إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

][ ... الأدب في دخــــول بيوت الرســــول ...][

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ][ ... الأدب في دخــــول بيوت الرســــول ...][

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً” (الأحزاب: 53)
    هذا جانب آخر من جوانب تأديب المؤمنين مع رسولهم - صلى الله عليه وسلم - ألا وهو تأديبهم في دخول بيوته - صلى الله عليه وسلم.

    ومما يروى في أ”باب نزول هذه الآية، ما ورد في الصحيحين من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش دعا القوم، فطعموا ثم جلسوا يتحدثون فأخذ كأنه يتهيأ للقيام، فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام، وقعد ثلاثة، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل فإذا القوم جلوس فرجع، وإنهم قاموا فانطلقوا، وجئت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل، وذهبت أدخل فألقي الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى هذه الآية، ومما قيل في أسباب نزول هذه الآية أيضاً أن أناساً كانوا يتحينون طعام النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن ينضج، ثم يأكلون ولا يخرجون فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتأذى بهم فنزلت هذه الآية.

    افتتحت الآية الكريمة بنداء المؤمنين إيقاظاً لهم، ونودي بحرف النداء يا، الذي للبعيد، للإشارة إلى أنهم ينادون لأمر مهم يجب عليهم ان يوقظوا عقولهم وقلوبهم من أجله.
    وفي ندائهم بوصف الإيمان تذكير لهم بعهد الإيمان، ليكون حافزاً لهم في امتثال الحكم الوارد في قوله: “لا تدخلوا بيوت النبي” وفي جمع البيوت وإضافتها إلى النبي تعظيم وتوقير، وبيان لجلال صاحبها - صلى الله عليه وسلم - وفي اصطفاء وصف النبوة في قوله تعالى “لا تدخلوا بيوت النبي” إيحاء بأن دخول بيوت النبي بغير إذنه وإطالة المكث فيها، فيه قطع لتفرغه عن حسن التلقي وأن من حق الرسول، بل ومن مصلحة الأمة كلها ألا يشغل عن القيام بحق تلقي الإنباء عن ربه.

    إذن مقيد

    وقوله: “إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه” كثرت الآراء في إعراب هذا التركيب، منها ما ذهب إليه الزمخشري، وهو أن المصدر المؤول بعد أداة الاسثتناء واقع في معنى الظرف، أي إلا وقت أن يؤذن لكم، وأن قوله: “غير ناظرين إناه” حال من الضمير في “لا تدخلوا” وبهذا يرى أن الاستثناء يقدر عاماً وأن الظرف والحال داخلان في حكم الاستثناء، والمعنى على هذا أن هؤلاء ومن على شاكلتهم ممن كان يتحين نضج طعامه - صلى الله عليه وسلم - لا يدخلون بيوت النبي في أي وقت من الأوقات إلا وقت الإذن، ولا في أي حال من الأحوال إلا حال عدم الترقب لنضج الطعام، وقد كثرت الاعتراضات على هذا الرأي وفحواها أنه لا يستثنى شيئان بأداة واحدة دون عطف، وأراني متعاطفاً مع رأي الزمخشري، لأن المعنى بناء على مذهبه فيه مبالغة في النهي وكأن القرآن الكريم يشدد في التقييد على هذا الصنف من الناس لعدم مراعاتهم ظروف نبيهم في بيته بحيث لا يسمح لهم بالدخول إلى بيوته - صلى الله عليه وسلم - إلا في وقت وحال مقيدين، ومما يساعد عى قبول هذا التوجيه أيضاً - ويبينه - كثرة هذا النمط من القيود والتداخل في صياغة الآية الكريمة، وكأن هذه القيود وذلك التشابك في التركيب يحاكي تلك الأسس والقواعد والآداب، التي شرعت في هذه الآية لتنظيم دخول بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - مراعاة لمقامه وأحواله.

    وبالنظر في الآية نجد أن دخول بيوته - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز لهؤلاء المتحينين، إلا أن يؤذن لهم على أن يكون هذا الإذن مقيداً بكونه إذناً لطعام، وبشرط أن يكونوا غير ناظرين إناه أي متحينين نضج طعامه - صلى الله عليه وسلم - فإذا تحينوا طعامه لا يكون ذلك إذناً، وقد قلت في بداية التحليل لهذه الآية: إن المقصود جماعة بعينها ممن كانوا ناظرين نضج طعامه - صلى الله عليه وسلم - قال الزمخشري: ومعناه: لا تدخلوا يا هؤلاء المتحينون للطعام، إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه، وإلا فلو لم يكن لهؤلاء خصوصاً، لما جاز لأحد أن يدخل بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يؤذن له إذناً خاصاً، وهو الإذن الى الطعام فحسب، وبنظرة أخرى في هذا التركيب نلحظ أن التعبير القرآني يؤثر الاستئنذان على الاستئناس.

    العروة الوثقى

    ومدلول الآية يرشح هذا المعنى، فالعلاقة الوثيقة من الحب والمودة والألفة كانت شعار الرباط بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فهؤلاء الرجال الذين كانوا يتحينون وقت طعام رسولهم - صلى الله عليه وسلم - لم يكونوا إلا رجالاً أحبوا نبيهم من شغاف قلوبم وتعلقت نفوسهم ببيته الكريم، ولم يشعروا أنهم يؤذون النبي بتصرفاتهم تلك، لأن سماحة نفسه - صلى الله عليه وسلم -، وسعة صدره وكرمه قد أغرتهم بما كانوا يفعلونه.

    أقول: ولعل نداءهم بوصف الإيمان يؤكد تلك العروة الوثقى بينهم وبين نبيهم، إنها رابطة الإيمان وما تستلزمه من حب متبادل، وود وألفة مسبقة ومن أجل هذا كله كان إيثار الاستئذان على الاستئناس، لأن الاستئناس هو الاستعلام والاستكشاف وحسن الايناس لأهل البيت قبل دخوله ففيه معنى الإذن وزيادة.


    [align=center]




    [/align]

  • #2
    وقوله “يؤذن” ببناء الفعل للمجهول، للتنبيه على أهمية وقوع الإذن لدخول بيته - صلى الله عليه وسلم - دون نظر إلى الأذن، للعلم به مسبقاً وقد تكون في هذا البناء للمجهول، وتواري الفاعل فيه إشارة خفية إلى ما أصابه - صلى الله عليه وسلم - من ثقل وضيق نتيجة تصرفات هؤلاء الرجال، وعدم مراعاتهم لمشاعره وأهله في طول مكثهم، وتحينهم لطعامه، وبالتالي فإن تواري الآذن أي الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحاكي حالته التي أشرت إليها آنفاً والله أعلم.

    ويلحظ ان الفعل “يؤذن” جاء متعدياً ب (إلى) في الآية الكريمة، والشأن فيه أن يتعدى ب (في) يقال: أذن له في كذا، وأذنت له في الدخول، والذي أطمئن إليه هو ان السر في تعدية الفعل “يؤذن” ب “إلى” هو ما يتضمنه من توجيه رشيد، وتأديب رفيع لهؤلاء الرجال، حيث ينبغي لهم أن تكون غايتهم متجهة إلى طعامه - صلى الله عليه وسلم - حين توجه لهم الدعوة إلى مأدبته، فلا يلوون على شيء غيره، ولا يطمحون إلى سواه، ولا تتعداه أفكارهم إلى غيره من حديث ومؤانسة، وذلك مراعاة لحاله - صلى الله عليه وسلم - وتأدباً معه في بيته، وكأنه بهذا الفعل في تعديته ب (إلى) أنه بمثابة التوطئة والتمهيد لقوله سبحانه “فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث” حيث أمروا بالانتشار، ونهوا عن الاستئناس للحديث فور الانتهاء من الغاية التي دعوا لأجلها.

    آداب الضيافة

    وقوله “ولكن إذا دعيتم فادخلوا” استدراك من النهي عن الدخول إلى بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - بغير إذنه، وأوثرت “إذا” الظرفية على “إن” هنا، للدلالة على التحقق من الدعوة والتأكد منها .. فلا ينبغي التلهف إلى الدعوة وتلبيتها بمجرد شعور المدعو بذلك .. وكأني بالقرآن الكريم يرسم للمؤمنين من خلال سياق هذه الآية الخطوط العامة لآداب الضيافة من التحلي بالعفة، ومراعاة حال المزور، ووقته إلى آخر تلك الآداب، وتجد الفاء في قوله: “فادخلوا” تشير إلى وجوب مبادرة المخاطبين إلى تلبية الإذن بالدعوة إلى طعامه - صلى الله عليه وسلم - بلا تراخ، مراعاة لأوقاته - صلى الله عليه وسلم، لأن التأخر عن الطعام ليس من الأدب، إذ يجعل صاحب الدعوة - صلى الله عليه وسلم - في انتظار، وكذلك أشارت الفاء في قوله “فانتشروا” إلى وجوب المسارعة في خروج المدعوين من بيته - صلى الله عليه وسلم - فور الفراغ من الطعام، وذلك لانقضاء الغرض من الدعوة بانقضاء الطعام مراعاة لأحواله وأوقاته - صلى الله عليه وسلم.

    وأود التأكيد على أن النهي (مخصوص بمن دخل بغير دعوة، وجلس منتظراً للطعام من غير حاجة، فلا تفيد النهي عن الدخول بإذن لغير طعام، ولا عن الجلوس واللبث بعد الطعام لمهم آخر، ولو اعتبر الخطاب عاماً لكان الدخول واللبث المذكوران منهياً عنهما ولا قائل به).

    والقرآن الكريم يحث هؤلاء المدعوين على عدم النهم أو الشره في تناول طعامه - صلى الله عليه وسلم - مراعاة لضيق ذات يده، حيث يكفيهم الأكل من الطعام وتذوقه، وتلحظ هذا المعنى في إيثار لفظ “طعمتم” على “أكلتم” وقد لحظت أن لغة القرآن الكريم كثيراً ما تستعمل لفظ الأكل في مقام الشبع أو الإقبال على الطعام، بخلاف (الطعام) فإنه يستعمل في مقامات سد الرمق أو إطفاء غلة الجوع، وعلى هذا فيكون طعمتم “كناية عن التخفف من الأكل، فالقليل من طعامه الشريف فيه من البركة ما يكفي لإشباعهم.

    الاستئناس بعد الطعام

    وتجد التنكير في قوله: “ولا مستأنسين لحديث” يفيد التقليل، فقد نهى المخاطبون عن الاستئناس بعد الطعام بأي حديث مهما كان قصيراً معه - صلى الله عليه وسلم - وذلك مراعاة لوقته - صلى الله عليه وسلم - وأحواله، وقد أكد النهي هنا “لا” وقيل: إن اللام في قوله “لحديث”، للتعليل أي مستأنسين لأجل ان يحدث بعضكم بعضا، وقيل إنها للتقوية والتقدير: ولا مستأنسين حديث أهل البيت، وأرجح أن تكون اللام هنا للتقوية، لمناسبتها للسياق، فالمخاطبون كانوا قد ألفوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحديثه، وكانوا يجدون في ذلك كل الإيناس، ويساعدك على هذا الفهم ما في معنى الاستئناس من إصغاء وعناية في التسمع، وهذا يناسبه إصغاؤهم لحديث رسولهم - صلى الله عليه وسلم - والاستئناس له لا لحديث بعضهم لبعض في بيت النبي.

    وفي التعبير باسم الإشارة للبعيد “ذلكم” دلالة على خطورة ذلك اللبث أو الاستئناس بعد الطعام، وعظيم أثره في أذى النبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد بأذاه التسبب في انشغاله عن أهله، وعبادته، وعن الوحي، والتفرغ لتدبير أمور أمته - صلى الله عليه وسلم، أضف إلى ما في ذلك من التضييق على أزواجه.

    والتعبير بالمضارع “يؤذي” دون اسم الفاعل، للدلالة على تكرر الأذى واستمراره بتكرر بقاء المخاطبين في بيته - صلى الله عليه وسلم - وقد أكد هذا المعنى ب “إن” وزيادة “كان” لتحقيق الخبر وكأن إيذاءهم إياه أصبح محققا واقعاً وفي ذلك كله إلهاب وتهييج للمخاطبين، ليتأدبوا بآداب الضيافة في بيته - صلى الله عليه وسلم - وفي التعبير عنه - عليه السلام - بوصف النبوة زيادة في الإلهاب والإثارة حثاً على مراعاة أواقته وأحواله، وقد جاء قوله: “إن ذلكم كان يؤذي النبي” بمثابة التعليل للنهي، أو للحكم السابق ولذا فصلت الجملة عما قبلها.

    والفاء في قوله - سبحانه - “فيستحيي منكم”، للتعليل أي ولا يخرجكم فيستحيي منكم، وفي هذا الطي مراعاة لجانب المخاطبين وتخفيف لآثار الحكم عليهم. فذلك النفر الذين استأنسوا للحديث في بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد تناول الطعام، لم يتعمدوا إيذاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - بفعلهم هذا، ولم يخطر هذا في نفوسهم، كيف وقلوبهم مجتمعة حوله، ومرتبطة به؟ ولذلك تراهم في اللحظة التي أحسوا فيها أنهم أثقلوا على رسول الله ابتدروا إلى الباب، كما وصفهم أنس بن مالك - رضي الله عنه - في رواية أخرى.


    أقول: إنه مراعاة لجانب هؤلاء المخاطبين طوي أيضاً المقصود في قوله “والله لا يستحيي من الحق” حيث قدره بعضهم (بإخراجكم) وقد دلت الجملة السابقة على شدة حياء الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث لم يصرح لأصحابه بما كان يؤذيه بسبب تباطئهم في الخروج من بيته، وقد كفاه ربه مؤونة تبليغ هذا الأمر الداعي إليه حياؤه، فقال: “والله لا يستحيي من الحق” وفي هذا تكريم من الله تعالى لرسوله الكريم.





    [align=center]




    [/align]

    تعليق


    • #3
      موضوع في غايه الرووعه
      يعطييك العاافيه
      تقبل مروري
      تحياتي لك ..
      sence
      Ana YaLait Ly Galbain Ouw A7ebah Bkel Galbainy;*
      =)Pls Smile Always

      تعليق


      • #4
        •.•• بسم الله الرحمن الرحيم  ••.•


        عزيزي عاشق مهزووم




        اشكر سموك علي ماقدمت من موضووع مميز وطرح قيم الله يجزاك الف خير ويجعله في ميزان اعمال سموووك يارب

        عزيزي

        ادامك الله واسعد ايامك









        كنت هناا




        تقبلني بود





        دمت بكل ود






        //












        \\





        الجووود




        تعليق


        • #5
          الله يعطيكـ الف عااافيه

          تعليق


          • #6
            شكرا على مرورك الرائع


            والله يعطيك ألف عافيه ..

            [align=center]




            [/align]

            تعليق


            • #7
              أشكركـ أخوي عااااااااشق مهزوم والله يعطيكـ ألف عااااااافيه وباركـ الله فيكـ
              [align=center][/align]

              تعليق

              يعمل...
              X