رُفِعت الجلسة !
{ ..
تمر بنا ليالي ، نتوسد وسادتنا ، نخاف أن نغمض أعيننا خشية أن لا نستيقظ بعدها !
نحاول أن نُرخي جفوننا ، و الموت يحوم في فكرنا ، نتخيله يسترب إلينا بين الظلام ..
من ورائنا ! من فوقنا ! من تحت أرجلنا !
يمر الوقت ، ننتظر اللحظة التي تغافلنا فيها روحنا و تخرج !
ثم نغفو ، و نصحو على يوم ٍ جديد ، لنرى أنه انقضى الأمس و لم نَمُتْ !
و هكذا يأتي اليوم ،
و يجبرنا على أن نحمل شبح الموت فوق عاتقنا ليوم ٍ آخر ! .. }
ليست المسألة في أن تهاب الموت يوماً أو يومان أو ثلاثة .. المسألة في :
(( .. مآ بعد الموت .. ))
هل هي النهاية الأخيرة ، المطاف الأخير الذي يرتاح فيه الإنسان من نوائب الدنيا ؟!
بالطبع لا ، فنحن إذا متنا بُعثنا ، و نُسأل بعدها عن كل شيء !
كما في بيت الشعر : (( و لو أنا إذا متنا تُركنا ، لّكان الموت غاية كل حي ّ .. و لكننا إذا
متنا بُعثنا و نُسأل بعدها عن كل شيء )) ..
لذا علينا أن ندرك بأن الموت ليس لعبة أو بالشيء السهل ، تمنيناه إن أغرقنا الحزن ،
أو واجهتنا مشكلة عصيبة لم نعد نقوى على حلها ،
فيكون خيارنا هو الموت !
و لكن علينا أن نتأمل في ما بعد هذا الموت ، فإن بعد الموت قبر ـ و لَبعد القبر – بعث – و بعد البعث
حشر – و بعد الحشر حساب - وبعد الحساب - ميزان وبعد الميزان - صراط -وبعد الصراط الحكم النهائي
إما [ جنة أو نار ] ..
نعم ، سوف نقف أمام محكمة العدل الإلهية ، محكمة لا شبيه لها من محكمة ،
و شتّان بين المحكمة الدنيوية و المحكمة الأخروية حيث يكون فيه القاضي هو { الله } عزّ و جل ..
محكمة تغيب فيه هيئة الدفاع ، فلا محامي و لا أهل سوف يبررون تهمنا !
محكمة يكون فيها الحكم إما [ جنة أو نار ] ، فلا احتمالات أخرى كما في المحاكم الدنيوية ..
محكمة لا استئناف فيها .. !
محكمة لا رشوة فيها ، كما يُحتمل ذلك في المحاكم الدنيوية !
محكمة ، تخفيف الحكم فيها مستحيل !
محكمة ، هروب الجاني فيها بعيدٌ بعيد !
مَحكمة ، مُحكمة ، بقيادة أحكم الحاكمين و أعدلهم و أخيرهم .. سبحآنه و تعالى ..
الشهود ، رب العالمين و الملائكة التي بين جنبينا ، و كل شيء ٍ تشهد علينا ،
الأرض التي مشينا عليها ، المال الذي صرفناه ، أرجلنا ، أيدينا ، آذآننا و و ..... !
{ ..
هذه هي المحكمة الإلهية ،
نعرف مصيرنا فور النطق به
و تُرفع الجلسة ، ، لا تأجيل و لا تبديل و لا استئناف .. ! .. }
تعليق