السلام عليكم
صباح - مساء الورد
شلونكم شخباركم
مما قرات وراق لي
استراحة النهـر
هذا التعبير (استراحة النهر) تعبير صيني منطلق من فلسفة (تزو) في القرن السابع قبل الميلاد، ومعناه أن كل شيء يجري وفق قانون الطبيعة مثل النهر الذي يصل إلى البحر ثم يستريح استراحته الأبدية.
صباح - مساء الورد
شلونكم شخباركم
مما قرات وراق لي
استراحة النهـر
هذا التعبير (استراحة النهر) تعبير صيني منطلق من فلسفة (تزو) في القرن السابع قبل الميلاد، ومعناه أن كل شيء يجري وفق قانون الطبيعة مثل النهر الذي يصل إلى البحر ثم يستريح استراحته الأبدية.
الرعب الذي تلبسني حين قرأت التعبير كان رعبا ضاريا، قبل أن اعرف خلفيته الفلسفية، لأن استراحة النهر معناها الأول هو استراحة الماء.. وذلك يعني توقف الحياة بل موتها.
من هنا تأتي (صدمة اللغة) أي صدمة المفاهيم التي نتلقاها وفي أذهاننا ما يبعد عنها أو يناقضها، ذلك لأن المفاهيم (القبلية) قد تمكنت جذورها وفروعها من احتلال أذهاننا، وحين نقع تحت مفاجأة مفاهيم جديدة نحتاج إلى جهدين: جهد اقتلاع القديم وجهد غرس الجديد.
لكن دعنا – أرجوك- من فلسفة الطبيعة ومن مفاجآت اللغة، فتلك مسألة تملأ طريقها الأشواك .. واتركنا مع الشعرية الحالمة في تعبير استراحة النهر .. وهنا سينفصل عنا أنا وأنت من يريد أفكارا كبيرة، ومعاني ذات سكينة ووقار.. لا ينالها إلا الذين نراهم في حدائق الأساطير .. دعنا معا عند شعرية هذا التعبير:
لماذا لا يستريح النهر؟
إن الأرض التي يسقيها معظمها يثمر ثمرًا ساما، ثمرًا ضد الحياة .. والبشر الذين يسقيهم يستخدمون ما يهبهم من الحياة في الدمار والقتل .. وإذن .. أليس من حقه أن يستريح؟!
وحين نعطي للخيال حرية أوسع يمكن إذن أن نقول ليس فقط: لماذا لا يستريح النهر، بل نقول: لماذا لا يستريح القمر؟ ولماذا لا يستريح الجمال والحب؟ ولماذا لا يستريح الشعراء؟
وإذا فقدت الضرورة لاستراحة الماء والجمال والحب والقمر وسائر ما يبعث في النفس رائحة المواعيد الحارة .. فإن استراحة الشعراء وحدها تتصف بالضرورة والحتمية والجبرية وكل ما يجعل الإرادة أسيرة ذليلة، لأن الشعر وحده من سائر الأشياء الجميلة، يجتمع فيه الضدان: الجمال والقبح، والفرح والحزن، ولكن ـ وهذا مربط البؤس ـ هل يمكن استراحة الشعر؟
لا أظن ذلك، لأن الحياة نفسها تحمل نفس الصفات، فهي تعطي وتمنع وتنطوي على الجمال والقبح والحزن والفرح.. ولكن يبقى شيء يكحل العيون بالرمد وهو غرور الشعراء وتغزلهم بشعرهم .. وعليك لمعرفة هذا قراءة ديوان الشاعر أحمد قران الزهراني، حيث نسمعه يقول:
« القصيدة/ نافذة الروح/ قول الحقيقة في موطن الشك/ صوت الملائك في غسق الفجر/ طعم الأنوثة في مبتدا الليل/ معنى الطفولة/ سر الغياب/ الحضور/ الكتاب المؤجل/ وجه الحياة المؤبد..
القصيدة
بلقيس تخطو على الصرح
من غير سوء
وعشتار
ترفل في حلة من زبرجد».
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم كما تحبون ومع من تحبون
تعليق