السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما قراءة واعجبني
القوى الحاكمة
يرى أفلاطون أن النفس البشرية محكومة بثلاث قوى هي قوة العقل وقوة الانفعالات وقوة الغرائز، لكن هذه القوى الثلاث لا توجد في نفوس الناس بدرجة واحدة من القوة، وإنما هي تتفاوت في قوة كل واحد منها، فبعض الناس تتغلب عنده قوة العقل على القوتين الأخريين فتأتي أفعاله محكومة غالباً بحكم العقل، وبعضهم تتغلب عنده قوة الانفعالات على غيرها فتكون ردود أفعاله سريعة محكومة بالجوانب العاطفية، والبعض الآخر تغلب عنده قوة الغرائز فتراه مقاداً أبداً بغرائزه لا يستطيع لها ضبطاً. وحسب حكم أفلاطون وما خلص إليه هو أن أفضل الناس طباعاً هم أولئك الذين تتغلب على نفوسهم قوة العقل ويحكمهم التفكير دائماً، ولذلك هو يرى أنهم خير من يتولى قيادة المجتمع ويستلم زمام الحكم.
في هذا التقسيم الذي يحدده أفلاطون لطبيعة النفس البشرية، يتجاهل أو يستبعد احتمال وجود القوى الثلاث المسيطرة على النفس بصورة متوازنة داخلها، فهو يحتم تغلب إحداها على البقية، كما أنه يفترض أن القوة الغالبة هي نفسها في كل مرة وفي كل حال فالعاقل يظل باستمرار، وفي كل المواقف، تتغلب عنده قوة التفكير على الانجراف وراء الانفعال أو الوقوع في قبضة الغرائز، وكذلك الأمر بالنسبة للصنفين الآخرين.
بيد أن هذه الرؤية الأفلاطونية لطبيعة النفس الإنسانية تبدو أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، فكما أنه من أندر النادر أن تكون القوى المتحكمة في نفس الإنسان دائماً منضبطة ومتوازنة فيما بينها، فإنه كذلك لا توجد قوة واحدة لها السيطرة دائماً، وما يظهر من طبائع الناس يؤكد انهم ليسوا دائماً خاضعين لحكم قوة واحدة بعينها كما يقول أفلاطون، فالإنسان حتى وإن تمكن مرة من تغليب صوت العقل في شأن من الشؤون، هو ليس دائماً قادراً على تحكيم العقل في كل الشؤون وفي كل المرات وكل المواقف، فمن المسلم به أن البشر في طبيعتهم قد يتمكنون من تغليب صوت العقل في حين، لكنهم في حين آخر قد تسبقهم انفعالاتهم، أو تهزمهم غرائزهم، والعكس أيضاً صحيح، أي أنه لا وجود لقوة بعينها تتفرد لتفرض سلطانها على نفس الإنسان.
لو كان الأمر مطلقاً وقطعياً كما يصوره أفلاطون، لأضحى فهم النفس البشرية أقل تعقيداً، ولصارت الحياة أكثر سهولة.
اتمنى يعجبكم
دمتم سالمين
مما قراءة واعجبني
القوى الحاكمة
يرى أفلاطون أن النفس البشرية محكومة بثلاث قوى هي قوة العقل وقوة الانفعالات وقوة الغرائز، لكن هذه القوى الثلاث لا توجد في نفوس الناس بدرجة واحدة من القوة، وإنما هي تتفاوت في قوة كل واحد منها، فبعض الناس تتغلب عنده قوة العقل على القوتين الأخريين فتأتي أفعاله محكومة غالباً بحكم العقل، وبعضهم تتغلب عنده قوة الانفعالات على غيرها فتكون ردود أفعاله سريعة محكومة بالجوانب العاطفية، والبعض الآخر تغلب عنده قوة الغرائز فتراه مقاداً أبداً بغرائزه لا يستطيع لها ضبطاً. وحسب حكم أفلاطون وما خلص إليه هو أن أفضل الناس طباعاً هم أولئك الذين تتغلب على نفوسهم قوة العقل ويحكمهم التفكير دائماً، ولذلك هو يرى أنهم خير من يتولى قيادة المجتمع ويستلم زمام الحكم.
في هذا التقسيم الذي يحدده أفلاطون لطبيعة النفس البشرية، يتجاهل أو يستبعد احتمال وجود القوى الثلاث المسيطرة على النفس بصورة متوازنة داخلها، فهو يحتم تغلب إحداها على البقية، كما أنه يفترض أن القوة الغالبة هي نفسها في كل مرة وفي كل حال فالعاقل يظل باستمرار، وفي كل المواقف، تتغلب عنده قوة التفكير على الانجراف وراء الانفعال أو الوقوع في قبضة الغرائز، وكذلك الأمر بالنسبة للصنفين الآخرين.
بيد أن هذه الرؤية الأفلاطونية لطبيعة النفس الإنسانية تبدو أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، فكما أنه من أندر النادر أن تكون القوى المتحكمة في نفس الإنسان دائماً منضبطة ومتوازنة فيما بينها، فإنه كذلك لا توجد قوة واحدة لها السيطرة دائماً، وما يظهر من طبائع الناس يؤكد انهم ليسوا دائماً خاضعين لحكم قوة واحدة بعينها كما يقول أفلاطون، فالإنسان حتى وإن تمكن مرة من تغليب صوت العقل في شأن من الشؤون، هو ليس دائماً قادراً على تحكيم العقل في كل الشؤون وفي كل المرات وكل المواقف، فمن المسلم به أن البشر في طبيعتهم قد يتمكنون من تغليب صوت العقل في حين، لكنهم في حين آخر قد تسبقهم انفعالاتهم، أو تهزمهم غرائزهم، والعكس أيضاً صحيح، أي أنه لا وجود لقوة بعينها تتفرد لتفرض سلطانها على نفس الإنسان.
لو كان الأمر مطلقاً وقطعياً كما يصوره أفلاطون، لأضحى فهم النفس البشرية أقل تعقيداً، ولصارت الحياة أكثر سهولة.
اتمنى يعجبكم
دمتم سالمين
تعليق