إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

.:. إشراقة البصيرة .:.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • .:. إشراقة البصيرة .:.

    .
    ..



    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته







    إشراقة البصيرة (1): حينما ينقشع السحاب





    بسم الله الرحمن الرحيم: "قَد جَاءكُم بَصائرُ مِن ربكم فَمن أَبصرَ فلِنَفسه" (سورة الأنعام - آية 104).. يقول محمد إقبال: "لقد نصحني أبي كثيرا.. ولكن نصيحة واحدة بقيت راسخة في ذهني رغم مرور الزمان وتواتر الأيام.. وهي قوله: بني إقرأ القراَن.. وكأنه يخاطبك أنت شخصيا..."







    جاء الإسلام ليحول الإنسان من مخلوق له قدرات بدنية ونفسية وعقلية محدودة، إلى كائن يحمل سرا ربانيا وأمانة سماوية، أبت أن تحملها الجبال والسماوات و الأرض.. وأشفقن منها... جاء الإسلام بهدي خاتم الأنبياء والرسل محمد (صلى الله عليه وسلم) ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة، ومن عبادة المخلوقات إلى عبادة رب المخلوقات.. المبدع المصور.. الأول الآخر.. الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير...

    حين يصبح الإنسان واعيا بهذه الأمانة التي شرّفه الله وكلفه بها، يصبح مبصرا لحقائق الوجود، مدركا الخلق، مسبحا بحمد ربه الخالق، مؤمنا إيمان اليقين، أن الإنسان.. بعيدا عن الله.. لا نور له.. و إن حجبت أستار هذه الدنيا ضمير الإنسان عن مشاهدة الحق في كل شيء، فحجابها زائل.. لأن الله سبحانه وتعالى له في كل شيء آية تدل على أنه واحد.. وحين تتفتق بصيرة الإنسان عن هذه المشاهدة العرفانية يفقه قول الباري تعالى.. بسم الله الرحمن الرحيم: "..وإن من شيء إلا يُسبحُ بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم.." (الإسراء - آية:44)، حينها فقط يصير الإنسان ربانيا.. يعبد الله في كل حركاته وسكناته وأقواله و أفعاله.. بل وخواطره... لأنه يدرك أن الله معه أينما كان بل هو أقرب إليه من حبل الوريد... لكن بعلمه وصفاته تقدست أسماؤه و تجلت صفاته.. لأنه بذاته –جل وعلا – في السماوات على العرش استوى... سبحانه و تعالى.. ولله المثل الأعلى ...
    حينها فقط يصل الإنسان إلى مقام الإحسان فيعبد الله و كأنه يراه... فتستقيم السيرة و تتطهر السريرة... ويقذف الله بنوره في صلب عبده المؤمن، فيرى بعين الله أسرار الوجود ويصبح إنسانا قرآنيا ترتقي به الروح في سماء الأنس بالله.. مؤنس كل وحيد وصاحب كل فريد... فيحيا مع الله ولله وبالله..
    وتلك هي السعادة التي طال بحث الإنسان عنها.. لكنه في متاهات الأهواء والدنيا تائه بعيد..
    يقول أحد العُباد الزُهاد الصالحين إن الفرق بين الذي يحيا في عرفان الله و غيره.. الفرق بينهما.. كالفرق بين الحي والميت.. لأن الفرق بين الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كالفرق بين البيت المعمور والبيت الخرب..
    اللهم أعنا على ذكرك وشكرك و حسن عبادتك.. اللهم أزح غيوم الشك والارتياب عن قلوبنا وضمائرنا لترى جمالك البهي في ملكوت السماوات والأرض... إن نورك يضيء طريق محبيك ليوصلهم إلى فِناء قربك ورضاك.. فالطف بعبدك الضعيف الراجي رحمتك.








    إشراقة البصيرة (2): طمأنينة النفس






    بسم الله الرحمن الرحيم: "الذِين آمَنوا وتَطمَئنُ قُلُوبهم بذِكر الله، ألا بذكر الله تطمئِن القلوب"
    عن الحسن البصري رضي الله عنه قال: "من إستئنس بالله من العارفين، نُزِع من قلبه خوف المخلوقين".. هو سكينة الروح لأنها قوية بالله، مطمئنة مع الله، مستوحشة من سوى الله.. تلك هي الروح التي تسمو بالإنسان عقلا وقلبا، فيهتدي الأنام إلى دار السلام...
    (سورة الرعد-آية 28)

    هو برد اليقين الذي يتمكن من قلب المؤمن فينشرح في بحار الطاعة والخضوع للواحد الأحد، الذي في عبوديته له سر الحرية من سواه، يقول الإمام علي كرم الله وجهه: "من تحرر من العبودية لغير الله فذاك هو الحر السيد، أما من هو عبد الهوى والنفس والدنيا فهالك".
    النفس تطمئن وتحس بالسكينة حينما تشعر بأنها أفلحت في تهذيب سلوكها وتصفية ذاتها وإنسجام فعلها مع شفافية أصلها وكينونتها لأنها نفح من روح الله، وسِر استودعه الله في الإنسان حين خلقه وكرمه وأسجد له الملائكة طائعين، واستخلفه في أرضه ليعمرها ويسكنها ويقيم العدل فيها ويحقق السلام والإسلام، لكن أكثر الناس ولو حَرصت بمؤمنين..
    حين يستشعر الإنسان بوعيه أن سلوكه وقوله وفعله وكل حياته هي وفق ما يرضي الله خالقه، ومن هو عليه رقيب وحسيب.. حين ذاك يشعر المؤمن ببرد الطاعة وسكون الروح التي يغمرها الرضا.. حين تستشعر مواءمة سلوكها مع ما يرضي خالقها تعالى.. بينما الخيبة إحساس بالإحباط الذي يطوق الإنسان عندما ينحدر في أخلاقه إلى مهلكات السوء والرذيلة.. بينما الله تعالى قد أكرمه وميزه بالعقل الحكيم والذوق السليم عن بقية الحيوانات الأخرى.. حين ينحدر الإنسان ويتنكر لفطرته ويبتعد عن جنة الفضيلة.. حينها يلازمه الإكتئاب ثم الإحباط ثم اليأس فالقنوط ... ورغم ذاك لا يزال الله برحمته ينتظر عودة عبده وأوبة هذا الشارد عن سربه، ليحتضنه و هو اللطيف الخبير.


    لكن لابد من بصيرة تقود الإنسان في بحر الحياة المتلاطم، ليعود إلى مرفأ المغفرة إن أبعدته أمواج الذنوب والمعاصي.. وقد نجح في امتحان الدنيا من زكا نفسه وقد خاب من دساها، لأن الله تعالى لا يريد لعبده إلا الخير وهو أرحم به من الأم بوحيدها، وهو أفرح بتوبة عبده من المسافر الذي أضاع راحلته في الصحراء ثم وجدها.. وما هذه الأحاديث منا ببعيدة.. ولكننا ننسى والإنسان ينسى وليته لا ينسى.. فيفلح بمراقبة نفسه لأنه قد أفلح من زكاها وحاسبها وجاهدها.. فهي الجهاد الأكبر والفوز عليها فوز على الهوى والشيطان.. ليصير العبد في عداد عباد الله والمخلصين الذين ليس للشيطان عليهم من سبيل.. جعلنا الله و إياكم منهمم... "آمين"





    إشراقة البصيرة (3): نداء الفطرة






    بسم الله الرحمان الرحيم: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" (فصلت - الأية 53)..
    يقول الدكتور سعيد حوى في كتابه الأساس في التفسير.المجلد الخامس حول تأثير القرآن الكريم على نفس المؤمن ما معناه... مما رُوي من الأثر الشريف.. حين تريد أيها المؤمن أن تكلم الله عز وجل فعليك بالدعاء فالله قريب مجيب.. وإذا أردت أن يكلمك الله سبحانه وتعالى فاقرأ القرآن.. فإنه كلام الله.. وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على سائر خلقه..
    لقد صنع هذا القرآن في النفوس التي تلقته وتكيفت معه إحياءا لفطرة الله التي فطر الناس عليها..بنوره الذي انتشر في الأنفس والآفاق..فكان القرآن بدعوته وتعبيره وبيانه وسحره..قوة خارقة نافذة في تأثيرها على القلوب والعقول والنفوس.. يحس بها كل من له ذوق سليم وبصر وبصيرة.. وإدراك للمعاني الربانية التي احتوها كتاب الله الموحى إلى نبيه المعصوم عليه الصلاة والسلام كلما رُتل القرآن ترتيلا..
    لقد صنع هذا الكتاب في أرواح المؤمنين أكثر من قوة تسيير الجبال وتقطع الأرض وتحي الموتى.. لأن المؤمنين حين جعلوه قوت قلوبهم سيروا ما هو أضخم من الجبال وهو تاريخ الأمم والأجيال.. وقطعوا ما هو أصلب من الأرض وهو جمود الأفكار السلبية والتقاليد الجاهلية.. وأحيو ما هو أخمد من الموتى وهي الشعوب التي قتل روحها الطغيان والظلم والجهل والضلال وكل مظلمة هالكة مهلكة..
    حين وُلدت تلك النفوس من جديد بروح القرآن.. غيرت وجه الحياة برسالة الإسلام التي انتشر بنورها ضياء عم الوجود.. والتاريخ على ما نقول شهيد.. وكفى به عند أُولي الألباب شهيدا..
    فأمر النفس إذن مرجعها إلى فطرتها وفطرتها من عند خالقها.. بل لله الأمر جميعا.. إنه تعالى خلق النفس وألهم فيها إتباع النهج القويم والصراط المستقيم.. لأن ذلك أصلها.. وهي لا تسكن في هذه الدنيا وغربتها إلا إلى موطنها السماوي فهي نفخ من روح الله تعالى علو كبيرا.. وحنينها إلى ذكر الله والتلذذ بمناجاته والتنعم بدعائه.. وأن تُجعل قُرة عين النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.. في الصلاة.. يعني أن ترتبط روح المؤمن في موقف العبادة بالخالق البارئ تعالى.. وتتوثق الصلة بين الخالق والمخلوق.. فتطمئن القلوب وتسكن الأرواح وتهدأ الأفئدة.. وكفى بنعمة الوصال نعمة.. وهي التي -أي الصلاة- قال عنها المصطفى أرحنا بها يا بلال.. وهي التي كانت ولا زالت لكل مؤمن موقن الملجأ والمنجى إذا أتعبه كل أمر وأرهقه كل هم وعذبه كل تفكير.
    إن الله تعالى خلق النفس وأودع فيها نجديها.. فإما اتباع الخير والحلال إن أطاعت مولاها أو إتباع الغواية والضلال إن خالفت مولاها.. هدانا الله وإياكم لصالح الأعمال.
    هذا نداء الفطرة السليمة.. حينما ينقشع السحاب وتطمئن النفس وتتفتح البصيرة.. ويسكن القلب بذكر الله وتهدأ الروح في ظلال الأنس به.. والأمن في جواره وحماه.. وتنجو من هموم الوحدة وحيرة الحياة وتيه الزمان وتدرك الحكمة من الوجود والمصير والمآل.. فتركن إلى حضن البارئ الحنان المنان اللطيف الخبير.. إنه نعم المولى ونعم النصير..

    اللهم إنا نحبك ونحب من أحبك فلا تحرمنا من رحمتك وعطفك وجودك يا ودود.. إنك تعلم ضعف حالنا وفتن الدنيا الدنية علينا.. فلا تجعل مصيبتنا في ديننا.. فإن البلاء في كل أمر سوى الدين يهون.. لأن ديننا ملاك أمرنا.. وحبل نجاتنا من كل سوء.. فأغثنا برحمتك التي سبقت غضبك واسترنا بحلمك يا غيث الظمآنين يارب.




    إشراقة البصيرة (4): القريب المجيب

    بسم الله الرحمان الرحيم: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان...". صدق الله العظيم. (البقرة - آية 186)




    أجمع الكثير من مفسري القرآن الكريم على أن هذه الأية هي الوحيدة التي ليس فيها لفظ قل المُوجهة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد كل سؤال يخاطبه به الناس مثل: "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي".. فكانت كل أية فيها تساؤل عن أمر ما من قبيل يسألونك عن... مقرونة بلفظ قل.. "أيها الرسول لهم"، باستثناء هذه الآية "و إذا سألك عبادي عني فإني قريب مجيب.." ..يا سميع يا بصير يا من هو أقرب إلى الانسان من نفسه التي بين جنبيه..

    و تدل هذه الآية الكريمة على أن الله سبحانه وتعالى أقرب إلى الداعي من كل شيء حين يتوجه إليه الانسان ويسأل عنه ..فالعلاقة مباشرة بين الانسان المتوسل والإله القريب المجيب.. وهي لا تحتاج إلى واسطة بل الله تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد وهو معه يسمع ويرى ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. وهو تعالى في العرش الأعلى وبعلمه سبحانه وتعالى يسمع همسة الداعي وأنين العليل وشهقة الثكلى إذا ضاقت بهم الحياة.. في عتمة الأحزان وظلمة الأيام..
    عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال "أقرب ما يكون العبد إلى ربه و هو ساجد"
    هو اقتراب ودنو روحي حين يتطهر القلب من كل علاقة قد تحجبه عن الله.. وحين لا يرجو العبد غير ربه لا يعني أن لا يتخذ الأسباب ويركن للدعاء وحده و لكنه يفعل ما باستطاعته متوكلا على الله متيقنا بقدرته راضيا بإرادته سبحانه و تعالى ..فيزداد الرجاء في الخالق وحده و يتقوى الإعتصام به و السكينة إلى قضاءه و قدره ..
    فهل من عقول تعي و قلوب تفقه وأفهام تتبصر في هذا الكلام فتطمئن إلى قرب الحبيب تعالى ..رُوي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم أنه قال {شيبتني هود و أخواتها}..و يعني بذلك سورة هود و السور التي تليها ..و قد أجمع بعض المفسرين على أن هذه السور المذكورة تجمعها علاقة واحدة و هي اللفظ المكرر عن البعد و البعاد و الإبعاد عن حمى الله.. من مثل {ألا بُعدا لمدين..}{ ألا بُعدا لعاد كما بعُدت ثمود}
    ..
    و حديث البعاد عن الله أرق رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة و التسليم..و شيبه و زاد من تفكره و حزنه و هو النبي المعصوم..
    فيا لبؤس كل قلب بعيد عن الله.. تائه في بحار الدنيا و الحياة غارق في متاهات الضلال و الذنوب ..متى ..متى يعود إلى رحاب الله.. ويسمع قوله تعالى {كلا لا تُطعه و اسجد و اقترب}
    ..
    قالت الزاهدة الرضية رابعة العدوية..{إن ألم النار أقل تعذيبا من ألم الإحساس بالإبعاد عن الله عند المؤمن المتبتل}
    ..لأن كل بلاء قد يصبر عليه الصادق مع ربه إلا أن يشعر أنه سقط من عيني الله و جعله أهون الناظرين إليه..
    فنعوذ يارب بك منك ..و نتوسل إليك أن لا تحرمنا من حلمك.. و نعوذ بك من غضبك و سخطك و مقتك فإنك شديد العقاب ..و إنك و إن مكر الناس تكون خير الماكرين..حتى وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال..
    عفوك و غفرانك يا سامع كل صوت..إسمع ندائي الخافت لضُري و الذي لم أعد أقوى على الجهر به ..فقد أعيتني الدنيا بهمومها ..و أرهقتني النفس الأمارة بسوءها و بلائها..و أنت يا رب ألطفُ بي من نفسي و تعلم أحسن مني ما ينفعني و يضرني ..و إن إستعجلتُ أحيانا قضاءك و لم أصبر كثيرا على بلا ئك..و امتحانك.. فاعذرني لعلمك بما هو خير لي في عاقبة أمري و في ديني و دنياي و آخرتي..
    يا من لا تتركني أبدا في دروب الحياة الطويلة..و حين أضل و أوشك أن أزل ..تدركني .....و في سُبُل العمر المرهق تبقى بالحُسنى تُرافقني..و إن نسى و جودي الناس..فإنك يا نصيري تذكرني..حتى و إن تركني كل الخلق ..فأنت وحدك يا رجائي ..لست تتركني..و تسمع صوتي الواهي و ترحمني....أغث عبدك الوحيد البعيد.. بلطفك يا قريب يا مجيب .




    إشراقة البصيرة (5): مكر الهوى




    بسم الله الرحمان الرحيم: "فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى". صدق الله العظيم.
    قال الأديب مصطفى صادق الرافعي: "..إذا راودتك النفس بالمعصية.. وسهلت لك ارتكاب الآثام بغوايتها ولم تجد لك رادعا.. فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك.. وتذكر أن بين جنبيك روحا سماوية..فدع عنك هذا..وحتى إن كنت في منأى عن أعين الناس فاعلم أن عين الله لا تنام... واعلم أن النفس اللوامة ستغرقك في بحار الندم حين لا تنفع الحسرة.. إن كان لك بعدها بقية من ضمير.. وإن أدركت أن المكر قد أصابك في مقتل.. فتأكد أن الله لا ينسى.."


    وقال أحد الصالحين في ذم الهوى الذي يُبعد الإنسان عن رحمة ربه..في دروب الضلالة.."إن المؤمن الورع يعبد الله رجاءا في ثوابه ولا يعصيه خوفا من عذابه.. أما المؤمن التقي المتبتل إلى ربه راجيا أن يكون من عباده المقربين فيعبد الله حبا ولا يعصيه حياءا..".
    وفي قصيدة لإيقاظ البصائر التي غشيتها حُجُبُ الحياة قال قائل مؤنسا كل وحيد فريد بعيد عن حمى الرحمان.. تائه في متاهات الزمان..
    هي الأيام دائرة....................... فلا تحزن ولا تأسىَ.
    وكن في الله ذا ثقة....................... .فإن الله لا ينسىَ.
    رياح البحر عاتية.................. وعينك لا ترى المرسَى.
    وحيد أنت في خطرِ...................... ولست تفارق اليأسَ.
    لك الرحمان كن أمِلا........................ به والله لا ينسىَ.
    لِما الدنيا مُخاتلةٌ.......................... لمن أضحى ومن أمسى.
    تُزينُ وجهها كذِبا...................... وتنصِبُ شِركها عُرسا.
    إ ذا مالت فكُن يقِظا..................... فإن الله لا ينسى.
    حياتك تنقضي عبثا................... .وقلبك آهِ..كم يقسى.
    إلاهكَ لست تذكرهُ.................. .سوى في الهم مُبتئسا.
    لئِن تنسى اللقاءَ غدا................ فإن الله لا ينسى.


    حين يستيقظ العقل الواعي..ويفقه القلب التقي.. وتتفتح البصيرة الرشيدة.. يتضح الصراط المستقيم لكل عبد أواب تواب سليم.. أراد أن يصدق في عودته إلى مولاه الرحيم عازما على الاحتراز من فتن الدنيا وغوايات الهوى ومكر عدوه الرجيم.. لأن البصيرة متيقظة لتحرس الانسان من مكر الذنوب بعون الله وهدايته.. فاز من طلب العون من الله وراقب نفسه وجاهدها وحاسبها واطمئن بعدها لهدوء الروح.
    ويا لبؤس الانسان التائه بعيدا في دروب الحياة التي ظللتها الغشاوة... ويالنعمة المؤمن المتيقن المنبسط في ظل رحمة ربه.. مطمئنا وإن كان في عين العاصفة والبلايا والمصائب والآلام..
    ورحم الله من قال "إلاهي ما الذي وجد من فقدك.. وما الذي فقد من وجدك".. أي نعمة في البعد عن الله .. وأي بلاء في السكون إلى فردوس الرضاء بما قدر الله.
    ومما رُوي عن الإمام علي كرم الله وجهه.. أنه قال "من أراد الغنى فكفى باليقين في ما عند الله غنىً".. هو يقين وقناعة بما قسم الله.. لأنه من أراد كنزا كما قيل.. فالقناعة تكفيه.. ومن أراد أنيسا فالقرآن يكفيه.. ومن أراد شفاعة فالرسول صلى الله عليه وسلم يكفيه.. ومن أراد واعظا فالموت يكفيه.. ومن أراد الخير كله والنجاة إلى النعيم المقيم فالله يكفيه.. وكفى به وليا هو نعم المولى ونعم النصير..
    اللهم إصرف عنا الغواية والسوء كما صرفته عن نبيك يوسف حين هم به الإغراء..
    واسمع ندائي ودعائي الخفي يا خفي اللطف.. بما سمعت به نداء عبدك زكريا إذ ناداك نداءا خفيا.. يا من لا تخفى عليه الأشياء.. ولا تحد رحمته الأرض والسماء.. ارحم عبدك المسكين الذي.. ظنه فيك الرجاء.. و وسيلته إلى رأفتك البكاء.. يا من ذكره دواء وطاعته شفاء.





    منقول للأمانه
    واتمنى تستفيدون من هالموضوع

    ..
    .

    .


    يا امرأة .. تتسلى من خلف ستار
    أني لا أؤمن في حبٍ لا يحمل نزق الثوار !!


    .

  • #2
    جزاك الله خير


    تعليق


    • #3
      الله يجزانا ويجزاك خير


      تسلم على هالمرور يالغالي

      .


      يا امرأة .. تتسلى من خلف ستار
      أني لا أؤمن في حبٍ لا يحمل نزق الثوار !!


      .

      تعليق


      • #4
        ضــأأري

        جزــأأك ـألله كلـ خير

        وبميزــأن حسنــأتك ـأن شــأألله

        مــأأ ــأتقصر ــأخوي

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير ضاري

          في ميزان اعمالك ان شاء الله


          تعليق


          • #6
            صـآآري ,, آلف شكر لك علي الموضوع ,, بيض آلله وجهك ,, جزيت الفردوس الاعلي

            تقبــل مـرووري

            تعليق


            • #7

              تعليق


              • #8
                هلا وغلا فيكم

                وتسلمون على هالمرور العطر

                .


                يا امرأة .. تتسلى من خلف ستار
                أني لا أؤمن في حبٍ لا يحمل نزق الثوار !!


                .

                تعليق


                • #9
                  [align=center][/align]

                  تعليق


                  • #10
                    كلي فداه


                    تسلمين على هالمرور

                    .


                    يا امرأة .. تتسلى من خلف ستار
                    أني لا أؤمن في حبٍ لا يحمل نزق الثوار !!


                    .

                    تعليق


                    • #11
                      جزاك الله خير
                      الله يعطـــــيكــ العافيــــــــــة

                      LoVeLy GiRl >>بــقــايــاروح سابقاً

                      تعليق


                      • #12
                        هلا ومرحبا فيك


                        وتسلم على هالمرور

                        .


                        يا امرأة .. تتسلى من خلف ستار
                        أني لا أؤمن في حبٍ لا يحمل نزق الثوار !!


                        .

                        تعليق

                        يعمل...
                        X