السلام عليكم
صباح - مساء الخير
شلونكم شخباركم
مما قرات وراق لي
فصول من «حكي» المدينة
لم يطرأ ، وهذه عبارة شبه رسميّة ، أي تغيير على مدننا الكبيرة منذ أن وعينا أنها مدن أو على وشك حين نتحسّس أطرافها .
لذا هربنا إلى الصحراء .
تمعنوا، أنتم المعنيين بالحياة بعرضها وطولها وهي منحة مجانيّة في أغلب حالتها متى ما استسلمنا للقدر، تمعنوا في مشهد الحياة في المدن !
تلك التي لم تُعطِ لنا غير وجعها ، ولم تحاول يوماً واحداً أن تقول لنا صباح الخير أيها النّاس
صباح الخير أنا معكم في الطرقات وعلى الأرصفة وأماكن بيع الجملة وكريمات التجميل وكتب تخفيف الوزن وتعلّم إدارة الذات !
صباح الخير ، اذهبوا إلى عملكم وأنا سأذهب إلى عملي لترتيب الـ «ثمان» ساعات بحيث تخرجون وأنتم بصحة وعافية مُنهين واجباتكم الوظيفيّة لتأخذوا أبناءكم إلى المكان الذي أعددته من أجل الوعي والعدل والخير والحق والجمال ..
هذه «الأشياء» التي تعرفون أنها قيَم إنسانية وحقوق للبشر جميعاً مهما اختلفت معتقداتكم وطوائفكم.
اعذروا تقصيري إن وجدتم ورقة مناديل في طرف الشارع فربما لا أنتبه لها أو تكون عالقة في غصن شجرة وسقطت حين ذهبت.
هذا كلام المدينة بالطبع!
في المساء سأعدّ لكم أماكنكم ليتعلّم الأطفال محبتي .
المدينة تكحي .
وستذهبون إلى أن يطير منكم حمام السلام والهدوء لأعيده إلى أعشاشه بهدوء الأجنحة ورفيف الطمأنينة .
اللصوص ؟
كل اللصوص ؟
ذهبوا للجحيم بعد أن نقشنا على أكتاف المدينة وشوم صدقنا ومهمّاتنا .
ربما يأتي من آخر الأمكنة رجل لم يرد الماء دمه ويحاول أن يقتفي أثر جشعه فاعذروني إن لم أنتبه وحقّكم عليّ إن مسّكم سوء أن أضع معطف الاعتذار على عائلاتكم الصغيرة ، كل هذا من أجل أن ينموا فيهم قمح المحبّة ولأن هذه مسئوليتي بما في من أخطاء .
المدينة لا تزال تحكي .
حين أنام سيوقظني بردكم ودفء أمنياتكم .
المدن التي لم تُعطِنا غير الوجع في كل مشاويرنا اليوميّة ، وحتى عندما نلفظها تطاردنا بنفاياتها وناسها المتوحشين .
أبصروا الشوارع فيها، المدن التي توقفت عن الحكي، كيف استحالت إلى مكبات للتهوّر والإهمال ومشاريع الجشع .
كيف غابت عنها الحياة بمفهومها البشريّ .
كيف تنظر إلينا ، وكيف تأكل من لحمنا الذي أحبّته .
كيف لا يد لها لتخرجها بيضاء من جيبها ، كيف لا جيب لها أصلاً ، متى ما بحثنا عن يوميّات الهامش والبسيط .
المُدن الطارئة وكأننا مؤقتون وهي كذلك ، وساعدت من أراد أن يغلّفنا بالبلاستيك والإسمنت والحديد لكي لا نشمّ هواء حياتنا.
كنّا نحكي عن أمانات المدن ومشاريعها ونشدّ على أيديها ، أي الأمانات، لعلّنا نستيقظ على مهل لا مثل العادة ، نحكي عن بلاط رصيف أو شجرة ، أي الدرجة التي نقنع بها بما تيسّر حتى لو اخترقنا قوانين الطبيعة وزرعنا نباتاً مهجنا للغبار والشمس .
عن مخططات المدن التي تغيب عنها الرؤية والرؤى وكأننا أبناء عمومة العدم من الرضاع .
مدنٌ تُكثّف القلق وتعيده متراكماً .
هربنا إلى الصحراء، ووجدنا أسلاكا شائكة تحيط حتى الأعشاب .
هربنا إلى بيوتنا ووجدنا أننا نحيطها بالحديد من أجل ألا تُخطف أبصارنا ، وهربنا إلى أنفسنا ووجدناها ملوّثة بعد كل هذا العمر بزحام من الكلام المميت .
صباح - مساء الخير
شلونكم شخباركم
مما قرات وراق لي
فصول من «حكي» المدينة
لم يطرأ ، وهذه عبارة شبه رسميّة ، أي تغيير على مدننا الكبيرة منذ أن وعينا أنها مدن أو على وشك حين نتحسّس أطرافها .
لذا هربنا إلى الصحراء .
تمعنوا، أنتم المعنيين بالحياة بعرضها وطولها وهي منحة مجانيّة في أغلب حالتها متى ما استسلمنا للقدر، تمعنوا في مشهد الحياة في المدن !
تلك التي لم تُعطِ لنا غير وجعها ، ولم تحاول يوماً واحداً أن تقول لنا صباح الخير أيها النّاس
صباح الخير أنا معكم في الطرقات وعلى الأرصفة وأماكن بيع الجملة وكريمات التجميل وكتب تخفيف الوزن وتعلّم إدارة الذات !
صباح الخير ، اذهبوا إلى عملكم وأنا سأذهب إلى عملي لترتيب الـ «ثمان» ساعات بحيث تخرجون وأنتم بصحة وعافية مُنهين واجباتكم الوظيفيّة لتأخذوا أبناءكم إلى المكان الذي أعددته من أجل الوعي والعدل والخير والحق والجمال ..
هذه «الأشياء» التي تعرفون أنها قيَم إنسانية وحقوق للبشر جميعاً مهما اختلفت معتقداتكم وطوائفكم.
اعذروا تقصيري إن وجدتم ورقة مناديل في طرف الشارع فربما لا أنتبه لها أو تكون عالقة في غصن شجرة وسقطت حين ذهبت.
هذا كلام المدينة بالطبع!
في المساء سأعدّ لكم أماكنكم ليتعلّم الأطفال محبتي .
المدينة تكحي .
وستذهبون إلى أن يطير منكم حمام السلام والهدوء لأعيده إلى أعشاشه بهدوء الأجنحة ورفيف الطمأنينة .
اللصوص ؟
كل اللصوص ؟
ذهبوا للجحيم بعد أن نقشنا على أكتاف المدينة وشوم صدقنا ومهمّاتنا .
ربما يأتي من آخر الأمكنة رجل لم يرد الماء دمه ويحاول أن يقتفي أثر جشعه فاعذروني إن لم أنتبه وحقّكم عليّ إن مسّكم سوء أن أضع معطف الاعتذار على عائلاتكم الصغيرة ، كل هذا من أجل أن ينموا فيهم قمح المحبّة ولأن هذه مسئوليتي بما في من أخطاء .
المدينة لا تزال تحكي .
حين أنام سيوقظني بردكم ودفء أمنياتكم .
المدن التي لم تُعطِنا غير الوجع في كل مشاويرنا اليوميّة ، وحتى عندما نلفظها تطاردنا بنفاياتها وناسها المتوحشين .
أبصروا الشوارع فيها، المدن التي توقفت عن الحكي، كيف استحالت إلى مكبات للتهوّر والإهمال ومشاريع الجشع .
كيف غابت عنها الحياة بمفهومها البشريّ .
كيف تنظر إلينا ، وكيف تأكل من لحمنا الذي أحبّته .
كيف لا يد لها لتخرجها بيضاء من جيبها ، كيف لا جيب لها أصلاً ، متى ما بحثنا عن يوميّات الهامش والبسيط .
المُدن الطارئة وكأننا مؤقتون وهي كذلك ، وساعدت من أراد أن يغلّفنا بالبلاستيك والإسمنت والحديد لكي لا نشمّ هواء حياتنا.
كنّا نحكي عن أمانات المدن ومشاريعها ونشدّ على أيديها ، أي الأمانات، لعلّنا نستيقظ على مهل لا مثل العادة ، نحكي عن بلاط رصيف أو شجرة ، أي الدرجة التي نقنع بها بما تيسّر حتى لو اخترقنا قوانين الطبيعة وزرعنا نباتاً مهجنا للغبار والشمس .
عن مخططات المدن التي تغيب عنها الرؤية والرؤى وكأننا أبناء عمومة العدم من الرضاع .
مدنٌ تُكثّف القلق وتعيده متراكماً .
هربنا إلى الصحراء، ووجدنا أسلاكا شائكة تحيط حتى الأعشاب .
هربنا إلى بيوتنا ووجدنا أننا نحيطها بالحديد من أجل ألا تُخطف أبصارنا ، وهربنا إلى أنفسنا ووجدناها ملوّثة بعد كل هذا العمر بزحام من الكلام المميت .
أي مدينة تريدون ، أي مدينة تريدون أن تمدّ فمها لكم لتحكي عنها أو عنكم أو عن أي شيء ؟
المدن التي تأخذ منك؟
هذه متوفّرة بكل المقاسات ( ولادي ـ بناتي ـ رجالي ونسائي ) وكل الألوان أيضاً ويوجد معها أشياء بالمجان فوق البيعة !
أم المدن التي تعطيك ؟
وهذه لم نعد نستطيع أن ننتظر أكثر مما انتظرنا في انتظارها؟
حيث لا نهر لنا سوى الملح ، ولا ماء لنا سوى الظمأ ولا حتى مناقير للموسيقى .
عبثت بنا وألبستنا قماشاً واحداً لنتفاخر به في الأعياد والأيام الاعتياديّة ونهايات الأسبوع حين نريد أن نلطّف رؤوس أبنائنا بعربات تجرها خيول عربية أصيلة !
أو دبابات فوق ما تبقى من غبار .
وسائل السلامة ؟
أين في الدبابات أو في الخيول الأصيلة ؟
تقول المدينة التي تحكي (ياحليلك حليلاه ........ فاضي) !
اتمنى يعجبكم
لكم مني الاحترام
دمتم كما تحبون
المدن التي تأخذ منك؟
هذه متوفّرة بكل المقاسات ( ولادي ـ بناتي ـ رجالي ونسائي ) وكل الألوان أيضاً ويوجد معها أشياء بالمجان فوق البيعة !
أم المدن التي تعطيك ؟
وهذه لم نعد نستطيع أن ننتظر أكثر مما انتظرنا في انتظارها؟
حيث لا نهر لنا سوى الملح ، ولا ماء لنا سوى الظمأ ولا حتى مناقير للموسيقى .
عبثت بنا وألبستنا قماشاً واحداً لنتفاخر به في الأعياد والأيام الاعتياديّة ونهايات الأسبوع حين نريد أن نلطّف رؤوس أبنائنا بعربات تجرها خيول عربية أصيلة !
أو دبابات فوق ما تبقى من غبار .
وسائل السلامة ؟
أين في الدبابات أو في الخيول الأصيلة ؟
تقول المدينة التي تحكي (ياحليلك حليلاه ........ فاضي) !
اتمنى يعجبكم
لكم مني الاحترام
دمتم كما تحبون
تعليق