إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه //

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه //

    اسمه وكنيته رضي الله عنه


    لم يزل اسمه في الجاهلية و الإسلام عمر و كناه رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا حفص و كان ذلك يوم بدر، و ذكره ابن إسحاق وسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم الفاروق. عن ابن عباس قال: "سألت عمر لأي شيء سميت الفاروق؟ فقال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت: و الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة هي أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقلت: أين رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قالت أختي: هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا، فأتيت الدار و حمزة و أصحابه جلوس في الدار و رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا عمر بن الخطاب. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نتره نتره فما تمالك إلا أن وقع على ركبتيه: فقال: "ما أنت بمنته يا عمر؟" قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنك محمدا عبده ورسوله، قال: فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، قال: فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا و إن حيينا؟ قال: "بلى و الذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم و إن حييتم"، قلت: ففيما الاختفاء؟ و الذي بعثت بالحق لنخرجن، فأخرجنا صلى الله عليه و سلم في صفين حمزة في احدهما و أنا في الآخر و لي كديد ككديد الطين حتى دخلنا المسجد، قال فنظرت إلي قريش و إلى حمزة فأصابتهم كآبه لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ الفاروق، فرق الله بي بين الحق و الباطل" أخرجه صاحب الصفوة و الرازي. و عن النزال بن سبرة قال: "وافقنا من علي يوما أطيب نفسا و مزاجا فقلنا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن عمر بن الخطاب قال: ذاك امرؤ سماه الله الفاروق فرق به بين الحق و الباطل"، أخرجه بن السمان في الموافقة.


    نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

    أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وقالت طائفة: بنت هشام بن المغيرة، و من قال ذلك فقد أخطأ، و لو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام و الحارث بن هشام، و ليس كذلك، وإنما هي بنت هاشم و هاشم و هشام أخوان، و هاشم جد عمر أبو أمه، و هشام أبو الحارث و أبي جهل ابني هشام بن المغيرة، و كان له من الولد ثلاثة عشر و أسلموا كلهم.


    إسلامــه رضي الله عنه


    ذكر بدء إسلامه: قال ابن إسحاق: كان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحبشة، و عن عمر بن الخطاب قال: " خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن قال فقلت: هذا و الله شاعر كما قالت قريش، قال فقرأ "إنه لقول رسول كريم و ما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون"، قال: قلت: كاهن قال: "و لا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين* و لو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين"، قال فوقع الإسلام في قلبي كل موقع. أخرجه أحمد.


    استبشار أهل السماء بإسلامه



    عن ابن عباس قال: "لما أسلم عمر أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه و سلم فقال: "يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر". أخرجه أبو حاتم والد أرقطني و الخلعي و البغوي. وفي طريق غريب بعد قوله "بإسلام عمر"، قلت: وكيف لا يكون ذلك كذلك و لم تصعد إلى السماء للمسلمين صلاة ظاهرة و لا نسك و لا معروف إلا بعد إسلامه حيث قال: "و الله لا يعبد الله سرا بعد اليوم
    ".


    هجرته رضي الله عنه


    عن ابن عباس قال: قال علي: ما علمت أن أحد من المهاجرين هاجر إلا متخفيا إلا عمر بن الخطاب فإنه لما هاجر تقلد سيفه، و تنكب قوسه، و امتضى في يده أسهما و اختصر عنزته و مضى قبل الكعبة و الملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعا متمكنا ثم أتى المقام فصلى متمكنا ثم وقف على الحلق واحدة واحدة فقال لهم: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده، أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فإني مهاجر، قال علي: فما اتبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم ما أرشدهم ثم مضى لوجهه.أخرجه ابن السمان.


    عزة الإسلام به رضي الله عنه


    عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا لعمر بن الخطاب و أبي جهل ابن هشام، فأصبح و كانت الدعوة يوم الأربعاء و أسلم عمر يوم الخميس، فكبر النبي صلى الله عليه و سلم و أهل البيت تكبيرة سمعت من أعلى مكة، فقال عمر يا رسول الله على ما نخفي ديننا و نحن على الحق و هم على الباطل، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: " إنا قليل" فقال عمر: و الذي بعثك بالحق نبيا لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان، ثم خرج فطاف بالبيت ثم مر بقريش و هم ينظرونه فقال أبو جهل بن هشام: زعم فلان أنك صبوت، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله، فوثب المشركون فوثب عمر على عتبة بن ربيعة فبرك عليه و جعل يضربه و أدخل إصبعيه في عينيه، فجعل عتبة يصيح فتنحى الناس عنه، فقام عمر فجعل لا يدنو منه أحد إلا أخذ شريف من دنا منه حتى أحجم الناس عنه، و اتبع المجالس التي كان يجلس فيها فأظهر الأيمان ثم انصرف إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو ظاهر عليهم فقال: ما يحبسك، بأبي أنت و أمي فوالله ما بقي مجلس كنت أجلس فيه بالكفر إلا ظهرت فيه بالإيمان، غير هائب و لا خائف، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و عمر أمامه و حمزة بن عبد المطلب حتى طاف بالبيت و صلى الظهر معلنا، ثم انصرف النبي صلى الله عليه و سلم إلى دار الأرقم و من معه. أخرجه أبو القاسم الدمشقي.


    أخوته للنبي صلى الله عليه وسلم


    عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "بينما أنا جالس في مسجدي أتحدث مع جبريل إذ دخل عمر بن الخطاب فقال جبريل: أليس هذا أخوك عمر ابن الخطاب فقلت بلى يا أخي".


    محبة عمر تجلب الإيمان وتعمره


    عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من أحب عمر، عمر قلبه بالإيمان".


    مصاهرته النبي صلى الله عليه وسلم


    مصاهرته صلى الله عليه و سلم موجبة لدخول الجنة مانعة من دخول النار. و عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "كل نسب و صهر منقطع إلا نسبي و صهري". أخرجه تمام.



    ما أعد الله له من كرامة لعز الإسلام به


    عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ينادي مناد يوم القيامة: أين الفاروق فيؤتى به فيقول الله: مرحبا بك يا أبا حفص، هذا كتابك إن شئت فاقرأه و إن شئت فلا، فقد غفرت لك، ويقول الإسلام: يا رب هذا عمر أعزني في دار الدنيا فأعزه في عرصات القيامة، فعند ذلك يحمل على ناقة من نور ثم يكسى حلتين لو نشرت إحداهما لغطت الخلائق، ثم يسير في يديه سبعون ألف لواء، ثم ينادي مناد يا أهل الموقف هذا عمر فاعرفوه".


    تعبده وصلاته رضي الله عنه


    عن سعيد بن المسيب قال: "كان عمر يحب الصلاة في كبد الليل"- يعني و سط الليل – أخرجه في الصفوة. و عن عبدالله بن ربيعة قال: "صليت خلف عمر الفجر فقرأ سورة الحج و سورة يوسف قراءة بطيئة" أخرجه أبو معاوية. و عن عمرو بن ميمون قال: "كان عمر ربما قرأ بسورة يوسف و السجدة و نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس" أخرجه البخاري

    .


    علمه وفهمه رضي الله عنه


    عن خلد الأسدي قال: "صحبت عمر فما رأيت أفقه في دين الله و لا أعلم بكتاب الله و لا أحسن مدارسة منه"، و عنه قال: "إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهبت يوم ذهب عمر".


    رؤياه في الأذان واخذ الرسول به


    عن عبد الله بن زيد قال: "لما أجمع رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يضرب بالناقوس و هو كاره موافقة النصارى طاف بي في الليل و أنا نائم رجل و عليه ثوبان أخضران و في يده ناقوس يحمله، قال: فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: و ما تصنع به؟ قال: قلت: أدعو به إلى الصلاة، قال: أولا أدلك على خير من ذلك؟ فقلت: بلى، قال: تقول: الله أكبر الله أكبر و سرد الأذان إلى آخره، ولم يرجع التشهد فيه، قال: ثم تقول: إذا قمت إلى الصلاة الله أكبر الله أكبر و سرد الإقامة إلى آخرها، قال: فلما أصبحت أتيت النبي صلى الله عليه و سلم، فأخبره بما رأيت فقال: صلى الله عليه و سلم: "إن هذه الرؤيا حق إن شاء الله تعالى، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فإنه أندى صوتا منك". فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه فسمع ذلك عمر و هو في بيته، فخرج يجر رداءه و يقول: و الذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأيت، قال صلى الله عليه و سلم: "فلله الحمد".أخرجه أحمد و أبو داود و الترمذي، و قال حسن صحيح، و أخرجه ابن اسحاق.



    غضب الله لغضب عمر


    عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أتاني جبريل اقرأ عمر من ربه السلام و أعلمه أن رضاه حكم و غضبه عسر". أخرجه الحافظ أبو سعيد النقاش و الملاء و أخرج المخلص معناه

    .



    معيته بالرسول بالجنة


    عن زيد ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعمر بن الخطاب: "أنت معي في الجنة ثالث ثلاثة"أخرجه المخلص.



    شهادة الرسول بأنه من أهل الجنــة


    عن ابن مسعود قال: قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم: "عمر بن الخطاب من أهل الجنة". أخرجه أبو حاتم، و عن علي مثله، أخرجه ابن السمان.


    تواضعه

    عن طارق بن شهاب قال: " قدم عمر بن الخطاب الشام فلقيه الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وهو آخذ برأس راحلته يخوض الماء قد خلع خفيه وجعلهما تحت إبطه ، قالوا له : " يا أمير المؤمنين ! الآن تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذه الحـال .قال عمر :" إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نلتمس العزة من غيره". وعن زيد بن ثابت قال: " رأيت على عمر مرقعة فيها سبعة عشرة رقعة فانصرفت إلى بيتي باكيا ثم عدت في طريقي فإذا عمر وعلى عاتقه قربة ماء وهو يتخلل الناس ، فقلت : يا أمير المؤمنين! فقال لي : لا تتكلم وأقول لك ، فسرت معه حتى صبها في بيت عجوز وعدنا إلى منزله فقلت له في ذلك فقال: إنه حضرني بعد مضيك رسول الروم ورسول الفرس فقالوا : لله درك يا عمر ! قد اجتمع الناس على علمك وفضلك وعدلك، فلما خرجوا من عندي تداخلني ما يتداخل البشر فقمت ففعلت بنفسي ما فعلت". وروي أنه قال على المنبر : " يا معاشر المسلمين ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا كذا " وميل رأسه- فقام رجل فسل سيفه وقال: أجل! كنا نقول بالسيف كذا- وأشار إلى قطعه- فقال:" إياي تعني بقولك" قال :" نعم أياك اعني بقولي" فنهره عمر ثلاثا – أي رد عليه بمثل ما قاله عمر ثلاثا- وهو ينهر عمر ، فقال رضي الله عنه :" رحمك الله ! الحمد لله الذي جعل في رعيتي من إذا تعوجت قومني" خرجه الملاء في سيرته. وروي: " أن عمر جاءه برد من اليمن وكان من جيد ما حمل إليه فلم يدر لمن يعطيه من الصحابة ، إن أعطاه واحدا غضب الآخر ورأى أن قد فضله عليه ، فقال عند ذلك : دلوني على فتى من قريش نشأ نشأة حسنة ، فسموا له المسور بن مخرمة ، فدفع الرداء إليه ، فنظر إليه سعد فقال له : ما هذا الرداء؟ فقال : كسانيه أمير المؤمنين فجاء معه إلى عمر فقال له : تكسوني هذا الرداء وتكسو ابن أخي مسور أفضل منه ؟ فقال له: يا أبا إسحاق إني كرهت أن أعطيه رجلا كبيراً فتغضب أصحابه فأعطيته من نشأ نشأة حسنة ، لا تتوهم أني أفضله عليكم ، فقال سعد : فإني قد حلفت لضربن بالرداء الذي أعطيتني رأسك ، فخضع عمر له رأسه ، وقال له :" يا أبا إسحاق وليرفق الشيخ بالشيخ".



    قوة إيمانه وثباته عليه حيا وميتا

    عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "إذا وضع الرجل في قبره أتاه منكر و نكير، و هما ملكان فضان غليظان أسودان أزرقان ألوانهما كالليل الدامس أصواتهما كالرعد القاصف عيونهما كالشهب الثواقب أسنانهما كالرماح يسحبان بشعورهما على الأرض بيد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع الثقلان الجن و الإنس لم يقدروا على حملها يسألان الرجل عن ربه و عن نبيه و عن دينه". فقال عمر بن الخطاب: أيأتيانني و أنا ثابت كما أنا؟ قال نعم!! قال: فسأكفيكهما يا رسول الله، فقال صلى الله عليه و سلم: "و الذي بعثني بالحق نبيا لقد أخبرني جبريل أنهما يأتيانك فتقول أنت: و الله ربي فمن ربكما؟و محمد نبيي فمن نبيكما؟ و الإسلام ديني فما دينكما؟ فيقولان: واعجباه!! ما ندري نحن أرسلنا إليك. أم أنت أرسلت إلينا؟". أخرجه عبد الواحد بن محمد بن علي المقدسي في كتابه التبصير.



    شهادة علي كرم الله وجهه في حقه

    عن الشعبي أن عليا قال لأهل نجران: "إن عمر كان رشيد الأمر، و لن أغير شيئا صنعه". و عنه أن عليا لما دخل الكوفة قال: "ما كنت لأحل عقدة شدها عمر". و عن الحسن بن علي قال: "لا أعلم عليا خالف عمر و لا غير شيئا مما صنع حين قدم الكوفة". و عن زيد " أن عليا كان يشبه بعمر في السيرة". و عن أبي إسحاق – عمن حدثه: "أنه كان جليسا لعلي، فاستبكى بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرت خليلي عمر و هذا البرد علي كسانيه". و عن أبي السفر قال: رئي علي على برد كان يلبسه فقيل له: إنك تكثر من لبس هذا البرد؟ فقال له: كسانيه خليلي و صفي عمر بن الخطاب". أخرجهن ابن السمان، و أخرج الأخير أبو القاسم الحريري و زاد أن عمر ناصح الله فنصحه الله ثم بكى. و عن علي أنه كان يقول: "لا يبلغني أن أحدا فضلني على عمر إلا ضربته حد المفتري".أخرجه سعدان بن نصر.



    حسن نظره وإصابة رأيه

    عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال: حدثني أبي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله صلى الله عليه و سلم في نحر بعض ظهورهم، فهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأذن لهم فقال عمر بن الخطاب: أرأيت يا رسول الله إذا نحرنا ظهرنا ثم لقينا عدونا غدا و نحن جياع رجال؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "فما ترى يا عمر". قال: أرى أن تدعو الناس ببقايا أزو ادهم ثم تدعو فيها بالبركة، فإن الله عز وجل سيطعمنا بدعوتك إن شاء الله تعالى. قال: فجاءوا بما كان عندهم قال: من الناس من جاء بالحفنة من الطعام أو الحثية، ومنهم من جاء بمثل البيضة قال: فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضع على ذلك الثوب، ثم دعا فيه بالبركة ثم تكلم بملء شاء الله عز وجل، ثم نادى في الجيش ثم أمرهم فأكلوا و أطعموا و ملؤوا بنيتهم و مزاودهم ثم دعا بركوة فوضعت بين يديه ثم دعا بشيء من ماء فصب فيها ثم مج فيها و تكلم بما شاء الله أن يتكلم به و أدخل كفيه فيها، فأقسم بالله رأيت أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم تتفجر بينابيع الماء ثم أمر الناس فشربوا و ملؤوا قربهم و أدواتهم قال: ثم ضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قال: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، لا يلقى بها أحد حتى دخل الجنة".متفق على صحته.


    أدبه مع رسول الله


    عن ابن عمر: "أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر على بكر صعب لعمر، و كان يتقدم النبي صلى الله عليه و سلم فيقول أبوه: يا عبد الله لا يتقدم النبي صلى الله عليه و سلم أحد". أخرجه البخاري


    محبته رسول الله


    عن عبد الله بن هشام قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم و هو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "و الذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال له عمر: فإنه الآن، و الله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "الآن يا عمر".


    مدة عمره وولايته


    rقال ابن إسحاق : كانت ولايته عشر سنين وستة اشهر وخمس ليال وكان يحج الناس كل عام غير سنتين متواليتين .
    واختلف في سنه يوم استشهد رضي الله عنه : فقيل ثلاث وستون كسن النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر رضي الله عنه ، وروي ذلك معاوية والشعبي . وقيل : خمسة وخمسون ، وروي ذلك عن سالم بن عبدالله بن عمر ، وقال الزهري أربع وخمسون ، ذكر ذلك أبو عمر والحافظ والسلفي وغيرهما.


    سؤاله الله عز وجل الشهادة


    عن سعيد بن المسيب: "أن عمر لما نفر من منى أناخ بالأبطح ثم كوم كومة بالبطحاء فألقى عليها طرف رداءه ثم استلقى و رفع يديه إلى السماء، ثم قال: "اللهم كبرت سني و ضعفت قوتي و انتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع و لا مفرط" فما انقضت ذو الحجة حتى طعن".أخرجه بن الضحاك و الفضائلي. و عن حفص و أسلم مولاه قال: "قال عمر: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك و اجعل موتي في بلد رسولك" وفي رواية عن حفصة قالت: أنى يكون هذا؟ فقال: يأتيني به الله إذا أشاء". أخرجه البخاري و أبو زرعة.



    استشهاده في الصلاة


    عن عمر بن ميمون قال: "إني لقائم ما بيني و بين عمر إلا عبدالله بن عباس غداة أصيب، و كان إذا مر بين الصفين قال: استووا حتى إذا لم ير فيهم خلل تقدم فكبر قال: و ربما قرأ بسورة يوسف و النحل و نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس، قال: فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجل مات منهم تسعة، وفي رواية سبعة، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم تسعة، وفي رواية سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه ثوبا فلما ظن العلج إنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه، فأما من كان يلي عمر فقد رأى الذي رأيت. وأما من في نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر!! غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله !سبحان الله!! فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال: ياابن عباس انظر من قتلني؟ فجال ساعة فقال غلام المغيرة بن شعبة، قال: الصنع؟ قال نعم! قال: قاتله الله ، لقد أمرت به معروفا ثم قال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام، فقد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة، وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال: إن شئت فعلت قال: بعدما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم ,فحمل إلى بيته فانطلقنا مع . وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ, فقائل يقول: لا بأس وقائل يقول: أخاف عليه. فاتى بنبيذ فشربه فخرج من جوفه، ثم أتى بلبن فشربه فخرج من جوفه، فعرفوا إنه ميت فدخلنا عليه فجاء الناس يثنون عليه, وجاء رجل شاب فقال: ابشر ياأمير المؤمنين ببشرى الله عز وجل لك من صحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم في الإسلام ما قد علمت, ثم وليت فعدلت, ثم شهادة، قال: وددت أن ذلك كان كفافا لا علي ولالي، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض فقال: ردوا علي الغلام, قال ياابن أخي ارفع يديك فإنه انقى لثوبك, وأتقى لربك. يا عبدالله بن عمر, انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحو ذلك, قال: إن وفى به مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل في بني عدي بن كعب, فإن لم تف أموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم, قال له: انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل: يقرأعليك عمر السلام, ولا تقل: أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن بجوارصاحبيه,فمضى فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي فقال: يقرأ عمر عليك السلام و يستأذن أن يدفن بجوار صاحبيه، قالت: كنت أريده لنفسي و لأوثرن به اليوم على نفسي، فلما اقبل قيل: هذا عبدالله بن عمر قد جاء فقال: ارفعوني فأسنده رجل إليه فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحبه يا أمير المؤمنين أذنت قال: الحمد لله ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع، فإذا أنا قبضت فاحملوني و إن ردتني فردوني إلى مقابر المسلمين. و جاءت أم المؤمنين حفصة- و النساء يسترنها –فلما رأيناها قمنا فولجت عليه فبكت عنده ساعة، فاستأذن الرجال فولجت داخلا لهم فسمعنا بكاءها من الداخل، ثم قال: -يعني عمر- أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله عز وجل و أوصيه بالأنصار خيرا-الذين تبرأوا الدار و الإيمان من قبلهم- أن يقبل من محسنهم و يعفو عن مسيئهم و أوصيه بأهل الأنصار خيرا فأنهم رداء الإسلام و جباة المال و غيظ العدو و ألا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضا- و أوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب و مادة الإسلام. أن يؤخذ منهم في حواشي أموالهم و يرد في فقرائهم. و أوصيه بذمة الله و ذمة رسول الله صلى الله عليه و سلمأن يوفي لهم بعدهم، و أن يقاتل من ورائهم و أن لا يكلفوا إلا طاقتهم. قال: فلما قبض خرجنا فانطلقنا نمشي فسلم عبدالله بن عمر و قال: يستأذن عمر بن الخطاب!! قالت: أدخلوه فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه.أخرجه البخاري و أبو حاتم. و في رواية من حديث غزوة بن الزبير أن عمر أرسل إلى عائشة: إئذني لي أن أدفن مع صاحبي قالت: أي و الله!! قال: و كان الرجل من الصحابة إذا الرسل إليها قالت: لا والله لا أؤثرهم أبدا-أخرجه البخاري.


    أنتهى



    [أسال الله لي ولكم الأجر ]



  • #2
    الفاروق رضي الله عنه

    لي عودة للقراءة

    وياليت اتكبر الخط لانه صغير


    جزاك الله خير
    عيون الحـــــــب لايمكن تناظر
    عيوب الخل لو هو عيب كله !!
    ..

    تعليق


    • #3
      آهلين وسهلين ,؟

      مَنور يآقلبي ,,

      تَم تكبير آلخط ..

      تحيآآتي

      تعليق


      • #4
        الله يعــطيك العافيه ع الموضوع طلال شاكرلك يالغلاا ابي انسخه واقراءه ان شاء الله

        تعليق


        • #5
          يزاك الله خير

          LoVeLy GiRl >>بــقــايــاروح سابقاً

          تعليق


          • #6
            جزاك الله الف خير اخوي طلال

            تعليق


            • #7
              آهلين وسهلين آحبتي

              مَنورين آلموضوع ..

              تعليق

              يعمل...
              X