أي إخوَتي؛
- رعاكُمُ الرّحمنُ -
ها هُنا؛
- هُديتُمُ الخيرَ أبداً -
بمنّ ٍ منهُ جلّ وعلا؛
بمَنّ ٍ؛ منه جلّ وعلا.
فَتوى للخير جامعةٌ،
ولكُلّ طيبٍ؛ لامّة،
قِـراءَةُ سورَةِ الضّحى؛ عِندَ فُقدانِ الشّيءِ!
السّؤالُ:
انتَشر في الآونةِ الأخيرةِ أنّه مَن أضاعَ شَيئاً؛
فليَقرأ سورةَ الضّحى، وبإذن الله يجدُ ضالّته؛
بسَببِ قَوله تَعالى:
(ولسوفَ يُعطيك ربّك فتَرضى)،
وليسَ في هذا فِعل من الرّسول صلى الله عليه وسلّم؛
فبِماذا نردّ على مَن قالَ هذا؟
الجَوابُ:
. الحمدُ؛ للهِ.
لَقد أكملَ الله لنا الدّينَ، كَما قالَ تَعالى:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي،
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة/3 .
وبلّغه لَنا الرّسولُ صلى الله عليه وسلم؛
كاملاً ،
فلا نحتاج إلى من يزيد عَلى ما شَرعه اللهُ تَعالى لَنا .
... ****** ...
ومَن زاد َعَلى ما شَرعهُ اللهُ ، فيلزمه أحد أمرين :
. إمّا أنّه لا يؤمن بكَمال الشّريعَة ،
. وإمّا أنّهُ يتّهمُ الرّسول صلى الله عليه وسلم؛
بأنّهُ لم يُبلّغ لَنا الدّين كامِلاً .
... ****** ...
ولهذا قالَ الشّاطبيّ رَحمَه اللهُ تَعالى:
"إنّ الشّريعة جاءَت كاملةً لا تَحتمل الزّيادة ولا النّقصان ؛
لأنّ الله تعالى قال فيها :
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي،
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) .
... ****** ...
وثبتَ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم،
لَم يمُت حتّى أتى ببَيانِ؛
جَميع ما يَحتاجُ إليهِ في أمر الدّين والدّنيا ،
وهذا لا مُخالِف عَليه من أهلِ السّنّةِ .
فإذا كانَ كذلك فالمُبتدعُ إنّما مَحصولُ قوله بلِسان حاله أو مقاله :
إنّ الشّريعة لم تتمّ ، وأنّه بقي منها أشياء يجبُ أو يستحبّ استدراكها ؛
لأنّه لو كان معتقدا لكمالها وتمامها؛
من كلّ وجه لم يبتدع ولا استدركٌ عَليها ،
وقائلُ هذا ضالّ عَن الصّراط المُستقيم .
... ****** ...
قالَ ابن الماجشون : سمعتُ مالكاً يقولُ:
من ابتدع في الإسلام بِدعة يراها حَسنةً؛
فقد زَعم أنّ مُحمّداً صلى الله عليه وسلم؛
خانَ الرسالة ؛ لأن الله يقولُ:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)،
فما لمَ يكُن يَومئذ ديناً؛ فلا يكونُ اليومَ دينا" انتَهى .
"الاعتصامُ" (ص 33) .
... ****** ...
. وقالَ الشّيخُ بَكر أبو زَيد؛ رَحمه اللهُ تَعالى:
"ومن البِدع : التخّصيصُ بلا دَليلٍ ، بقراءة آيةً ، أو سورةً؛
في زَمان أو مَكان أو لحاجةٍ مِن الحاجاتِ ،
وهكذا قَصد التّخصيص بلا دَليل .
. ومِنها :
- قراءة الفاتحة بنيّة قَضاء الحَوائجِ وتَفريج الكُرُبات ِ0
- قراءة سورة يس أربعينَ مرّة بنيّة قَضاء الحاجاتِ " انتَهى باختِصار ٍ.
" بِدع القِراءةِ " (ص/14-15) .
... ****** ...
فتَخصيصُ قراءة سورة الضّحى؛
عند ضَياع شيءٍ مِن الإنسانِ؛
بِـدعةٌ مِن جُملة البِدعِ؛
التي اختَرعها من لا يُقدّر رسول الله؛
صلى الله عليه وسلم حقّ قَدره .
وإلاّ .. فلو عرَف هؤلاء قَدر الرّسول صلى الله عليه وسلم؛
لَم يَزيدوا على ما شَرعهُ لنا أبداً .
نسألُ الله تعالى أن يَجعلنا من المُتمسكينَ؛
بهدي النبّيّ صلى الله عليه وسلم وهَديِ أصحابهِ.
واللهُ أعلمُ ..
انتهتِ؛ الفَتوى.
واللهُ تَعالى؛ أعلى وأعلمُ.
( المَصدَرُ ): لا إله؛ إلاّ الله.
نفعَ الرّحمنُ؛ بما جاءَ.
غُفرانك؛ ربّنا.
ربّ؛ قـِني عـَذابك؛ يومَ تبعثُ عـِبادكَ.
بلامانة منقولة
تعليق