السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم سكر
كالعاده مقال صباحي للغالين علي
متى نخسر من نحب
كتبت : هناك أشياء تظل رغم ذكائنا غائبة عن وعينا ،ربما بإرادتنا نفعلها لأننا في عقلنا الباطن خائفون من احتمال فشلها ، أو ربما مستسيغون وضعنا الحالي لأنه يشعرنا بالأمان ولو كان وهما . أذكر كم أحببتك ، وكم استطعت أن تثير داخلي من جنون ، وكم كنت تعبث برزانتي. كان منتهى حلمي أن تفهم هذا الحب؟
كنت تردد أغنية تاريخ الحب الذي علينا أن نكتبه سويا ؟ الصورة الحالمة التي وضعتها لحبيبة خيالية؟ فإن لم تفلح هذه الصورة في الظهور اعتبرتها وهما وهربت منها. هكذا أظنك رأيت صورة حبنا كان بالإمكان أن نعيش أجمل حكاية حب ، لكنك كنت دوما تصنع لي فراغات لأملأها بعباراتك ، وتقف على عتبة شوقي لتتأكد من أنني أرتدي ملابسك المناسبة قبل أن تسمح لي بالدخول إلى قلبك . كنت تستمتع بالنبش في أخطائي وتشعر بالسعادة في إشعاري بضآلة أحلامي ، كنت تمارس أبوتك الطاغية في كل شيء معي وكان علي دوما أن أثبت بأنني يمكن أن أكون في مستوى صورتك المثالية عن الحب.
أي حب هذا الذي لا يرى فيه الحبيب نفسه سوى قائد !!.
لم أعد حينها اميز حتى نفسي . ومن قال ان علي أن أكون كما تريد ! أليس الحب ما يجعلنا نقبل من نحب بصورته كما هي ؟ واسكن زمنا ، ثم أعود واهمة بأن بعدي كل مرة سيجعلك تدرك أخطاءك في هذا الحب ، ولا شيء مع العودة يتغير إلا مزيد من غربتك عني . انتهى (زوجتك المحبة )
د/ لويزا خي مؤلفة كتاب أشف نفسك ذاتيا عبرت عن هذه الصورة السابقة وعن غيرها من علاقات الحب حينما قالت (هناك فرق بين الحاجة إلى الحب وبين التعطش للحب ، عندما نتعطش للحب فذلك يعني أننا فعلا ينقصنا حب واستحسان أهم وأغلى إنسان في حياتنا ، وعندما نحتاج إلى آخر للتعبير عن أنفسنا فإننا نصبح تابعين لهذا الشخص ، وعندما نأمل أن يهتم شخص آخر بنا فإننا سنفقد السيطرة على حياتنا ، وعندما نردد لشخص ما ماذا عليه أن يفعل ليرضينا فمعنى ذلك أننا أسرى لرغباتنا في الحب بأضيق مقاييسه ، وعندما يفرض شخص ما علينا قوانينه وشروطه لكي يستمر في حبنا ونقبل ذلك فنحن نستسلم لأنانيته، وعندما نحب أنفسنا أولا باتزان وصدق فإننا لا نشترط صورة معينة لمن نحب لأن الحب لا يتواجد خارج الإنسان بل داخله ) .
وهكذا نحن .... نختار عندما نقرر أن يتدفق الحب في شراييننا ويعمينا أحيانا عن الاختيار السليم ، أو يكون عونا لنا لنصبح أكثر جمالا ورقيا في علاقاتنا مع الحياة . السؤال هل هناك حب حقيقي وهل هناك حب مزيف ؟ أعتقد بأننا نحن وحدنا المسئولون عن تنويعه . الحب ذلك الشعور الذي يجعل الأسقف مقلوبة والمنارات مكشوفة ، والطرق أوسع رغم ازدحامها ، والأوهام أصدق بدون ملامحها . الحب يتدفق فينا ليزرع قلاعا من الابتسامات غير المفسرة والكلمات غير المعلنة . ونهوي في سجن عالية أسواره .. عندما يتحول الحب إلى تملك وحدود نلزم أحاسيسنا بعدم الخروج عن إطارها وإلا فشلنا ، وقد تحب الشخص الوحيد الذي يمنحك التعاسة ، لكن علينا أن نحدد من هو في الحقيقة مصدر التعاسة هو أم أنت ؟
الحقيقة الأكيدة أن الحب السلبي ينمو حينما تكون محبتنا لأنفسنا ولكينونتنا أقل ، لأنك عندما ينمو احترامك وحبك لذاتك ترى حق الآخرين في أن يكونوا أنفسهم . لهذا الحب الدائم يأتينا ليس عندما ننتظره بل عندما نترك أبوابنا مفتوحة دون شروط لاستقباله . ولا يمكن أن تظل تلك الأبواب مفتوحة إلا بالوعي التام بأن أكبر خطأ نرتكبه هو أن نحاول جعل من نحبهم نسخة عن تصوراتنا . لهذا تنقل الأم صورة خاطئة عن الحب حينما تحرم ابنتها من التعبير عن ذاتها كما تحب وتسارع باتهامها بالعصيان إن خالفت صورها عن الحب .
لذلك تخطئ الزوجة أو الزوج حينما يحاول كلاهما إرغام الآخر على تحمل حدود مشروطة لاستمرار الانسجام بينهما . ويخطئ الصديق حينما يظن بأن اختلاف طريقة انعكاس الحب مع صديقه تعني عدم الفهم ، وقلة في الوفاء .
ويخطئ أي إنسان حينما يجعل آخر يشعر بالذنب لأنه لم يكن بمستوى توقعاته في الحب لأنه يحرمه من حقه في أن يكون ذاته . ولهذا نخسر كثيرا من العلاقات الجميلة بسبب حمق الوعي ، وسطحية التفسيرات ، ووحدة القرار . كل ذلك يحدث حينما لا نعطي الفرصة لمن يحبنا أن يستمتع بمشاعره تجاهنا كما يريد . ولعل البعض منا يصرف الكثير من وقته يجمع مالا لشراء مسكن أو للحصول على وظيفة أو السفر برفاهية بينما لا يتوقف ليرى الأشخاص الذين يعبرون في تلك الممرات معه وكيف عليه أن يهديهم حبه أو يأخذ منهم ما يرغبون في منحه إياه. والنتيجة هي وحدة رغم وجود الصحبة .
حتى أن تلك الطريقة في التعامل مع المشاعر تشبه كثيرا الأمراض الوراثية حيث تنتقل من الآباء للأبناء فإن كان مسلكك يتحدث عن حب مشروط دوما ، فلا تتوقع أن يكون تعبير أبنائك عنه مختلفا حتى بالنسبة إليك . لذا جرب أن تفتح أوعية مشاعرك وتتقبل الآخر دون أن تجهد نفسك في الحكم عليه إو وضعه تحت مجهر توقعاتك ، ( لأنه ليس عليك أن تفعل) ، وستجد بأن مزيجا من الراحة والثقة والطمأنينة امتلأت بها رئته وبدأت روحه في الانسياب إليك وأصبح الحب لديه اهتماما وصدقا وقدرة على التفهم والعطاء. هكذا نريد من نحب حتى لا يأتي يوم ويموت أجمل ما فينا ونخسر من نحب ...
اتمنى يعجبكم
دمتم سالمين
صباحكم سكر
كالعاده مقال صباحي للغالين علي
متى نخسر من نحب
كتبت : هناك أشياء تظل رغم ذكائنا غائبة عن وعينا ،ربما بإرادتنا نفعلها لأننا في عقلنا الباطن خائفون من احتمال فشلها ، أو ربما مستسيغون وضعنا الحالي لأنه يشعرنا بالأمان ولو كان وهما . أذكر كم أحببتك ، وكم استطعت أن تثير داخلي من جنون ، وكم كنت تعبث برزانتي. كان منتهى حلمي أن تفهم هذا الحب؟
كنت تردد أغنية تاريخ الحب الذي علينا أن نكتبه سويا ؟ الصورة الحالمة التي وضعتها لحبيبة خيالية؟ فإن لم تفلح هذه الصورة في الظهور اعتبرتها وهما وهربت منها. هكذا أظنك رأيت صورة حبنا كان بالإمكان أن نعيش أجمل حكاية حب ، لكنك كنت دوما تصنع لي فراغات لأملأها بعباراتك ، وتقف على عتبة شوقي لتتأكد من أنني أرتدي ملابسك المناسبة قبل أن تسمح لي بالدخول إلى قلبك . كنت تستمتع بالنبش في أخطائي وتشعر بالسعادة في إشعاري بضآلة أحلامي ، كنت تمارس أبوتك الطاغية في كل شيء معي وكان علي دوما أن أثبت بأنني يمكن أن أكون في مستوى صورتك المثالية عن الحب.
أي حب هذا الذي لا يرى فيه الحبيب نفسه سوى قائد !!.
لم أعد حينها اميز حتى نفسي . ومن قال ان علي أن أكون كما تريد ! أليس الحب ما يجعلنا نقبل من نحب بصورته كما هي ؟ واسكن زمنا ، ثم أعود واهمة بأن بعدي كل مرة سيجعلك تدرك أخطاءك في هذا الحب ، ولا شيء مع العودة يتغير إلا مزيد من غربتك عني . انتهى (زوجتك المحبة )
د/ لويزا خي مؤلفة كتاب أشف نفسك ذاتيا عبرت عن هذه الصورة السابقة وعن غيرها من علاقات الحب حينما قالت (هناك فرق بين الحاجة إلى الحب وبين التعطش للحب ، عندما نتعطش للحب فذلك يعني أننا فعلا ينقصنا حب واستحسان أهم وأغلى إنسان في حياتنا ، وعندما نحتاج إلى آخر للتعبير عن أنفسنا فإننا نصبح تابعين لهذا الشخص ، وعندما نأمل أن يهتم شخص آخر بنا فإننا سنفقد السيطرة على حياتنا ، وعندما نردد لشخص ما ماذا عليه أن يفعل ليرضينا فمعنى ذلك أننا أسرى لرغباتنا في الحب بأضيق مقاييسه ، وعندما يفرض شخص ما علينا قوانينه وشروطه لكي يستمر في حبنا ونقبل ذلك فنحن نستسلم لأنانيته، وعندما نحب أنفسنا أولا باتزان وصدق فإننا لا نشترط صورة معينة لمن نحب لأن الحب لا يتواجد خارج الإنسان بل داخله ) .
وهكذا نحن .... نختار عندما نقرر أن يتدفق الحب في شراييننا ويعمينا أحيانا عن الاختيار السليم ، أو يكون عونا لنا لنصبح أكثر جمالا ورقيا في علاقاتنا مع الحياة . السؤال هل هناك حب حقيقي وهل هناك حب مزيف ؟ أعتقد بأننا نحن وحدنا المسئولون عن تنويعه . الحب ذلك الشعور الذي يجعل الأسقف مقلوبة والمنارات مكشوفة ، والطرق أوسع رغم ازدحامها ، والأوهام أصدق بدون ملامحها . الحب يتدفق فينا ليزرع قلاعا من الابتسامات غير المفسرة والكلمات غير المعلنة . ونهوي في سجن عالية أسواره .. عندما يتحول الحب إلى تملك وحدود نلزم أحاسيسنا بعدم الخروج عن إطارها وإلا فشلنا ، وقد تحب الشخص الوحيد الذي يمنحك التعاسة ، لكن علينا أن نحدد من هو في الحقيقة مصدر التعاسة هو أم أنت ؟
الحقيقة الأكيدة أن الحب السلبي ينمو حينما تكون محبتنا لأنفسنا ولكينونتنا أقل ، لأنك عندما ينمو احترامك وحبك لذاتك ترى حق الآخرين في أن يكونوا أنفسهم . لهذا الحب الدائم يأتينا ليس عندما ننتظره بل عندما نترك أبوابنا مفتوحة دون شروط لاستقباله . ولا يمكن أن تظل تلك الأبواب مفتوحة إلا بالوعي التام بأن أكبر خطأ نرتكبه هو أن نحاول جعل من نحبهم نسخة عن تصوراتنا . لهذا تنقل الأم صورة خاطئة عن الحب حينما تحرم ابنتها من التعبير عن ذاتها كما تحب وتسارع باتهامها بالعصيان إن خالفت صورها عن الحب .
لذلك تخطئ الزوجة أو الزوج حينما يحاول كلاهما إرغام الآخر على تحمل حدود مشروطة لاستمرار الانسجام بينهما . ويخطئ الصديق حينما يظن بأن اختلاف طريقة انعكاس الحب مع صديقه تعني عدم الفهم ، وقلة في الوفاء .
ويخطئ أي إنسان حينما يجعل آخر يشعر بالذنب لأنه لم يكن بمستوى توقعاته في الحب لأنه يحرمه من حقه في أن يكون ذاته . ولهذا نخسر كثيرا من العلاقات الجميلة بسبب حمق الوعي ، وسطحية التفسيرات ، ووحدة القرار . كل ذلك يحدث حينما لا نعطي الفرصة لمن يحبنا أن يستمتع بمشاعره تجاهنا كما يريد . ولعل البعض منا يصرف الكثير من وقته يجمع مالا لشراء مسكن أو للحصول على وظيفة أو السفر برفاهية بينما لا يتوقف ليرى الأشخاص الذين يعبرون في تلك الممرات معه وكيف عليه أن يهديهم حبه أو يأخذ منهم ما يرغبون في منحه إياه. والنتيجة هي وحدة رغم وجود الصحبة .
حتى أن تلك الطريقة في التعامل مع المشاعر تشبه كثيرا الأمراض الوراثية حيث تنتقل من الآباء للأبناء فإن كان مسلكك يتحدث عن حب مشروط دوما ، فلا تتوقع أن يكون تعبير أبنائك عنه مختلفا حتى بالنسبة إليك . لذا جرب أن تفتح أوعية مشاعرك وتتقبل الآخر دون أن تجهد نفسك في الحكم عليه إو وضعه تحت مجهر توقعاتك ، ( لأنه ليس عليك أن تفعل) ، وستجد بأن مزيجا من الراحة والثقة والطمأنينة امتلأت بها رئته وبدأت روحه في الانسياب إليك وأصبح الحب لديه اهتماما وصدقا وقدرة على التفهم والعطاء. هكذا نريد من نحب حتى لا يأتي يوم ويموت أجمل ما فينا ونخسر من نحب ...
اتمنى يعجبكم
دمتم سالمين
تعليق