أخترت أن اتحدث هُنا عن ظاهرة اجتماعية بدأت تتفشى في مجتمعنا
ألا وهي ظاهرة (البويات)
بدأنا في الآونة الأخيرة نُلاحظ إنتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا وخاصةً
في مدارسنا بين الطالبات .
لو تمعنا قليلاً وتساءلنا عن أسباب هذه الظاهرة لعلمنا كيف نعالجها
أنا هنا أتحدث كـفرد من أفراد المجتمع ومن خبرتي المتواضعة
وتفكيري البسيط أرى أن من أهم أسباب ظهور تلك الظاهرة هو الإبتعاد عن الدين
ديننا الحنيف دينٌ يصلح لكل زمان ومكان لو تمسكنا به
وبالتربية الإسلامية الحقة لما ظهرت مثل هذه الظواهر في مجتمعنا
كما أن الإنفتاح على الغرب الذي شهده مجتمعنا في الآونة الأخيرة
ساهم في إنتشار هذه الظاهرة كنوع من التقليد
بالإضافة لذلك فإن مجتمعاتنا تعتبر مجتمعات ذكورة حيث أن الأفضلية فيها
للذكور وهذا قد يدفع ببعض فتيات المجتمع إلى خلع ثوي الأنوثة وارتداء
ثوب الذكورة ظناً منهن بأنهن قد يحظين بما يحظى به الذكور
ولكن عندما نتحدث عن مثل هذه الظواهر السلبية يجب علينا أن لا نغفل
دور الأسرة فقد تكون الأسرة هي السبب في ذلك كيف لا ونحن نجد
أن بعض الأمهات والآباء هم من يدفعون بناتهم لمثل هذه الأفعال
بتفضيلهم لأبنائهم الذكور مما قد يدفع الفتيات إلى أن يتحولن عن غريزتهن الفطرية
ويصبحن أكثر ميلاً للتصرفات الذكورية أو كما يُقال بالعامية تُبح الفتاة ( بويه )
أي بمعنى أنها تتصرف وتتحدث وتمشي كما الرجال تماماً
ولكن للأسف الشديد بأن بعض الفتيات قد يجدن ترحيباً لهذه
الفكرة من الوالدين.
لعلي هنا تحدثت بشكل موجز عن أسباب هذه المشكلة التي تعتبر من أخطر المشاكل التي تهدد مجتمعنا الكويتي
وذلك لأني أردتُ أن أتحدث عن الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة
وبما أن هذه المشكلة هي مشكلة المجتمع ككل فأنا برأيي أن كل فرد من أفراد هذا المجتمع
تقع عليه مسؤولية حل هذه المشكلة
فالأسرة مثلاً عليها أن تُحسن تربية بناتها فتُربيهن التربية الإسلامية الصحيحة
وإن لاحَظَت مثل تلك المشكلة على إحداهن عليها أن تحاول حليها بشتى الطرق
وإن عجزت عن ذلك فلا مانع من طلب المساعدة من طبيب نفساني مُتخصص
هذا من جانب الأسرة أما الدولة فجيب أن يكون لها دورٌ بارز و مهم لحل هذه المشكلة
ولو تمعنا قليلاً في مجتمعنا لوجدنا أن الدولة قد وضعت عقاباً بالسجن
لمن تشبه بالنساء من الرجال أو من الرجال بالنساء
وانا شخصياً أرى أن مثل هذا الحل قد لايكون رادعاً ولا يجدي نفعاً بل قد يزيد من إنتشار
هذه الظاهرة بحيث يُصِر هذا المتشبه أو تُصِر هذه المتشبهة على ما أرادوا و يزيدهم إصراراً
بل إنه قد يحثُ بعض من الذين يحبون مخالفة القانون على فعل مثل هذه الأفعال
وأنا شخصياً أرى أنه من الأفضل لو أن الدولة قامت بإستبدال هذا القانون
بقانون آخر ألا و هو وضع مصحات لـهذه الفئة وتكون تحت إشراف دكاترة مختصين في علم النفس
بحيث يمدوا لهم يد العون ويساعدهم على التخلص من هذه المشكلة بالأساليب والطرق العلمية
إن كانت أسبابها نفسية أما إذا كانت عضوية فيتم تحويلهم لدكاترة مختصين يعالجونهم
أما بالنسبة للمدرسة فيجب على وزارة التربية أن تخصص في كل مدرسة شخصاً مختصاً يقوم بتوعية الطالبات
بل يجب عليها ايضاً أن تخصص في كل مدرسة من يَدرس هذه الحالات ويعاينها ويسعى لحل مشكلتها.
والآن عزيزي القآرئ حين تصادف مثل هذه الحالات لا تنظر لهم بإشمئزاز فهم ضحية لأنفسهم أولاً ثم لأسرة أو مجتمع
بل مد لهم يد العون وحاول أن تساعدهم , دُلَهُم على الصواب , لا تَكُن عليهم بل كُن مرشداً لهم للصواب.
كلنا نمثل المجتمع ولو أن كل فرد بدأ بنفسه قبل غيره وبتغيير نظرته للآخرين لتبدل مجتمعنا
ولكن في النهاية أُكرر إن أهم سبب من أسباب هذه الظاهرة أو أي ظاهرة سلبية
هو إبتعادنا عن الدين وعن التربية الدينية السليمة البعيدة عن التطرف التي تضمن لنا أبناء صالحين يخدمون مجتمعهم ودينهم .
تعليق