إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قــلــب ... الإنــســان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قــلــب ... الإنــســان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    صباح \ مساء الخير

    تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية يا رب

    نحن نعيش على محرك
    يمدنا بالقوة ... البدنية .. و .. العقلية .. و .. الروحية

    وهو _(القلب)_

    سمي القلب لكثرة تقلبه، فهو كثير التقلب بالخواطر والواردات والأفكار والعقائد، ويتقلب على صاحبه في النيات والإرادات كثيراً، كما أنه كثير التقلب من حال إلى حال، يتقلب من هدى إلى ضلالة، ومن إيمان إلى كفر أو نفاق، ولهذا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: [ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد.
    وذلك لكثرة تقلب هذا القلب .. وكما أنه يقال له الفؤاد ربما لكثرة تفؤده أي كثرة توقده في الخواطر والإرادات والأفكار .. والإنسان قد يستطيع أن يصم أذنه فلا يسمع، وقد يستطيع أن يغمض عينه فلا يبصر، ولكنه لا يستطيع أن يمنع قلبه من الفكر في الواردات والخواطر، فهي تعرض له شاء صاحبه أم أبى .. ولهذا قيل له فؤاد: } إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا[36] { [سورة الإسراء].
    وما سمى القلب إلا من تقلبه …… والرأي يصرف بالإنسان أطواراً

    عقيدة أهل السنة والجماعة- وهو الذي دل عليه القرآن هو- أن العقول في الصدور، وليست في الأدمغة .. وأما الفلاسفة من القدماء وكما يقرره الأطباء في هذا العصر- إلا من رحم الله عز وجل- يقولون، ويقول الفلاسفة: إن العقل بالدماغ . وأما الذي عليه أهل السنة والجماعة هو أن العقل في القلب، وهو الذي دل عليه القرآن .
    ومما يدل على ذلك حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ...]
    قَالَ أَنَسٌ : وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ. رواه مسلم وللبخاري نحوه .
    فهذا واضح في الدلالة على أن المراد بالقلب هو القلب الذي في الصدر، فشق صدره فاستخرج قلبه، فأخرج منه تلك العلقة، وقال : [ هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ]، فدل على أن الهدى والضلال يتعلق بهذا القلب الذي داخل الصدر، وهو هذا العضو الذي نعرفه جميعاً .
    أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ[1] {[سورة الشرح] . ففسروه بشق صدر النبي صلى الله عليه وسلم، واستخراج ذلك من قلبه .. وهذا الفعل الذي فعله جبريل عليه الصلاة والسلام يدل دلالة واضحة على أن هذا العضو في الإنسان به لطيفة غيبية تؤثر في أفعال الإنسان، فهذه العلقة التي استخرجها جبريل قد تكون حسية, مع أننا نعرف معنى العلقة وهي القطعة من الدم الجامد وهذا من الأمور الغيبية، والله عز وجل يقول:} فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ[46] { [سورة الحج].
    وما قال: ولكن تعمى القلوب التي في الأدمغة، و قال النبي صلى الله عليه وسلم: [... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ] رواه البخاري ومسلم.
    فقول النبي صلى الله عليه وسلم :[...مُضْغَةً...] نص في القلب الحسي اللحمي المعروف .. والمضغة هي القطعة من اللحم على قدر ما يمضغ
    ويقول الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح : ويستدل به- أي: الحديث- على أن العقل في القلب،
    والله عز وجل يقول:} أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا...[46] {[سورة الحج].
    فجعل القلب محلاً للعقل. و النبي صلى الله عليه وسلم حينما ذكر التقوى أشار بيده صلى الله عليه وسلم إلى صدره
    كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ لَا تَحَاسَدُوا- إلى أن قال- : التَّقْوَى هَاهُنَا- وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ...]
    رواه مسلم .. [التَّقْوَى هَاهُنَا] ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: [ التَّقْوَى هَاهُنَا] فيكون مشيراً إلى دماغه، كما يفعل كثير من الناس إذا أراد أن يشير إلى كمال عقله فإنه يشير إلى رأسه وهذا خطأ، الإشارة الصحيحة تكون بالإشارة إلى القلب الذي في الصدر؛ لأنه محل للعقل.

    موقف يدل على شيء جميل :: دخل رجل على عثمان رضي الله عنه، فقال عثمان:'أيعصي أحدكم ربه ثم يدخل علي؟ فقال الرجل:أَوَحْيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني كيف علمت؟- فأخبره أنها فراسة المؤمن حيث يكون الوجه مظلماً لما في القلب من الظلمة، ويكون الوجه مشرقاً لما في القلب من الإشراق.
    من الناس من إذا رأيته أحببته قبل أن يتكلم، ومن الناس من إذا رأيته أبغضته قبل أن يتكلم، وما ذلك إلا أن هذه الأوجه هي صفحات ينقش فيها ما تكنه القلوب


    من الاقوال التي اعجبتني
    يقول أبو حفص النيسابوري رحمه الله:' حرست قلبي عشرين سنة، ثم حرسني عشرين سنة
    صارت جوارحه محروسة حينما تروضت على طاعة الله عز وجل، فالعين لا تنظر إلا إلى ما يرضي الله، وصار السمع المحرم الذي يعشقه كثير من الناس وتميل إليه قلوبهم صار قلبه ينفر منه وصارت أذنه تمجه لا يجد له لذة وحلاوة يجدها أولئك الذين مرضت قلوبهم ولهذا إذا أردت أن تربي نفسك فعليك أن تحرس قلبك أولاً ثم يحرسك هذا القلب ثم تكون بعد ذلك محروساً معها، لا يكفي أن نعلم الناس بعض الأمور الظاهرة لا يكفي أن تعلمهم بعض الآداب- مع أنها مطلوبة- بل لابد أيضا أن نربي القلوب على الإخبات والخوف والمحبة والخشية والمجاهدة والصبر واليقين وما إلى ذلك من المعاني .
    مما يصلح القلب: كثرة ذكر الموت وزيارة القبور ورؤية المحتضرين: فإنها اللحظات التي يخرج الإنسان فيها من الدنيا ويفارق سائر الشهوات واللذات، ويفارق الأهل والمال الذي أتعب نفسه في جمعه في لحظة ينكسر فيها الجبارون، ويخضع فيها الكبراء، ولا يحصل فيها للعبد تعلق بالدنيا ولهذا يكثر من الناس التصدق في تلك الأحوال فلربما كتب الواحد منهم في حال صحته وعافيته وصية يوصي بها أن إذا مات وانقطعت علائقه من الدنيا أن يخرج من ماله كذا وكذا.
    فذكر الموت يحيي القلب، ويلين ما فيه من القسوة، فاجعل لنفسك وقتاً تتفكر فيه بهذا المعنى وتزور فيه المقابر وتتبع الجنائز، سعيد بن جبير رحمه الله- وهو من عبّاد التابعين وعلمائهم- كان يقول:' لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي '
    . معنى ذلك أن الموت ملازم لقلبه يذكره في كل أحواله، وكان صفوان بن سليم يأتي البقيع، فيمر بمحمد بن صالح التمار، فتبعه في ذات يوم، فقال محمد: فقلت في نفسي سأنظر ما يصنع، فجاء صفوان على قبر من القبور في البقيع، فلم يزل يبكي حتى رحمته من كثرة البكاء، وظننت أنه قبر بعض أهله، فهو يأتي لزيارته، ويتذكر هذا القريب الحبيب فيبكي ويرق لذلك، يقول:ومر به مرة أخرى فتتبعته ففعل مثل ذلك فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر فقال:' كلهم أهله وإخوته إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات كلما عرضت له قسوة
    يحيي القلب: مجالسة الصالحين الذين يذكرون الله عز وجل ويذكرون بالله بالنظر إلى وجوههم: من الناس من إذا نظرت إلى وجهه؛ انشرح صدرك؛ وذهبت عنك كثير من الأوهام والهموم والمخاوف .
    قال ابن القيم رحمه الله : كان إذا حدق بنا الخصوم، وأرجفوا بنا، وألبوا علينا، واعترتنا المخاوف من كل جانب؛ أتينا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يقول: فوالله ما إن نرى وجهه حتى يذهب ذلك عنا جميعاً لما يرون في وجهه من الإنارة، وما يرون فيه من المعاني الدالة على انشراح الصدر، وثبات القلب والتقى والرجاء والخوف من الله، فإن الوجه مرآة للقلب ولهذا قيل:' ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحة وجهه وفلتات لسانه ' .
    يقول شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله :' كلما ازداد القلب لله حباً؛ ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية؛ ازداد له حباً وحرية عمن سواه - لا يكون القلب عبداً أسيراً لأحد من المخلوقين لا امرأة ولا أحد من الناس -
    ويقول: ' القلب فقير بالذات إلى الله من وجهين : من جهة العبادة، ومن جهة الاستعانة والتوكل فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبة ومطلوبة'
    .
    ولهذا كان ابن القيم رحمه الله يقول:' إن في القلب وحشة لا يذهبها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وفيه فاقه -يعني: فقر- لا يذهبه إلا صدق اللجوء إليه، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تذهب تلك الفاقة أبداً ..' .
    ذكر الله عز وجل وقراءة القرآن: والحديث عن هذا يطول، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق،
    ولقد قال سليمان الخواص رحمه الله : ' الذكر للقلب بمنزلة الغذاء للجسم فكما لا يجد الجسد لذة الطعام مع السقم فكذلك القلب لا يجد حلاوة الذكر مع حب الدنيا- أو كما قال
    وقد أحسن من قال :
    دواء قلبك خمس عند قسوته …… فأذهب عليها تفز بالخير والظفر
    خلاء بطن وقرآن تدبره …… كذا تضرع باك ساعة السحر
    ثم التهجد جنح الليل أوسطه …… وأن تجالس أهل الخير والخبر

    في النهاية


    همسة ::
    قد كان كثير من السلف يفضلون عبادات القلب على الإكثار من عبادة الجوارح، مع عدم إهمالهم لعبادات الجوارح،
    كان أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه يقول: 'تفكر ساعة خير من قيام ليلة ' و قيل لأم الدرداء رضي الله عنها: أي عبادة أبي الدرداء أكثر ؟ قالت:' التفكر والاعتبار'



  • #2
    من اروع المواضيع اللي قريتها
    يعطيك الف عافيه اخوي
    وماننحرم من حروفك المميزه
    وربي يجعل قلوبنا تبصر وترى قبل اعيننا
    تقبل تواجدي المتواضع
    لك مني الاحترام
    دمت بحفظ الله
    عندما تحين لحظة الفراق
    تضيع منا الحروف
    يصبح الصمت رائعاً
    هنا أتوقف
    لا أعلم لماذا ..؟؟

    تعليق


    • #3
      جزاك الله الفردوس الاعلى

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير ومشكور

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير


          ومشكور ع الموضوع

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خير

            مشكور على الطرح


            تعليق

            يعمل...
            X