السلام عليكم
صباح - مساء الخير
شلونكم شخباركم
مما قرات وراق لي
المراوحة والتوهانصباح - مساء الخير
شلونكم شخباركم
مما قرات وراق لي
بين الحضور والغياب تكاد لا تتلمس الصوت المفقود بينهما .. وتشعر في خضم هذه اللعبة المتكررة ... والتواصل المفقود داخلياً .. والمجهول أحياناً أخرى أنك تفتقد طعم الفقد الحقيقي .
تفتقد لحظة الإحساس الكلي بفقد المكان .. لا تعرف إن كان مفقوداً .. أم كان غائباً
تشعر أن الأمكنة بإمكانها أن تتآمر عليك وتحرمك من استطعام بُعدها .
تسكنك تلك اللحظة الحسية .. وتعثر عليها .. لكنك تظل جاهلاً تماماً لملامحها .
هي لحظة الخسارة دون خسارة للآخر .. وعليك أن تتعاطى معها بمنظور التهديد للحقيقة المزيفة التي سكنتك زمناً طويلاً .
في البعد المفقود ليس بإمكانك أن تحتفل على ذلك الجسر الذي يوحّد ملامح الطريق.
أو تفتح الباب للحاضرين ليجتازوا منه إلى أبواب الغياب ..
هذه اللحظات نادرة ندرة الحياة الحقيقية نفسها ..
وأسيرة لمفردات لم تُخلق بعد ..
ولمدى مفتوح لم تتكشف أدواره ..
ولمطالب الأهم منها إعادة الاعتبار لأمكنة مفقودة ..
في لحظات الغياب يغيب الصوت ولا يسمع منه سوى صدى الغياب ..
ويغيب وليس بإمكانك أن تحتفي في هذا الغياب سوى بالإصغاء ، وترك البوصلة لتقودك إلى إحساس بالمراوحة لا تخرج منها سوى بزيادة التوهان .
تتعثر قواك الحسية لكنك تظل داخل جاذبية الفقد ، غير قادر على تمزيق جذور قطيعة هذا التداخل .
حميمية الإحساس قد لا تأتي من قدرته على الإسعاد أو بث جماليات الفرح بل قد تأتي من تلك الأضواء الداخلية ، الخاصة التي يشعلها البعد اللامتناهي .. والذي كلما شعرنا أننا كسرنا حدوده واقتربنا من مغادرته امتد أمامنا بامتداد البصر .. وتفتحت هواجسه .. وصعُبت قراءته .. وكأن تلك الحروف التي نعرفها قد ذابت في بحر من حسابات الفراغ .
ليس العجز أن نستلذ بوجعٍ بإحساس البعد .. وبطعم الفقد .
لكن العجز الحقيقي عندما يصبح للبعد نكهة خاصة ، ومختلفة عن كل نكهات الأحاسيس رغم تكلفتها الباهظة داخل أعصابنا .
هي ساحة واحدة لنا أن نتأخر داخلها ونبقى كما تشاء هذه الساحة تمنحنا الحقيقة مجردة ... دون قلق .. ودون أن نتعثر إذا أردنا .
تمنحنا القدرة على التحالف مع كل القرارات الشجاعة التي بإمكانها أن تشعل حواسنا .
بإمكاننا أن نعيش داخل أنفسنا ... دون أي إحساس يدفعنا إلى الهروب لوقت طويل .
بإمكاننا أن نستوعب أن لحظة المحاولة لحسم القبض على الذات لا تزال متوفرة .
وأن الحياة قد تخلّد بعد الموت وتتفتح وتزهر .
بإمكاننا أن نعثر على اسمائنا بعد أن تعثرنا في حفظها أو حتى الإحساس بها .
ونحن في صدد التسمية للحظة حسم ظلت مجهولة علينا أن نصيغ احتفالاً مثالياً مفتوحاً على حرية النوم داخل الأمكنة التي وإن امتلكت ساعة بُعدها يظل هذا البعد قابلاً للقراءة والتواصل واحتمالات المعرفة .
اتمنى يعجبكم
لكم مني كل الاحترام
دمتم كما تحبون ومع من تحبون
تعليق