التي عايشتها وعائلتها في الهجوم الاسرائيلي يوم 20 أيار على مخيم جنين لا زالت تقتحم احلامها وحياتها لتحرمها النوم الهاديء ومعاني الطفوله, فهي لاتنام بشكل طبيعي، كما تقول والدتها، واذا نامت سرعان ما تستيقظ مذعورة حزينة خائفة وهي تصرخ من هول الكوابيس التي تطاردها، والتي تذكرها بلحظة كادت ان تفقد فيها حياتها وبأعجوبة بالغة نجت من الموت ومن بين فكي الكلاب الاسرائيلية التي استخدمتها قوات الاحتلال في مداهمة منازل المدنيين في المخيم بحثا عمن تسميهم اجهزة الامن الاحتلالية بالمطلوبين.

    لحظات رهيبة..
    وتلك اللحظة، كما تروي والدتها، "بدأت عندما هاجمت الكلاب الاسرائيلية ايمان وعرضت حياتها للخطر. ففي حوالي الساعة الواحدة من فجر ذلك اليوم الاسود الذي نتذكرة لحظة بلحظة من هول ما شاهدناه، حاصرت قوات الاحتلال منزلنا الواقع في حي الدمج, طرق الجنود الباب بقوة وهم يصرخون: افتح الباب والا فجرنا المنزل.. سارعت الخطى لتنفيذ اوامرهم لحماية اطفالي الاربعة الذين كانوا استيقطوا على ازيز الرصاص والقصف الاسرائيلي الذي لم يتوقف طوال الليل. وما كدت افتح الباب حتى شاهدت اكثر من ثلاثين جندي بكامل عدتهم جاهزين لمعركة, سألوني عن اسماء المتواجدين في المنزل فأبلغتهم بوجود أطفالي، فطلبوا مني وهم يوجهون سلاحهم نحو رأسي: امامك دقيقتين لاحضارهم امامنا وسط تهديد بالاقتحام والعقوبات التي بثت في قلبي حالة من الخوف والقلق على مصير ابنائي لاننا امام احتلال لا يتورع عن ممارسة كل اشكال الارهاب التي نتذكرها جيدا في مخيم جنين".

    خوف وذعر..
    وتقول الأم "ام يزن": "شعرت بخوف وذعر شديد، وبلمح البصر جمعت اطفالي واحضرتهم لموقع تجمع الجنود الذين سألوني من زوجك واين هو؟ فقلت لهم زوجي هو عدنان الهندي –رئيس اللجنه الشعبيه للخدمات في مخيم جنين – ولكنه غير موجود, فاستشاطوا غضبا وقالوا انت تكذبين علينا من الافضل ان تدخلي وتحضرين كل من يتواجد في المنزل لاننا سنقتل كل من نجده مختبئاً". وذهبت محاولات "ام يزن" لاقناع الجنود بخلو المنزل سدى، وتضيف: "ارغموني على العودة للداخل وفتح الابواب وهم يراقبون تحركاتي وعدت اليهم مجددا فوضع احدهم سلاحه في رأسي، وقال أحدهم: لا زلت تكذبين اذا لم يخرج باقي الاشخاص ستنالين عقاباً شديداً، فصرخت في وجوههم انه بيتي ولا داعي للكذب وهو خال الان وبامكانكم التفتيش والتأكد من ذلك, ابنائي وانا امامكم فلا داعي للتهديدات غير المجدية فانتم بتصرفاتكم وهمجيتكم ترعبون الاطفال ادخلوا وفتشوا وبعدها قرروا".

    اتلاف الاثات..
    اقتاد الجنود "ام يزن" واطفالها الاربعة لبيت مجاور قيد البناء وهو منزل هدمته قوات الاحتلال خلال معركة المخيم الشهيرة في نيسان 2002 وقد بدأ صاحبه بإعادة بنائه مؤخرا وارغموا الأم وأطفالها على الجلوس فيه وسط الظلمة بينما اقتحمت قوة كبيرة منزلها، كما تقول، "وسط اطلاق النار فعاثوا فيه فسادا وتخريبا ومزقت الكلاب الفراش بينما صادر الجنود الكمبيوتر الشخصي لزوجي عدنان الهندي، وهو رئيس اللجنة الشعبية للخدمات في المخيم، دون تبيان الاسباب. ومن يشاهد آثار ما خلفه الاحتلال الذي لم يعثر على احد داخل المنزل يكتشف ان هذه الحملات هدفها العقاب الجماعي والتدمير والتخريب والانتقام منا من جهة، وتكبيدنا الخسائر من جهة ثانية, فالكمبيوتر الذي صودر شخصي ولا يوجد فيه ما هو مخالف للامن والقانون ولكن العملية تؤكد ان الاحتلال يريد ان يحرمنا من كل شيء ويدمر كل ممتلكاتنا".

    الكلاب هاجمتني..
    لم تنتهي الاجراءات الاسرائيلية بحق عائلة عدنان الهندي, وتقول كريمته ايمان: "عندما كنا نجلس ويحيط بنا الجنود من كل جانب شاهدتهم يحضرون كلبين كبيرين, شعرت واخوتي الصغار بالخوف عندما شاهدناهما، وفوجئنا بالكلاب تقترب منا، كان قلبي يخفق بشدة من الخوف الذي جعلني ارتجف وقبل ان انطق بكلمة هاجمني احد الكلاب". تتوقف ايمان عن الكلام بعدما اصيبت بالذعر والرعشة التي عايشتها في تلك اللحظات وبعد ان تدخل والدها للتخفيف عنها وتهدئتها تابعت الرواية قائلة: "لم يكن أي سبب ليهاجمني الكلب ولكنه قفز نحوي والقاني ارضا فأصبت في مقدمة رأسي قبل ان تنقض عليه والدتي وعدد من الجنود لانقاذي, واتذكر انني عشت لحظات وانا اتوقع انه سيقتلني فقد كان اطول مني وحجمه كبير وعيناه تتقادحان وبدا عليه الغضب وهو يهاجمني فاستمريت في الصراخ والبكاء خاصة عندما شاهدت الدم ينزف من رأسي والمصيبة ان الجنود لم يقدموا لي أي علاج لوقف الدم.

    وطوال الليل واصلت ايمان البكاء في حضن والدتها التي اكدت ان ابنتها نجت من الموت باعجوبة، "لم يكن أي سبب لتصرف الكلب الذي وجهه الجنود نحونا وجعلوه يقترب منا حتى عرض حياتنا للخطر وبلحظة كاد يقتل ابنتي الصغيرة التي لم ترتكب أي ذنب او تقوم بأي حركة ليهاجمها الكلب, ولكن يبدو ان الكلاب كأصحابها تملك مشاعر العداء لشعبنا، والا ماذا يعني تركها تهاجم طفلة صغيرة والجنود يمسكون بها وكان بإمكانهم منعها؟"

    هول الصدمة..
    المنظر اثار حالة من الرعب والخوف لدى باقي اشقاء ايمان, ومن شدة الخوف والرهبة قفز يزيد ويزن نحو الشارع باحثين عن النجاة محاولين الهرب غير آبهين بما قد ينجم عن ذلك. ويقول الطفل يزيد (9 سنوات), "لن انسى ذلك المنظر ابدا انه يلازمني ليل نهار ويخيفني، فلم اتخيل ابدا ان نتعرض لمثل هذه الجريمة، فقد شاهدت ذلك الكلب الكبير جدا يلقي اختي ارضا وهو ينبح بشدة، بينما صرخات ايمان تتعالى.. لقد كنا عاجزون عن فعل شيء، فقفزت من مكاني وأخي يزن وحاولنا الهرب لننقذ حياتنا فلحقنا الجنود والقوا نحونا قنابل صوتية لتوقيفنا ولكن واصلت الركض من شدة الخوف حتى وصلت الى زواية احد المنازل في شارع مظلم وامضيت الليل ارتجف من شدة الخوف وابكي وانا اتخيل ان الكلب قتل امي واختي".

    رفضوا علاج ايمان..
    ورغم ما واجتهه ايمان واسرتها فان الجنود، تقول والدتها، "رفضوا السماح لنا بنقلها للمستشفى واستدعاء سيارة اسعاف، كما منعونا من الحركة والعودة لمنزلنا رغم الانتهاء من تفتيشه وارغمونا على الاقامة في نفس المكان وسط دوي الرصاص والتفجيرات ومداهمة المنازل وترويع المواطنين لاكثر من خمس ساعات حتى نهاية الحملة التي اطلقت عليها قوات الاحتلال اسم "دموع التنين" والتي في اطارها جرى اعتقال 40 مواطنا من المخيم ونقلهم للتحقيق والاستجواب في مركز الاعتقال في سالم, بينما خلف الجنود دمارا كبيرا في ممتلكات المواطنين في جميع المنازل التي تعرضت للدهم والتفتيش".

    تاثير نفسي..
    انسحاب الجيش الاسرائيلي من المخيم وعودة ايمان لمنزلها لم يضع حدا لمعاناتها وخوفها فقد تأثرت، كما تقول والدتها كثيرا, "عندما تسمع أي حركة في الليل وحتى صوت كلاب في المنطقة او يلمسها احد خلال نومها تصاب بالذعر والخوف وهي تعيش وضعاً نفسياً رهيباً جعلها ترفض النوم وحدها وتصر على ملازمتي, بل ومنذ الحملة ومع حلول الظلام ترغمنا على مغادرة المنزل والنوم عند اقاربنا, لذلك نناشد المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان الوقوف الى جانب شعبنا لتوفير الحماية له ووضع حد لهذه الممارسات التي تدمر نفسيات وحياة اطفالنا وتمس سلوكهم ومستقبلهم".

  • #2
    والله حالة تعووووووووووور القلب بس الواحد شيقول
    مشكور اخوي




    mr.saaleen

    تعليق


    • #3
      :(

      تعور القلب

      تعليق


      • #4
        اي والله صح كلامك تعور القلب
        Every Day I Said Today My Dreams Become Real

        أنت الزائر رقم لمواضيعي وردودي

        My E-mail :
        Good Bye And Good Luck In This Forum
        With My Best Wish

        تعليق

        يعمل...
        X