إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خذ نفس وادخل قصه مؤثرة وطويييله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خذ نفس وادخل قصه مؤثرة وطويييله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    اليوم راح أشارككم بقصة مؤثرة جداً. القصة تدور أحداثها في السعودية, وهي قصة حقيقية, وهي قصتي مع النت. هي قصة حب. وأتمنى تلقون منها المفيد وتتعلمون من قصتي العبرة, ولا تنفهم هالقصة بأي طريقة غير الطريقة أللي هي مطروحة فيه.

    كنت ادرس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, ومثلي مثل غيري من الطلاب كنت أشتغل عشان أقدر أصرف على نفسي. أبوي رجل قوي وصاحب نفوذ بالبلد, لكن طريقة تربيته طريقة جافة تعـّلم الواحد كيف يشيل نفسه بنفسه ولا يعتمد على أحد.
    في البداية كنت أدخل الانترنت بحكم عملي بالمحل, وبعد فترة بديت أتعرف على ناس كثيرة عبر الانترنت عن طريق الإيمايل وعن طريق الماسنجر وهلم جرا.

    في يوم من الأيام, وفي أحدى غرف التشات تعرفت على بنت كانت قريبة عهد بالزواج. وكانت تسأل أسئلة عامة عن الزواج وكانت خايفة. أستظرفت البنت هاذي في البداية وبدت منها علاقة صداقة بريئة بمعنى الكلمة, (قبل تقولون في أنفسكم "كيف بريئة؟" بأقولكم كملو قراية هالقصة), بعد فترة شهر أو أثنين بدت البنت تشتكي سوء الأحوال بينها وبين خطيبها, وأن المشاكل بدت بينهم لأسباب عمري ما سألتها عنها, وإن كانت بينا صداقة, ما أظن لأي أحد الحق في السؤال عن خصوصيات زي هاذي, بالذات شخص غريب وعن طريق الأنترنت.
    مرّت الأيام والأسابيع وأنا في كل يوم اسمع هالبنت تشتكي على الماسنجر وأنا واقف معاها أواسيها. بحكم المجتمع أللي حنـّا فيه كنت عارف أن البنت في حالات الطلاق المبكر, (بالذات بعد الملكة وقبل الزواج), راح تنظلم في كل الأحوال عن طريق كلام الناس أللي ما راح يرحم أحد. أتذكر في أكثر من موقف كنت أطمنها أن الناس دايما تتزوج وتتطلق وأن الشي هذا لما يصير مو إنتقاص من حق أي أحد, كنت واقف معاها كصديق لا أكثر وعلى مر شهور في محنتها.
    أتذكر البنت انقطعت عن الأنترنت فترة أسبوعين. في البداية تمنيت للبنت كل التوفيق, كنت أتوقع أن الأمور تصلحت وانشالله هي في طريقها لعش الزوجية.

    ولكن في أحدى الليالي بينما أنا في عملي, (ومشغل الماسنجر طبعاً), فاجئتني بدخولها الماسنجر, طبعاً فرحت بدخولها الماسنجر وسألتها عن أحوالها بس أكتشفت أن البنت مو في حالتها الطبيعية, كانت بوادر الحزن باينة من كلامها معاي, سألتها عن سبب هالحزن كله, قالتلي أنها تطلقت. (الزواج ما تم رسمياً بس الملكة تمت, وانفصخت الملكة). وكانت الصدمة لها ولي في نفس الوقت. عمري ما سألت البنت عن الأسباب لأنه ما فكرت في وقتها أن الشي هذا يخصني. كل اللـّي سويته هو أني وقفت معاها وقفة أي صديق بوقت زي هذا. أتذكر كنت أقولها "لا تهتمين بأحد أنتي ما فيك أي عيب", وكانت تقول "ما أحد راح يفهم اللّي صار, والكل بيظن الأسوأ", وبيني وبينكم هي صادقة, ما يحتاج أقولكم عن العادات اللي منتشرة في مجتمعنا العربي.

    مرت الأيام والشهور وأنا أسوي كل ما بيدي علشان ارفع من معنويات هالمسكينة في وقت محنتها. وشوي شوي بدت ولله الحمد تضحك وتنكت, بالعربي بدت البنت تتعافى من الصدمة العصبية, ولو بكل بطء. العلاقة طبعاً بعد الموقف هذا أشتدت العلاقة وصرنا ما نخفي عن بعضنا شي من أحزانا وشكاوينا عن كل شي وولا شي بنفس الوقت.

    بعد فترة, أكتشفت أن الدراسة والعمل بنفس الوقت بدت تأثر في دراجاتي بالجامعة, (الله يسامح صاحب المقهى كان الدوةام 7 ايام بالاسبوع و12 ساعة باليوم). رحت لأبوي أقوله يساعدني بس موقفه كان وبكل بساطه, "تعلم كيف تسير أمورك وبنفسك, لا تعتمد على أحد". كان أبوي, "الله يعطيه العافية والصحة", يبيني اتعلم كيف اعتمد على نفسي, بس الله يهديه ضرني أكثر من منا نفعني كذا.

    بدت درجاتي بالجامعة تتأثر, وفي يوم من الأيام لقيت أن الجامعة تقولي, "توّكل على الله", المقاعد الجامعية محدودة والطلب عليهم شي مذهل. طبعاً أنصدمت في البداية. ومن خوفي من أهلي أخفيت الموضوع عنهم, صعب أقولهم أني أنفصلت عن أحسن جامعة بالمملكة. إنسحبت عن الكل, ودخلت بكل ما عندي على وظيفتي في مقهى الانترنت. طبعا للشخص أللي ما مر بظروف زي هاذي صعب علـّي أني اشرحله المنطق أللي كنت عليه أنا في هذاك الوقت, بس إللي صار صار.

    طبعاً الشخص الوحيد أللي شكيتله حالي كانت البنت اللي قلتلكم عنها في بداية الموضوع. الله يجزاها بالجنة ردتلي الجميل ووقفت معاي أحسن وقفة, كانت تقولي "الرجل ما يعيبه خروجه من الجامعه, بس تعلم من الدرس", كانت وبكل معنى الكلمة في هذاك الوقت أهلي كلهم, كانت أختي, أمي, أخوي, وصديقي في نفس الوقت. والشهاده لله لولا فضل الله ثم فضل هالبنت ما كان وصلت للّي وصلته أنا اليوم, بس ما أبي استبق الأحداث والقصة.

    أنتقطعت عن أهلي فترة قيربة من السنة وأنا ما قلتلهم أني طلعت من الجامعة, وتقدمت لوظيفة محترمة بس التوظيف ما كان مفتوح. طول هالفترة كنت أهرب من الواقع لعالم الأنترنت, وبالتحديد لعالم البنت أللي صرنا ما نقدر نطول عن بعض أكثر من كم يوم. كنا نساند بعض في كل شي. وطبعا بعد فترة لقيت نفسي منجذب للبنت هاذي أللي تقبلتني زي ما أنا, وكانت راضية بصحبتي على حقيقتي, بدون كذب وإدعاء, خصوصاً أن البنت هاذي كانت تعرف عني كل صغيرة وكبيرة, عيوبي ومحاسني, وقابلة فيني رغم حالتي الصعبة كرجل.

    وبعد مرور سنة كاملة على بداية تعرفنا في الماسنجر عرضت عليها موضوع كان يدور براسي من فترة. قلت في نفسي كان هالبنت أقبلتني بما فيني ليش ما أكمل نفسي بالنقص اللي فيني؟ ليش ما أكمل النقص اللي فيني عن طريق الشخص الوحيد اللي شفته ممكن يغنيني عن الكل؟
    قلتلها يا بنت الناس أنا وبكل معنى الكلمة "حبيتك".
    طبعاً البنت في البداية قالت:
    "أنا ما أبي علاقتنا تخرب وحنا ماشين زي العسل ليش تخربها بتفاهات زي الحب وما الحب؟" وقالت عن عائلتها المحافظة وأن الشي هذا ما يصير. وكان ردي وبكل بساطة:
    "أنا أحبك, ولاني من النوع أللي يلعب بهالكلمة, وعشان أثبتلك بقولك من الحين أن نيتي زواج, وأبي أتزوجك!!"


    الجزء الثاني............

    --------------------------------------------------------------------------------

    السلام عليكم.
    وين وصلنا بهالقصة؟ أثنين لقو بعض بين زحمة هالناس لا وعن طريق الأنترنت! أللي يسمع هالقصة بيقول أنا عشت هالموقف بس لما تكتمل القصة راح تعرفون أن ولا أحد منكم عاش أللي عشناه مع بعض.

    الجــــــــــزء الثاني:
    ردت علي البنت بكل حيرة: "وشلون تبينا نتزوج؟ حنا عمرنا ما شفنا بعض ولا ندري حنا من وين وكلن عايلته ساكن فين؟"
    رديت عليها بقولي:" يا بنت الأجواد أللي يدور الشي بيلقاه, وأنا دامني نويت إنشالله بنلقى طريقة, وما خاب ربنا من دعاه"
    لمدة يومين صار الموضوع نقاش حاد. قالت البنت أن قلبها قد أنجرح بموضوع الحب والزواج وأن صدمة ثانية راح تنهيها بمعنى الكلمة. وأن مالها نية تغامر بشي زي هذا, بعيد المنال, وبكل معنى الكلمة جنون.
    كان جوابي أننا نعرف بعض, وما تخلينا عن بعض في وقت محنتنا زي ما تخلى الكثير من حولنا, من جهتي عندكم أبوي, ومن جهتها عندكم خطيب البنت.
    قلتلها: "تذكرين أول ليلة قلتيلي فيها أنك فصختي الملكة معاه؟"
    قالت:"أيه"
    قلتلها:"سألتك بالله تذكرين المنديل اللي مسحتي فيها دموعك ذيك الليلة؟"
    قالت:"بصراحة لا بس أكيد كان في مناديل"
    قلتلها:"أجل جاوبيني سؤال واحد, وين بتلقين بهالكون إنسان يغليك ويغلي دموعك للدرجة أنه, من بعد سنة, يفكر بهالمنديل أللي حتى أنتي نسيتيه وقللتي من غلاه وغلا ما أنمسح فيه؟"

    وبهالكلمتين أنولدت قصة الحب. عشت فيها أحلى أيام عمري. ما كان أحد من أهلي معاي والكل كنت مبعد عنهم من خوفي من ردة فعلهم لو إسمعو أني طلعت من الجامعه, ومين معاي بالرغم من هذا كله؟ مين قبلني حتى وأنا طالع من الجامعة وما قال في نفسه هذا يعيبه شي؟ الله يجزاها بالجنة ما قصرت كانت أهلي وأختي وأمي وكل شي.

    طبعاً نسيت أقولكم كان معي شي واحد يغنيني عن شهادات الدنيا كلها, وهي لغة أنجليزية تطيح الطير من السما, بحكم أمي الأمريكية قدرت أتعلم هاللغة أللي لو نويت أفشل بها أي جامعي قدرت, ولله الحمد.

    الحين ومن بعد ما تعاهدنا عرفت أني لازم أشد على نفسي وأكون نفسي بطريقة أكون فيها رجل يعتمد عليه ولا أنرد إذا جيت أخطبها أو أقول لأهلي يخطبونها لي. أخذت نفسي وقدمت أوراقي وسويت مقابلة مع أكثر من شركة وبنك. لأني أعرف أنهم يبون أصحاب اللغة, الشي الوحيد أللي عندي. مرت شهور وأنا القى الكل يصرف فيني والبنت واقفة معاي, عطتني الشي الوحيد أللي الرجال يحتاجه, (بنظري), عشان يكون رجل بمعنى الكلمة.....عطتني سبب أعيشله, سبب أكافح له, سبب يخليني أبي أطور من نفسي وأقوم على حيلي وأنفض الغبار عن نفسي.

    ثلاث شهور مرت وأنا على وظيفتي بمحل الأنترنت. كنت أسكن مع صاحب محل الأنترنت, (ولد شبابي خلاله أبوه البيت وسافر لجنوب المملكة), كانو الشباب كلهم يجتمعون ويلعبون ويضحكون بهالبيت وأنا كنت بس أدور فرصة أطلع منها. بعد حوالي ثلاث شهور بدا صاحب البيت يلمحلي أنه لازم أطلع وأن أهله راح يرجعون للبيت من الجنوب.وش بسوي؟ وين بروح, وانا أخذ راتب كل يوم من المحل بقدر خمسين ريال؟ ما معاي إلا سيارة قديييييمة وآمال الكون كلها لأجل أكون نفسي عشان ما أخذل قلب هالبنت. تتذكرون كاس العالم الأخير2002؟ أيامها قالي صاحب المحل ما أقدر أخليك تسكن معاي خلاص. كنت اداوم 12 ساعة بالمحل ولما يخلص دوامي أدخل الماسنجر وأنسى نفسي مع هالبنت وأنسى كل الهموم أللي عندي. ولخلصنا من الماسنجر وطلعت كنت أروح لقهوة عامة يا جماعة الخير وأستأجر غرفة من الغرف ينقالك عشان أشوف فيها مباريات كاس العالم, كنت أنام فيها لمدة أربع ساعات, وكل يوم أختار يا ربي آكل فطيرة جبن بريالين ولا أشبع ولا آكل فطيرتين زعتر بيريالين وأشبع. الكثير منكم بيقول وشجابرك على هالشي؟ وين أهلك وين أعمامك وأبوك. الجواب هو أني ما أبي أهلي يشوفوني بموقف الضعف هذا.

    لمدة أسبوعين وأنا أنام بهالقهوة العامة, حالتي يرثى لها, وكل أملي بالحياة كان لما أدخل الماسنجر راح تنسيني هالبنت كل همومي وتدخلني عالمها الخاص, وبتشجعني على أني بعّـدي من هالمحنة وبيجي اليوم أللي بأقدر أخطبها فيه.

    وفي ليلة من الليالي, وحنا على الماسنجر أذن الفجر, قفلت المحل على العادة وقلتلها بروح أدعي ربي يفك أزمتي. دعتلي بالتوفيق ورحت أصلي. ما أنساها في حياتي دخلت المسجد وجلست في الصف الأول, ما عندي بهالدنيا أي شي غيرها, دعيت ربي, بحرقة دعيت ربي يساعدني أكون نفسي لأجل أتزوج هالبنت, قلت في دعاي أنك يا رب أدرى بنيتي الصافية, ونيتي ألقى هالبنت يوم بالحلال لا بالحرام, وأني أنقطعت عني كل الأسباب إلا طريقه سبحانه, دعيت بحرقة, صليت ومن ثم طلعت ورجعت للمحل عشان أفتحه. والله ما أكذب عليكم يا جماعة الخير أنه بعد ثلاث ساعات من صلاة الفجر رن التلفون عندي بالمحل, رفعت السماعة وطلعلي واحد من البنك ال......
    قالي: "فلان الفلاني؟" قلت "أيه"
    قال:"نبيك تجينا اليوم بنسوي معاك لقاء أخير ونبيك توقع معانا العقد, وتبدأ تشتغل معانا من بكرة"


    تخيلو صدمتي, تخيلو أني لما سمعت هالشي بكيت دموع الفرح. ما قدرت أصبر, فتحت الماسنجر ولا لقيت البنت, بسرعة كتبت لها أيمايل ولبست أحسن ثوب عندي, (يومها ما كان عندي إلا ثوبين), تسنعت بسرعة ورحت للبنك, وقعت الأوراق وقالولي بكرة تداوم, وهذا مبلغ الف ريال, "تحسين أحوال", الراتب 5500 ريال بالشهر مبدئي, بدون تدريب, تعيين مباشر!!!!
    وغلاة غلاتي أني ما أكذب عليكم لقلتلكم أني حسيت بنعمة رب العالمين هذاك اليوم.
    رجعت للمحل وأنا كل همي الحين وين بالقى مكان أقدر أنام فيه وأسكن فيه لأني لقيت لي هالوظيفة الجديدة. تخيلو من 50 ريال باليوم ل5500 ريال بالشهر.

    وأنا أفكر بهالموضوع جالس على الكرسي حق المحل لقيت نفسي بديت انام, غفيت لي فترة ما أدري كم, ما صحيت إلا على وجه عمي جايني وداخل علي للمحل, صحاني من النوم وقالي: "وينك؟"
    "الأهل كلهم يدورون عليك صارلك ست شهور مختفي"
    قلتله على اللي صار وقال الحين أبيك تجي معاي للبيت, تتسبح وتاكل وبعدين نتفاهم على اللي صار.
    رحت البيت ولقيت قدامي كل أنواع الأكل الطيب, طبعا من بعد سنة كاملة ما أكلت طبخ بيت لكم تتخيلون كيف أكلت هذيك الليلة.

    هذيك الليلة ما قدرت امسك نفسي ودخلت للأنترنت والماسنجر ولقيت مناة حياتي تنتظرني. ما كانت مصدقة وش اللي صار وبيني وبينكم ولا أنا كنت مصدق. قلتلها لا ربك فتحها بوجهي والحين عندي وظيفة وإنشالله كلها كم شهر وراح أتقدملك رسمي, وأطلب أيدك من أبوك.

    والباقي.....بالجزء الثالث من هالقصة وأتمنى القى منكم الإهتمام تراها قصة فيها من كل العبر.
    الجزء الثالث: تجهيز الخطبة......

    ولله الحمد بديت اداوم بالبنك. وكنت من أنشط الموظفين. كنت كل ما أتعب من الشغل أو يجيني عميل يهاوشني أو رئيسي يهاوشني بالشغل كنت أدري أن الحين الموضوع مو بس موضوع وظيفة, صار الموضوع موضوع زواج, وكيف أقدر أوفي بوعدي لهالبنت اللي تستاهل كل خير, كيف باكون أو ما باكون.

    كنت كل صبح اصحا أقول في نفسي يلا قوم في من يعتمد عليك الحين, ولو أن في الحقيقة ما كان في أحد, بس بيني وبين نفسي شايل هم الوفاء بوعدي. أستمريت كم شهر على هالحال, البنت تمسكت فيني بكل ما فيها, ردت الخطيب الأول والثاني عشاني. ومع مرور الأيام حسيت أني لازم أسوي شي جدي أبين فيها حسن نيتي, كان كل خوفي أني أخسر هالبنت بسبب تقصير من عندي. فكرت مين أقدر أفاتح بهالموضوع؟ مين من عائلتي راح يتفهم أني نويت أتزوج بنت تعرفت عليها من النت؟

    في ليلة من الليالي رن التلفون عندي ولقيت أن عمتي تتصل فيني, الله يجزاها بالخير كانت من أقرب عماتي لنفسي, سألتني عن أحوالي وأحوال وظيفتي الجديدة, طمنتها أني ولله الحمد شاد على نفسي والكل يمدح فيني, وبطريقة فكاهية وعن طريق المزح قالتلي : "يلا حط الشقة ونجيبلك العروسة!"
    كلمة تنقال كثير للشباب بس ما ظنيت في منهم من صارله ردت الفعل اللي صارتلي يوم سمعت هالكلمة, قلتلها:"وإن قلتلك العروسة موجودة, وش بتقولين؟"
    قالت:"بقولك مين؟ أنت أشـّـر وحنا نقشر"
    قلتلها: " عطيني كم يوم ولك مني جواب"

    الدوام في اليوم الثاني كان طعمه غير, أتذكر جاني رئيسي وقالي إختار أيام إجازتك علشان أنسقها مع زملائك. قلتله خلي إجازتي حتى إشعار آخر, مسيكين أخوكم كان يطالع بالتقويم ويقول في نفسه إنشالله بعد رمضان نخطب.

    ليلتها تقابلنا على الماسنجر وبدون مقدمات قلتلها: "عطيني رقم تلفونك"
    قالت:"ليه فجأة هالسؤال؟"
    قلتلها:" أولاً حنا دخلنا الجد الحين, ويا خوفي ينسرق أيمايل ولا يضيع ماسنجر بوقت زي هذا, وثانياً وأللي أهم من هذا كله, عمتي تبي تكلمك!"
    البنت أختبصت, كانها مو مصدقتني قالت:" أنت أكيد تمزح!!
    , قلتلها: "لا ما أمزح, تبينا نتزوج؟ ولا لا؟"
    قالت:"ايه أبينا نتزوج" قلتلها :"أجل عطيني الرقم وبيجيك العلم", عطتني رقم جوالها, وكانت خايفة.
    قلتلها:"شوفي, لك مني وعد ما يضرك ولا يضر سمعتك أحد, هذا وعد مني وأنتي تدرين عن وعودي".....

    اليوم الثاني وبعد الدوام أتذكر أن قلبي في بطني وأنا اطالع جوالي, كيف بأقول لعمتي هالسالفة, كيف بتتقبلها؟, واح ياخذون كلامي على محمل الجد؟ توكلت على الله ودقيت على عمتي.
    قلت"ألو"
    قالت"هلا فلان, أخبارك وأخبار هالبنت أللي ما قلتلنا مين هي؟, مين هي بنت عمك فلانة, أو بنت عمك الثانية فلانة؟"
    قلتلها:" بصراحة لا هاذي ولا هاذي"
    قالت:"أجل مين؟"
    قلتلها:" أبيكم تخطبونلي بنت تعرفت عليها بالإنترنت, عندي رقمها وأبيك تكلمينها وتشوفين وضعها"

    دقيقة صمت.............................



    قالت"مين البنت هاذي؟"
    قلتلها: إسمها فلانة بنت فلان, ساكنة قريب من عندكم, تعرفت عليها بالإنترنت وصارلنا تقريبا سنة ونص نعرف
    بعض"

    صمت......................

    قالت"أنت تمزح ولا جاد؟"
    قلت:" لا جاد بكل ما تعني هالكلمة من معنى"
    قالت:" إنت كلمتها؟ شفتها؟ طلعت معاها؟"
    قلت:" لا شفتها ولا طلعت معاها" وأنا صادق في كلامي.
    قالت:" يا حبيبي هذا زواج مو لعبة, الموضوع ماهو موضوع بنت تتعرف عليها بالإنترنت وتتزوجها, وين قاعدين
    بفلم ولا بالواقع؟"
    قلتلها:" أنتي كلميها وبس, وأتمنى الموضوع يبقى بيني وبينك في الوقت الراهن"
    قالت بأشوف أنا وش آخرتها معاك. سكرت السماعة. ما أقدر أشرحلكم الإحساس إللي جاني, ربع ساعة مرت علي كأنها سنة وأنا أنتظر عمتي ترجع وتتصل فيني بعد ما تتصل على البنت. أتذكر أني تأكدت من أن الجوال مو على الصامت ما لا يقل عن ثلاث مرات. ما فكيت الجوال من أيدي وأنا أنتظر مكالمتها.



    وآخيراً رن التلفون عندي, طالعت الشاشة لقيت إسم عمتي, رديت عليها وبدون أي مقدمات ولا سلام
    قلتلها:" هاه بشري إنشالله إعجبتك؟"
    لقيت ردة فعلها ما كان اللي كنت ابيه, قالتلي كلام كثيييير وقالتلي أن صوت البنت ما عجبها, قلتلها الحين من بين كل الأشياء ما لقيتي تقولين إلا صوت البنت ما عجبك؟
    أتذكرها تقولي أنت ولد شيوخ وتستاهل أللي أحسن منها.
    قلت في نفسي طيب طيب لا تستعجل, دامها وافقت وكلمت البنت هاذي إنشالله بادرة خير.
    حلفتها تبقى الموضوع سري ألين ما أجي وأزورهم في نهاية الأسبوع. وعدتني وسكرت السماعه.

    جيت للرياض بأسرع ما أقدر يوم الأربعاء, بس للأسف لقيت أنها ما وفت بالوعد, فجاءة البيت كله كان يدري, تخيلو كيف كنت أسمع كلام من وإستهزاء من الكل, وفي مين؟ في البنت أللي أنا حبيتها ونيويت أتزوجها على سنة الله ورسوله. كنت أبلع غضبي, كنت أمسك لساني ولا أرد عليهم. ألين ما قابلت عمتي الكبيرة, (اللي خليتها تكلم البنت كانت الوسطى).

    سألتني عن البنت, وعن إسمها, وإسم عايلتها. قلتلها فلانة بنت فلان الفلاني.
    قالت:"الفلاني؟" قلتلها أيه. قالت كأني أعرف وحدة من هذيك العايلة, كانت تدرس معاي من أيام أول ثانوي, (طبعا اللي تتكلم الحين أم عيال, يعني معرفة أكيد صار عليها أكثر من عشر سنين).
    قلتلها: "أنتي متأكدة؟"
    قالت: "أيه وللحين أشوفها من وقت لوقت"
    تخيلو معاي, تخيلو الموقف, تخيلو كيف حسيت أن حياتي فجأة صار فلم هندي.
    أتذكرها قالتلي أن صاحبتها اللي من بيت فلان, (نفس عايلة البنت اللي أبي أتقدملها), أسمها كذا وعندها أخوان بالأسماء الفلانية, وأخوات بالأسماء الفلانية, وأنهم مناسبين ناس لهم ثقل بالرياض.
    قالتلي تأكد من البنت هاذي وشتقرب لها.
    قلت:"حاضر وممنون"
    تدرون وشكان يعني الكلام هذا, أكثر من أن عمتي الكبيرة كانت تعرف أحد يمكن يقرب للي أبي أتقدملها, كان يعنيلي أن العلاقة بين عمتي وصديقتها كانها إستمرت أكثر من عشر سنوات معنى الكلام هذا أن عمتي قابلة بأخلاق هالعايلة. واللي أكثر من كذا كأنها معجزة إلاهية بتسهل موضوع الخطبة, لا تنسون أني شايل هم كيف إذا أقنعت أهلي راح يقدرون يتقدمون للبنت بدون ما يخلون أحد يشك في أي شي.

    تقابلنا في الماسنجر أنا والبنت,
    قلتلها:" في أحد يقربلك إسمها فلانة؟"
    , فكرت شوي قالت:" في بس ليش السؤال؟"
    قلتلها: "طيب وش أسماء أخواتها وأخوانها؟"
    قالتلي إسم الأخو الأول والأخو الثاني, قمت انا وكملت أسماء الأخوات قبل تكمل هي. البنت إنصدمت, كيف مين ليش؟

    شرحتلها الوضع, قالتلي إن البنت هاذي بنت خالتها!!!!

    أنا داري الموضوع ثقيل شوي, بس أحلفلكم بالله أن هالقصة صارت, وصارتلي, وأتمنى تكملونها معاي للآخر, أشوفكم في الجزء الرابع.

    وين وصلنا؟ بنت وولد, خاطرو بكل شي لأجل حلم, ولفت بهم الدنيا من تعارف بالماسنجر إلى معرفة بين أهاليهم, ولو من بعد.
    إكتشفنا انا والبنت أن بين بنت خالتها وعمتي معرفة, قلت الحين أبي أدخل أبوي بالموضوع لأنه هو أللي راح يكون معاي ويقنع الكل, أو بيكون ضدي وبينقلب ضدي الكل.
    فاتحته بالموضوع, قلتله أبي أخطب البنت, طبعاً الأسئلة جتني من كل صوب, "مين البنت؟", "من وين عرفتها؟", حسيت أني لما كنت أشرحله الوضع أني خاطرت بمصداقيتي قدامه, لكني وعدت, وحبيت أوفي بعهدي, بالرغم من كل شي, آمنت بالمبدأ, وبديت أخسر كل شي لأجل هالمبدأ.
    تخيلو معاي المفاجأة أللي حسيت فيها يوم قالي أبوي:" جيب المهر والباقي علي!"
    حسيت أن الدنيا ما تشيلني ساعتها, معقولة؟ معقولة إقتنع؟ لما فكرت بهالموضوع بيني وبين نفسي لقيت أن أبوي خالف كل العادات والتقاليد من قبل لما تزوج أمي الأمريكية, يمكن هالشي مو بعيد.

    بموافقة أبوي المبدئية أنا صار عندي كل أللي أحتاجه, قلت للبنت على موافقة أبوي, طبعاً طارت من الفرح, وعشان أزيدها ثقة أتذكر سجلت المحادثة بيني وبين أبوي بالجوال حقي وسمعتها. ومحادثات بيني وبين عماتي وسمعتها.

    أتذكر رحت لعماتي وشرحت لهم الوضع, قلتلهم أبوي قالي جيب المهر والباقي علي, ما صدقو طبعاً, قلتلهم طيب أبدأو بالتدبير مع البنت على طريقة التقديم, قالو لازم أبوك يكلمنا. وأنا المسكين على بالي كل شي أكتمل, أثاريها حركة مقصودة من أبوي, يدري أبوي أنه ما أحد راح يتحرك بدون إشارته, وظن أنه لقالي جيب المهر بيكون هذا شي أعجز عنه وكذا ينتهي الموضوع بدون ما يطلع هو الشخص إللي نفى وقال.

    أخوكم على نياته خذاله أسبوعين إجازة عند أعمامه وعماته, فجأة بدا يلاحظ شي جديد, قامو عماته يعرضون عليه صور بنات عماته, وأفلام الفيديو لهم يقولونلي أختار منهم أحد, هذولا بنات أعمامك وأضمنلك من أي أحد ثاني. حسيت بالمؤامرة ولا أقتنعت بأحسن الحسناوات, الشكل مو كل شي, الشكل يزول بعد كم سنة, بس يبقى الشي الوحيد أللي ما يغيره الزمان, تبقى الروح, الشخصية, الشي أللي أنا بالأساس حبيته بهالبنت, ليش أتنازل عن شي أنا عارف أني قابله وأبيه بإسم التقاليد والعادات؟ هالتقاليد والعادات ما راح تنام معانا بالليل لنمنا, ولا راح تاكل معانا لكلينا, ولا راح تحل المشاكل أللي ممكن تصير بين الزوج وزوجته, إذا ما كان الأساس قوي, شي مبني على الحب, بيكون البيت المبني على هالأساس هش, على عكس أللي يقولك تزوج وبعدين تلقى الحب, لو الشي هذا صحيح ما كان شفنا معدلات طلاق بين الأربعين والخمسة وثلاثين بالمية هنا بالمملكة, بس وشفهمني أنا؟ أنا ما غير الشخص أللي راح يتزوج, طبعا الكبار راح يعرفون المصلحة العامة أكثر مني.......
    ولا وش رايكم؟

    لما درت البنت عن المؤامرة أللي صايرة, (عرض بنات عمي علي والمدح فيهم قدامي), قررت تاخذ قرار الكثير منكم يمكن يشوفها غبية, بس أضمنلكم لصارت النية زواج كل شي يهون. قررت تعطيني صورة لها. طبعاً خطوة ماهي بسيطة, بس على قولتها أنا جالس أحارب لأجل شي ما عمري شفته, والعلاقة أللي بيني وبينها مستمرة فوق السنة ونصف إلى سنتين, يعني الثقة أللي بينا تعدت كل الوصوف.

    أتمنى ما أحد يحكم على البنت بشي من هالموقف, وأتمنى ما أحد يحكم على قصتي بشي قبل أخلص منها, أنا اكتبلكم أبيكم تتعلمون درس, أبي أللي جالسين هنا يضحكون على أنفسهم ويدورون الحب بالنت ويقولون حبو بالنت يتعلمون من قصة حب حقيقية, ويعرفون أنه من الخطر تمني الشي, لأنه ممكن الشي أللي تتمنونه تلقونه, وساعتها أضمنلكم قليل منكم من بيكون قد الحب للقاه. والنتايج بتكون على أقل تقدير جرح تعانون منه مدة طويلة, ولا تظنون أنه الشي هذا صار معانا يعني ممكن يصير معاكم, لو ما في ثقة كان ما صار هالشي, وأحذر أي بنت تفكر بهالشي أقولها شوفو صور البنات أللي طالعة بالنت قبل تقدمون على أي خطوة زي هاذي. المهم حسيت أني بديت أطول عليكم بالنصايح وأبي أكمل لكم القصة.

    أخذت البنت أسبوع وهي تقنعني آخذ صورتها, بس لما فكرت فيها وقلبتها يمين يسار أكتشفت أني مقبل على خطوبة, (أو زي ما كان على بالي أيامها), وأنه من الجايز أني أشوف البنت. أخذت منها وصف البيت, ركبت سيارتي ورحت, كانت الخطة وبكل بساطة أني جاي للبيت على أني أخو وحده من صديقاتها, وجاي آخذ منها شي متعلق بالدراسة, ما كنت بأشوفها, كنت بآخذ ال"الدفتر" من أختها الصغيرة, (أربع سنوات), من عند الباب. واصلت برحلتي, أطول رحلة بحياتي........."طيب يمين من عند ......, يسار من عند......., عد ثلاث بيوت من الجهة اليسرى, بيت لون بابه......., وصلت, مسد كول واحد كانت الإشارة, أنتظرت عند الباب, أطلعت بنوته صعنونه معاها كيس, نزلت الشباك وناديتها من أسمها وراح من على وجهها علامات الخوف, عطتني الكيس من شباك السيارة وأنتهت المهمة, حطيت رجلي بالسيارة بسرررررررعة. ولا وقفت إلا لما وصلت بيتنا.

    فتحت الدفتر ومن بينها لقيت الصورة, صورة عادية جداً, لبنت عادية جداً, بس الشكل بالنسبة لي كان مقبول, وهذا أهم شي. لأني كنت عارف أني شريت ما بداخل البنت ما شريت الشكل. أتذكر البنت بالماسنجر هذيك الليلة كانت خايفة أني ما راح أتقبل شكلها, كانت تقولي أنا ماني ملكة جمال ولاني حلوة, بس كنت أهدّي فيها وقلتلها قابل بالشكل.

    مرّت الأيام وأنا أكمل شغلي بالبنك, سألت عن شركات تمويل كثيرة لأجل آخذ تمويل للمهر, وأخيراً لقيت الشركة أللي توافقلي. أخذت موافقة بثمانين ألف ريال. كان كل شي يترتب بشكل ممتاز. لكن بإحدى الليالي جت الصاعقة.

    قالتلي البنت أنه أحد تقدملها, وأنه هالمرة شكل أهلها يبون يقنعونها بأي طريقة تتزوجه. بدا الضغط علينا, لازم أنا أتحرك بسرعة, أتذكر كنت أقولها أصبري لقيت الحل وبكلم أبوي. ما كنت ناوي أكلم أبوي بالموضوع بس التطورات الأخيرة سرعت الأحداث. كانت ليلة الموت أو الحياة, ما أنسى وأنا راكب سيارتي رايح لبيت أبوي. وشبقول؟ كيف بأتكلم؟ طيب إذا قال كذا وشبقول؟

    ما كنت خايف مرة لأني ما خذ موافقة مبدئية منه. دخلت عليه وسلمت وسولفنا شوي, ومن ثم دخلت بعمق الموضوع, قلتله أني لقيت التمويل, وما ناقص إلا أوقع ويكون عندي ثمانين ألف بإذن الله. تعديت التوقعات من أبوي, ما توقع مني كل هذا, قلتله الوقت مهم لأن البنت يحاولون أهلها يزوجونها بالغصب بعد ما ردت الأول والثاني والثالث لأجلي.

    فجأة تغير الكلام, موقف أبوي ما كان نفس الموقف القديم, فجأة صارت أخلاقيات البنت على الطاولة, وليتني ما كنت موجود وسمعت أللي سمعته عن البنت أللي أحبها, كلام ينقال من تعميم أفكار, وحكم على شخص ما يعرفها من كلام غيره وكلام الناس بشكل عام.
    رفض!!!!!
    "يا أبوي أنت قلت....."
    "مافي, ماني متقدم لأحد!!!!"

    أتذكر كل أللي دار بيني وبين نفسي ساعتها كان سؤال واحد وبس:" طيب دام هذا موقفك ليه تعطيني الأمل من شهر؟", "ليه تخليني أسعى وأسوي وأقول وأعاند الكل لأجلها دامك مو موافق؟"

    هذيك الليلة أنكسر قلبي بكل معنى الكلمة, أنا اللي خاطرت, أنا أللي وقفت لأجل مبدأي, وأنا اللي خسرت, أتذكر بكيت, وأتذمر أبوي يشوفني أبكي يقولي أنت منت صاحي, أنا ما توقعت أنك حبيتها لهالدرجة, بس بكرة بتكبر وبتفهم. قلت في نفسي أكيد أبفهم, قلبي مو لعبة. أتذكر لما طلعت من البيت ضميت أبوي بقوة, لأني كنت داري أنها بتكون آخر مره أشوفه فيها ولمدة طويلة.

    رجعت شقتي وشغلت الماسنجر, أنتظرت وأنتظرت, أطالع في الجزء السفلي الأيسر من الشاشة, "متى بتدخل؟", "كيف بأقول لها أنه أهلي أخذلوني؟", "كيف بأقولها أني ما قدرت أوفي بوعدي؟", "طيب أقدر أتقدملها لوحدي؟", "أقدر أخلي أحد يتوسط بالموضوع؟"," مين يقدر يتوسط ويغير راي أبوي لما يقتنع بشي؟.....ولا أحد".
    دخلت الماسنجر, من بداية المحاذثة كان باين أن الأمور ماهي طيبة لا من جهتي ولا من جهتها, قلتلها على أللي صار وأنا أتقطع من الحزن, حسيت أني خذلتها, خذلت البنت أللي أمنتني على قلبها, وليت الخذلان كان مني, لا كان من أهلي.
    قالتلي أن أهلها اليوم قررو يزوجونها, وأن كتب الكتاب كان بعد ثلاث أيام.
    صعب أشرحلكم الموقف, بس الدنيا كلها سودت في وجهي, أنقطعت عن العالم, ما سددت فاتورة جوالي, ليه أسددها؟, ليه أشتغل؟, الشي الوحيد أللي كان يخليني أقوم من النوم كل صباح كان الأمل أني ممكن يوم أتزوج البنت, والحين هالشي راح, وشبقالي؟, أهلي؟ لا أهلي أخذلوني بإسم مصلحتي, وضروني بطريقة ما أقدر أشرحها لأي أحد.

    بديت ما أدوام مثل الناس, بديت أفقد أي إهتمام بالدنيا, رحت أدور المكان الوحيد أللي كان يلمني ساعة ما أكون ضايع, فتحت الماسنجر بس مافي أحد على الطرف الثاني, جاني أيمايل من البنت يقولي أنها بتتزوج بالتاريخ الفلاني, وأنها آسفة لأنها ما قدرت تصبرلي. طلبت مني أحرق صورها. بس قلبي ما طاوعني, ما أقدر أحرق الشي الوحيد المادي الملموس بأيدي منها, الشي الوحيد إللي عندي ولمست فيها أيدها.

    قطعت الناس كلها, أنقطعت عن أهلي وأبوي وعماتي والكل, صار جوالي يستقبل ولا يرسل وأنا ما همني, جاني الإنذار الأول من البنك على عدم الإهتمام والتأخير الزايد. أتذكر أجتمعو أصحابي وأسحبوني من الشقة غصب لمطعم, أتذكر طالعت الساعة وكان التاريخ تاريخ ليلة زواجها.

    فجأة جاني مسج بالجوال........كلمة وحدة من البنت,

    "أحبك"

    الصورة أللي جتني في بالي كانت صورة البنت واقفة في غرفتها قبل تنزل للناس ليلة زواجها, لابسة أبيض, وتبي تقولي أنه بالرغم من كل هذا تراها للحين تحبني. جوالي ما يرسل لأني قررت أقطع الناس كلها, كنت أتمنى أنه يرسل ولو بس لكم دقيقة. كنت بأقولها لا تسوينها, أنسحبي من كل شي, بس المنطق والواقع كان شي غير كلياً.

    مع الأسابيع والشهور أللي جت بعدها بديت أفقد إهتمامي بالوظيفة. مع الوقت طلعت من الوظيفة, ما عاد في شي يهمني بهالوظيفة, كان كل شي حولي يذكرني فيها, كل شي............

    أشكيلكم الحال وحالي يشكيني........
    شكوة شاكي وكلــّــن يشكون........
    ظميان, وهايم, أبيها ترويني........
    وكلـــّــن.........................
    كلــــّـــن شماته يلومون............
    فراقها يا ناس....................
    فراقها ينهيني....................
    راحت غلاتي والصدر الحنون.......
    عايف الناس.....................
    وباغ(ن) يبغيني.................
    وليلي أنوح والليل تنومون.........
    مجافي النوم؟...................
    لا.............................
    نومي مجافيني..................
    باقي..........................
    سهران.......................
    والـلـّـيلى مجنون...............


    الجزء الأخير: الفراق الثاني والنهائي:

    مر أكثر من شهر, حوالي ثلاث شهور وأنا منقطع عن الكل, وصدقوني لما أقولكم الكل أعني الكل, شلت أغراضي وطلعت, هاجرت عن الديرة أللي كنت فيها, ما عاد أبيها ما عاد أبي شي يذكرني.
    هاجرت للرياض, رجعت لبيت جدي من بعد طول غياب, لأني سمعت أنه مريض وبالمستشفى, هناك العايلة كلها كانت مجتمعة, شافوني لأول مرة من ثلاث أو أربع شهور, كانت المواجهة صعبة, والكل أستسمحت منهم إلا أبوي, أللي إلى يومك ماني قادر أتعاطف مع موقفه.

    تقدمت على أكثر من وظيفة في الرياض وأنقبلت بوظيفة أحلى من أللي كنت فيها ولله الحمد. وفي يوم من الأيام وأنا في طريقي للوظيفة رن التلفون عندي..............رقمها!!!!
    وشبسوي؟ كيف برد عليها وأنا الحين داري أنها متزوجة؟ يمكنها في خطر؟ يمكنها محتاجتني ولا وش بيخليها تكلمني بوقت زي هذا؟

    رديت على التلفون وسمعت صوتها, ما أكذب عليكم لما أقولكم أن الدنيا كلها وقفت هذيك اللحظة, صار مافي إلا أثنين بالكون.

    طبعاً ما يخفى عليكم الغلط اللي صاير بهالموضوع.......أول كان الموقف موقف شخص يبي يتزوج, بس الحين وش الموقف؟

    تكلمنا بالتلفون وبان من كلامها أنها ندمت على فعلتها, وأندمت على الزواج من غيري. تسألوني عن موقفي؟ بأقولكم ما قل حبي للبنت ذرة بالرغم من اللي صار, ولاني من النوع اللي عافها من بعد ما تزوجت, بس هنا كانت تكمن الخطورة. هنا بدا الشيطان يلعب بعقلي, وقالتلي البنت أنها حامل, قالت بتخلص حملها وبتطلق عشاني, تبيني للحين, وبين وبينكم أنا للحين أبيها, بس الحين الموقف تغير, ماعده الموقف موقف بنت وولد وحبو بعض, الموقف الحين صار موقف زوجة وزوجها وطفل, وشخص بإمكانه يهد هالعايلة هاذي كلها.

    فكرت كثير, فكرت أنه ممكن أتزوجها لو تطلقت, وكيف راح أعيش معاها, وكيف لإذا تقدمتلها بعد الطلاق ما راح أضطر آخذ معاي أهلي, (يمكن), لعبتها يمين يسار, ما جت معاي بأي طريقة من الطرق.

    ما أحد منكم راح يفهم أللي صار, وكثير منكم راح يحكم على الموقف بشكل خاطيء, بس أبيكم تعرفون أنه أللي صارلنا ولا أحد منكم عاشه. وعشان كذا أتمنى ما أحد يحكم على أللي صار.

    ركبت سيارتي ورحت فيها للمكة. أخذت عمرة وأستخرت ربي بالموضوع, ما حسيت بشي, بس كنت أتذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام, بما فيه معناه أنه من ترك لله شيئاً عوضه الله بخير منها. قررت أترك البنت لأجل الطفل, لأجل أنه الطفل أللي تشيله في بطنها يعيش حياة مستقرة, بين أبوه وأمه. كان القرار صعب, وكنت أنا المنضر فيه لأني تخليت فيها عن أحب الناس لي, بس قلت في نفسي أن الحب تضحية, وأني الحين لازم أضحي للمصلة العامة. وإن كانت التضحية بنفسي وبسعادة قلبي.

    أعطيكم آخر محادثة صارت لنا قبل الفراق الآخير.............................

    قلتلها:" أللي بينا لازم ينتهي"
    قالتلي:"فيه أمل, وأنت قد قلتلي أن أظلم ساعة من الليل هي دايما آخر ساعة قبل الفجر"
    قلتلها:"الحين لك أنتي فجر جديد, فجرك الجديد في بطنك, أنسيني"
    قالتلي:"ما أحد يفهمني, ما أحد يحبني زي ما حبيتني, سامحني على أللي صار"
    قلتلها:" الموضوع مو موضوع أني أسامحك, قدني سامحتك لأنه أهلي هم أللي خذلونا, بس الحين خلينا نتفاهم بالمنطق, قدامنا ثلاث خيارات...........
    الخيار الأول: نكمل على حالنا وأنتي متزوجة, ولو أكتشف زوجك الشي هذا إحتمال يقتلك, ساعتها على أيديني مو بس دمك, لكن دم الطفل أللي في بطنك, ساعتها ما راح أقدر أعيش, وإحتمال أبي آخذ بثارك, ساعتها دمك دم الطفل ودم زوجك ومن ثم دمي.
    الخيار الثاني: تطلقين من زوجك, هذا إن طلقك وأنتي الحين أم لأولاده, وأجي أنا وأتزوجك بعده, ساعتها بيضيع إستقرار الطفل, ولا بيكون ببيت أبوه وأمه ولا بيتربى بطريقة عادية, وهذا شي أنا ما أرضاه ولا أنتي ترضينه
    الخيار الثالث: ننهي أللي بينا, على أمل أنه ربنا يغفر لنا ويرحمنا وجمعنا بالجنة, ساعتها بالجنة حياتنا كلها وإن طالت 20 أو 30 أو 40 سنة مع بعض ما راح تقارن بحياة الخلود مع بعض"

    قالت:" أنا عارفه هالشي والعقل يحكم بشي والقلب يحكم بشي"

    بالآخير أقتنعت بكلامي, وأقتعت أننا نقطع العلاقة لمصلحتنا أثنينا.
    إطلبت مني طلب أخير......أطلبتني أحرق الصور. ما قدرت أرد طلبها الأخير, بالرغم أنه معنى الشي هذا هو أني بأحرق الشي الوحيد الملموس عندي منها, الباقي كلها بتكون ذكريات. بس طلبها الأخير ولاني بأقدر أرده. سكرنا السماعة ورحت وأخذت الصور, وحرقتها, صدقوني لقلتلكم أن الشي هذا كان أصعب شي ممكن أسويه بحياتي, أتذكر كانت الصور فيها ريحة عطرها المفضل, ولما أحترقو أختلطت ريحة عطرها بريحة النار والدخان.............

    اليوم الثاني كان آخر عهدي بالبنت, أرسلت لها مسج قلتلها أن طلبها تم........

    ردت علي بييت شعر...............

    قالتلي: "لا تحرق الذكرى وخذ طيفي تذكار......تبقى ملك قلبي وأبقى لك الدار"

    رديت عليها ببيت شعر:

    قلت فيها: "تناثر الدمع بريحة عطرك بالنار.......ولك الستيرة يا ليل عمري والدار"













    أتمنى تتعلمون شي من قصتي
    أتمنى تستفيدون


    دمتم سالمين





  • #2
    تسلم اخوي على هالقصه اللي صج طويله بس مؤثرة وانشالله

    تعليق


    • #3
      يسلمو على القصه
      Every Day I Said Today My Dreams Become Real

      أنت الزائر رقم لمواضيعي وردودي

      My E-mail :
      Good Bye And Good Luck In This Forum
      With My Best Wish

      تعليق

      يعمل...
      X