السلام عليكم
اخباركم عساكم بخير
مما قرات وراق لي
المعتقل
المعتقل مفردة مكفهرة، حتى لو كانت قانونية فإنها توحي بطرفين: معتَقَل يملك القوة ومعتقِل لا يملك شيئا أو هو صفر اليدين.. ولن أدخل في تفصيل القوة متى تكون عادلة ومتى تكون ظالمة.. لأني من الأساس لا أقصد هذا المعنى إطلاقا.. ما أقصده بالمعتقل هو (الفرح).
أحد معاني الفرح اللغوية (الرضا) ونحن نعرف من خارج القاموس وبعيدا عنه، أن الرضا يمتد من الرضا عن الذات إلى الرضا عن كل من وما يحيط بهذه الذات ويتفاعل معها.. وهنا ندخل في مغارة من الإشكالات.
لقد أتعب الفلاسفة عقولهم في شق الطرق للوصول إلى ما سموه (السعادة) وهذه كلمة عنقاوية، غايتها (الرضا الشامل) عن الذات ومحيطها الاجتماعي.. فهل هذا الرضا، بوصفه شاملا، ممكن في الواقع.
لا أعتقد ذلك:
إن الرضا عن الذات يمكن الوصول إليه في حالة واحدة، هي اعتبار الذات كل شيء.. لهذا يقول القاموس الفرح ( بكسر الراء ) من استخفته النعمة فأبطرته وهو ما تعنيه الآية (إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) وأعتقد أنه حتى هذا الضرب من الناس لا يمكن أن يتمتع بالرضا الشامل على طول الحياة.. فهو على الأقل لن يرضى بالموت.
(إذا مت عطشانا فلا نزل القطر)..
هذا النوع من البشر موجود، ولكنه يعيش في ظلمة ذاتية.. ورضاه عن ذاته ما هو إلا نوع من الجهل بالحياة نفسها.
نتكلم هنا عن الذين يتمتعون بمشاعر الإحساس بالآخرين ويدفعهم هذا الإحساس إلى أن يتمنوا لغيرهم ما يتمنونه لأنفسهم.. ليس هذا وحسب، بل يعملون على جعل الحياة أكثر استجابة لنداء الفرح.. هؤلاء هل يصلون إلى الرضا الشامل؟
أسمعك تقول لا هذا غير ممكن!
لماذا يا ترى؟
لأننا حينذاك نصل إلى المقولة الزائفة (نهاية التاريخ) وتصبح الحياة عقيما لا تولد فيها الأفكار ويقف التطور وقوف التمثال، لأن الرضا الشامل معناه اكتفاء الوعي والروح والأمنيات بما هو حاصل.. وهذا ضد الطبيعة البشرية.
بقي أن نقول بنسبية الفرح، وباختلاف المجتمعات في نصيبهم منه.. فهناك مجتمعات تشق السبل أمام أفراحها وتختلق المناسبات لذلك وهناك مجتمعات أخرى يكون فيها حتى الضحك، وهو أولى درجات سلم الفرح يكون من (المضنون به على غير أهلها).
إن الفرح الشامل معتقل.
اخباركم عساكم بخير
مما قرات وراق لي
المعتقل
المعتقل مفردة مكفهرة، حتى لو كانت قانونية فإنها توحي بطرفين: معتَقَل يملك القوة ومعتقِل لا يملك شيئا أو هو صفر اليدين.. ولن أدخل في تفصيل القوة متى تكون عادلة ومتى تكون ظالمة.. لأني من الأساس لا أقصد هذا المعنى إطلاقا.. ما أقصده بالمعتقل هو (الفرح).
أحد معاني الفرح اللغوية (الرضا) ونحن نعرف من خارج القاموس وبعيدا عنه، أن الرضا يمتد من الرضا عن الذات إلى الرضا عن كل من وما يحيط بهذه الذات ويتفاعل معها.. وهنا ندخل في مغارة من الإشكالات.
لقد أتعب الفلاسفة عقولهم في شق الطرق للوصول إلى ما سموه (السعادة) وهذه كلمة عنقاوية، غايتها (الرضا الشامل) عن الذات ومحيطها الاجتماعي.. فهل هذا الرضا، بوصفه شاملا، ممكن في الواقع.
لا أعتقد ذلك:
إن الرضا عن الذات يمكن الوصول إليه في حالة واحدة، هي اعتبار الذات كل شيء.. لهذا يقول القاموس الفرح ( بكسر الراء ) من استخفته النعمة فأبطرته وهو ما تعنيه الآية (إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) وأعتقد أنه حتى هذا الضرب من الناس لا يمكن أن يتمتع بالرضا الشامل على طول الحياة.. فهو على الأقل لن يرضى بالموت.
(إذا مت عطشانا فلا نزل القطر)..
هذا النوع من البشر موجود، ولكنه يعيش في ظلمة ذاتية.. ورضاه عن ذاته ما هو إلا نوع من الجهل بالحياة نفسها.
نتكلم هنا عن الذين يتمتعون بمشاعر الإحساس بالآخرين ويدفعهم هذا الإحساس إلى أن يتمنوا لغيرهم ما يتمنونه لأنفسهم.. ليس هذا وحسب، بل يعملون على جعل الحياة أكثر استجابة لنداء الفرح.. هؤلاء هل يصلون إلى الرضا الشامل؟
أسمعك تقول لا هذا غير ممكن!
لماذا يا ترى؟
لأننا حينذاك نصل إلى المقولة الزائفة (نهاية التاريخ) وتصبح الحياة عقيما لا تولد فيها الأفكار ويقف التطور وقوف التمثال، لأن الرضا الشامل معناه اكتفاء الوعي والروح والأمنيات بما هو حاصل.. وهذا ضد الطبيعة البشرية.
بقي أن نقول بنسبية الفرح، وباختلاف المجتمعات في نصيبهم منه.. فهناك مجتمعات تشق السبل أمام أفراحها وتختلق المناسبات لذلك وهناك مجتمعات أخرى يكون فيها حتى الضحك، وهو أولى درجات سلم الفرح يكون من (المضنون به على غير أهلها).
إن الفرح الشامل معتقل.
اتمنى يعجبكم
لكم مني الاحترام
دمتم كما تحبون و مع من تحبون
لكم مني الاحترام
دمتم كما تحبون و مع من تحبون
تعليق