السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع هذا الصباح الرائع برائحة الزهور الفواحه
اقدم لكم مما قرات
زمن الإنسان المتعدد
(الإنسان المتعدد)، هو عنوان رواية تناقش فلسفة الوجود الإنساني، وقيامها على التنوع والتكامل، لا الاستنساخ والآلية، توظف في هذا السبيل الخيال العلمي. كتبتها الروائية الكويتية (طيبه الإبراهيم) وهي تصف زمنا يقوم فيه إنسان متفوق مغرور بذاته باستنساخ نفسه نسخا غير محدودة، تحتل مساحات الأرض المعمورة، بإبادة بقية البشر. ويبدو أن ما تنبأت به هذه الرواية بات قريبا من الواقع، ففي الآونة الأخيرة أصبحنا نتابع صامتين إلغاء كل خصوصية واختلاف باسم الإنسان المتعدد، الذي تدعمه أية قوة وتفوّق بمساندة القوانين، حيث يتم قانونيا وبالقوة لو تطلب الأمر، يتم تشذيب البشر الآخرين غير الآدميين في نظر ذلك الإنسان، وإعادة تكوينهم لو تطلب الأمر، حتى يتحولوا لأوادم وفق معاييره.
وحرية التعبير عن الرأي هي العدو الأول للإنسان المتعدد، فهي تهدد وجوده القائم على الاستنساخ، وأي اختلاف عنه ولو كان بسيطا يشكل خطرا على وجوده، وهذا ما يجعلنا نعيش هذه الأيام في توتر دائم، كون العالم بأسره يمر بتغيرات حتمية متسارعة، وكون هذه التغيرات تثير مخاوف بعض المختنقين بنظرية المؤامرة، والمستمتعين بالمساحة الضيقة التي يحتلونها للحياة في ظل الصوت الواحد الأوحد. وكثيرون هم من يعتقدون أنهم أصحاب حق امتلاك هذا الصوت، ومع اختلاف مشاربهم يشتركون في نرجسية تخولهم حق الكلام وحدهم، والتفكير نيابة عن الآخرين، بل ومنع الآخر من مجرد المطالبة بحقه في مراجعة ما يقولون ويصدرون من حتميات.
يمارس الغرب المتفوق تقنيا واقتصاديا هذه الآلية على الشرق بصفته عدوا تقليديا، وهو أمر مقبول نوعا ما بالمقارنة مع ما نفعله نحن بأنفسنا، ففي بلادنا العربية لا يستطيع الكثيرون تذوق وجودهم إلا بسلب آخرين هذا الوجود. لا يكتفي المثقف المتعلق بحق التجديد والتجريب والخروج على القوالب والقواعد بحقه في الاعتراف بآرائه، بل إنه لا يعترف بهذا الاعتراف إلا بسلب المثقف الآخر حقه في متابعة التقدم داخل مسارات التراث والقاعدة العريضة للخصوصية الثقافية، هذا مجرد مثال من عالم الثقافة، الذي يفترض أنه الأرقى والأنقى. وعلى نطاق آخر تحتقر المعتقدة بوجوب غطاء الوجه أختها المعتقدة بالرأي الآخر المختلف في المسألة، ويحدث العكس، وكلاهما يملك قاعدة شرعية تخوله الحق في ممارسة اعتقاده من دونما احتقار وتضييق على الآخر. وفي أكثر نطاقات تطبيق الحوار المفتوح والمقنن يحدث مثل هذا.
التعبير عن الرأي بحرية منضبطة، هو العتبة التي لا يمكن أن ندلف إلى ساحة حل مشاكلنا من دون اجتيازها بقدمنا اليمنى، مستفتحين بآداب الحوار التي علمنا إياها ديننا الحنيف، وإن ظللنا نتردد أمام تلك العتبة بسبب ما قد تواجهنا به من عيوب أنفسنا ومن مخاوف ارتياد تلك الساحة بمساربها ومداخلها الكثيرة، فلن نبرح عاكفين على مشاكلنا وأزماتنا، نجترها ونقتات فتات الحياة من وراء المعتاشين منها، عائدين إلى الوراء بينما العالم من حولنا يركض للمستقبل. نعم، قد يسيء بعض الناس استعمال هذا الحق كما يحدث من إساءة للإسلام وللديانات السماوية ورموزها باسم حرية التعبير عن الرأي، وكما يحدث من ممارسات وسائل الإعلام للطعن في الأعراض وتخريب البيوت القائمة لشخصيات عامة بنفس الدعوى، لكن هذا لا يعني أن نمنع الحق بسبب إساءة بعض السفهاء استعماله. فلحرية التعبير عن الرأي ضوابطها وقوانينها، التي تمكننا من معاقبة المخطئ، والحد من تجاوزاته.
اتمنى ان يعجبكم
دمتم سالمين
مع هذا الصباح الرائع برائحة الزهور الفواحه
اقدم لكم مما قرات
زمن الإنسان المتعدد
(الإنسان المتعدد)، هو عنوان رواية تناقش فلسفة الوجود الإنساني، وقيامها على التنوع والتكامل، لا الاستنساخ والآلية، توظف في هذا السبيل الخيال العلمي. كتبتها الروائية الكويتية (طيبه الإبراهيم) وهي تصف زمنا يقوم فيه إنسان متفوق مغرور بذاته باستنساخ نفسه نسخا غير محدودة، تحتل مساحات الأرض المعمورة، بإبادة بقية البشر. ويبدو أن ما تنبأت به هذه الرواية بات قريبا من الواقع، ففي الآونة الأخيرة أصبحنا نتابع صامتين إلغاء كل خصوصية واختلاف باسم الإنسان المتعدد، الذي تدعمه أية قوة وتفوّق بمساندة القوانين، حيث يتم قانونيا وبالقوة لو تطلب الأمر، يتم تشذيب البشر الآخرين غير الآدميين في نظر ذلك الإنسان، وإعادة تكوينهم لو تطلب الأمر، حتى يتحولوا لأوادم وفق معاييره.
وحرية التعبير عن الرأي هي العدو الأول للإنسان المتعدد، فهي تهدد وجوده القائم على الاستنساخ، وأي اختلاف عنه ولو كان بسيطا يشكل خطرا على وجوده، وهذا ما يجعلنا نعيش هذه الأيام في توتر دائم، كون العالم بأسره يمر بتغيرات حتمية متسارعة، وكون هذه التغيرات تثير مخاوف بعض المختنقين بنظرية المؤامرة، والمستمتعين بالمساحة الضيقة التي يحتلونها للحياة في ظل الصوت الواحد الأوحد. وكثيرون هم من يعتقدون أنهم أصحاب حق امتلاك هذا الصوت، ومع اختلاف مشاربهم يشتركون في نرجسية تخولهم حق الكلام وحدهم، والتفكير نيابة عن الآخرين، بل ومنع الآخر من مجرد المطالبة بحقه في مراجعة ما يقولون ويصدرون من حتميات.
يمارس الغرب المتفوق تقنيا واقتصاديا هذه الآلية على الشرق بصفته عدوا تقليديا، وهو أمر مقبول نوعا ما بالمقارنة مع ما نفعله نحن بأنفسنا، ففي بلادنا العربية لا يستطيع الكثيرون تذوق وجودهم إلا بسلب آخرين هذا الوجود. لا يكتفي المثقف المتعلق بحق التجديد والتجريب والخروج على القوالب والقواعد بحقه في الاعتراف بآرائه، بل إنه لا يعترف بهذا الاعتراف إلا بسلب المثقف الآخر حقه في متابعة التقدم داخل مسارات التراث والقاعدة العريضة للخصوصية الثقافية، هذا مجرد مثال من عالم الثقافة، الذي يفترض أنه الأرقى والأنقى. وعلى نطاق آخر تحتقر المعتقدة بوجوب غطاء الوجه أختها المعتقدة بالرأي الآخر المختلف في المسألة، ويحدث العكس، وكلاهما يملك قاعدة شرعية تخوله الحق في ممارسة اعتقاده من دونما احتقار وتضييق على الآخر. وفي أكثر نطاقات تطبيق الحوار المفتوح والمقنن يحدث مثل هذا.
التعبير عن الرأي بحرية منضبطة، هو العتبة التي لا يمكن أن ندلف إلى ساحة حل مشاكلنا من دون اجتيازها بقدمنا اليمنى، مستفتحين بآداب الحوار التي علمنا إياها ديننا الحنيف، وإن ظللنا نتردد أمام تلك العتبة بسبب ما قد تواجهنا به من عيوب أنفسنا ومن مخاوف ارتياد تلك الساحة بمساربها ومداخلها الكثيرة، فلن نبرح عاكفين على مشاكلنا وأزماتنا، نجترها ونقتات فتات الحياة من وراء المعتاشين منها، عائدين إلى الوراء بينما العالم من حولنا يركض للمستقبل. نعم، قد يسيء بعض الناس استعمال هذا الحق كما يحدث من إساءة للإسلام وللديانات السماوية ورموزها باسم حرية التعبير عن الرأي، وكما يحدث من ممارسات وسائل الإعلام للطعن في الأعراض وتخريب البيوت القائمة لشخصيات عامة بنفس الدعوى، لكن هذا لا يعني أن نمنع الحق بسبب إساءة بعض السفهاء استعماله. فلحرية التعبير عن الرأي ضوابطها وقوانينها، التي تمكننا من معاقبة المخطئ، والحد من تجاوزاته.
اتمنى ان يعجبكم
دمتم سالمين
تعليق