إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصفقات السرية التي أبرمها آية الله الخميني مع اسرائيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصفقات السرية التي أبرمها آية الله الخميني مع اسرائيل

    الصفقات السرية التي أبرمها آية الله الخميني مع اسرائيل

    الرئيس السابق للموساد يدعو إلى تغيير سياسة إسرائيل تجاه طهران ويزعم لقاء مسؤولين إيرانيين

    لندن: أمير طاهري
    دعا احد كبار الاستراتيجيين الاسرائيليين الى اعادة النظر في سياسة تل ابيب تجاه ايران، زاعما ان «الثورة الاسلامية في طريقها الى الانهيار وان ايران جديدة تبرز تدريجيا الى حيز الوجود». وصرح ديفيد كيمشي، الرئيس السابق للموساد، والمدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية انه يبني استنتاجاته على سلسلة من الاجتماعات عقدها مع «شخصيتين ايرانيتين بارزتين» تربطهما علاقات وطيدة مع الرئيس محمد خاتمي، بباريس. وقال كيمشي في مقالة نشرتها «جيروزاليم بوست» اول من امس «هناك تطورات في هذا الجزء من العالم، لا تبرزها العناوين العريضة. وواحد من اكبر هذه التطورات هي الصورة الجديدة لايران». وذكر كيمشي أن الايرانيين اللذين لم يسمهما «ابديا غبطتهما للتحدث مع اسرائيل».
    ويقول كيمشي وهو يتحدث عن الانتخابات الايرانية المزمع اجراؤها الشهر المقبل ان «تنازل خاتمي سيمثل ضربة للحركة الليبرالية في ايران». وكان يبحث عن تأكيدات بأن خاتمي سيخوض الانتخابات. وقال ان محدثيه اكدوا له ذلك رغم كل التصريحات التي تنفي هذا الامر. ومع ان انتقادات واسعة قد وجهت الى خاتمي من الدوائر الليبرالية، داخل ايران وخارجها، إلا ان الكثيرين ما زالوا ينظرون اليه كلاعب اساسي في التغييرات التي سيشهدها مستقبل البلاد، ويؤيد كيمشي هذه الفكرة ويستطرد: «القتال الذي يشنه المحافظون ليس سوى تغطية لتراجعهم ولن يمر وقت طويل حتى تنهار الثورة الاسلامية. وعندما يحدث ذلك فان الشرق الاوسط كله سيتأثر بالحدث».
    ويقول كيمشي في مقالته «مرت أوقات كان الاسرائيليون فيها محبوبين كثيرا من ايران، وكانت هناك مشروعات عديدة مشتركة، كما كانت طائرات العال تطير يوميا الى طهران».
    وقد لعب كيمشي، الذي يعمل حاليا بالتجارة، دورا اساسيا في الصفقات السرية التي أبرمها آية الله الخميني مع اسرائيل والولايات المتحدة في 1984 ـ 1985، والتي ادت في النهاية الى ما عرف بفضيحة «ايران ـ غيت». وقد استطاع كيمشي اقناع ادارة الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان بالسماح لاسرائيل بتزويد ايران بالصواريخ المضادة للدبابات، وهي خطوة مكنت ايران من تحييد المدرعات العراقية، وتحويل مجرى الحرب التي بدأت عام 1980، وفي عام 1985 ارسل كيمشي احد كبار مساعديه، وهو اميرام نير، الى طهران للتفاوض مع رئيس المجلس حينها هاشمي رفسنجاني وقد قام جناح اية الله حسين علي منتظري، بتسريب المعلومات حول تلك المحادثات السرية، اذ كانوا يخوضون صراعا حول السلطة ضد الخميني.
    وقيل عن احد الاثنين اللذين تفاوضا مع كيمشي انه يعمل مستشارا للوفد الايراني بمنظمة اليونسكو، وكان قبل ذلك استاذا بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران، فضلا عن كونه عضوا بلجنة «حوار الحضارات» التي كونها خاتمي والتي يرأسها عطاء الله مهاجراني الوزير السابق للتوجيه الاسلامي، واحد العناصر الاصلاحية البارزة. وقد اكد هذا الشخص، الذي اشترط عدم الكشف عن شخصيته، ان الاجتماع تم بالفعل، ولكنه نفى ان يكون قد حدث بمبادرة منه.
    وعبر عن ذلك بقوله «اراد كيمشي ان يقابلنا ووافقنا على ذلك. الرئيس خاتمي يدعو الى حوار بين الحضارات وهذا هو ما نقوم به. وقد استعرضنا الموقف بايران دون ان نطلب استجابة اسرائيلية محددة».
    وبدأت المحاولات الاسرائيلية لفتح حوار غير مباشر مع طهران في فبراير(شباط) 1998، اي بعد ثمانية اشهر من انتخاب خاتمي. فقد التق ى الحاخام الاسرائيلي الاكبر الياهو بخشي دوران، بالسفير الايراني في اليونيسكو علي حلالي، بالمغرب وذلك لنقل رسالة خاصة الى الرئيس خاتمي، وفي وقت لاحق اعلنت اسرائيل تأييدها لدعوة خاتمي «لحوار الحضارات».
    وبدأت العملية بزيارات الى ايران من قبل حاخامات بريطانيين وفرنسيين في عامي 1998 و1999. ورد الجناح المتشدد على هذه الزيارات باعتقال اكثر من عشرة من اليهود الايرانيين واتهامهم بالتجسس لصالح اسرائيل. ومع ذلك فان المجهودات لازالة التوتر بين الجانبين لم تنقطع. ففي سبتمبر (ايلول) 2000 التقى رئيس البرلمان آية الله مهدي كروبي، وهو من حلفاء خاتمي، بقادة الجالية اليهودية بنيويورك. وكان الهدف وراء اللقاء هو طمأنة الاميركيين بان اليهود الايرانيين المعتقلين لن يواجهوا عقوبة الاعدام، وانه سيتم اطلاق سراحهم على دفعات. وقد تم منذ ذلك الوقت اطلاق سراح 6 من 14 من السجناء، ويعاد النظر حاليا في احكام الآخرين.
    ولم تجد فكرة تأييد ترشيح خاتمي من قبل اسرائيل، ومن ورائها الولايات المتحدة، قبولا شاملا سواء بتل أبيب او واشنطن، حيث تجري حاليا اعادة تقييم كاملة للموقف من ايران.
    ولكن حتى اذا قررت اسرائيل والولايات المتحدة دعم اعادة انتخاب خاتمي، فليس واضحا كيف يمكنهما ان تفعلا ذلك. وليس مستبعدا ان يؤدي مثل هذا الدعم الى ايذاء خاتمي في بلاد يشتد فيها شعور بالعداء لاميركا واسرائيل.
    الوسائل الاساسية التي يمكن لاميركا واسرائيل استخدامها للتأثير على السياسة الايرانية هي محطتا الاذاعة باللغة الفارسية اللتان تبثان يوميا الى ايران. وتدل الاستطلاعات على ان الاذاعة الاسرائيلية هي الاكثر شعبية. وقد اقامت في الشهور الاخيرة خدمة للاتصال المباشر حيث يعبر المستمعون عن آرائهم على الهواء. وتقول اغلبية اولئك الذين اتصلوا بالاذاعة انهم يرغبون في خوض خاتمي للانتخابات للمرة الثانية.
    وتقف الجالية اليهودية، التي يقدر عددها بـ35000، بصلابة خلف خاتمي، وهي تستطيع الاشتراك في حملته الانتخابية بتوفير الدعم المالي وخلق دفع جماهيري من أجل التصويت له وخاصة في مدن طهران وشيراز واصفهان.
    ولكن ذلك كله يمكن تدميره بهجوم آخر على ايران يشنه شارون. ولذلك يجب النظر الى مقالة كيمشي كتحذير لشارون، حتى لا يتعامل مع النظام الايراني ككتلة صماء وان يفتح ابواب الحوار مع الجناح الاصلاحي
يعمل...
X