السلام عليكم ورحمة وبركاته
صباحكم ورد
قهوه مره بصباح رطب
انقل لكم هذا المقال
الواقع ...
نحن نعرف ان ( الوضعية المنطقية ) تعتبر الابداعات الفنية والخيالية اوهاما، فما الموقف من هذا الادعاء الذي يعمد الى أجمل ما في لغتنا العربية ويرميه في البحر؟!
هل نستمع اليه ام نجعل في آذاننا وقرا؟ لا.. لا هذا ولا ذاك.. بل ننادي بما يسمونه ( ما بعد الحداثة ) الذي بيننا وبينه ستة أشهر ضوئية.. فهو لم يدن الوضعية المنطقية فقط، بل أدان ما يسمونه (الحداثة) التي وصلنا نصفها المادي، اما نصفها المعنوي فبيننا وبينه ثلاثة أشهر ضوئية .. أدانها لأنها حاولت إقصاء ( اللامعقول ) بعقلانيتها الصارمة.. في حين ان اللامعقول والوهم والاسطورة كلها من مستلزمات الحياة البشرية.
يعتقد بعض النقاد ان ( الابداعات الفنية حقيقة .. لا لأنها مستمدة من الواقع .. بل بضرورتها الوجانية ). ان هذا الاعتقاد ينطوي على نصف الاذعان لرأي الوضعية المنطقية.. كلا.. ان الابداعات الفنية ما هي إلا انفعال بالواقع.. اذا لم نقل بمفهوم ( الانعكاس ). انها صداه.. فكيف يكون الصدى منفصلا عن الصوت او الظل منفصلا عن الشجرة ؟ بل انه أشد واقعية من الواقع.. لأنه يوضح أثر الواقع على النفس البشرية فيجعله ناطقا .. بعد ان كان صامتا.. وبدلا من ان يكون هذا الواقع مجهولا يمر عليه الناس او يحسون به احساسا خفيا لا شعوريا.. اذ بهم يرونه بكل طاقته المؤثرة في النفس في قول هذا الشاعر او صوت تلك الفنانة او لوحة ذاك الرسام.. الخ، وهذا معنى ( خلق العيون ) الذي قال به ابو ماضي :
خلق الشاعر كي
يخلق للناس عيونا
في هذا المجال، مجال مفهوم الواقع.. بقيت أهم نقطة لم نقف عليها حتى الآن وهي : بحث مصطلح ( الامر الواقع ) فهذا المصطلح ولد في القرن التاسع عشر حيث اكتشافات الاستعمار لأرض الآخرين واعتبار استعمارها حقا طبيعيا تحت حكم ( الامر الواقع ) والمصطلحات اليوم لا يصوغها الفكر .. بل تصوغها القوة، وتغرس في أذهان الناس بقوة الاعلام.
يقولون : ان نهب اسرائيل للارض الفلسطينية اصبح امرا واقعا .. لا تجوز مناقشته. من هنا تبرز بشاعة هذا المصطلح ومخالفته كل القيم الانسانية . انه مصطلح سياسي تضمن تحقيقه القوة. اما الكلام عن حق تقرير المصير وحقوق الانسان وما شابهها فلم تبق في القاموس.. بل طمستها القوة.
ان اختلال (توازن القوى) في كل زمان ومكان.. هو سبب معظم المآسي على الارض. فالقوي ليس من يملك القدرة المادية فقط.. بل من يملك مهارة صوغ المفاهيم وتزييف الوعي وإظهار الباطل وهو يلبس بريق الحق. ان صوغ المصطلحات هو فن حربي جديد تتقنه الدول الاستعمارية التي تقول بكل بجاحة وهمجية : ( من ليس معنا فهو ضدنا ) ومعنى هذا الكلام لا يبقى في حيز اللغة بل يترجم الى صواريخ عابرة للقارات.. هي نفسها التي تولد ما يسمونه الامر الواقع وتفرضه وتحميه.
إن مفهوم ( الأمر الواقع ) يحتاج إلى بحث طويل.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام والتقدير
دمتم سالمين
صباحكم ورد
قهوه مره بصباح رطب
انقل لكم هذا المقال
الواقع ...
نحن نعرف ان ( الوضعية المنطقية ) تعتبر الابداعات الفنية والخيالية اوهاما، فما الموقف من هذا الادعاء الذي يعمد الى أجمل ما في لغتنا العربية ويرميه في البحر؟!
هل نستمع اليه ام نجعل في آذاننا وقرا؟ لا.. لا هذا ولا ذاك.. بل ننادي بما يسمونه ( ما بعد الحداثة ) الذي بيننا وبينه ستة أشهر ضوئية.. فهو لم يدن الوضعية المنطقية فقط، بل أدان ما يسمونه (الحداثة) التي وصلنا نصفها المادي، اما نصفها المعنوي فبيننا وبينه ثلاثة أشهر ضوئية .. أدانها لأنها حاولت إقصاء ( اللامعقول ) بعقلانيتها الصارمة.. في حين ان اللامعقول والوهم والاسطورة كلها من مستلزمات الحياة البشرية.
يعتقد بعض النقاد ان ( الابداعات الفنية حقيقة .. لا لأنها مستمدة من الواقع .. بل بضرورتها الوجانية ). ان هذا الاعتقاد ينطوي على نصف الاذعان لرأي الوضعية المنطقية.. كلا.. ان الابداعات الفنية ما هي إلا انفعال بالواقع.. اذا لم نقل بمفهوم ( الانعكاس ). انها صداه.. فكيف يكون الصدى منفصلا عن الصوت او الظل منفصلا عن الشجرة ؟ بل انه أشد واقعية من الواقع.. لأنه يوضح أثر الواقع على النفس البشرية فيجعله ناطقا .. بعد ان كان صامتا.. وبدلا من ان يكون هذا الواقع مجهولا يمر عليه الناس او يحسون به احساسا خفيا لا شعوريا.. اذ بهم يرونه بكل طاقته المؤثرة في النفس في قول هذا الشاعر او صوت تلك الفنانة او لوحة ذاك الرسام.. الخ، وهذا معنى ( خلق العيون ) الذي قال به ابو ماضي :
خلق الشاعر كي
يخلق للناس عيونا
في هذا المجال، مجال مفهوم الواقع.. بقيت أهم نقطة لم نقف عليها حتى الآن وهي : بحث مصطلح ( الامر الواقع ) فهذا المصطلح ولد في القرن التاسع عشر حيث اكتشافات الاستعمار لأرض الآخرين واعتبار استعمارها حقا طبيعيا تحت حكم ( الامر الواقع ) والمصطلحات اليوم لا يصوغها الفكر .. بل تصوغها القوة، وتغرس في أذهان الناس بقوة الاعلام.
يقولون : ان نهب اسرائيل للارض الفلسطينية اصبح امرا واقعا .. لا تجوز مناقشته. من هنا تبرز بشاعة هذا المصطلح ومخالفته كل القيم الانسانية . انه مصطلح سياسي تضمن تحقيقه القوة. اما الكلام عن حق تقرير المصير وحقوق الانسان وما شابهها فلم تبق في القاموس.. بل طمستها القوة.
ان اختلال (توازن القوى) في كل زمان ومكان.. هو سبب معظم المآسي على الارض. فالقوي ليس من يملك القدرة المادية فقط.. بل من يملك مهارة صوغ المفاهيم وتزييف الوعي وإظهار الباطل وهو يلبس بريق الحق. ان صوغ المصطلحات هو فن حربي جديد تتقنه الدول الاستعمارية التي تقول بكل بجاحة وهمجية : ( من ليس معنا فهو ضدنا ) ومعنى هذا الكلام لا يبقى في حيز اللغة بل يترجم الى صواريخ عابرة للقارات.. هي نفسها التي تولد ما يسمونه الامر الواقع وتفرضه وتحميه.
إن مفهوم ( الأمر الواقع ) يحتاج إلى بحث طويل.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام والتقدير
دمتم سالمين
تعليق