السلام عليكم
اخباركم عساكم بخير
مما قرات وراق لي
الظمأ العاطفي
حاجة الإنسان للمشاعر كحاجته إلى الطعام والشراب والهواء. بل ربما عند بعضنا تكون أكبر. وعندما تفقد هذه المشاعر في زمن الماديات يكون رد الفعل أعنف.
نقرأ كثيراً عن مشاكل الشباب، بالطبع يضايقنا ما يصدر منهم من سلوك طائش ومراهقة، نلومهم عليها ولا نلوم أنفسنا مع أننا السبب في كل ما يحدث.
اسمحوا لي.. متى آخر مرة جلستم أيها الآباء والأمهات الأعزاء مع أبنائكم؟ ومتى كان آخر حوار منطقي جرى بينكم لمحاولة جذبهم واتخاذهم أصدقاء؟
الشباب طاقة تحمل في داخلها عواطف ومشاعر وأحاسيس لا بد من ملئها عن طريق سليم خاصة من كانوا في المرحلة الحرجة مرحلة التغيرات الفسيولوجية التي تفرض عليهم البحث عن العواطف من أي كائن كان، خاصة الفتيات اللاتي يستجبن بسرعة فائقة لأول ذئب بشري يصادفهن تحت ضغط الجوع العاطفي فيسمحن باستغلالهن أبشع استغلال برضاهن.
فقد وجدن من يتقن العزف على أوتار عواطفهن ويروي ظمأهن الوجداني، فما أكثر الذئاب البشرية المنتشرة في كل مكان والتي تعزف بكل الألحان تعرف أنغام الضعف العاطفي ومن أين تؤكل الكتف، لها قدرة عظيمة في إيجاد أقصر الطرق للوصول للهدف، وما النت إلاّ أحد سمفونياتها وكذلك الهاتف رقصة الوصول للانحراف، الحنان الأسري والإشباع العاطفي من حق أبنائنا بل يجب إيصاله لهم بكل الوسائل، علينا كآباء وأمهات أن نستمر في إرضاع أبنائنا الحب والدفء لنؤمن احتياجاتهم بيولوجيا ونفسيا ولنعزز لديهم الشعور بالأمن والراحة صغاراً وكباراً حتى لا يبحثوا عن بدائل، ننشغل عنهم بمشاغل الحياة التي لا تنتهي ولن تنتهي، نشبع بطونهم بما لذ وطاب نعم، قد نحرم أنفسنا من أجلهم لنوفر لهم كل شيء حتى الكماليات وببذخ ولكننا نبخل عليهم بالحب المدفون في أعماقنا بكتمان مشاعرنا الأبوية عنهم والسبب الرئيس بعدنا الدائم.
كثيرٌ منا لا يحسن فن العلاقات الإنسانية مع الأبناء فعندما تُكتشف حماقة أو طيش مراهقة لا يتعامل معها بروية وهدوء وسيطرة بل يضخمها فيؤنب وقد يقسو ولا يحتوي حتى تتحول لقضية يتورط فيها الأبناء، نحتاج وبكل شدة لتطبيق منهج التربية الإسلامية في حياتنا، وقدوتنا رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام في تربية أبناء الإسلام.
في حواره مع الشاب الذي قال له ”ائذن لي في الزنا فقال: أتحبه لأمك؟ قال: لا، قال: أتحبه لأختك؟ قال: لا، وأخذ - صلى الله عليه وسلم – يسأله وهو يقول لا، فقال: «كذلك الناس لا يحبونه» فلم يوبخ ولم يؤنب.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا تجعلنا سبباً لانحراف أبنائنا وأذيتهم.
اتمنى يعجبكم وتتناقشون فيه مع اهلكم
لكم مني كل الاحترام
دمتم كما تحبون و مع من تحبون
تعليق