السلام عليكم
صباح - مساء الخير
شلونكم شخباركم
مما قرات وراق لي
احتواء تجاوز الزمنصباح - مساء الخير
شلونكم شخباركم
مما قرات وراق لي
أحياناً كثيرة تدفعك الظروف للبحث عن مسارب أخرى للحياة.. البحث في صفحات تفتح من جديد بسطور نقية... وتقفل بذاكرة غائبة.. ولديها القدرة على استدراج ملامح النسيان للسطر الأول.
تبحث عن لحظة حميمية ومبهجة من لحظات الزمن الغادر لتحميك، فتنكشف كل الوجوه أمامك.. تستحضر من خلالها فعاليات انصهرت منذ زمن بعيد في بوتقة الكلمات التي تدثرت بمعناها.
لحظة ما يُسمى بالاحتواء والتقارب الإنساني، الذي سمحنا له أن يغيب، وافتقدنا حضوره بعد أن سُدت أبواب خزائننا، ونسينا أن نفتحها.
هل نملك هذه اللحظة؟
أم تملكنا؟
هل بإمكاننا استمالة الآخرين بكثير من مفردات الإنسانية، وبالضرب على وتر دواخلهم كبشر بإمكانهم أن يستمتعوا بأنهار الحياة من خلال فتح هذه المفردات؟
هل نمتلك مشاعرنا، ونتحمل ضغطها المتواصل للخروج، وهي من اعتادت على الانغلاق؟
هل يُسرِّب هذا الضغط الدم داخل أوردتنا ليحوله حنيناً إلى الآخر ولحظة فارقة تجمعنا به؟
اعتادت اللحظات الحميمية ألا تخل بمواعيدها...
واعتادت لحظات الحياة الحقيقية أن تكون حاضرة وشاهدة على حضورها...
واعتادت أن تغذي المكان بتجاوزها الزمن نفسه...
وأن تهطل على الرؤوس المنّ والسلوى..
هي ليست استثناء.
أو خارجة عن المألوف.
أو كاسرة لحاجز الحقيقة
لكنها لحظة تكرّس مبدأ الاحتواء
وتصل بنا إلى مدرج الفرح والإحساس الذي أُغلق.. ودججت طرقاته بالصمت ونسينا أنه لا يزال موجوداً.
لحظة لن يصفها أحدهم بأنها لحظة فوضوية، أو لحظة اللامعنى... وأن أفراحها لا تتجاوز حدود الهشاشة.
هذه الهشاشة وإن بدت متهالكة كما يراها البعض.. إلا أنها تستمد قوتها من داخل النصوص المفرودة... ومن الصفحات المفتوحة.
وتماسكها يأتي من معرفتها لخرائط ذلك الميراث القديم الذي ظللنا عاجزين لأزمنة عن معرفة طريقة توزيعه.
لكنها عندما تحل بشغفها للحياة... وانطلاقها... وتحريضها للأيام على البوح بما لديها، تستطيع أن توزع ذلك الميراث المغيّب.. وتستطيع أن تفتح حقائبها دون إلحاح لتهطل بما لديها من جماليات بامتياز.
ما الذي يمنع أن نتفاعل مع هذه اللحظة؟
ما الذي يمنعنا من الاستمتاع بهذا الاحتواء الذي حلّ ليورق داخل أوردتنا؟
ما الذي يمنعنا من تجديد الدورة الدموية وتجاوز كل تلك المواقف التي سكنت داخلها؟
لماذا نظل أحاديين مع أنفسنا ولا نمنحها أغلب الخيارات؟
لماذا نحرمها من استحقاق الاحتفاء؟
لماذا نضعها دائماً على بوابة النسيان الأبدي؟
وهل من العدل أن يكون مرفأ الأمان أمامك.. يكرّس بملامحه الاطمئنان وأنت تبتعد عنه كلما أمعن في تقديم ملفات الاطمئنان؟
هل تعرف ما الذي يمنع؟
هل تعرف؟؟؟؟؟؟
اتمنى يعجبكم
لكم مني الاحترام
دمتم كما تحبون ومع من تحبون
تعليق