السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخباركم عساكم بخير
مما راق لي اختار لكم
نقل فؤادك
حين قال ابو تمام
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب الا للحبيب الاول
لم يكن يعرف حقيقة طبية لم تكن معروفة في ايامه، وهي ان القلب يتسع ويضيق بحسب الظروف والاحوال.. وقد بلغ اتساع القلب منذ فترة اتساعا اتاح له ان يتنقل بحرية ويتسع للحب الاول كما يتسع للحب الثاني والثالث والعاشر.. بنفس الحرارة ونفس المدى.
انه (نسأل الله له الرحمة) لم يسمع بالوان الربيع التالية «المسيار، المسفار، الصيفي، السياحي، الكاميرا، النهاريات، الوناسة».
قال الجاحظ: «قال بعض من احتج للعلة التي من اجلها صار اكثر الاماء احظى عند الرجل من اكثر المهيرات: ان الرجل قبل يملك الامة.. قد تأمل كل شيء فيها وعرفه.. ماعدا حظوة الخلوة.. فاقدم على ابتياعها بعد وقوعها بالموافقة.. والحرة انما يستشار في جمالها النساء.. والنساء لا يبصرن من جمال النساء وحاجات الرجال وموافقتهن قليلا ولا كثيرا والرجال بالنساء ابصر.. وقد تحسن المرأة ان تقول كأن انفها السيف وكأن عينها عين غزال وكأن عنقها ابريق فضة وكأن شعرها العناقيد.. وهناك اسباب اخرى بها يكون الحب والبغض».
ليس هناك غربي واحد يستشهد بقول غربي آخر قال قبل اكثر من الف عام، على واقع حياته في الحاضر.. ذلك لان حياته تغيرت من النقيض الى النقيض.. اما انا في الالفية الثالثة فأستشهد بقول الجاحظ الذي تفصلني عنه اشواط اتعبت التاريخ.. استشهد به لاوضح واقعا نعيش الان في بؤسه.. وكأن التاريخ بيني وبين الجاحظ كان في سبات شتوي. ما سبب هذا الظمأ.. يمكن ان تقول: انه الازدهار.. ويمكن ان تقول انه تكاثر الجمال يوما بعد يوم.. ويمكن ويمكن.. ولكن السبب الفاصل والرئيس هو (انعدام الحب) اننا نتزوج الآن مثلما كانوا يتزوجون ايام الجاحظ بالتمام والكمال.. اي لا يكون الدافع حبا.. انه فقط ظمأ محض..
هذا ما يفسر كارثة الطلاق التي تبلغ 60 بالمائة لان الفرد حين يرتوي بيولوجيا لا يبقى ما يربطه بالآخر سواء كان رجلا او امرأة.. واذن فلا حل سوى الطلاق.
كيف نعالج هذه الكارثة؟
هل تستطيع الجواب؟.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله
تعليق