لقاء: شيخ المخرجين في سوريا ورائد الحلقات المنفصلة
محمد الأتاسي: الدراما السورية الأهم في الوطن العربي
خولته خبرته العريقة أن يكون مدرسة إبداعية في الدراما السورية، حيث كان سباقاً إلى ستايلات لم تكن مدرجة بعد في مخيلة القائمين بالدراما، فكان سباقا في اعتماد ستايل الحلقة المستقلة للمسلسل التلفزيوني السوري، وبدأ شيخ المخرجين في سوريا محمد فردوس أتاسي ذلك في مسلسله المعروف «مذكرات عائلية»، حيث كانت حلقات هذا المسلسل تتميز بقصة مستقلة لكل حلقة، ميزة مهمة أخرى شكلت نقلة ثانية في مسار الدراما السورية أنجزها الأتاسي عندما تحول إلى الأعمال التاريخية الموثقة فقدم مسلسل «ياقوت الحموي» في مرحلة كانت الدراما مولعة بالفانتازيا التاريخية، وعندما لاقى مسلسل «ياقوت» نجاحاً منقطع النظير، حتى تحول اهتمام الدراميين نحو هذا الستايل وقدموا أعمالاً مشابهة توثق لشخصيات تاريخية عربية معروفة، وفي هذا اللقاء اوضح الاتاسي وجهة نظره بالكثير من القضايا الفنية الخاصة بالدراما السورية والعربية ايضاً.
• ما سبب غيابك عن الدراما التلفزيونية في الآونة الاخيرة؟
ـــ انا دائماً موجود لان العمل التلفزيوني بالنسبة لي هواية وليس عملاً، لأنني من خلاله استطيع التعبير عما بداخلي، واجد نفسي اكثر سعادة عندما ادخل الى عوالم عديدة استمتع بها ومن ثم نمتع المشاهد لنخرج بالفائدة المرجوة من أي عمل واظهار العمق الفكري فيه.
• هل المشاهد العربي على موعد قريب بعمل سيذيل باسم المخرج محمد الأتاسي؟
ـــ ان شاء الله.. قبل فترة فرغت من تصوير المسلسل التاريخي «جبران خليل جبران» حيث اخذ مني وقتاً طويلاً وهو عمل ليس عادياً لان الشخصية تاريخية وهي لم تؤثر بالادب فقط وانما في العالم اجمع حين تطرق في كتاباته للروحانيات والانسانية والعلاقات، واهمية المسلسل تتمحور في تقديم فترة نهاية الانتداب العثماني على سوريا ولبنان ونزوح الناس الى اميركا واميركا الجنوبية متمنياً ان يلقى الصدى الجيد من المشاهدين.
• وماذا عن مسلسل «قلوب صغيرة»؟
ـــ مازال النص في ايدي الرقابة واتمنى ان تتم اجازته خصوصاً انه يتحدث عن فئة قد نراها في أي دولة عربية وفي دول العالم ايضاً وهي فئة الايتام والمتسولين والاسباب التي ادت بهم الى هذا الطريق.
• وهل انت من المخرجين الذين يحرصون على تعديل بعض الامور الخاصة بالنص لتتناسب مع نظرتك الاخراجية؟
ـــ المخرج ليس منفذاً فقط للعمل وانما المخرج الحقيقي هو من يتدخل في النص لتوثيق عمق الافكار وتسخيرها للرؤية الاخراجية كما يساهم في ذلك توزيع المهام على الفنيين والممثلين بحسب امكانات كل منهم.
• واجهت من قبل بعض الكتاب الذين رفضوا التعديلات على نصوصهم؟
ـــ للاسف يوجد بعض الكتاب المتزمتين في اعمالهم ولكن من خلال النقاش والاقناع يتم التغيير وفي النهاية الراي الاخير يكون لي.
• هل هذا يعني انك دكتاتوري في عملك؟
ـــ بالعكس انا ديموقراطي لابعد الحدود وارفض هذا المسمى ومن تعاون معي سيعرف ما اقول.
• من وجهة نظرك كيف ترى الدراما السورية حالياً؟
ـــ الدراما السورية هي الاهم على الاطلاق ولاتزال في القمة ولم تتراجع في يوم ما لأسباب عدة، منها ان من يعملون في الدراما السورية مخلصين في عملهم وهمهم فكري بحت نابع من تنافس شريف بين المخرجين والكتاب والفنانين، كما ان الدراما السورية تهتم كثيراً بالصورة التي ترسخ اكثر في ذهن المشاهد وبالتالي التأثير البصري مهم لنا اكثر كمخرجين والقضايا التي نطرحها تكاد تكون قريبة من كل بيت عربي ولا يمكن ان نضحك على المشاهد فيما نتخيل لاننا نحترم من يتابعنا.
• وهل كان للرقابة في سوريا دور فعال لما وصلت اليه الدراما من مستوى؟
ـــ لا يوجد بلد في العالم يخلو من الرقابة حتى اميركا المشهورة بالحرية ومساحة الديموقراطية تتواجد فيها الرقابة، وبصراحة الرقابة لدينا اعطت الحرية إلى الحدود القصوى والاخذ بالاعتبار بعدم تخطي الهامش، وانا عموماً ضد الرقابة التي تصل بك الى الحدود والتي ايضاً تتدخل في افكارك وتجبرك على تغيير المسار.
• وماذا عن الاعمال الخليجية؟
ـــ الاعمال الخليجية بدأت تنهض بشكل قوي جداً لأنها انتهجت الواقع الذي تعيشه المجتمعات في الخليج ومنها هموم وشجون ولذلك فهي ناجحة وقادرة على التنافس.
• تعالت اصوات كثيرة منها مؤيد ومنها معارض بخصوص قرار نقابة الفنانين في مصر الذي حدد كيفية التعامل مع الفنانين العرب.. فما وجهة نظرك في هذا الموضوع؟
ـــ الدكتور اشرف زكي نقيب الفنانين في مصر صديق عزيز ويعي فحوى القرار الذي اتخذه وانا معه، حيث ان القرار يعطي الافضلية بالتعامل مع النجوم فقط من أي دولة عربية اخرى وان لا تكون للاسماء الدخيلة فرصة في هذا التميز ولذلك علينا ان نفكر بتعقل وان نأخذ الامور بشكل منطقي بعيداً عن التعصب.
• في فترات سابقة قدمت السينما السورية اعمالاً رائعة ما زالت عالقة في الاذهان لكبار النجوم.. ونستغرب حقيقة هذا الغياب الواضح في هذا المجال في الوقت الحالي؟
ـــ هذا صحيح.. ولا اخفيك سراً ان الامور الان تسير في الطريق السليم اذ ان وزير الثقافة في سوريا بدأ ينظر إلى السينما نظرة جديدة حيث اعطى الحرية لرجال الاعمال والمنتجين لبناء دور العرض، ووضع اسسا حديثة للعمل السينمائي سترى النور قريباً ان شاء الله.
• من يعجبك من المخرجين الحاليين في سوريا؟
ـــ اكثر المخرجين المميزين الان عملوا معي من قبل كمساعدين والبعض الاخر كانوا طلبة لدي في المعهد، وارى الابرز منهم حاتم علي ومثنى صبح والليث حجو.
• بمن تربطك علاقة من الفنانين في الكويت؟
ـــ الفنان الرائع محمد المنصور صديقي من زمان ودائماً يزورني عندما يأتي الى سوريا بالاضافة الى الفنانين الاخرين الذين التقي بهم في المهرجانات الخليجية والعربية.
محمد الأتاسي: الدراما السورية الأهم في الوطن العربي
خولته خبرته العريقة أن يكون مدرسة إبداعية في الدراما السورية، حيث كان سباقاً إلى ستايلات لم تكن مدرجة بعد في مخيلة القائمين بالدراما، فكان سباقا في اعتماد ستايل الحلقة المستقلة للمسلسل التلفزيوني السوري، وبدأ شيخ المخرجين في سوريا محمد فردوس أتاسي ذلك في مسلسله المعروف «مذكرات عائلية»، حيث كانت حلقات هذا المسلسل تتميز بقصة مستقلة لكل حلقة، ميزة مهمة أخرى شكلت نقلة ثانية في مسار الدراما السورية أنجزها الأتاسي عندما تحول إلى الأعمال التاريخية الموثقة فقدم مسلسل «ياقوت الحموي» في مرحلة كانت الدراما مولعة بالفانتازيا التاريخية، وعندما لاقى مسلسل «ياقوت» نجاحاً منقطع النظير، حتى تحول اهتمام الدراميين نحو هذا الستايل وقدموا أعمالاً مشابهة توثق لشخصيات تاريخية عربية معروفة، وفي هذا اللقاء اوضح الاتاسي وجهة نظره بالكثير من القضايا الفنية الخاصة بالدراما السورية والعربية ايضاً.
• ما سبب غيابك عن الدراما التلفزيونية في الآونة الاخيرة؟
ـــ انا دائماً موجود لان العمل التلفزيوني بالنسبة لي هواية وليس عملاً، لأنني من خلاله استطيع التعبير عما بداخلي، واجد نفسي اكثر سعادة عندما ادخل الى عوالم عديدة استمتع بها ومن ثم نمتع المشاهد لنخرج بالفائدة المرجوة من أي عمل واظهار العمق الفكري فيه.
• هل المشاهد العربي على موعد قريب بعمل سيذيل باسم المخرج محمد الأتاسي؟
ـــ ان شاء الله.. قبل فترة فرغت من تصوير المسلسل التاريخي «جبران خليل جبران» حيث اخذ مني وقتاً طويلاً وهو عمل ليس عادياً لان الشخصية تاريخية وهي لم تؤثر بالادب فقط وانما في العالم اجمع حين تطرق في كتاباته للروحانيات والانسانية والعلاقات، واهمية المسلسل تتمحور في تقديم فترة نهاية الانتداب العثماني على سوريا ولبنان ونزوح الناس الى اميركا واميركا الجنوبية متمنياً ان يلقى الصدى الجيد من المشاهدين.
• وماذا عن مسلسل «قلوب صغيرة»؟
ـــ مازال النص في ايدي الرقابة واتمنى ان تتم اجازته خصوصاً انه يتحدث عن فئة قد نراها في أي دولة عربية وفي دول العالم ايضاً وهي فئة الايتام والمتسولين والاسباب التي ادت بهم الى هذا الطريق.
• وهل انت من المخرجين الذين يحرصون على تعديل بعض الامور الخاصة بالنص لتتناسب مع نظرتك الاخراجية؟
ـــ المخرج ليس منفذاً فقط للعمل وانما المخرج الحقيقي هو من يتدخل في النص لتوثيق عمق الافكار وتسخيرها للرؤية الاخراجية كما يساهم في ذلك توزيع المهام على الفنيين والممثلين بحسب امكانات كل منهم.
• واجهت من قبل بعض الكتاب الذين رفضوا التعديلات على نصوصهم؟
ـــ للاسف يوجد بعض الكتاب المتزمتين في اعمالهم ولكن من خلال النقاش والاقناع يتم التغيير وفي النهاية الراي الاخير يكون لي.
• هل هذا يعني انك دكتاتوري في عملك؟
ـــ بالعكس انا ديموقراطي لابعد الحدود وارفض هذا المسمى ومن تعاون معي سيعرف ما اقول.
• من وجهة نظرك كيف ترى الدراما السورية حالياً؟
ـــ الدراما السورية هي الاهم على الاطلاق ولاتزال في القمة ولم تتراجع في يوم ما لأسباب عدة، منها ان من يعملون في الدراما السورية مخلصين في عملهم وهمهم فكري بحت نابع من تنافس شريف بين المخرجين والكتاب والفنانين، كما ان الدراما السورية تهتم كثيراً بالصورة التي ترسخ اكثر في ذهن المشاهد وبالتالي التأثير البصري مهم لنا اكثر كمخرجين والقضايا التي نطرحها تكاد تكون قريبة من كل بيت عربي ولا يمكن ان نضحك على المشاهد فيما نتخيل لاننا نحترم من يتابعنا.
• وهل كان للرقابة في سوريا دور فعال لما وصلت اليه الدراما من مستوى؟
ـــ لا يوجد بلد في العالم يخلو من الرقابة حتى اميركا المشهورة بالحرية ومساحة الديموقراطية تتواجد فيها الرقابة، وبصراحة الرقابة لدينا اعطت الحرية إلى الحدود القصوى والاخذ بالاعتبار بعدم تخطي الهامش، وانا عموماً ضد الرقابة التي تصل بك الى الحدود والتي ايضاً تتدخل في افكارك وتجبرك على تغيير المسار.
• وماذا عن الاعمال الخليجية؟
ـــ الاعمال الخليجية بدأت تنهض بشكل قوي جداً لأنها انتهجت الواقع الذي تعيشه المجتمعات في الخليج ومنها هموم وشجون ولذلك فهي ناجحة وقادرة على التنافس.
• تعالت اصوات كثيرة منها مؤيد ومنها معارض بخصوص قرار نقابة الفنانين في مصر الذي حدد كيفية التعامل مع الفنانين العرب.. فما وجهة نظرك في هذا الموضوع؟
ـــ الدكتور اشرف زكي نقيب الفنانين في مصر صديق عزيز ويعي فحوى القرار الذي اتخذه وانا معه، حيث ان القرار يعطي الافضلية بالتعامل مع النجوم فقط من أي دولة عربية اخرى وان لا تكون للاسماء الدخيلة فرصة في هذا التميز ولذلك علينا ان نفكر بتعقل وان نأخذ الامور بشكل منطقي بعيداً عن التعصب.
• في فترات سابقة قدمت السينما السورية اعمالاً رائعة ما زالت عالقة في الاذهان لكبار النجوم.. ونستغرب حقيقة هذا الغياب الواضح في هذا المجال في الوقت الحالي؟
ـــ هذا صحيح.. ولا اخفيك سراً ان الامور الان تسير في الطريق السليم اذ ان وزير الثقافة في سوريا بدأ ينظر إلى السينما نظرة جديدة حيث اعطى الحرية لرجال الاعمال والمنتجين لبناء دور العرض، ووضع اسسا حديثة للعمل السينمائي سترى النور قريباً ان شاء الله.
• من يعجبك من المخرجين الحاليين في سوريا؟
ـــ اكثر المخرجين المميزين الان عملوا معي من قبل كمساعدين والبعض الاخر كانوا طلبة لدي في المعهد، وارى الابرز منهم حاتم علي ومثنى صبح والليث حجو.
• بمن تربطك علاقة من الفنانين في الكويت؟
ـــ الفنان الرائع محمد المنصور صديقي من زمان ودائماً يزورني عندما يأتي الى سوريا بالاضافة الى الفنانين الاخرين الذين التقي بهم في المهرجانات الخليجية والعربية.
تعليق