إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فى محاولة سَمَّهُ صلى الله عليه وسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فى محاولة سَمَّهُ صلى الله عليه وسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى {14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى {15} الأعلى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من كتاب : زاد المعاد في هدي خير العباد
    للإمام العلامة شيخ الإسلام محمد بن أبى بكر الزرعى ابن قيم الجوزية



    فصل : فى محاولة سَمَّهُ صلى الله عليه وسلم فى هذه الغزوة (غزوة خيبر) وحفظ الله له

    وفى هذه الغزاةِ، سُمَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أهدت له زينبُ بنتُ الحارث اليهوديةُ امرأةُ سلام بن مِشْكَم شاةً مشويَّةً قد سمَّتها، وسألت: أىُّ اللَّحم أحبُّ إليه ؟ فقالوا: الذِّراعُ، فأكثرت من السُّمِّ فى الذراع، فلما انتهش من ذِراعها، أخبره الذِّراعُ بأنه مسموم، فلفظ الأكلة، ثم قال: (( اجْمَعُوا لى مَنْ هاهنا من اليَهُودِ ))، فجُمِعوا له، فقالَ لهم صلى الله عليه وسلم : (( إنِّى سَائِلُكُم عَن شَىءٍ، فَهَلْ أنتمْ صَادِقِىَّ فيه )) ؟ قالوا: نَعَمْ يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ أَبُوكُم )) ؟ قالوا: أبونا فلان. قال صلى الله عليه وسلم : (( كَذَبْتُمْ، أبُوكُم فُلان )). قالوا: صدقتَ وبَررْتَ، قال صلى الله عليه وسلم : (( هَلْ أَنْتُمْ صَادِقىَّ عَنْ شىءٍ إنْ سَأَلْتُكُم عَنْهُ )) ؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذَبْنَاكَ، عرفتَ كذبنا كما عرفتَه فى أبينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ أَهْلُ النَّار )) ؟ فقالوا: نكون فيها يسيراً، ثم تَخْلُفُوننا فيها. فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( اخْسَؤوا فيها، فَواللهِ لاَ نَخْلُفُكُم فيها أَبَدَاً ))، ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( هَلْ أَنْتُم صَادِقِىَّ عَن شَىءٍ إن سأَلْتُكُم عَنْهُ )) ؟ قالوا: نعم. قال صلى الله عليه وسلم : (( أجَعَلْتُمْ فى هذِهِ الشَّاةِ سُمّاً )) ؟ قالوا: نعم. قال صلى الله عليه وسلم : (( فَمَا حَمَلَكُم على ذلكَ )) ؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذِباً نستريحُ منك، وإن كنت نبيَّاً لم يضرَّك )).

    وجئ بالمرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أردتُ قتلَكَ. فقال صلى الله عليه وسلم : (( ما كان اللهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَىَّ ))، قالوا: ألا نقتُلها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (( لا ))، وَلم يتعرض لها، ولم يُعاقبها، واحتجم على الكاهِلِ، وأمرَ مَن أكل منها فاحتجم، فمات بعضُهم، واختُلِف فى قتل المرأة، فقال الزهرى: أسلمت فتركها، ذكره عبد الرزاق، عن معمر، عنه، ثم قال معمر: والناسُ تقول: قتلها النبىُّ صلى الله عليه وسلم .

    قال أبو داود: حدثنا وهب بن بقية، قال: حدثنا خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أهدت له يهوديةٌ بخيبرَ شاةً مَصْلِيَّةً.... وذكر القصة، وقال: فمات بشرُ بن البراء بن مَعرور، فأرسل إلى اليهودية : (( ما حملكِ على الذى صنعتِ )) ؟ قال جابر: فأمر بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقُتِلَتْ.

    قلت: كلاهما مرسل، ورواه حمَّاد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة متصلاً: (( أنه قتلها لما مات بشر بن البراء )).

    وقد وُفِّقَ بين الروايتين، بأنه لم يقتُلْها أولاً، فلما مات بشر، قتلها.

    وقد اختُلِف: هل أكل النبىُّ صلى الله عليه وسلم منها أو لم يأكل ؟ وأكثرُ الروايات، أنه أكل منها، وبقى بعد ذلك ثلاثَ سنين حتى قال فى وجعه الذى مات فيه: (( مَا زِلْتُ أَجِدُ مِن الأُكْلَةِ الَّتى أَكَلْتُ مِنَ الشَّاةِ يَوْمَ خَيْبَر، فهذَا أوانُ انْقِطَاع الأبْهَرِ منِّى )).

    قال الزهرى: فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً.

    ***********

    اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاواتِ والأَرْض وَمَنْ فِيهنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيَمُ السَّمَاوَاتِ والأَرضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْد، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقُّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبيّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ
يعمل...
X