تويت
السلام عليكم
اخباركم عساكم بخير
مما قرات
المفلسون إنسانيا
الإنسان ذلك المخلوق العجيب، يحمل داخله الكون كله، يحتوي بقلبه الخير والشر معا، يبني بلا توقف ويدمر أجمل ما يحيط به، يتحكم بمعرفته بكل خلق الله على الأرض ويقتله أصغرها وأضعفها، التناقض هو سر أسراره والحب هو أسمى أشعاره، مزيج معقد من المشاعر والرغبات والأفكار، لغز كبير يجذب العلماء. كل إنسان متفرد بذاته ورغم ذلك لا يمكنه العيش وحده فقبل كل شيء يأتي الاجتماع أوضح صفاته فهو من بين كل خلق الله الذي أسس المجتمعات المتباينة، مجتمعات لا تشبه غيرها تقوم على التناقض العجيب ما بين التعاون والصراع، الحب والكره، الشجاعة والخوف، التواصل والنفور، لكن دائما لا يمكنه العيش وحده. حار علماء الاجتماع في تفسير تصرفاته وتعددت الأفكار.
وهناك نظريات عديدة تحاول تفسير سلوكيات الإنسان والبحث في الأسباب والنتائج، ومن بين تلك النظريات أنتمي للمدرسة الاجتماعية التي تربط بين تصرفات الإنسان بكل الظروف الموضوعية والذاتية التي تحيط به، وأرفض بعناد أطروحات النظرية السلوكية التي تفسر كل شيء بسلوك البشر وتراه المسئول عن كل التصرفات التي تشكل السلوك الجماعي، لكني خلال الأيام الماضية أعيد التفكير ببعض جوانب النظرية السلوكية، وأنا أتابع وأراقب بعض التصرفات المتناقضة لمن وهبهم الله تعالى كل شيء، المال، أحدث وسائل الاتصال، القدرة على التنقل، لكنهم يؤثرون أنفسهم ويتجاهلون الآخرين فيأخذون بلا عطاء، والأسوأ من ذلك مجالسهم العجيبة التي تقوم على الهدم واغتياب الغير، يعيشون بأبراجهم العاجية وكأنهم من عالم أخر وباقي البشر لا أهمية لهم، كل تلك التصرفات جعلتني أتصور كيف تؤثر سلوكياتهم تلك على الغير وخاصة أطفالهم ؟ أطفال لا ترى من أهلها سوى التعالي على البشر والغل على الإنسان الطبيعي، والانعزال عن المجتمع الكبير والاكتفاء بدائرة صغيرة من معارف يشبهونهم في كل شيء، بالتأكيد ستكبر الأطفال لتشبه أهلها، ستجف مشاعرهم النبيلة وتتوارى خلف وجوه بلاستيكية بلا حياة. إن من أقصدهم مفلسون بالتأكيد وربما يحتاجون منا إلى أن نعطف عليهم لا أن نكرههم، مفلسون إنسانيا فمالهم وسلطتهم وإمكانياتهم الكبيرة لا قيمة لها، فهم لا يعرفون العطاء ولا حتى التواصل الإنساني المجرد من المصالح الضيقة. ربما يحتاج المفلسون منا أن نفكر فيهم قبل أن نغضب منهم، نذكرهم أن بداخلهم مشاعر وأحاسيس ربما يتجاهلونها، دعونا نرفض سلوكياتهم بوضوح ولكن بصبر، نتمنى لهم الخير ونواجههم بحزم، دعونا نتعلم من نقاء أطفالنا ونعلمهم، وإن كان يمكن أن أهدي المفلسين هدية فلتكن أغنية « قل لي لماذا؟» tell me why» «Declan Galbraithتلك الأغنية الرائعة التي غناها ذلك الطفل الجميل، تتحدث الأغنية عن أسباب الحروب والكوارث التي يصنعها البشر، كلمات الأغنية البسيطة والمباشرة وهى تنساب من فم طفل، تضع المفلسين أمام صورة للواقع برغم تعقيدها وسوداويتها تجعلهم عاجزين عن الإجابة عن أسباب سواد الصورة، فلا سببا واحدا معقولا كي نفقد كوننا بشر، هناك رابط يجمعنا هو الإنسانية وإذا فقد إنسان هذا الرابط فقد بشريته، سيمشي على قدمين، يتجول بالأماكن، يتكلم ويفكر لكنه لن يكون إنسانا، وسيظل كذلك إلا إذا وجد من يوقظ فيه الرابط الإنساني فيعود بشراّ.
اتمنى يعجبكم
لكم مني كل الاحترام
دمتم كما تحبون
اخباركم عساكم بخير
مما قرات
المفلسون إنسانيا
الإنسان ذلك المخلوق العجيب، يحمل داخله الكون كله، يحتوي بقلبه الخير والشر معا، يبني بلا توقف ويدمر أجمل ما يحيط به، يتحكم بمعرفته بكل خلق الله على الأرض ويقتله أصغرها وأضعفها، التناقض هو سر أسراره والحب هو أسمى أشعاره، مزيج معقد من المشاعر والرغبات والأفكار، لغز كبير يجذب العلماء. كل إنسان متفرد بذاته ورغم ذلك لا يمكنه العيش وحده فقبل كل شيء يأتي الاجتماع أوضح صفاته فهو من بين كل خلق الله الذي أسس المجتمعات المتباينة، مجتمعات لا تشبه غيرها تقوم على التناقض العجيب ما بين التعاون والصراع، الحب والكره، الشجاعة والخوف، التواصل والنفور، لكن دائما لا يمكنه العيش وحده. حار علماء الاجتماع في تفسير تصرفاته وتعددت الأفكار.
وهناك نظريات عديدة تحاول تفسير سلوكيات الإنسان والبحث في الأسباب والنتائج، ومن بين تلك النظريات أنتمي للمدرسة الاجتماعية التي تربط بين تصرفات الإنسان بكل الظروف الموضوعية والذاتية التي تحيط به، وأرفض بعناد أطروحات النظرية السلوكية التي تفسر كل شيء بسلوك البشر وتراه المسئول عن كل التصرفات التي تشكل السلوك الجماعي، لكني خلال الأيام الماضية أعيد التفكير ببعض جوانب النظرية السلوكية، وأنا أتابع وأراقب بعض التصرفات المتناقضة لمن وهبهم الله تعالى كل شيء، المال، أحدث وسائل الاتصال، القدرة على التنقل، لكنهم يؤثرون أنفسهم ويتجاهلون الآخرين فيأخذون بلا عطاء، والأسوأ من ذلك مجالسهم العجيبة التي تقوم على الهدم واغتياب الغير، يعيشون بأبراجهم العاجية وكأنهم من عالم أخر وباقي البشر لا أهمية لهم، كل تلك التصرفات جعلتني أتصور كيف تؤثر سلوكياتهم تلك على الغير وخاصة أطفالهم ؟ أطفال لا ترى من أهلها سوى التعالي على البشر والغل على الإنسان الطبيعي، والانعزال عن المجتمع الكبير والاكتفاء بدائرة صغيرة من معارف يشبهونهم في كل شيء، بالتأكيد ستكبر الأطفال لتشبه أهلها، ستجف مشاعرهم النبيلة وتتوارى خلف وجوه بلاستيكية بلا حياة. إن من أقصدهم مفلسون بالتأكيد وربما يحتاجون منا إلى أن نعطف عليهم لا أن نكرههم، مفلسون إنسانيا فمالهم وسلطتهم وإمكانياتهم الكبيرة لا قيمة لها، فهم لا يعرفون العطاء ولا حتى التواصل الإنساني المجرد من المصالح الضيقة. ربما يحتاج المفلسون منا أن نفكر فيهم قبل أن نغضب منهم، نذكرهم أن بداخلهم مشاعر وأحاسيس ربما يتجاهلونها، دعونا نرفض سلوكياتهم بوضوح ولكن بصبر، نتمنى لهم الخير ونواجههم بحزم، دعونا نتعلم من نقاء أطفالنا ونعلمهم، وإن كان يمكن أن أهدي المفلسين هدية فلتكن أغنية « قل لي لماذا؟» tell me why» «Declan Galbraithتلك الأغنية الرائعة التي غناها ذلك الطفل الجميل، تتحدث الأغنية عن أسباب الحروب والكوارث التي يصنعها البشر، كلمات الأغنية البسيطة والمباشرة وهى تنساب من فم طفل، تضع المفلسين أمام صورة للواقع برغم تعقيدها وسوداويتها تجعلهم عاجزين عن الإجابة عن أسباب سواد الصورة، فلا سببا واحدا معقولا كي نفقد كوننا بشر، هناك رابط يجمعنا هو الإنسانية وإذا فقد إنسان هذا الرابط فقد بشريته، سيمشي على قدمين، يتجول بالأماكن، يتكلم ويفكر لكنه لن يكون إنسانا، وسيظل كذلك إلا إذا وجد من يوقظ فيه الرابط الإنساني فيعود بشراّ.
اتمنى يعجبكم
لكم مني كل الاحترام
دمتم كما تحبون
تعليق