تويت
لعلّها المرة الأولى التي يتمكن فيها أي نجم مصري مهما كبر أو عظم شأنه أن ينافس الزعيم المتربع على عرش الشاشة العربية منذ سنوات بعيدة ولكن هذه هي حقيقة الأصداء التي بلغتنا حول ما أحدثه فيلم «آسف على الإزعاج» للممثل الشاب أحمد حلمي من جلبة في أرض الفراعنة إذ إنه طُرح في 120 دار عرض متخطياً بأشواط الرقم القياسي لعادل إمام الذي حققه في «حسن ومرقص» إذ طُرح في 100 دار عرض فقط.
هذه المعلومات التي تنامت إلى مسامع شارع الصحافة الكويتية عن الفيلم دفعت القيمين على شركة السينما الكويتية الوطنية إلى تنظيم عرض حصري وأول لفيلم «آسف على الإزعاج» دعي إليه أهل الصحافة الفنية فأمّوا صالة سينما الشعب يوم أمس الأول في الثانية عشرة والنصف ظهراً لمشاهدة هذا الفيلم ومحاولة تفكيك الألغاز التي جعلت منه حدثاً فنياً مثيراً للتساؤلات.
إنها قصة حسن صلاح الدين زيدان ( أحمد حلمي) مهندس الطيران الذي يعاني من مرض الفصام schizophrenia ما يقوده إلى تخيل حدوث أشياء لا أساس لها من الصحة ومخاطبة الأموات ظناً منه أنهم أحياء يرزقون إذ إن عقله الباطني – وفقاً لتحليل الطبيب النفسي والذي جسد دوره سامي مغاوري- رفض قبول الوقائع المريرة التي طرأت على حياته ما دفعه إلى اختلاق شخصيات لا وجود لها والتفاعل معها والمريض في حالات مماثلة قد ينسج من حوله عالماً مليئاً بالشخصيات السلبية والتي تشدّه إلى القعر وتدفعه إلى ارتكاب جنح دون وعي منه لكن حالة حسن كانت مختلفة إذ إنه جعل عالمه الخيالي مليئاً بالشخصيات الخيّرة ومنها والده المتوفي (محمود حميدة) والذي كان لوجوده في عالمه الباطني أثر إيجابي على حياة حسن إذ إن هذا الأخير كان يستشيره في المواقف التي تصادفه كافة والتي يعجز عن إيجاد حل لها فكان صوت والده يعيد له الآمل والطمأنينة. أما فريدة (منة شلبي) فهي فتاة كان يلتقيها حسن في المقهى وينجذب نحوها إلا أنه لم يحاول يوماً التقرب منها لكن هواجسه المرضية تقوده إلى تصور أحداث خيالية كلقائه بفريدة وتزويدها بالمال باعتبار أن تلك الأموال هي من صديق له كان قد أوقع فريدة ضحية عملية نصب إضافة إلى اصطحابها إلى شاطىء البحر وتمضية أوقات سعيدة برفقتها وكل تلك الأحداث لا تتعدى إطار التهيؤات.
هذه الحقيقة المرة يكتشفها حسن حين تواجهه بها والدته نوال « دلال عبد العزيز» والتي ضاقت ذرعاً من السكوت عن مشاهدة حسن وهو يحدّث نفسه ظناً منه أنه يتحدث مع والده فتصرخ به بلوعة وحرقة «إنت بتكلم مين يا حسن... أبوك مات».
في تلك اللحظة شهدنا تحولا مفصلياً في الفــيلم وسادت مرحلة طويلة من الصمت والتفاعل مع الأحداث المؤثرة إلى أن عادت الابتسامة لترتسم على الوجوه إذ طغى النفس الدرامي على الفيلم في نصـــفه الثاني فشـــهدنا معـــاناة حــسن مع مرضه والذي يقـــوده إلى الظن بأن إحدى الفتيات المتواجدات في حفل زفاف دعي إلـــيه هي فـــريدة ويلجأ إلى صفعها أمام الناس جميعاً دون إدراك منه أن هذه الفتاة ليـــست حبيبته المزعومة ما يضعه في موقف شديد الحرج ويسبب الأذى لفـــتاة لا ذنب لها.
نزولاً عند رغبة والدته في أن ينتسب حسن إلى مستشفى متخصص في علاج الاضطرابات النفسية ويبذل جهداً كبيراً ليتوصل أخيراً إلى التحرر من مرضه. ويكتشف فيما بعد أن الفتاة التي عاشت في خياله هي موجودة فعلاً وهي تتردد على المقهى الذي يرتاده لكنها لم تكن قد تحدثت إليه مسبقاً فيتقرب منها وينتهي بهما الأمر إلى الزواج والعيش بسعادة.
أيمن بهجت قمر الذي عرف نجاحاً لافتاً في عالم كتابة كلمات أغنيات لأشهر المطربين استطاع أن يثبت نفسه ككاتب سيناريو في «آسف على الإزعاج» مع الإشارة إلى أنها التجربة الثالثة له في عالم الكتابة السينمائية بعد فيلمي « بحبك وانا كمان» و«عندليب الدقي». كما أن الأغنية التي أدتها شيرين عبد الوهاب في نهاية الفيلم من كلمات قمر بعنوان « قدام المراية» قد أضافت جرعة درامية مؤثرة على أحداث الفيلم.
أما المخرج «خالد مرعي» فقد قدم صورة إخراجية مميزة علماً أنها تجربته الثانية بعد «تيمور وشفيقة» لكن النفس الغربي بدا واضحاً في بعض المشاهد منها المشاهد التي صورت على أرض المطار ومشهد تجوال حلمي على الدراجة النارية في الليل ما أشعرنا وكأنه يتنقل في شوارع نيويورك أو لاس فيغاس. لقد افتقدنا نكهة الشارع المصري في هذا الفيلم حتى ان المشاهد التي صورت في إحدى «القهاوي» الشعبية لم تكن مشابهة لما اعتدنا عليه.
أحمد حلمي استطاع في فيلمه أن يكسر روتين النظرة الراسخة في أذهاننا عن أفلام نجوم الكوميديا الشباب فتمكن من الغوص في عمق أحد الاضطرابات النفسية الأكثر خطورة وذلك ضمن خلطة من الكوميديا الممزوجة بمرارة المآسي اليومية.
هذه المعلومات التي تنامت إلى مسامع شارع الصحافة الكويتية عن الفيلم دفعت القيمين على شركة السينما الكويتية الوطنية إلى تنظيم عرض حصري وأول لفيلم «آسف على الإزعاج» دعي إليه أهل الصحافة الفنية فأمّوا صالة سينما الشعب يوم أمس الأول في الثانية عشرة والنصف ظهراً لمشاهدة هذا الفيلم ومحاولة تفكيك الألغاز التي جعلت منه حدثاً فنياً مثيراً للتساؤلات.
إنها قصة حسن صلاح الدين زيدان ( أحمد حلمي) مهندس الطيران الذي يعاني من مرض الفصام schizophrenia ما يقوده إلى تخيل حدوث أشياء لا أساس لها من الصحة ومخاطبة الأموات ظناً منه أنهم أحياء يرزقون إذ إن عقله الباطني – وفقاً لتحليل الطبيب النفسي والذي جسد دوره سامي مغاوري- رفض قبول الوقائع المريرة التي طرأت على حياته ما دفعه إلى اختلاق شخصيات لا وجود لها والتفاعل معها والمريض في حالات مماثلة قد ينسج من حوله عالماً مليئاً بالشخصيات السلبية والتي تشدّه إلى القعر وتدفعه إلى ارتكاب جنح دون وعي منه لكن حالة حسن كانت مختلفة إذ إنه جعل عالمه الخيالي مليئاً بالشخصيات الخيّرة ومنها والده المتوفي (محمود حميدة) والذي كان لوجوده في عالمه الباطني أثر إيجابي على حياة حسن إذ إن هذا الأخير كان يستشيره في المواقف التي تصادفه كافة والتي يعجز عن إيجاد حل لها فكان صوت والده يعيد له الآمل والطمأنينة. أما فريدة (منة شلبي) فهي فتاة كان يلتقيها حسن في المقهى وينجذب نحوها إلا أنه لم يحاول يوماً التقرب منها لكن هواجسه المرضية تقوده إلى تصور أحداث خيالية كلقائه بفريدة وتزويدها بالمال باعتبار أن تلك الأموال هي من صديق له كان قد أوقع فريدة ضحية عملية نصب إضافة إلى اصطحابها إلى شاطىء البحر وتمضية أوقات سعيدة برفقتها وكل تلك الأحداث لا تتعدى إطار التهيؤات.
هذه الحقيقة المرة يكتشفها حسن حين تواجهه بها والدته نوال « دلال عبد العزيز» والتي ضاقت ذرعاً من السكوت عن مشاهدة حسن وهو يحدّث نفسه ظناً منه أنه يتحدث مع والده فتصرخ به بلوعة وحرقة «إنت بتكلم مين يا حسن... أبوك مات».
في تلك اللحظة شهدنا تحولا مفصلياً في الفــيلم وسادت مرحلة طويلة من الصمت والتفاعل مع الأحداث المؤثرة إلى أن عادت الابتسامة لترتسم على الوجوه إذ طغى النفس الدرامي على الفيلم في نصـــفه الثاني فشـــهدنا معـــاناة حــسن مع مرضه والذي يقـــوده إلى الظن بأن إحدى الفتيات المتواجدات في حفل زفاف دعي إلـــيه هي فـــريدة ويلجأ إلى صفعها أمام الناس جميعاً دون إدراك منه أن هذه الفتاة ليـــست حبيبته المزعومة ما يضعه في موقف شديد الحرج ويسبب الأذى لفـــتاة لا ذنب لها.
نزولاً عند رغبة والدته في أن ينتسب حسن إلى مستشفى متخصص في علاج الاضطرابات النفسية ويبذل جهداً كبيراً ليتوصل أخيراً إلى التحرر من مرضه. ويكتشف فيما بعد أن الفتاة التي عاشت في خياله هي موجودة فعلاً وهي تتردد على المقهى الذي يرتاده لكنها لم تكن قد تحدثت إليه مسبقاً فيتقرب منها وينتهي بهما الأمر إلى الزواج والعيش بسعادة.
أيمن بهجت قمر الذي عرف نجاحاً لافتاً في عالم كتابة كلمات أغنيات لأشهر المطربين استطاع أن يثبت نفسه ككاتب سيناريو في «آسف على الإزعاج» مع الإشارة إلى أنها التجربة الثالثة له في عالم الكتابة السينمائية بعد فيلمي « بحبك وانا كمان» و«عندليب الدقي». كما أن الأغنية التي أدتها شيرين عبد الوهاب في نهاية الفيلم من كلمات قمر بعنوان « قدام المراية» قد أضافت جرعة درامية مؤثرة على أحداث الفيلم.
أما المخرج «خالد مرعي» فقد قدم صورة إخراجية مميزة علماً أنها تجربته الثانية بعد «تيمور وشفيقة» لكن النفس الغربي بدا واضحاً في بعض المشاهد منها المشاهد التي صورت على أرض المطار ومشهد تجوال حلمي على الدراجة النارية في الليل ما أشعرنا وكأنه يتنقل في شوارع نيويورك أو لاس فيغاس. لقد افتقدنا نكهة الشارع المصري في هذا الفيلم حتى ان المشاهد التي صورت في إحدى «القهاوي» الشعبية لم تكن مشابهة لما اعتدنا عليه.
أحمد حلمي استطاع في فيلمه أن يكسر روتين النظرة الراسخة في أذهاننا عن أفلام نجوم الكوميديا الشباب فتمكن من الغوص في عمق أحد الاضطرابات النفسية الأكثر خطورة وذلك ضمن خلطة من الكوميديا الممزوجة بمرارة المآسي اليومية.
تعليق