تويت
[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم عسل
اخباركم
مما راق لي
أين ذهب الحب الأول؟
إن أعظم ما أعطيت البشرية هي الصداقة وأعظم ما حرمت منه هي الصداقة أيضاً ، إنها الوحيدة التي لا تقر بلون أو جنس أو حتى لغة ، وهي بذلك تتسامى عن كل شيء ، كل شيء إلا الروح ، والروح هي الصدق ، والصدق هو العفو والعفوية معاً ، إن الصديق يعفو عن صديقه زلته ويكون عفوياً معه إزاء حسنته، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ إن العفو يتطلب البعد عن شعور الرغبة وحضور الذات ، وإن العفوية تتطلب النأي عن التمثيل والاصطناع ، وكلاهما عزيزان جدا في عالمنا اليوم، وكثيرون يشتكون ندرته.
كم هي عدد المرات التي يمر فيها أقرب الناس إلينا بحالة عسرة ولا يكاد يجد من يستمع إليه؟ كم هو عدد أولئك الذين بكوا في سرهم بكاء مرا دون أن يشعر بهم أحد ؟ لماذا نبخل بإصغائنا غير المكلف ونسرف ببذخ عجيب في هذر أحكام وتصنيفات مكلفة جدا ؟
في الزيجات الفاشلة عندما يتوقف الحب عن الإثمار تغدو القطيعة هي الحل الأمثل في نظر الكثيرين ، وفيما الرجل والمرأة ينتظران فعل القدر تنتهك الأيام حميمية العلاقة الأولى حتى لا يقدر أحدهما على النظر إلى الآخر بله الإصغاء له ، أين ذهب الحب الأول ؟ ألم يكن يوما ما خير شفيع للمخطئ منهما؟
قد قصّ علينا « ستيفن كوفي» في كتابه العادات السبع للقادة الإداريين، قصة يجدر الانتباه إليها، إذ أن أبا وجد أن علاقته بابنه ليست على ما يرام ، فقال لستيفن : لا أستطيع أن أفهم ابني ، فهو لا يريد الاستماع إلي أبداً ، فرد ستيفن : دعني أرتب ما قلته للتو، أنت لا تفهم ابنك لأنه لا يريد الاستماع إليك ؟ فرد عليه : هذا صحيح ، ستيفن : دعني أجرب مرة أخرى أنت لا تفهم ابنك لأنه - هو- لا يريد الاستماع إليك أنت ؟ فرد عليه بصبر نافذ : هذا ما قلته ، ستيفن : أعتقد أنك كي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع له ، فقال الأب : أوه (تعبيراً عن صدمته) ثم جاءت فترة صمت طويلة ، وقال مرة أخرى : أوه ! إن هذا الأب نموذج صغير للكثير من الناس الذي يرددون في أنفسهم أو أمامنا : إنني لا أفهمه إنه لا يستمع لي ! في حياتنا ومنذ صغرنا نتعلم كيف نتصل مع الناس بالوسائل المتعددة ، الحديث ، الكتابة ، القراءة ، ويتم التركيز على هذه المهارات في المناهج الدراسية بكثافة ، لكن ثمة وسيلة لم نعرها أي اهتمام مع أنها من أهم الوسائل الاتصالية ألا وهي الاستماع ، وهي المهارة التي لا تتعلم أبدا إلا بالاقتداء والممارسة والحوار ، وليس خافيا عليكم ما يشهده طلابنا في المراحل الدراسية الدنيا والعليا ، فالمدرس أو المحاضر لا يبرح يسكتهم ولا يبرحون هم يستمعون في ملل ، إن الأزمنة التي يمر بها الجيل الحالي والجيل المقبل لهي أزمنة صعبة جدا تستلزم من أرباب الفكر والتربية والتعليم أن يقفوا مع أبنائهم بكل جوارحهم وأسماعهم لا أن يزيدوهم رهقا بإلجامهم .
إننا أيها القوم نوقع أنفسنا في حفرة عويصة، وعوضاً عن أن نخرج منها نظل نحفر أيضاً، إما بقرون طويلة وإما بمخالب كبيرة، وفي أحسن أحوالنا ننظر إلى بعضنا البعض وفي تصورنا أن الواحد منا دجاجة جريحة، لتأتي الدجاجات الأخرى تنقر محل جرحها حتى تموت خوفاً من أن تنتقل العدوى، مع أنه لا عدوى ولا طيرة، ولا جرح البتة إلا في الفهوم والعقول، تلك التي ذوت دهراً طويلاً مستكنة لنزوات الجسد.
فقط ما علينا سوى الاستماع لمن حولنا باحترام أكثر وإصغاء أشد، إذا حدث ذلك فصدقوني إن كثيرا من الأمور ستتبدل نحو الأفضل بالتأكيد.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم عسل
اخباركم
مما راق لي
أين ذهب الحب الأول؟
إن أعظم ما أعطيت البشرية هي الصداقة وأعظم ما حرمت منه هي الصداقة أيضاً ، إنها الوحيدة التي لا تقر بلون أو جنس أو حتى لغة ، وهي بذلك تتسامى عن كل شيء ، كل شيء إلا الروح ، والروح هي الصدق ، والصدق هو العفو والعفوية معاً ، إن الصديق يعفو عن صديقه زلته ويكون عفوياً معه إزاء حسنته، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ إن العفو يتطلب البعد عن شعور الرغبة وحضور الذات ، وإن العفوية تتطلب النأي عن التمثيل والاصطناع ، وكلاهما عزيزان جدا في عالمنا اليوم، وكثيرون يشتكون ندرته.
كم هي عدد المرات التي يمر فيها أقرب الناس إلينا بحالة عسرة ولا يكاد يجد من يستمع إليه؟ كم هو عدد أولئك الذين بكوا في سرهم بكاء مرا دون أن يشعر بهم أحد ؟ لماذا نبخل بإصغائنا غير المكلف ونسرف ببذخ عجيب في هذر أحكام وتصنيفات مكلفة جدا ؟
في الزيجات الفاشلة عندما يتوقف الحب عن الإثمار تغدو القطيعة هي الحل الأمثل في نظر الكثيرين ، وفيما الرجل والمرأة ينتظران فعل القدر تنتهك الأيام حميمية العلاقة الأولى حتى لا يقدر أحدهما على النظر إلى الآخر بله الإصغاء له ، أين ذهب الحب الأول ؟ ألم يكن يوما ما خير شفيع للمخطئ منهما؟
قد قصّ علينا « ستيفن كوفي» في كتابه العادات السبع للقادة الإداريين، قصة يجدر الانتباه إليها، إذ أن أبا وجد أن علاقته بابنه ليست على ما يرام ، فقال لستيفن : لا أستطيع أن أفهم ابني ، فهو لا يريد الاستماع إلي أبداً ، فرد ستيفن : دعني أرتب ما قلته للتو، أنت لا تفهم ابنك لأنه لا يريد الاستماع إليك ؟ فرد عليه : هذا صحيح ، ستيفن : دعني أجرب مرة أخرى أنت لا تفهم ابنك لأنه - هو- لا يريد الاستماع إليك أنت ؟ فرد عليه بصبر نافذ : هذا ما قلته ، ستيفن : أعتقد أنك كي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع له ، فقال الأب : أوه (تعبيراً عن صدمته) ثم جاءت فترة صمت طويلة ، وقال مرة أخرى : أوه ! إن هذا الأب نموذج صغير للكثير من الناس الذي يرددون في أنفسهم أو أمامنا : إنني لا أفهمه إنه لا يستمع لي ! في حياتنا ومنذ صغرنا نتعلم كيف نتصل مع الناس بالوسائل المتعددة ، الحديث ، الكتابة ، القراءة ، ويتم التركيز على هذه المهارات في المناهج الدراسية بكثافة ، لكن ثمة وسيلة لم نعرها أي اهتمام مع أنها من أهم الوسائل الاتصالية ألا وهي الاستماع ، وهي المهارة التي لا تتعلم أبدا إلا بالاقتداء والممارسة والحوار ، وليس خافيا عليكم ما يشهده طلابنا في المراحل الدراسية الدنيا والعليا ، فالمدرس أو المحاضر لا يبرح يسكتهم ولا يبرحون هم يستمعون في ملل ، إن الأزمنة التي يمر بها الجيل الحالي والجيل المقبل لهي أزمنة صعبة جدا تستلزم من أرباب الفكر والتربية والتعليم أن يقفوا مع أبنائهم بكل جوارحهم وأسماعهم لا أن يزيدوهم رهقا بإلجامهم .
إننا أيها القوم نوقع أنفسنا في حفرة عويصة، وعوضاً عن أن نخرج منها نظل نحفر أيضاً، إما بقرون طويلة وإما بمخالب كبيرة، وفي أحسن أحوالنا ننظر إلى بعضنا البعض وفي تصورنا أن الواحد منا دجاجة جريحة، لتأتي الدجاجات الأخرى تنقر محل جرحها حتى تموت خوفاً من أن تنتقل العدوى، مع أنه لا عدوى ولا طيرة، ولا جرح البتة إلا في الفهوم والعقول، تلك التي ذوت دهراً طويلاً مستكنة لنزوات الجسد.
فقط ما علينا سوى الاستماع لمن حولنا باحترام أكثر وإصغاء أشد، إذا حدث ذلك فصدقوني إن كثيرا من الأمور ستتبدل نحو الأفضل بالتأكيد.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله[/align]
تعليق