الســــــلام عليـــــــــــكم
{ الحـُـــــب }
تلك الكلمة الدافئة التي تحوي العديد من المشاعر والأحاسيس في جنبات القلب والوجادن
فتنعكس على النفس البشرية تفاؤلاً وسعادة وعلى الجوارح خيراً وعطاءاً .. فترى الثغر الباسم ..
والوجه المشرق واليد الحنون والإيثار الجميل والكلمات العذبة تسمعها كأنك تلعق شهداً وتشم
عطراً فما أسعدك يامن تملك تلك النفس !!
من منا لايريد أن يكون محبوباً مقبولاً لدى الناس , يهتم به , يسمع له , يرتقب حضوره يتفقد غيابه ..؟؟
وكأي أمنية نحتاج لتحقيقها لابد من مفاتيح ووسائل وتضحيات ومساعي لنيلها لذلك جعلت هذه
الصفحة تحمل أسطراً نتناول فيها بشئ من التفصيل تلك المفاتيح والوسائل التي تجعلنا محبوبين
آسرين للقلوب ..
وأصل تلك المفاتيح العمل على إرضاء الله عز وجل فإن أحبك الخالق أحبك الخلق ونلتِ المنى وذاع صيتكِ بين أهل السموات والأرض :
{ أن الله يحب فلاناً فأحبوه }
فتشعر بذلك الحب حتى من الحيوان والجماد والأرض التي تمشي عليها ...
وأسأل الله أن يعين على السداد في هذا الموضوع ويجعله خالصً لوجهه لايبتغى به غير رضاه.
{
وقفة قـبــَـل البدآيــَــة ~
ثمرة حب العباد لبعضهم :
أولاً : الإحساس بالأمان والطمأنينة فلا حسد ... ولاحقد ... ولاأنانية
عن أنس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه )) متفق عليه
ثانياً : التعاون على الخير وتجنب الرذائل وتقديم النفع وقضاء الحاجات ..
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره )) رواه الترمذي
ثالثاً : اللقاء على منابر من نور يوم القيامة وظل العرش :
عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )) رواه الترمذي
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي )) رواه الترمذي
}
{ مـَــفآتيـح آلحُــب }
/
المفتاح الأول :
( حسن الصلة بالله عز وجل )
مفتاح كل خير ومغلاق كل شر أن نحسن صلتنا بالخالق البارئ جل في علاه , ذلك أن قلوبنا بيد باريها سبحانه يقلبها كيف يشاء .
ومن وسائل حسن الصلة بالله :
1- كمال التوحيد والإخلاص لله سبحانه .
2- اتباع أوامره واجتناب نواهيه .
3- اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
4- تتبع كل مايحب الله عز وجل والسعي لتحقيق مرضاته .
5- مخالفة هوى النفس ورغباتها التي تصد عن الله .
ولتكن لدينا الثقة في الله عز وجل أنا إذا أحببناه سبحانه وداومنا على ذكره وشكره تولنا برعايته
وفتح لنا مغاليق القلوب , وأسعد بعبد أحب ربه فأحبه ورزقه سعادتي الدنيا والآخرة .
{ اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك }
{ اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا ومن الماء البارد على الظمأ }
( ) ~
المفتاح الثاني :
( سلامة الصدر )
سلامة الصدر هو خلو القلب من أحاسيس البغض والكراهية والحقد تجاه الآخرين , وسلامة الصدر
أدنى مراتب الأخوة حيث يصفو القلب للإخوان أينما كانوا , ولن تجد سليم صدر يكرهه الناس , بل
هو محبوب لأن الحب مبعثه القلب ولصفاء قلبٍ سليمِ الصدر سيحبه الناس
وهو مأجور دنيا وفائز في الآخرة بإذن الله - سبحانه وتعالى -
وسائل تحقيق سلامة الصدر :
1- تجنب سوء الظن والتعامل مع الآخرين حسبما يظهر من كلام وأعمال .
قال صلى الله عليه وسلم : { إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث }
2- التصدق بالعرض كما فعل أبو ضمضم - رضي الله عنه - حيث كان يقول كل صباح :
( اللهم إنه لامال لي أتصدق به على الناس وقد تصدقت عليهم بعرضي فمن شتمني أو قذفني فهو
في حل ) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : { من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم }
3- حب الخير للناس وتقديمه لهم إن استطعنا فذلك يؤكد لنا وللناس سلامة الصدر تجاههم .
4- عدم الاستماع إلى النمامين والمغتابين حتى ولو كان نقل الحديث على سبيل التسلية .
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لايبلغني أحدٌ من
أصحابي عن أحدٍ فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر }
رواه أبو داود والترمذي
5- الدعاء هو سر تحقيق مايعجز المرء عن تحقيقه وهو سلاح يقهر ولنتأمل : قول ربنا جل وعز :
{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا
غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوفٌ رحيم }
( ) ~
إسـتـَرآحـه .. }
ليس أروح للمرء ولاأطرد لهمومه ولاأقر لعينه من أن يعيش سليم القلب مبرأ من وساوس الضغينة
(( اللهم اهدي قلوبنا واسلل سخيمة صدورنا واكظم غيظ قلوبنا وأجرنا من شر الشيطان وشركه ))
المفتاح الثالث :
( تجنب الحسد )
الحسد : هو تمني الحاسد أن تتحول إليه نعمة المحسود وفضيلته أو يسلبها
لكي تنال حب الآخرين يجب أن يخلو القلب من الحقد والحسد مع اليقين بأن الله مقسم الأرزاق يعلم - سبحانه - مايصلح أحوال العباد فأعطي زيداً وحرم عمراً !!
مع محبة الخير للناس يحبك الناس ..
وتأملو معي هذه المحبة من خلال هذا الحديث :
قال صلى الله عليه وسلم : { من قال حين يصبح : اللهم ماأصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته }
الشاهد منه : { اللهم ماأصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك}
حباً للخير للنفس وللغير وشكراً للمنعم - سبحانه - على ماأنعم به عليه وعلى إخوانه .
علاج الحسد :
1- عدم كراهية وجود النعمة لدى الآخرين مع تمني وجودها عنده .
2- الرضا بقضاء الله وقدره .
3- الزهد في الدنيا .
4- تأمل أحوال من هم أقل في أمور الدنيا وتوجيه الحسد إلى غبطة وهي ( تمني النعمة للنفس وعدم تمني زوالها من عند الغير )
( ) ~
إسـتـَرآحـه .. }
حديث شريف { من رأى شيئاً يعجبه فقال ما شاء الله لاقوة إلا بالله لم تضره العين }
اللهم نقي أعمالنا من الرياء .... وقلوبنا من الحقد والنفاق ... وقنا شر الحساد
المفتاح الرابع :
( الوقار )
الوقار :هو الحلم والسكينة والرزانة والوداعة
قال الحافظ : الوقار هو الإمساك عن فضول الكلام , والعبث , وكثرة الإشارة والحركة فيما يستغنى
عن التحرك فيه , وقلة الغضب , والإصغاء عند الاستفهام والتوقف عن الجواب والتحفظ من التسرع
والمباكرة في جميع الأمور .
من هو الوقور ؟؟
هو حيي , محتشم , طيب الكلام , حسن الهندام , يجمع خصال خير كثيرة , يتجنب الكثير من
الآثام , يحسن اختيار العبارات , واتخاذ القرارات في المواقف المختلفة لتأنيه وحسن تفكيره .
ما مكانة الوقور عند الله وخلقه ؟
الوقور ... يهابه الناس ويحبونه ويقدرونه وينال العز في الدنيا والآخرة .
وليُعلم .... أن الوقار لايتعارض أبداً مع المرح البريء والمزاح الصادق – في الوقت المناسب – الذي
يؤلف القلوب ويروح عن النفس مع من تحب وتألف .
بما يُنال التوقير ؟
يقول الحق جل وعز : { مالكم لاترجون لله وقاراً } ( نوح : 13 )
توقير الله وتعظيمه هو السبيل لكسب صفة الوقار في النفس ونيل توقير الناس واحترامهم وتقديرهم للشخص
فمن لم يوقر الله في قلبه ويعظمه لايلقى له في قلوب الناس وقاراً وهيبة بل يسقط وقاره وهيبته
من قلوبهم وإن وقروه مخافة شره فذاك وقار بغض لاوقار حبٍ وتعظيم !!
( ) ~
إسـتـَرآحـه .. }
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
{ من أعظم الجهل والظلم أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خالٍ من تعظيم الله وتوقيره !!! }
اللهم اجعلنا نعظم شكرك ونكثر ذكرك ونتبع وصيتك وأمرك
واملأ قلوبنا محبة لك وتوقيراً وتعظيماً لأمرك واجعلنا في أعيننا صغاراً وفي أعين الناس كباراً وعندك صادقين أبراراً
يتبــــــــــــــــــــع
تعليق