السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم ورد وكادي
بعد كوب القهوه الفرنسيه وتصفح الجرائد
انقل لكم هذا المقال
ظاهرة ثقافية ...
على الرغم من قسوة الزمن وحبه للتهديم والتغيير بقيت هناك ظاهرة ثقافية مر عليها الزمن بكل جيوشه، وبقيت في شبابها الناضر.. وأعني بها ظاهرة (الغرور) عند معظم المثقفين، وأنا منهم، في الماضي والحاضر.. إنها ظاهرة واضحة ومن الذين أشاروا إليها في التراث ابن خلدون.. إلا أني لم ألتفت إليها إلا في الآونة الأخيرة.
معروف أن سبب الغرور هو الخطأ في تقييم الفرد لنفسه، فهو يرى نفسه أكبر من حجمها.. كما أنه يرى الآخر أصغر من ظله.. ويقولون: إن منشأ هذا الاختلال في التقييم هو شعور داخلي بالنقص يحاول إخفاءه برداء الغرور البراق الذي يلبسه.. وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام بقوله: (ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه).
غير أن الظاهرة ليس لها جذر واحد.. ولا ينظر إليها من زاوية واحدة.. ذلك لأن مفهوم الفرد عن ذاته وعن الآخرين لا يخلقه هو، بل إنه يتكون من خلال إرثه الثقافي ومن خلال محيط التفاعل الاجتماعي الذي يعيش فيه.. وكذلك فإن هذا المفهوم نفسه قد يتغير بفعل نفس المحيط أو البيئة الاجتماعية وحتى الجغرافية التي ينشأ أو ينبني فيها الفرد اجتماعيا.. لذا علينا أن نتريث في تلمس الأسباب لتلك الظاهرة البشعة.
لا أظن أني أحتاج إلى إثبات أن إرثنا الثقافي بمعناه الواسع، زرع فينا من أشكال الغرور ما لو وزعناه على العالم لأصبح متخما: فنحن أصحاب أمة واحدة ذات رسالة خالدة.. ونحن الذين سنخرج هذا العام من جاهليته إلى عالم النور والعلم.. ونحن الذين أعطينا مفاتيح الحضارة للغرب، وقد كان يرسف في أغلال الجهل والضلال، هذا هو إرثنا.. فهل أتانا الغرور من النافذة؟
أما ما يتركه فينا التفاعل الاجتماعي فقد لا يكون بهذا الوضوح الذي زرعه فينا التراث، ولكنه لا يقل عنه أثرا.. فمفهوم التفاعل يشير إلى أي حالة يتبادل التأثير فيها شيئان أو أكثر ويتضمن نوعا من التبادل بحيث يكون حافزا لرد فعل الطرف الآخر.. وحيث إن الفرد لا يقاس فعله بفعل المجتمع تأثيرا وتأثرا في مراحل معينة من العمر ومن التطور المعرفي.. يكون تأثيره على الفرد كاسحا.
هنا علينا أن نتصور فعل اللغة الاجتماعية في الفرد: فقد تكون هذه اللغة مبنية على المبالغة والانفصال عن الواقع، بل قد تكون أسطورية فينشأ الفرد في تيار هذه اللغة سابحا.. سواء كان داريا بذلك أم غير دار.. بحيث تنفتح الأبواب أمامه لملء الذات بما لذ وطاب من أحلام اليقظة والمشي فوق الماء.
التفاعل الاجتماعي يتم وفق أسس عديدة منها: القيم والنظام الاقتصادي والمقاييس السياسية.. فما هو فعل هذه كلها في صياغة نظر الفرد إلى تقييم ذاته؟!
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام والتقدير
دمتم سالمين
صباحكم ورد وكادي
بعد كوب القهوه الفرنسيه وتصفح الجرائد
انقل لكم هذا المقال
ظاهرة ثقافية ...
على الرغم من قسوة الزمن وحبه للتهديم والتغيير بقيت هناك ظاهرة ثقافية مر عليها الزمن بكل جيوشه، وبقيت في شبابها الناضر.. وأعني بها ظاهرة (الغرور) عند معظم المثقفين، وأنا منهم، في الماضي والحاضر.. إنها ظاهرة واضحة ومن الذين أشاروا إليها في التراث ابن خلدون.. إلا أني لم ألتفت إليها إلا في الآونة الأخيرة.
معروف أن سبب الغرور هو الخطأ في تقييم الفرد لنفسه، فهو يرى نفسه أكبر من حجمها.. كما أنه يرى الآخر أصغر من ظله.. ويقولون: إن منشأ هذا الاختلال في التقييم هو شعور داخلي بالنقص يحاول إخفاءه برداء الغرور البراق الذي يلبسه.. وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام بقوله: (ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه).
غير أن الظاهرة ليس لها جذر واحد.. ولا ينظر إليها من زاوية واحدة.. ذلك لأن مفهوم الفرد عن ذاته وعن الآخرين لا يخلقه هو، بل إنه يتكون من خلال إرثه الثقافي ومن خلال محيط التفاعل الاجتماعي الذي يعيش فيه.. وكذلك فإن هذا المفهوم نفسه قد يتغير بفعل نفس المحيط أو البيئة الاجتماعية وحتى الجغرافية التي ينشأ أو ينبني فيها الفرد اجتماعيا.. لذا علينا أن نتريث في تلمس الأسباب لتلك الظاهرة البشعة.
لا أظن أني أحتاج إلى إثبات أن إرثنا الثقافي بمعناه الواسع، زرع فينا من أشكال الغرور ما لو وزعناه على العالم لأصبح متخما: فنحن أصحاب أمة واحدة ذات رسالة خالدة.. ونحن الذين سنخرج هذا العام من جاهليته إلى عالم النور والعلم.. ونحن الذين أعطينا مفاتيح الحضارة للغرب، وقد كان يرسف في أغلال الجهل والضلال، هذا هو إرثنا.. فهل أتانا الغرور من النافذة؟
أما ما يتركه فينا التفاعل الاجتماعي فقد لا يكون بهذا الوضوح الذي زرعه فينا التراث، ولكنه لا يقل عنه أثرا.. فمفهوم التفاعل يشير إلى أي حالة يتبادل التأثير فيها شيئان أو أكثر ويتضمن نوعا من التبادل بحيث يكون حافزا لرد فعل الطرف الآخر.. وحيث إن الفرد لا يقاس فعله بفعل المجتمع تأثيرا وتأثرا في مراحل معينة من العمر ومن التطور المعرفي.. يكون تأثيره على الفرد كاسحا.
هنا علينا أن نتصور فعل اللغة الاجتماعية في الفرد: فقد تكون هذه اللغة مبنية على المبالغة والانفصال عن الواقع، بل قد تكون أسطورية فينشأ الفرد في تيار هذه اللغة سابحا.. سواء كان داريا بذلك أم غير دار.. بحيث تنفتح الأبواب أمامه لملء الذات بما لذ وطاب من أحلام اليقظة والمشي فوق الماء.
التفاعل الاجتماعي يتم وفق أسس عديدة منها: القيم والنظام الاقتصادي والمقاييس السياسية.. فما هو فعل هذه كلها في صياغة نظر الفرد إلى تقييم ذاته؟!
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام والتقدير
دمتم سالمين
تعليق