إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرجوله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرجوله

    الرجولة وصف اتفق العقلاء على مدحه والثناء عليه، ويكفيك إن كنت مادحا أن تصف إنسانا بالرجولة، أوأن تنفيها عنه لتبلغ الغاية في الذمّ. ومع أنك ترى العجب من أخلاق الناس وطباعهم، وترى مالا يخطر لك على بال، لكنك لاترى أبدا من يرضى بأن تنفى عنه الرجولة. ورغم اتفاق جميع الخلق على مكانة الرجولة إلا أن المسافة بين واقع الناس وبين الرجولة ليست مسافة قريبة، فالبون بين الواقع والدعوى شاسع، وواقع الناس يكذب ادعاءهم.

    وفي عصر الحضارة والمدنية المعاصرة، عصر غزو الفضاء وحرب النجوم، عصر التقنية والاتصال، ارتقى الناس في عالم المادة، لكنهم انحطوا في عالم الأخلاق والقيم، صعدوا إلى الفضاء وأقدامهم في الوحل والحضيض، تطلعوا إلى الإنجاز المادي وهممهم حول شهواتهم وأهوائهم (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا).
    وورث المسلمون من هؤلاء العفن والفساد، ورثوا منهم مساويء الأخلاق، وساروا وراءهم في لهاث وسعار، فلا للمدنية والحضارة أدركوا، ولا لأخلاقهم ورجولتهم أبقوا؛ فاندثرت الأخلاق والشيم مع عالم المادة، وصرنا بحاجة إلى تذكير الرجال بسمات الرجولة، وأن نطالب الشباب أن يكونوا رجالا لا صغارا ولا مجرد ذكور فكم بين وصف الذكورة والرجولة من فوارق.

    اخى العزيز ما ذا يعنى لك كلمه الرجوله
    كيف توصفها .........وكيف تنميها فى اطفالك؟
    هل نحن بحاجه لمن ياكد لنا رجوله اولادنا ام لا
    اسئله كثيره وخطيره فهل اجد اجوبه لديكم

    ولانى لم اكتب الموضوع فى قسم الحوار والنقاش
    لان المشرفه المسئوله قامت باغلاق موضوعين مهمين جدا فى حياتنا الاجتماعيه........فانى اسوف انقل لكم الاجابه ولن اترك الموضوع
    للنقاش حتى لا ينقل لقسم التقاش فيغلق

    تحياتى وسامحونا

  • #2
    الرجوله يعنى
    الرجل: قد يطلق ويراد به الذكر: وهو ذلك النوع المقابل للأنثى، وعند إطلاق هذا الوصف لا يراد به المدح وإنما يراد به بيان النوع كما قال تعالى: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر)،

    وقد تطلق الرجولة ويراد بها وصف زائد يستحق صاحبه المدح وهو ما نريده نحن هنا.. فالرجولة بهذا المفهوم تعني القوة والمروءة والكمال، وكلما كملت صفات المرء استحق هذا الوصف أعني أن يكون رجلا، وقد وصف الله بذلك الوصف أشرف الخلق فقال: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى). فهي صفه لهؤلاء الكبار الكرام الذين تحملوا أعباء الرسالة وقادوا الأمم إلى ربها، وهي صفة أهل الوفاء مع الله الذين باعوا نفوسهم لربهم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا). وصفة أهل المساجد الذين لم تشغلهم العوارض عن الذكر والآخرة (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ). إنهم الأبرار الأطهار (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ).

    والذي يتتبع معنى الرجولة في القرآن الكريم والسنة النبوية يعلم أن أعظم من تتحقق فيهم سمات الرجولة الحقة هم الذين يستضيؤون بنور الإيمان ويحققون عبادة الرحمن ويلتزمون التقوى في صغير حياتهم وكبيرها كما قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وعندما سئل عليه الصلاة والسلام: [من أكرم الناس؟ قال:"أتقاهم لله] (متفق عليه).

    تعليق


    • #3
      الرجولة وصف يمس الروح والنفس والخلق أكثر مما يمس البدن والظاهر، فرب إنسان أوتي بسطة في الجسم وصحة في البدن يطيش عقله فيغدو كالهباء، ورب عبد معوق الجسد قعيد البدن وهو مع ذلك يعيش بهمة الرجال. فالرجولة مضمون قبل أن تكون مظهرًا، فابحث عن الجوهر ودع عنك المظهر؛ فإن أكثر الناس تأسرهم المظاهر ويسحرهم بريقها، فمن يُجلّونه ويقدرونه ليس بالضرورة أهلا للإجلال والتوقير، ومن يحتقرونه ويزدرونه قد يكون من أولياء الله وعباده الصالحين، وقد ثبت عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما تقولون في هذا؟) قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: (ما تقولون في هذا؟) قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا(. رواه البخاري، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" (رواه مسلم).

      تعليق


      • #4
        مفاهيم خاطئة:عن الرجوله
        كثيرون هؤلاء الذين يحبون أن يمتدحوا بوصف الرجولة ولكن لايسعفهم رصيدهم منها فيلجؤون إلى أساليب ترقع لهم هذا النقص وتسد لهم هذا الخلل، ومن هذه الأساليب:

        1ـ محاولات إثبات الذات: التي غالبا ما يلجأ إليها الشباب المراهق، فيصر على رأيه ويتمسك به بشدة حتى تغدو مخالفة الآخرين مطلبا بحد ذاته ظنا منه أن هذه هي الرجولة.

        2 - التصلب في غير موطنه:والتمسك بالرأي وإن كان خاطئا، والتشبث بالمواقف والإصرار عليها وإن كانت على الباطل ظنا أن الرجولة ألا يعود الرجل في كلامه وألا يتخلى عن مواقفه وألا يتراجع عن قرار اتخذه وإن ظهر خطؤه أو عدم صحته.

        3 - القسوة على الأهل: اعتقادا أن الرفق ليس من صفات الرجولة وأن الرجل ينبغي أن يكون صليب العود شديدًا لا يراجع في قول ولا يناقش في قرار، فتجد قسوة الزوج على زوجته والوالد على أولاده والرجل على كل من حوله.. مع أن أكمل الناس رجولة كان أحلم الناس وأرفق الناس بالناس مع هيبة وجلال لم يبلغه غيره صلى الله عليه وسلم.
        ويوجد سوى ما ذكرنا أمور يحاول البعض إثبات رجولته بها رغم أنها لا تعلق لها بهذا الوصف إلا في ذهن صاحبها.. فمن ذلك: ظاهرة التدخين لدى الناشئة والصغار، أو مشي بعض الشباب مع الفتيات أو معاكستهن ومغازلتهن، أو التغيب عن البيوت لأوقات طويلة، أو إظهار القوة والرجولة من خلال المشاجرات والعراك مع الآخرين .. غير أن كل هذه التصرفات لا تدل في واقع الأمر على اتصاف صاحبها بهذا الوصف الكبير الدلالة.. والحق أن الشاب أو الإنسان الذي يملك مقومات الرجولة ليس بحاجة إلى تصنعها أو إقناع الآخرين بها، فمالم تنطق حاله بذلك، ومالم تشهد أفعاله برجولته فالتصنع لن يقوده إلا إلى المزيد من الفشل والإحباط

        تعليق


        • #5
          مقومات الرجولة
          إن الرجولة نعت كريم لا يستحفه الإنسان حتى يستكمل مقوماته وتصف بمواصفاته، ومن هذه المقومات:
          الإرادة وضبط النفس
          وهو أول ميدان تتجلى فيه الرجولة أن ينتصر الإنسان على نفسه الأمارة بالسوء، فالرجل الحق هو الذي تدعوه نفسه للمعصية فيأبى، وتتحرك فيه الشهوة فيكبح جماحها، وتبدو أمامه الفتنة فلا يستجيب لها. فيقود نفسه ولا تقوده، ويملكها ولا تملكه وهذا أول ميادين الانتصار.. وأولى الناس بالثناء شاب نشأ في طاعة الله حيث تدعو الصبوة أترابه وأقرانه إلى مقارفة السوء والبحث عن الرذيلة، ورجل تهيأت له أبواب المعصية التي يتسابق الناس إلى فتحها أو كسرها؛ فتدعوه امرأة ذات منصب وجمال فيقول إني أخاف الله.

          وإذا كان كل الناس يحسن الغضب والانتقام للنفس عند القدرة إلا أن الذي لايجيده إلا الرجال هو الحلم حين تطيش عقول السفهاء، والعفو حين ينتقم الأشداء، والإحسان عند القدرة وتمكن الاستيفاء؛ فاستحقوا المدح من الله {والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} والثناء من رسوله كما في الحديث المتفق عليه:" لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ".

          علو الهمة
          وهي علامة الفحولة والرجولة وهي أن يستصغر المرء ما دون النهاية من معالي الأمور، ويعمل على الوصول إلى الكمال الممكن في العلم والعمل، وقد قالوا قديما: "الهمة نصف المروءة"، وقالوا: "إن الهمة مقدمة الأشياء فمن صلحت له همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الأعمال".
          أما غير الرجال فهممهم سافلة لا تنهض بهم إلى مفخرة، ومن سفلت همته بقي في حضيض طبعه محبوسا، وبقي قلبه عن الكمال مصدودًا منكوسا، اللهو عندهم أمنية وحياة يعيشون من أجلها، وينفقون الأموال في سبيلها، ويفنون أعمارهم ويبلون شبابهم في الانشغال بها. ليس يعنيهم كم ضاع من العمر والوقت مادام في اللهو والعبث، قد ودعوا حياة الجد وطلقوها طلاقا باتا، بل سخروا من الجادين واستعذبوا ماهم فيه من بطالة وعبث. تعلقت هممهم بأشكال وأحوال الفنانين الذين يعشقونهم، وقلوبهم بألوان الفرق التي يشجعونها، همة أحدهم بطنه ودينه هواه.
          إنها صورة مخزية من صور دنو الهمة، وأشد منها خزيا أن تعنى الأمم باللهو وتنفق عليه الملايين، وأن تشغل أبناءها به.
          إن رسالة الأمة أسمى من العبث واللهو؛ فهي حاملة الهداية والخير للبشرية أجمع، فكيف يكون اللهو واللعب هو ميدان افتخارها، وهي تنحر وتذبح، وتهان كرامتها وتمرغ بالتراب.

          النخوة والعزة والإباء
          فالرجال هم أهل الشجاعة والنخوة والإباء، وهم الذين تتسامى نفوسهم عن الذل والهوان. والراضي بالدون دني.
          وقد كان للعرب الأوائل اعتناء بالشجاعة والنخوة، وكانت من مفاخرهم وأمجادهم. جاء في بلوغ الأرب: "والعرب لم تزل رماحهم متشابكة وأعمارهم في الحروب متهالكة، وسيوفهم متقارعة، قد رغبوا عن الحياة، وطيب اللذات... وكانوا يتمادحون بالموت، ويتهاجون به على الفراش ويقولون فيه: مات فلان حتف أنفه" حتى قد قال قائلهم:
          إني لمن معشر أفنى أوائلهم .. ... .. قول الكماة : ألا أين المحامونا
          لو كان في الألف منا واحد فدعوا.. .. من فارس؟ خالهم إياه يعنونا
          ولا تراهم وإن جلت مصيبتهم .. ... .. مع البكاة على من مات ييكونا
          فجاء الإسلام فربى أبناءه على الشجاعة والعزة والحمية، وهذب معانيها في نفوس أتباعه وضبطها فلم تعد عند أتباعه مجرد ميدان للفخر والخيلاء، بل هي ميدان لنصر للدين والذب عن حياضه. وجعل الجبن والهوان من شر ما ينقص الرجال كما قال صلى الله عليه وسلم: "شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع" رواه أبو داود. وأخرج الشيخان واللفظ لمسلم عن أنس - رضي الله عنه- قال : " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس..."

          الوفاء:
          والوفاء من شيم الرجال، التي يمدحون بها، كيف لا وقد كان أهل الشرك يفتخرون به قبل أن يستضيئوا بنور الإسلام، يقول أحدهم:
          أَسُمَيَّ ويحكِ هل سمعتِ بغَدْرةٍ .. رُفع اللواءُ لنا بها في مجمعِ
          إنا نَعْفُّ فلا نُريبُ حليفَنا .. ونَكُفُّ شُحَّ نفوسِنا في المطمعِ

          وخير نموذج للوفاء لدى أهل الجاهلية ما فعله عبد الله بن جُدعان في حرب الفِجَار التي دارت بين كنانة وهوازن، إذ جاء حرب بن أمية إليه وقال له: احتبس قبلك سلاح هوازن، فقال له عبد الله: أبالغدر تأمرني يا حرب؟! والله لو أعلم أنه لا يبقي منها إلا سيف إلا ضُربت به، ولا رمح إلا طُعنت به ما أمسكت منها شيئاً.

          وحين جاء النبي صلى الله عليه وسلم أنسى بخلقه ووفائه مكارم أهل الجاهلية. ومن أمثلة وفائه (عليه الصلاة والسلام) موقفه يوم الهجرة وإبقاء على رضي الله عنه لرد الأمانات إلى أهلها. وموقفه يوم الفتح من حين أعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة وقال: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء".

          وحين تخلت الأمة عن أخلاق الرجال وساد فيها التهارج هوت وانهارت قواها حتى رثاها أعداؤها.
          يقول كوندي - أحد الكتاب النصارى - حيث قال: "العرب هَوَوْا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها ، وأصبحوا على قلب متقلب يميل الى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات".

          وهناك مقومات أخرى كثيرة كالجود وسخاوة النفس، والإنصاف والتواضع في غير مذلة، وغيرها من كل خلق كريم وكل سجية حسنة كلما اكتملت في إنسان اكتمل باكتمالها رجولته. وهذا الكلام فأين العاملون؟

          لقد كانت الرجولة إرثا يتوارثه الناس لا تعدو أن تكون بحاجة إلا إلى مجرد التهذيب والتوجيه، أما اليوم فقد أفسدت المدنية الناس، وقضت على معالم الرجولة في حياتهم، فنشكو إلى الله زمانا صرنا فيه بحاجة إلى التذكير بالشيم والمكارم وأخلاق الرجال.

          تعليق


          • #6
            لقد مّن الله علينا بأجسام جميلة حاوية للعقل والفؤاد وكذلك قوام جميل ميزنا به عن سائر مخلوقاته ، ( أفمن يمشي مكباً علي وجهه أهدي أمّن يمشي سويا علي صراطٍ مستقيم ) الملك الآية (22) ولهذا كان لزاماً علينا أن نتحمل هذه المسؤولية من الله عز وجل تجاه أجسامنا حتي نحافظ علي صحتنا وسلامة عقولنا وقلوبنا .

            اعتنوا باطفالكم انهم امانه.........واخلقوا منهم رجال المستقبل
            عمقوا فيهم مفاهيم الرجوله والشهامه

            ارجوا ان كون لم اثقل عليكم
            فلدى المزيد ان احببتم............ملاحظه اذا كان هناك اى تعبير لغوى غير مفهوم
            يسعدنى ان اشرحه اكم
            تحياتى وسامحونا
            التعديل الأخير تم بواسطة zayed; الساعة 03-15-2008, 10:25 AM.

            تعليق


            • #7
              تحديد الهدف للطفل من اهم مراحل زرع الرجوله فيه

              الهدف هو النقطة التي ينظر إليها الإنسان، ويسعى في حركته للوصول إليها، مع سعي ومثابرة وصبر لرفع كل العوائق التي تقف في وجهه. وهذا يحتاج إلى إيمان بالهدف ومعرفته بشكل واضح لا ابهام فيه حتى تتشوق نفس الإنسان إلى طلبه، ولا يختلف هذا بين الصغير والكبير، ولكن في الصغير يحتاج إلى بذل جهد أكبر؛ إذ السؤال الذي يطرح نفسه من الذي يحدد الهدف للصغير؟ وعلى أي أساس؟
              إن الذي يحدد الهدف للصغير، هو لا غير. أما دور المربين والوالدين هو في توجيه الهدف وتقييمه . أما على أي أساس يختار الطفل الصغير هدفاً معيناً؟ فهو على عدة أمور منها: نظره إلى شخصية كبيرة يحبها ويقدرها فيحاول أن يقلدها أو يحتذي حذوها، لميول خاصة كرسم أو غيرها. هنا يأتي دور الأب والأم فتنمية هذه الرغبة عنده وخلقها بصورة جيدة أمام ناظريه، مع تهيئة السبل له في هذا الهدف، كأن يشجعونه على اختياره وينادونه بها دائماً ويذكرونه، كأن يحب الطب ينادونه دكتور أو يا مهندس أو يا ضابط . . . الخ.
              ويربطون هداياهم ومشترياتهم له بالهدف الذي اختار لنفسه كأن يشتروا له اللباس الخاص بالأطباء مع الأدوات التي تحكي أدوات الأطباء وهكذا. نعم، يلزم كما ذكر علماء التربية أن يجزأ الهدف إلى مراحل حتى يقطعها شيئاً فشيئاً ويحس بقرب وصوله إلى الهدف، كأن يقال له: ذاكر جيداً حتى
              تنجح وتكون طبيباً ويذكرونه بأن كل مرحلة يقطعها يقترب نحو الهدف وهكذا
              اجعل طفلك عبقريا حتى ولو يكن كذالك

              تعليق


              • #8
                من أهم النقاط التي تصب في تربية الأطفال تربية سليمة وتنشؤهم نشأة حسنة هي حمايتهم من كل شيء يحرف فطرتهم وتكوين شخصيتهم، والمتتبع لكثير من الأمراض السلوكية يجد أن من أهمها الشذوذ الجنسي سواء كانت بين الرجال والتي تسمى بعملية اللواط، أو بين النساء والتي تسمى بعملية المساحقة والعياذ بالله.
                وقد يظهر في هذه الحالة من الشذوذ الجنسي المماثل على شكل صورتين فاعل ومنفعل أي في كل صورة يكون فيها شذوذ لابد من فاعل يمثل دور الرجل ومنفعل يمثل دور المرأة، وقد تكون عند شخص واحد الصورتان معاً أي يتبادل الأدوار وهذا الأمر قد لا يبدو ظاهراً في الواقع الخارجي إلا أنه في طيات الشخص موجود، وقد يعاني من الضغوطات الاجتماعية مما يحدوه إلى الزواج، ويكون عند الناس أنه إنسان عادي ولكنه حقيقة مريض مبتلى بشذوذ.
                وبغض النظر عن التوجهات في منشأ هذه الظاهرة هل هو إفرازات، أو خلل فيها فإن كثيراً من المحللين يرجعون الظاهرة إلى أسس التربية في الصغر.
                وأكثر الأطباء النفسانيين عندما يلاحظ هذه الظاهرة (الشذوذ الجنسي) يحاولون أن يتناولوها ويلاحظوا تطورها؛ فمثلاً قبل أن تصل النوبة إلى قبول الشخص بفكرة الشذوذ الجنسي قد يبدأ لديه في صغره مرض ممهد له، وهو الانحراف في الملبـس (transvestism) وهو عبارة عن شذوذ جنسي يتوق
                فيه المصاب لارتداء ملابس الجنس الآخر، والتظاهر بمظهره، ومنشأ هذا المرض هو خلل في الانتماء إلى جنسه والإحساس بالانتماء إلى الجنس الآخر.
                أما كيفية معالجة هذا الشذوذ فبإزالة الرواسب الذهنية، وتثقيفه من جديد بما يوافق جنسه وشخصيته عبر جلسات الإيحاء الذاتي عن طريق التنويم، أو بعض الادوية المساعدة لزيادة الهرمونات الذكورية، أو الأنثوية حسب الحاجة وحسب الشخص، وهذه مرتبة متأخرة.

                تعليق


                • #9
                  وهناك مرتبة متقدمة وهي العملية الوقائية قبل حدوثها وتتلخص في عدة نقاط:
                  النقطة الأولى: أن يفرق بين الأطفال في المضاجع وذلك عند بلوغهم ست سنوات، أو عشر سنوات بين الذكور والأناث، وذلك حتى لا يحدث عنده ميل إلى النزو على المحارم والعياذ بالله. لذلك جاء عن جعفر بن محمد عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصبي والصبي والصبي والصبية والصبية والصبية يفرق بينهم في المضاجع لعشر سنين». وفي رواية أخرى قال: «وروي أنه يفرق بين الصبيان في المضاجع لست سنين» (1).
                  وهذا الذي نادى به الأطباء النفسانيون حيث قالوا بوجوب توخي إنشاء العلاقة الجنسية. يقول الدكتور منير شحود في كتابه تحت عنوان (الوقاية النفسية للاضطرابات الجنسية) : «والأهم من ذلك هو منع العلاقات الجنسية بين الأطفال والمراهقين من جهة والكبار من جهة أخرى، وعمل كل شيء للحيلولة دون ذلك. وبهذا الخصوص ينصح بعدم النوم في فراش واحد للكبار والصغار من الجنس نفسه. وينبغي تحذير الفتيات من الصديقات اللواتي يظهرن نحوهن مزيداً من اللطف والحنان» (2).
                  لذلك نجد التشديد في الشريعة الإسلامية لرد مثل هذه المسائل ومقدمتها، حتى إنها أوجبت الجلد على الشخصين الذين يوجدان تحت لحاف واحد مجردين مائة جلدة حد الزنا وذلك لأن فعلهما هو في حقيقة إرادة الزنا، وإلا فالعقوبة الحقيقة للواط والمساحقة القتل.
                  عن ابي جعفر عليه السلام قال: «كان علي عليه السلام إذا وجد رجلين في لحاف واحد مجردين جلدهما حد الزاني مائة جلدة كل واحد منهما» (1).
                  وفي رواية أخرى عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «لا ينام الرجلان في لحاف واحد إلا أن يضطرا فينام كل واحد منهما في إزاره ويكن اللحاف بعده واحداً والمرأتان جميعاً، وكذلك ولا تنام ابنة الرجل معه في لحافه ولا أمه».
                  كل ذلك توخياً من حدوث شذوذ جنسي أو اعتداء على المحارم.
                  أما التساهل في هذا الأمر والقول بأن الأطفال لا يفهمون شيئاً، أو دعوا عنكم هذا التعقيد والتشدد، فجواب هؤلاء: أن بداية النار الكبيرة هي الشرار الصغير، وبداية الحرب الكلام، وإذا كنت تعتقد بأن طفلك ساذج لم يصل إلى حد الإدراك الواعي لهذه المسائل لا تضمن الطفل الآخر، أو الشخص الآخر. وعلى كل حال إن الشيطان لم يمت بعد والشر لم ينته.
                  النقطة الثانية: إعطاء كل فرد شخصيته وهويته المستقلة عن الجنس الآخر بحيث تبرز فيه معالم الرجولة عند الذكر، ومعالم الأنوثة عند البنت ومن أهم الأمور في هذه النقطة هو الالتزام بالشكل الخارجي، وعدم السماح للبنت بلبس الألبسة الرجالية وبالعكس، أو تقليد قصة الشعر والذي انتشر في أيامنا هذه ـ وللاسف ـ جهلاً بحقائق الأمور، بحيث أصبح الرجل يطيل
                  شعره ويلبس (التنورة) ويضع على رقبته قلادة وكأنه أنثى لا تميزه إلا إذا اقتربت منه. وأصبحت المرأة تقلد الرجل في كل شيء. ومن الشيء المضحك أني رأيت في بريطانيا عند زيارة لها أكثر من امرأة قد صلعت وأصبح رأسها خالياً من الشعر بحيث فاق الربع الخالي في بلدنا!
                  لذلك استحق هؤلاء وأمثالهم اللعن! فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لعن الله المتشبهات بالرجال من النساء ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء» (1).
                  وهذا التشبه يجب أن يلاحظ منذ الصغر وأن يزال قبل أن يستفحل ويكون وبالاً عضالاً لا يمكن استئصاله إلا بالأمر الشديد، بحيث إن هذه أصبحت دعوى من تربى في الإباحية المطلقة فهذا (فاسيلكتشنكو 1983) عندما يتحدث عن التربية الجنسية السليمة، فيقول: «يجب أن يعرف الأطفال بالفروق الجنسية، وبالمناسبة عادة ما تجري الألعاب الأساسية قبل سن المدرسة (رجال الفضاء والأدوات الميكانيكية وادوات النساء وغيرها) بدون اعتبار لجنس الطفل، بينما يفضلون في سن المدرسة للصبيان الألعاب المذكرة وللبنات الألعاب المؤنثة، وإن أية تجليات للأنوثة عند الصبيان تقمع بشدة».
                  النقطة الثالثة: عدم إيقاظ الحس الجنسي المبكر عند الاطفال وذلك بمنعهم من المشاهد التي لا يصح الاطلاع عليها سواء كان ذلك عبر التلفاز، أو أن يشاهد والديه بحالة خاصة، أو أن يستمع إلى القصص الجنسية إذا حضر في مجلس عام، أو غير ذلك، فإن الطفل يدرك كل شيء ويحفظ كل ما يسمع وإن تظاهر بعدم المعرفة بما يقال أو ما يقصد.

                  تعليق


                  • #10
                    «سأل أحمد بن النعمان ابا عبدالله عليه السلام عن جارية ليس بيني وبينها محرم تغشاني فأحملها وأقبلها؟ فقال: إذا أتى عليها ست سنين فلا تضعها على حجـرك» (1).
                    وفي رواية أخرى قال أبوعبدالله عليه السلام : «إذا بلغت الجارية ست سنين فلا يقبلها الغلام والغلام لا يقبل المرأة إذا جاز سبع سنين» (2).
                    ولا بأس بأن نذكر ما أوردته مؤسسة أمريكية مهتمة بحماية الاطفال والمراهقين عن الأعراض التي تلاحظ على الطفل عند تعرضه للاغتصاب أو غيره وهي:
                    1 ـ معرفة الولد بالأمور الجنسية الغريبة والحديث عن الامور الجنسية حديث العارف الضليع بها.
                    أقول : وهذا الأمر قد لا يكون جلياً في مناطقنا التي ما زلت سلطة الأب واحترام الكبير، والأعراف موجودة فيكون شأنها أن يخبىء العارف بها عن الآخرين لا سيما مع وجود الطبقات، وقد يكون منشأ معرفة الولد أو المراهق هذه الأمور بسبب مشاهدته للأفلام الجنسية أو القراءة عنها.
                    2 ـ التقيؤ بدون سبب مرضي واضح.
                    3 ـ حب العزلة والابتعاد عن معاشرة الأصدقاء والناس.
                    4 ـ الخجل أمام الآخرين بشكل واضح.
                    5 ـ الشعور بألم في الرأس والمعدة.
                    6 ـ إظهار الميل إلى الانتحار.
                    7 ـ فقدان الشهية.
                    8 ـ وجود بقع من الدم أو مواد غريبة على ثيابه الداخلية.
                    9 ـ حصول كوابيس متكررة له.
                    10 ـ ظهور التهابات على فمه أو لثته.
                    11 ـ حصوله على هدايا لا مبرر لها.
                    12 ـ توفر نقود كثيرة لديه.
                    13 ـ مطالعة المجلات الجنسية الخليعة.
                    وتنصح المؤسسة بمراقبة الأولاد عن كثب ومن غير توجيه إحراج إلى الطفل بعده أمور:
                    1 ـ معرفة أصدقاء الولد.
                    2 ـ عدم ترك الطفل بدون مراقبة.
                    3 ـ الاشتراك في نشاطات الولد.
                    4 ـ الاستماع إلى ما يقوله الولد عما يرغب في أن يكون عليه في المستقبل.
                    5 ـ الانتباه وأخذ الحذر عندما يظهر شخص غريب اهتماماً خاصاً بالولد أو البنت.
                    6 ـ الانتباه إلى أي تغير يحصل في سلوك أو تفكير الولد.
                    7 ـ إخبار المدرسة التي يرتادها الولد بأن تخبر الأهل عندما يغيب الولد عن المدرسة وذلك في نفس يوم غيابه.

                    تعليق


                    • #11
                      إن مسيرة الحياة مليئة بالمتضادات والمصالح المتناقضة بين أفراد البشرية، ومن شأن ذلك إيجاد فئة من الناس تحاول أن تهبط عزائم الآخرين وتولد لديها حالة العجز واليأس والفشل حتى لا تتقدم عليها في حياتها؛ فأي إنسان لا توجد لديه القدرة الذاتية للثبات والوقوف ضد التيار المعادي أو المخالف، فإنه يسقط صريعاً أو ينزوي بعيداً عن التيار مما يؤدي إلى فشله في الحياة.
                      أما كيفية إيجاد هذه القدرة الذاتية لدى الطفل فبعدة نقاط يلزم إيجادها في برنامج التربية للطفل وهي كالتالي:
                      النقطة الأولى: خلق منافسة بين الأطفال مع بعضهم البعض.
                      إن إيجاد منافسة أو مسابقة بين الأطفال على أمر معين أو الحصول على شيء ما يولد في الطفل رغبة التفوق على أقرانه ومن في سنه، وهذه الحالة تنمي فيه أن هناك أناساً يريدون الحصول على ما يريده هو، فلابد أن يجد من أجل ذلك، وهذه المثابرة هي المطلوبة في هذه المرحلة فيتعلم أنه لا يمكن أن يحصل على شيء من غير سعي ومثابرة وجهد بكل الوسائل.
                      النقطة الثانية: دعه يتغلب عليك في بعض الأمور.
                      لكي يثق الطفل بقدرته وأنه قادر على تحقيق الأمور التي لا يقدر عليها كل من هو في سنه يجب على الوالدين في أثناء اللعب مع طفلهم التظاهر بالغلبة أو الانهزام أمامه حتى يشعر الطفل بالسعادة والقوة. فهذا الشيء العظيم الذي يراه (الوالدين) وقوتهما الجبارة قد انتصر وحقق فوزاً عظيماً عليهما. وأثر ذلك أن الطفل إذا أراد أن يفعل شيئاً كبيراً بالنسبة لمستوى سنه

                      وجاء أصدقاؤه وثبطوا عزيمته عن المضي لأن هذا الشيء كبير لا يمكن له أن يحققه لا يعبأ بهم؛ لأنه في الميدان قد أتى بإنجازات من هذا القبيل فيبقى مواصلاً طريقه نحو هدفه.
                      النقطة الثالثة: اذكر له قصصاً تقوي عزيمته.
                      إن من أروع الامور التي تشكل ذهن الطفل هي القصص التي تسلب لبه وتأخذ عقله، وتؤثر في تفكيره فيجب على الوالدين أن يكثرا من ذكر القصص التي فيها تحد ومقاومة والفوز في النهاية، وليركزا في أثناء ذكر القصص على الامور التي يجب أن تبقى في ذهنه وأن يحذر من سماع كلام الضعفاء حتى لو كانوا أصدقاء ـ أي أصدقائه ـ وأن ينبه على تأثيرهم عليه وتضعيف عزمه بقولهم إنك لا تستطيع أن تفعل هذا وهذا الشيء أقوى منك وأنت ضعيف، بل عليه أن يتحداهم ويقول لهم: إني أستطيع أن أفعله.
                      فهذا الأمر خليق أن يعزز روحية المقاومة والإصرار على الاستمرار فيه. وكذا يلزم ذكر قصص الابطال فيها انهزموا مرة أو مرتين أو أكثر قبل التوصل إلى أهدافهم ورغباتهم. ومن شأن ذلك أن يربي في نفسه أن الهزيمة الأولى أو الثانية لا تعني الفشل والهزيمة باستمرار.
                      النقطة الرابعة: لا تعطيه شيئاً فوق طاقته.
                      من الضروري عندما نحس بتفوق الطفل أو إصراره على المضي في أمر ما أن نعطيه أشياء فوق طاقته ونقول له: إن كنت بطلاً ـ كما تقول ـ افعل هذا؛ فإنه من آثار ذلك تضعيف ثقته بنفسه وإحساسه بالإحباط. نعم، يلزم أن يعلم الطفل أنه لا يستطيع أن يفعل كل شيء، وذلك لا لأنه لا يستطيع بل لأنه صغير مثلاً أو أن ذلك الشيء غير ممكن أصلاً وهكذا؛ فعند ذلك يعرف أن العجز ليس في ذاته.
                      النقطة الخامسة: علمه أن هناك أموراً يجب أن لا يتأثر بها.
                      يلزم على الوالدين أن يخبرا ولدهما أن هنالك أشخاصاً لا يحبون أن يروا الغير متفوقاً عليهم، أو أنه أفضل منهم وهؤلاء الناس قد يكونون من أصحابنا وزملائنا، وهم يحاولون أن يهبطوا عزائمنا وقراراتنا يجب أن لا نسمع لهم ونمضي في طريقنا، ونحو ذلك من الأمور التي يجب أن يطلع عليها حتى لا يصدم وتكون لديه حالة عكسية أو انزواء.

                      تعليق


                      • #12
                        لاشك أن القصة من الفنون القديمة التي استخدمت على مر العصور لأغراض كثيرة وكان لها وقعها الكبير على المستمع بحيث صارت تشكل جزءاً مهماً من الثقافة لكل مجتمع وكل أمة، بل إن دراسة التاريخ والراغبين في تحقيق معرفة دقيقة عن حقبة من الزمن فإنهم يدرسون القصص التي قيلت وألفت في ذلك الزمان، وذلك لأنها تحكي عن واقع أو عن طريقة تفكير حتى في مسألة الخيال والتخيل فإنها تعكس نوعاً من الثقافة التي يعيشها أي مجتمع. وإذا كان هذا حال القصة فإنها تكون وسيلة كبيرة في تثقيف أي مجتمع أو أي شخص بالأفكار. بل لا نعدوا الصواب لو قلنا إنها من الوسائل الأول التي تستخدم في عملية التعليم سواء كان المراد تعليم الإنسان الكبير أم الطفل الصغير. وهذا واضح بالوجدان لكل إنسان منا.
                        ويمكننا أن نتناول أهمية القصة في دورها التربوي من عدة زوايا:
                        الزاوية الأولى: القصص ودورها التعليمي.
                        لا يختلف اثنان في أن الطفل الصغير الذي لم يتعود أسلوب المعرفة العلمي أو تلقي العلوم بالطريقة العلمية البحتة من إثباتها بالبراهين والاستدلالات أنه ينفر من هذه الأساليب أشد النفور، بل لا يمكن فرضها عليه بأي وجه من الوجوه؛ لأنها لا تنفعه بأي صورة كانت. وهذا الجانب يقابله جانب آخر في التعليم له أثر كبير عليه ووقع عظيم على نفسيته وعلى شعوره في مرحلة الوعي، ولا وعي حيث يكون تخزين المعلومات من غير الالتفات إليها، هذا الجانب هو القصص، حيث يجد الطفل شغفه وراحته في الاستماع إلى هذه القصص التي تحكيها له جدته أو أمه أو أي قريب ومحيط له؛ فما أن يشعر الطفل الصغير بأن أحد أقاربه يريد أن يحكي قصة أو أحدوثة إلا وترك لعبه وأطرق صامتاً محيطاً بمن يقص عليه مسلماً له كل شعوره وإحساسه ووجدانه، ينتظر منه أن يتلفظ بأول كلمة ليسبح معها في أحداث القصة وما يجري فيها على الأبطال، وتجده متفاعلاً تفاعلاً كبيراً مع القصة وأحداثها. هذه الحالة هي جانب من جوانب التعليم للطفل لذا يجب أن يستفاد منها بالشكل المطلوب.
                        ذكر الدكتور نجيب الكيلاني في كتابة (أدب الأطفال في ضوء الإسلام) ما هذا نصه: أدب الأطفال مهم جداً في هذا المجال لأنه يؤثر بطريقة مباشرة وغير مباشرة في عقل الطفل ووجدانه» ص 21.
                        واذا كان أسلوب القصة له أثر كبير على طريقة تفكير عقل الطفل كان لازماً على المربين الاهتمام بهذا الجانب لا سيما أنه أول مدرسة يتعلم فيها الطفل.
                        الزاوية الثانية: القصة ودورها في بناء المستقبل.
                        قبل أن نتكلم في كيفية بناء القصة للمستقبل يجب علينا أن نطرح سؤلاً: ما هو المستقبل ؟ وكيف يقرأ؟
                        المستقبل هو ذلك الزمان الذي سيقع بعد وما يتخلله من أحداث واقعة فيه وفي حيزه، والنظرة المستقبلية أو القراءة للمستقبل تكون من خلال التأملات لما يحدث فيما بعد وذلك بقراءة الحاضر. وقراءته تكون بملاحظة التكوين العقلي للأمة وللأفراد. وهذا التكوين هو عبارة عن مجموعة التحليلات التي يحللها الفرد للمواقف التي تجري له بواسطة المدركات التي يختزنها في عقله سواء كانت تحت نطاق الشعور أو اللاشعور

                        تعليق


                        • #13
                          واريد ان انقل لكم قصه من تراثنا الاسلامى
                          وهى ليس لها علاقه بسنى اوشيعى او باى خلاف مذهبى وان هذا الموضوع للدلاله فقط على تاثير القصه
                          ملاحظه(كلنا مسلمون وكلنا موحون بالله واسلامنا بلا مذاهب )
                          نقول:
                          حيث إن القصة لها أهداف محددة تقصدها وأفكار معينة تريدها وهي تخاطب اللاشعور في الإنسان وتحاكي وجدانه من حيث شعر بذلك أم لم يشعر فإنها تخزن في عقله الأفكار. والطفل الصغير الذي لم يميز بعد كيف يميز بين الحق والباطل أو بين الصواب والخطأ لا يوجد عنده من الفكر إلا ما يلقى إليه، وقد تأثر ذهنه بالقصص التي يسمعها أو يحفظها والتي أثرت فيه تكون هي راسمة له في المستقبل لحياته. ولا تستغرب من هذا حيث إن عظماء في التاريخ غيروا مجرى التاريخ بسبب قصة سمعوها في صغرهم، ومن هؤلاء عمر بن عبدالعزيز حيث إنه هو الذي رفع سب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، والذي دام أكثر من سبعين سنة بسبب قصة وقعت له في صغره. وذلك أنه كان طفلاً صغيراً يلعب وهو في طريقه إلى المسجد لكي يتعلم، وكعادة ذلك الزمان أخذ يشتم علياً فمر عليه أستاذه وسمعه. فلما جاء عمر بن عبدالعزيز لكي يدرس رأى أستاذه متشاغلاً عنه وعن تدريسه وفي اليوم الثاني استعلم من أستاذه عن السر الذي جعله لا يعطيه درساً بالأمس. فأجابه الأستاذ أنه هل يجوز سب أهل بدر؟
                          فأجاب: لا يجوز. فقال له وكيف إذاً شتمت عليا؟ فقال عمر بن عبد العزيز: أو علي من أهل بدر؟
                          فأجابه الأستاذ: بنعم. وأخذ يقص له دور علي في معركة بدر.
                          بعد هذه القصة قرر عمر بن العزيز أنه إذا تولى الحكم أن يرفع سب علي من على المنابر، وقد فعل. وكان ذلك وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره. هذه قصة

                          تعليق


                          • #14
                            لا يخفى أثر القصة على نفسية المستمع سواء كان صغيراً أو كبيراً كما قلنا سابقاً، ولذلك اعتمد المربون في استخدامها كوسيلة في بث الفكر العقائدي والمبدئي؛ وذلك لأن الهدف التربوي ـ كما عليه علماء الاجتماع ـ يقوم على أساسين:
                            الأول: البناء وهو ما يراد منه تزويد المستمع بالفكر الحي الذي يجب أن يتخذه منوالاً في حياته، كما ينمي فيه الفطرة السليمة.
                            الثاني: الحماية لهذه الفطرة من الانحراف وذلك من خلال تصوير مشاهد مخيفة للمستمع أو عواقب للأمر ونهايته المحزنة، بحيث يتعظ منه ويبتعد عن فعله.
                            وهذا الأسلوب قد اتخذه الله سبحانه وتعالى في كثير من الآيات الشريفة من أجل تعليم الإنسان بعض الأفكار والرؤى الصحيحة؛ فمثلاً نشاهده يصور لنا حواراً بين أب وابنه، والأب يأخذ دور الموجه والمربي وهذا المشهد يعطي انطباعاً في عملية التربية بأن يجلس الأب ويجاذب ابنه الحديث ويصور له المشاهد، ويحكي له الوقائع حتى يتعلم منها؛ فقال تعالى في كتابه الشريف: « وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم * ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من اناب إلي ثم إلي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الامور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير» (1).

                            تعليق


                            • #15
                              وهذا الحوار التربوي الذي جاء بين لقمان وابنه يعطي صورة واضحة كيف ان القصة تمثل دوراً كبيراً في تعليم المبادىء والقيم الأخلاقية، وكيف أنها تحدد الضوابط للمستمع لهذا الحوار الرائع.
                              فمن خلال هذا المشهد يمكننا أن نستخرج عدة نقاط منها:
                              1 ـ أن توحيد الله هو المراد في هذه الدنيا وأن الشرك به ظلم عظيم.
                              2 ـ دور الأم في تربية الطفل والحفاظ عليه وأنه لأجل ذلك يجب أن تشكر الله الذي سخر لك والدين يحبانك، ويسعيان إلى خدمتك أيها الإنسان.
                              3 ـ يحدد حدود الإطاعة للوالدين وذلك ما دام طاعتهم في طاعة الله. وأما خلاف ذلك فلا يجب إطاعتهم.
                              4 ـ التعامل مع الآباء المشركين بالمصاحبة بالمعروف.
                              5 ـ إعطاء صورة واضحة أن هذا العالم لا يوجد فيه شيء سدى، ومن غير هدف وأن كل فعل يفعله الإنسان سيحاسب عليه يوم القيامة إن الله عليم بهذه الأمور.
                              6 ـ الحث على إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والصبر على ما يصيب الإنسان جراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الثبات من الصفات الحسنة والأمور المحمودة.
                              7 ـ عدم تصعير الخد للناس وجعل الإنسان نفسه مهاناً بأي وجه ولأي سبب. ولا يعني ذلك التكبر والتعالي على الناس بل لابد أن تتحلى بالتواضع.
                              8 ـ كيفية السير متواضعاً وطريقة التعامل مع الناس في السلوكيات من المشي وغض البصر وخفض الصوت وغير ذلك.
                              وهناك أمور كثيرة يمكن أن يستفيد منها الإنسان من خلال هذا الحوار القصير الذي فيه معان كثيرة ومطالب عظيمة يعجز توضيحها للطفل الصغير
                              ومن إدراكها . بل تستأنس نفسه عندما يسمع هذه المطالب بشكل قصة وحوار لا سيما أن هذا الأسلوب محبب لديه قريب من نفسه فيؤتي ثماره. وهذا الآيات السابقة هي من القسم الأول في التربية وهي تعليم الطفل المبادئ.
                              أما القسم الثاني وهو تحذير الطفل من الانحراف والانجراف خلف التيار يمكن أن يكون فيما تضمنته قصة نبي الله يوسف عليه السلام، وكيف أن هذه السورة الطويلة جاءت بتفاصيل وحكاية لطفل صغير منذ نعومة أظافره إلى أن تولى الحكومة، وخلال هذه الأحداث يصور الله لنا المواقف التي مرت على نبي الله يوسف فتارة مع إخوته وأخرى كيف ألقي في الجب وطريقة العثور عليه. من ثم ينقل لنا كيف يجب أن يكون الفتى المسلم عفيفاً لا ينجرف وراء الشهوات والزلات وإن تعرض إلى السجن والمضايقات، وما هي عاقبة من يصبر ويطيع الله في النهاية.
                              بل إن الله سبحانه وتعالى استخدم أسلوب القصة بشكل واضح في كثير من مواضع القرآن الشريف؛ فقد قال الله تعالى: « فاقصص القصص لعلهم يتفكرون». وفي آية أخرى قال تعالى: « لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب» صدق الله العلي العظيم.
                              فإن القصص في حكم الله وعلم الله أنها للعبرة وللعضة والتفكير، وكل هذه الأمور هي التي تبني شخصية الإنسان والكبير، فإذا كانت القصص تؤثر على الكبير فتأثيرها على الطفل الصغير أشد وأسرع. ومن هنا وجب الاستفادة من هذا الفن في تثقيف الطفل بما يجب عليه أن يتعلمه من خلال القصة لكونه أقرب لنفسه وأحب لفؤاده.
                              التعديل الأخير تم بواسطة zayed; الساعة 03-15-2008, 10:50 AM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X