السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خيوط الذهب تنير السماء الصافيه
عصافير تطربنا بالصباح الباكر
كوب قهوة مر ومقالات
اخترت لكم اليوم المقال هذا واتمنى يعجبكم
أين أنا ؟
خيوط الذهب تنير السماء الصافيه
عصافير تطربنا بالصباح الباكر
كوب قهوة مر ومقالات
اخترت لكم اليوم المقال هذا واتمنى يعجبكم
أين أنا ؟
أن تسأل: أين أنا ؟ فمعنى ذلك جغرافيا انك تسير ( فوق بحر لا خريطة له وتعيش على قلق مهما كان اتجاهك ) وحين تتخطى السور النحوي الذي يحصر ( أين) في السؤال عن المكان.. تنبسط امامنا مساحات واسعة من المعاني النفسية والاجتماعية التي تغرقك فيما يسمونه (الاغتراب).
يقول الفيلسوف الدنماركي كير كيجارد (1813 ـ 1855) « يغرز واحدنا اصبعه في التراب، ليعرف من خلال رائحته في اي موقع هو.. اغرز اصبعي في الوجود لأكتشف ألا رائحة له.. أين أنا ؟».
ليس من المفترض ان يسأل كير كيجارد (اين انا؟) فهو قد عاش في قرن اوروبا التاسع عشر، ذلك القرن الزاخر بالابداعات الفلسفية والعلمية التي جعلت تطور تلك المجتمعات يسير بسرعة مذهلة، لا تصل اليها حتى احلامنا.. ترى حين يسأل هو هذا السؤال.. فماذا نسأل نحن؟ هل نسأل هل نحن موجودون اولا؟ هل نحن في الزمن اولا ؟ ثم بماذا نعرف التاريخ فكل تعريفاته الذاتية والموضوعية لا تتوافق مع مفهومنا للتاريخ.
ومع ذلك فانا وبصورة فاجعة اتطاول واسأل سؤال كيركيجارد أين أنا؟ وحين اطرحه تنكشف ستارة الماضي عن صفوف مترامية من كل الحقول الفكرية واقفة تنتظر من يجيبها حين طرحت نفس السؤال في مختلف الازمنة العربية وأمكنتها؟ فلم تسمع الا صوت عبد الوهاب الذي خفف فداحة السؤال بربطه بالحب وقال: (من غير ليه).
لا، يا عبدالوهاب.. لابد من (ليه) فهذا السؤال بالذات هو باب المعرفة.. لقد قضى الانسان العربي قرونا متراكمة وهو لا يعرف من الاسئلة الا (ماذا أعمل؟) لم يسأل (لماذا اعمل؟) لان هناك سيوفا مرهفة تنتظر عنقه لو سأل هذا السؤال او اخوانه واخواته.
ان تغييب الذات الفردية والاجتماعية.. جعل المجتمع نفسه اشرس المدافعين عن تخلفه .
ان المجتمع العربي الرازح تحت طبقات من الجهل والتخلف واستبداد الاذناب المنتفعة من الاستبداد اصبح افراده نهبا لمن هب ودب من هنا وهناك تحت ادعاءات مختلفة.. كلها تلتقي عند اهانة الانسان وسوقه الى ما تريد كما تساق اي آلة.
لابد من (ليه) وغيره من الاسئلة التي لم نعتد عليها حتى الان والغريبة على تاريخنا وثقافتنا لنشعر اننا بشر.. لنا كرامة وارادة وحقوق كما نشعر بان علينا مسؤوليات.
لابد من (ليه).
لابد من ان نسأل: ماهو مفهوم الانتماء؟ ماهي شروطه؟ ماهي العلاقات بينه وبين المفاهيم الاخرى؟ كل المفاهيم.
تقبلو مني خالص الاحترام
دمتم سالمين
تعليق