السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخباركم يالغالين
موضوع قريته وعجبني وحبيت انقل لكم
فيزياء الحب
تتحرك وردة مع الهواء، وتكرم الجو بعطرها سواء مر بها أحد أم لا. هكذا خلقت. كريمة، عزيزة، معطاءة. تقف سنديانة تكرم الأرض بظلها، والجو بالأوكسجين، سواء كان كائن حي بجوارها أم لا. هكذا خلقت. كريمة عزيزة معطاءة. وتشع الشمس على الكوكب وفي كل الاتجاهات. تعطي الجميع ولا تحجب نورها عن الأشرار. تشرق على المسيئين والمحسنين. هكذا خلقت هي الأخرى.
هكذا الطبيعة، تسجد بكل جلال أمام خالقها. وتعطي بدون حساب وتقدير وتفكير وتقتير.
يقول الكاتب الهندي أنتوني دي ميللو إننا ما زلنا لا نعرف قانون الحب. ليس الحب عندما نحب من يحبنا. حتى المسيح كان يتعجب ويقول كيف تجنون الحسنات عندما تحبون من يحبكم، حتى جامعي الضرائب يحبون الذين يعطونهم المال.
هل هذا حب؟ عندما نحب من يحبنا؟ هل الحب أن نحب من يسهل حبه؟
عندما نراقب الطبيعة نكتشف قوانين الحب والتسليم. اأتى لكون طائعا لخالقه. وأريج الوردة يعبق في الهواء مجانا، والنجم والشجر يسجدان.
في كتابه الصغير، الطريق نحو الحب، يقول دي ميللو إننا مع مراقبة الطبيعة نكتشف أربع خصال للحب. أولا إنه غير مميز.
فالشجرة تظل كل من يجلس تحتها، والمطر ينزل على الجميع، الصالحين والطالحين. والثانية أن الحب يعطي بلا مقابل. يقدم ولا ينتظر النتائج. والثالثة أن الحب غير واع بنفسه. إنه قانون الوجود الذي يسري في كل شيء وحول كل شيء. ولذا قال لنا الله، «عذابي أصيب به من أشاء، ورحمتي وسعت كل شيء.» كل شيء. كل شيء. الرحمة تسع كل شيء في هذا الكون الشاسع. مثل الكهرباء التي كانت دائما موجودة، ولكن لم نعرف تسخيرها إلا قبل مائة عام، ولم يعد بامكاننا الآن أن نتخيل الحياة بدونها.
عندما تشع الشمس على الكوكب لا تفكر من يستفيد منها ومن لا يستفيد. عندما تسقي الغيمة الأرض لا تبعث لنا بفاتورة. «ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت.» هل تعرفون أين تقع هذه الآية؟ هذه الآية في سورة فصلت، بعد آيات الدفع بالتي هي أحسن، ومع من؟ نعم، مع الذين يصعب حبهم. يقول الله بكل وضوح مباشر. «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.» هذا قانون. ولكن الإنسان يستصعب الدخول إلى التسليم، بعكس الطبيعة المسلمة لله، ولذا يقول الله لنا، «وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.»
ونحن نمر بكل سهولة على هذه الآيات. حظ عظيم. يعرض علينا الله الحظ العظيم، ونحن نتردد، بل ندير ظهرنا، بل نجادل ونتساءل هل فعلا الدفع بالتي هي أحسن هو الطرق، أم تهشيم الطرف الآخر، بالسلاح، رصاصا كان أم بكلمات، أو حتى بنظرة فيها جفاء.
هل نقدر السجود لقانون الأنفس، أم أن الظهر تقوس مع غرور النفس وفقد ليونة السجود؟ ولذلك يقول لنا بعد هذه الآيات: «ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون.» دائما يرجعنا القرآن إلى الطبيعة ودقتها ويرينا أن نسجد لله كما تسجد الطبيعة له، إن كنا إياه نعبد. إن كنا فعلا. أما إن كنا نعبد أهواءنا وآراءنا فإننا سنكون مثل شجرة رفضت أن تحمل تفاحا لأنها غاضبة على صاحب الحقل. عطاء الطبيعة غير مشروط، والله يرينا أن الدفع بالتي أحسن سيجعلنا نتناسق مع هذا الكون المبني على الرحمة والعطاء بدون حساب. لعل وعسى أن نتعلم أن نعطي حبنا غير مشروط. وهنا نعرف الخصلة الرابعة، فهي الحرية. لأنك عندما تعطي بلا مقابل فقد تحررت من ردات فعل البشر، ونسقت قواك وجهدك مع خالق البشر. وعندها يصبح حبك وكرمك طليقا رائعا غير مقيد. يقول دي ميللو، لأنه مع الحب لا إكراه، ولا عنف، ولا تقييد. هل تجرك الشجرة إلى ظلها، أم تخدشك ساق الوردة إن مررت بها بدون أن تنتبه لرائحتها؟ هل تعاتبك الشمس لأنك لا تكترث لدفئها ونورها العظيم؟ عندما تسلم لله، وتترك كل توقعاتك مع الآخرين، تبدأ فعلا بالدخول إلى فيزياء الحب الحقيقي.
الحب غير المشروط بشروط الناس وحساباتهم المقزمة. وعندها ستصبح من أكبر الأحرار. وعندها سيكتشف الإنسان نوعا من الكهرباء كان دائما موجودا يسع كل شيء، ولن نستطيع أن نعود إلى ظلام تقلبات النفس وشروطها. ودي ميللو يقول: «والحرية بمعنى آخر هو الحب.» والحب بلغة القرآن هو اللاإكراه، وهو العروة الوثقى لا انفصام لها. ومن يريد الانفصام والظلمات بعد أن يعرف نور وجلال هذا الكون؟ من يقبل أن ينفصم ويعود إلى الانكار! .
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله
اخباركم يالغالين
موضوع قريته وعجبني وحبيت انقل لكم
فيزياء الحب
تتحرك وردة مع الهواء، وتكرم الجو بعطرها سواء مر بها أحد أم لا. هكذا خلقت. كريمة، عزيزة، معطاءة. تقف سنديانة تكرم الأرض بظلها، والجو بالأوكسجين، سواء كان كائن حي بجوارها أم لا. هكذا خلقت. كريمة عزيزة معطاءة. وتشع الشمس على الكوكب وفي كل الاتجاهات. تعطي الجميع ولا تحجب نورها عن الأشرار. تشرق على المسيئين والمحسنين. هكذا خلقت هي الأخرى.
هكذا الطبيعة، تسجد بكل جلال أمام خالقها. وتعطي بدون حساب وتقدير وتفكير وتقتير.
يقول الكاتب الهندي أنتوني دي ميللو إننا ما زلنا لا نعرف قانون الحب. ليس الحب عندما نحب من يحبنا. حتى المسيح كان يتعجب ويقول كيف تجنون الحسنات عندما تحبون من يحبكم، حتى جامعي الضرائب يحبون الذين يعطونهم المال.
هل هذا حب؟ عندما نحب من يحبنا؟ هل الحب أن نحب من يسهل حبه؟
عندما نراقب الطبيعة نكتشف قوانين الحب والتسليم. اأتى لكون طائعا لخالقه. وأريج الوردة يعبق في الهواء مجانا، والنجم والشجر يسجدان.
في كتابه الصغير، الطريق نحو الحب، يقول دي ميللو إننا مع مراقبة الطبيعة نكتشف أربع خصال للحب. أولا إنه غير مميز.
فالشجرة تظل كل من يجلس تحتها، والمطر ينزل على الجميع، الصالحين والطالحين. والثانية أن الحب يعطي بلا مقابل. يقدم ولا ينتظر النتائج. والثالثة أن الحب غير واع بنفسه. إنه قانون الوجود الذي يسري في كل شيء وحول كل شيء. ولذا قال لنا الله، «عذابي أصيب به من أشاء، ورحمتي وسعت كل شيء.» كل شيء. كل شيء. الرحمة تسع كل شيء في هذا الكون الشاسع. مثل الكهرباء التي كانت دائما موجودة، ولكن لم نعرف تسخيرها إلا قبل مائة عام، ولم يعد بامكاننا الآن أن نتخيل الحياة بدونها.
عندما تشع الشمس على الكوكب لا تفكر من يستفيد منها ومن لا يستفيد. عندما تسقي الغيمة الأرض لا تبعث لنا بفاتورة. «ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت.» هل تعرفون أين تقع هذه الآية؟ هذه الآية في سورة فصلت، بعد آيات الدفع بالتي هي أحسن، ومع من؟ نعم، مع الذين يصعب حبهم. يقول الله بكل وضوح مباشر. «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.» هذا قانون. ولكن الإنسان يستصعب الدخول إلى التسليم، بعكس الطبيعة المسلمة لله، ولذا يقول الله لنا، «وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.»
ونحن نمر بكل سهولة على هذه الآيات. حظ عظيم. يعرض علينا الله الحظ العظيم، ونحن نتردد، بل ندير ظهرنا، بل نجادل ونتساءل هل فعلا الدفع بالتي هي أحسن هو الطرق، أم تهشيم الطرف الآخر، بالسلاح، رصاصا كان أم بكلمات، أو حتى بنظرة فيها جفاء.
هل نقدر السجود لقانون الأنفس، أم أن الظهر تقوس مع غرور النفس وفقد ليونة السجود؟ ولذلك يقول لنا بعد هذه الآيات: «ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون.» دائما يرجعنا القرآن إلى الطبيعة ودقتها ويرينا أن نسجد لله كما تسجد الطبيعة له، إن كنا إياه نعبد. إن كنا فعلا. أما إن كنا نعبد أهواءنا وآراءنا فإننا سنكون مثل شجرة رفضت أن تحمل تفاحا لأنها غاضبة على صاحب الحقل. عطاء الطبيعة غير مشروط، والله يرينا أن الدفع بالتي أحسن سيجعلنا نتناسق مع هذا الكون المبني على الرحمة والعطاء بدون حساب. لعل وعسى أن نتعلم أن نعطي حبنا غير مشروط. وهنا نعرف الخصلة الرابعة، فهي الحرية. لأنك عندما تعطي بلا مقابل فقد تحررت من ردات فعل البشر، ونسقت قواك وجهدك مع خالق البشر. وعندها يصبح حبك وكرمك طليقا رائعا غير مقيد. يقول دي ميللو، لأنه مع الحب لا إكراه، ولا عنف، ولا تقييد. هل تجرك الشجرة إلى ظلها، أم تخدشك ساق الوردة إن مررت بها بدون أن تنتبه لرائحتها؟ هل تعاتبك الشمس لأنك لا تكترث لدفئها ونورها العظيم؟ عندما تسلم لله، وتترك كل توقعاتك مع الآخرين، تبدأ فعلا بالدخول إلى فيزياء الحب الحقيقي.
الحب غير المشروط بشروط الناس وحساباتهم المقزمة. وعندها ستصبح من أكبر الأحرار. وعندها سيكتشف الإنسان نوعا من الكهرباء كان دائما موجودا يسع كل شيء، ولن نستطيع أن نعود إلى ظلام تقلبات النفس وشروطها. ودي ميللو يقول: «والحرية بمعنى آخر هو الحب.» والحب بلغة القرآن هو اللاإكراه، وهو العروة الوثقى لا انفصام لها. ومن يريد الانفصام والظلمات بعد أن يعرف نور وجلال هذا الكون؟ من يقبل أن ينفصم ويعود إلى الانكار! .
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله
تعليق