إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يوم أصبحت عاشقا ً محترفا ً ( بقلمي )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوم أصبحت عاشقا ً محترفا ً ( بقلمي )

    بمناسبة جلوسي لـ وحدي وتذكري اليوم العالمي لما يطلقون عليه زوراً و بهتاناً : عيد الحب ..
    بمناسبة ملايين الورود الحمراء التي تُقتَل دون أي مبرّر ..
    بمناسبة كلّ تلك الكلمات المكرورة التي لم تعد تعني معانيها ..
    بمناسبة كلّ تلك القيم التي يذبحونها أمام أعيننا كلّ لحظة و نحن ساكنون لا نريم ..
    بمناسبة اليوم الذي يحتفل فيه شبابنا بالحريّة .. و بثقافة الأرداف و النحور و الأثداء و المعاصم الطريّة ..
    من أجل كلّ قصيدة بهيّة لم يعد يقرأها أحد , و أغنية شجيّة لم يعد يسمعها أحد ,و عشّاق حقيقيّين لم يعد يعرفهم أحد ..
    يوم أصبحت عاشقاً محترفاً
    صديقي أحمد .. هل تعرفونه ..؟؟
    دخل عليّ منذ يومين و حالته تقطّع القلب .. ذاهلاً كئيباً يجرّ قدميه الثقيلتين جرّاً .. مع كل خطوة يطلق آهة و بعد كلّ آهة يزفر أنّة.. بذلته مبهدلة و شعره منكوش , عيناه محمرّتان كأنّ ببياضهما حريق و قد أحاطت بهما هالتان سوداوتان كبيرتان كأنه خرج لتوّه من جولةٍ خاسرة في الملاكمة مع كنغرٍ نشيط عملاق ..
    خلاصة القول كان المسكين أشبه بالشحّاذين أو بالسكارى الضائعين أو بالمدمنين على الصنف إياه و العياذ بالله .
    رمى جسده الثقيل المحطّم على الأريكة أمامي و أطلق زفرة شعرت بحرارتها على بعد أمتار ..
    لا حول و لا قوّة إلاّ بالله .. الرجل مريض دون شكّ ..
    بدأت أحضّر تلك العبارات المأثورة التي تُقال في هذه المناسبات و أستحضر بعض العناوين التي قد تهمّه في علاج هذه الحالة المزرية , و أتذكّر رقم هاتف الطوارئ في حال لفظ صديقي أنفاسه الأخيرة بين يديّ كما يحدث عادةً في الأفلام الهنديّة .
    - يزيد ..
    همس أحمد اسمي بصوتٍ مبحوح ضعيف كأنّه ابتلع قبل لحظات طنجرة كاملة من الشطّة الهندية الحارة ..
    - نعم يا ياحمد .. نعم يا خوي .. لا بأس عليك يا سيد الرجّالة .. إن شاء الله سليمة يا خوي ..
    - لو عرفتَ ما أصابني يا يزيد ..
    - خير .. خير إن شاء الله يا ياحمد ..
    قلتُ ذلك و أنا أفكّر في طباع صديقي السيّئة و عاداته الذميمة التي طالما حاولتُ أن أقنعه بتغييرها , فالرجل فيلسوفُ طعام بمعنى الكلمة و هو( طفس ) جداً يفقد عقله حينما يشاهد الطعام أمامه و يأكل دوماً كأنّه ( العشاء الأخير ) في حياته .
    و لصديقي طقوسٌ خاصّة أثناء الأكل فهو يستعمل حواسّه الخمس ( و السادسة أحياناً ) خلال الوجبة , يتشمّم طعامه في البداية و يحاول وسعه أن يملأ صدره ببخار الطعام المنكّه , ثم يبدأ مرحلة التغزّل و الصبابة في منظر الطعام و شكله و ألوانه , بعدها يتناول لقمة صغيرة يلوكها في فمه ببطءٍ شديد مغمضاً عينيه و هو يتمايل من فرط الحبور و الطرب .. ثم .. على حين غرّة يصيح معلناً النفير العام و يهجم على المائدة بكلّ جوارحه , و بعد لحظات تصبح بلقعاً صفصفاً خالياً و يرتمي صاحبنا غارقاً في عرقه يلهث من التعب و يشخر من ضيق النَفَس و يستغرق نائماً في مكانه ..
    إذاً .. ماحدث لا يحتاج لكبير ذكاء في اكتشاف أن هذا النهم قد ( زادها حبّتين ) و أن ( طفاسته ) تعدّت حدودها , و ربّما التهم كميّة من الطعام لا يحتملها عادة الجسد البشريّ فأعلنت معدته الإضرابَ عن العمل و توقّفت أحشاؤه عن ضخّ المزيد من الخمائر و الأحماض بعد أن يئست من إرضاء صاحبها الذي لا يشبع , فتضامن معها سائر الجسد بالسهر و الحمّى ..
    - آه يا يزيد .. آه ثم آه .. أخوك احمد وقع و لا حدّ سمّى عليه ..
    - الصبر .. الصبر يا ياحمد.. بعدين أنت اللي مدلّعها بصراحة ...
    - مدلّع مين ..؟؟
    - معدتك .. فين مِعدات أيام زمان .. كان أجدادنا يمضغون الحجر و يلوكون الصخر الأصمّ و مع ذلك فقد كانت معداتهم تعمل في صمت و من فمٍ ساكت و لا تشتكي شيئاً .. أما معدات هذه الأيام فتبطّرت على النعمة و كلّ يوم تشكو و تولول .. ماذا يعني إن أكل الواحد منّا نصف خروف صغير في الوجبة الواحدة أو دجاجتين هزيلتين لا تسمنان و لا تغنيان .. لكن .. إلى من نشكي هذه المعدات المشاكسة المتذمّرة .. ربّنا ينتقم منهم ..
    - لا يا أخي .. لا .. الحكاية مش بمعدتي .. قلبي .. قلبي هو المصاب هذه المرّة ..
    - حسبي الله و نعم الوكيل .. جلطة .. يا عيني عليك يا خويا ياحمد.. والله ياصاحبي بدري عليك ..
    - فال الله و لا فالك يا ولد .. أنا قصدي أقول أنّني أحببت ..
    - أحببت ..؟؟؟ كيف يعني ..؟؟ ماذا أحببت ..؟؟
    - زيّ الناس ... أحببت ..
    - يا أخي ماذا أحببت .. قطّة .. دجاجة .. سيّارة .. أغنية .. شنطة .. حذاء .. ماذا أحببت ..؟؟
    - يا ناس .. أقطّع هدومي .. امرأة .. أحببت امرأة .. هل فهمت الآن يا سميك الدماغ ..؟؟
    - يا احمد .. من يراك و أنت داخلٌ عليّ بهذا المنظر يظنّ أنّك أحببتَ فيلاً أو نمراً شرساً أو ربّما عشقتَ فريد شوقي .. إيه اللي ( بهذلك ) بالشكل هذا ..؟؟
    - الحب .. الحب ربيع القلب يايزيد .. أنت لا تعرفه ..
    - من أخبرك أني لا أعرفه .. أعرفه جيّداً .. لكني لا أجد صلةً بين الحبّ و هذه ( الشحتفة ) التي أطلَلتَ بها عليّ ..
    - أنت .. أنت لم تذق طعم الحبّ يوماً .. و لم تسهر تناجي طيف حبيبتك تحت ضوء القمر الفضي .. و لم يحرمك خيالها الذي يحوم في أحلامك لذّة النوم ... فلا تدّعِ ما ليس لك ..
    - يا شيخ روح .. محسوبك يحبّ في اليوم الواحد مرّتين أو ثلاثة على أقلّ تقدير لكني لا أفعل بنفسي ما تفعل ..
    - يخرب بيتك .. مرّتين ثلاثة ..؟؟
    - أي نعم .. و في الآونة الأخيرة زاد هذا المعدّل بحيث أصبحتُ أحبّ بالجملة ..
    - كيف ..؟؟
    - عدّ على أصابعك .. أحبّ جميع المطربات على التلفاز فأنا لم أجد واحدة منهن لا تستاهل الحبّ حتى الآن .. و أحبّ جميع المتباريات في مسابقة انتخاب ملكات الجمال الفاشلات منهنّ و الناجحات .. و جميع المذيعات على الإطلاق و أخصّ بالذكر مقدّمات النشرات الجويّة .. و ثلاثة أرباعِ من ألتقي بهنّ في طريقي إلى الدراسه .. و أعتقد أنني إذا بقيت على هذا الوضع سأحبّ جميع نساء كوكب الأرض قريباً .. لكنّي بذات الوقت .. أنام جيّداً و آكل مثل بقيّة خلق الله و أهتمّ بحلاقة دقني كلّ صباح .. فلماذا ( شرشحتَ ) نفسك إلى هذه الدرجة ..؟؟
    - لا .. لا .. لا أقصد هذا الحبّ .. أنا أتحدّث عن الحب الآخر .. حبّ الروايات و القصائد و أفلام السيما الرومانسية ..
    - شوف ياحمد ..
    هناك نوعان من الحبّ ..
    النوع الأول هو حبّ أيام زمان .. و هو يستهلك جهداً و وقتاً و عناء .. يبدأ عادةً على البلكونات المتجاورة حين تقوم الصبيّة بسقاية أصص الزهور فيشاهدها بالصدفة الصبي الذي يتذرّع أنّه يذاكر دروسه في الهواء الطلق , و تتطوّر العلاقة ببطء شديد حيث تستهلك المناورات الهجوميّة و الدفاعية و الأخذ و الرد الصامتين وقتاً طويلاً ريثما تبدأ الفتاة بمواعدة الفتى في البقاله أو في الحوش أو في الشبك أو في الشارع المجاور لمدرستها حيث يلتقيان و يتناجيان و يحلفان أغلظ الأيمان أنّهما سيبقيان أوفياء أحبّة حتى يطويهما التراب ..
    و هذا النوع من الحب ينتهي عادة إما بالزواج ( و هو بمثابة حكمٍ مؤبّد ) أو – و هذا أشيع – يقوم أحد الطرفين بتنفيذ حكم الإعدام مباشرة و يفسخ العلاقة من طرفٍ واحد ..
    و يختلف ردّ الفعل هنا , فإن كان الجاني هو ( الولد ) فإن الفتاة تغلق على نفسها باب غرفتها بالعادة لمدّة يومين تبكي فيهما ما يعادل ثلاثة ألتار من الدموع و تستهلك فيها عدّة كيلوغرامات من المناديل , ثم تخرج لتنسى كلّ شيء و تستأنف حياتها من جديد و يا دار ما دخلك شر ..
    أما إن كان الجاني هو الفتاة , فإن الواد يسرع من فوره لأقرب خمّارة , يجرّب فيها جميع أصناف الخمور و جرعاتها و خلطاتها و قدرتها على الإسكار و يبقى مرابضاً هناك ثملاً غائباً عن الوعي حتّى يتطوّع أحد أولاد الحلال بإخبار أبيه أو أخيه الكبير بوضع هذا ( الصايع ) الذي يعود إلى رشده بعد تلقّيه علقةً او ( صفقه ) أو لكمه ساخنة تنسيه حليب أمّه و بالطبع ستنسيه أيضاً حبّه الضائع و فتاته الغدّارة ..
    هذا حبّ أيام زمان .. أما حبّ هذه الأيام فهو يختلف جذرياً ..
    الشيء الجميل في هذا النوع الأخير أنّه لا يستخدم أي حاسّة من الحواسّ البشرية المعروفة , فإن كان بشّار بن برد قد قال يوماً و هو الضرير الأعمى ( و الأذن تعشق قبل العين أحيانا ) فإن ( حبّيبة ) هذه الأيام لا يستخدمون آذانهم أيضاً .. و إليكَ يا أحمد هذه الحواريّة بين ( عاشقين ) تعرّفا على بعضهما في إحدى غرف الدردشة أو على ( الشات ) :
    - بونجور .. أنا فيفي ..
    - و عليكم البونجور ... أنا عبد الصمد .. ازيك يا فيفي ..
    - باحبّك ( و في قولٍ آخر أحبج ) .. عمرك كم يا عبد الصمد ..؟؟
    - باموت فيكي بالمصري :[ بموت فيتس ] : .. عمري كذا و أنتِ ..؟؟
    - باعشقك .. عمري كذا .. ماذا تعمل ..؟؟
    - باموت في دباديبك .. أنا كذا .. ما لون عيونِك ..؟؟
    - مجنونة فيك .. عيوني زرق ..
    - باعشق الأرض التي تدوسين عليها .......
    و تستمر هذه المناجاة الشاعرية حتّى يملّ أحد الطرفين أو ينقطع الاتصال فيفقد كلّ منهما أثر صاحبه و يرقدان و هما يحلمان بهذا الحبيب الذي هبط من الشاشة على حين غرّة , و في اليوم التالي يبحثان عن حبيبٍ جديد .
    لكن ..
    أتدري يا احمد.. هناك نوعٌ آخر من الحب .. لم يبتذله أحد بعد .. لم تنتهكه الكلمات العواهر و لم تدنّسه خطوات الشيطان .. هل أخبرك عنه ..؟؟
    لو شاب دمعي بحار الأرض أغرقها ..
    من مقلةٍ حرّ نار الوجد أرّقها ..
    و الحبّ فتّت أحشائي و مزّقها ..
    لو قرّبوا النارَ من قلبي لأحرقها ..
    فهل سمعتم بقلبٍ أحرق النارَ ..
    يتبع ..

  • #2
    لأ ادري من ورى حذف المواضيع :)

    في اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدماك الصغيرتان أرض هذا العالَم , في اللحظة التي تلتقم فيها – دون أن يعلّمك أحدٌ – ثدي أمّك و تستمتع بسلسبيل حليبها الدافئ , في اللحظة التي تشاهد فيها خيالاتٍ متموّجة لأشخاصٍ لا تعرف من أين أتوا بالضبط لكنّهم يبتسمون لكَ ببشاشة و يداعبون شعرك بلطف و يزيلون عنك أوساخك المزعجة ..
    منذ تلك اللحظة تعلم أنّ ( معنى ) وجودك لا معنى له دون الحبّ , و تدرك في قرارة نفسك أنّ ثمّة كائناً علوياً كبيراً ( تراه ) جيداً و تشعر به على الدوام و يهمس في لياليك المظلمة حين يطفئون أنوار غرفتك الملوّنة أنّه يحبّك جداً ..
    ثمّ تكبر قليلاً و تنتهي طفولتك القصيرة , و تنتهي معها مرحلة ( الإنسان الخام ) .. إنسان الفطرة كما خلقه الله بالضبط لا كما خلق نفسَه بيديه فشوّهها .
    تنمحي من ذاكرتك كلّ مشاهد الطفولة و مشاعرها و ضحكاتها و قهقهاتها المعابثة و فرحها و طمأنينتها و سلامها , و تخرج إلى العالَم خلقاً جديداً من بعد خلق ..
    و يصبح للحبّ معنى آخر تعلّمه لكَ أنانيّتك و ( فردانيّتك ).. يصبح له معنى التملّك , فلا تستطيع أن تحبّ إلا إن تملّكت أو على أقل تقدير إلا إن ( استمتعت ) ..
    منذ ذلك الحين يفقد الحبّ معناه الحقيقي و جوهره و متعته .. و يغدو أكثر صرامة و جفوة و ( ماديّة ) ..
    منذ ذلك الحين تبدأ بالانفصال عن معنى حبّ الله لك و حبّك إيّاه , فلا تستطيع أن تتخيّله يحبّك و أنت تعاني و تتألم و تجوع و تظمأ و تتعب قدماك من التجوّل في الأزقّة القاسية تتسوّل ابتسامة من وجهٍ متجهّم و تضطّر أن تنحني أمام عاصفة هوجاء ..
    منذ ذلك الحين تشعر بالقلق يداهم أعصابك الوجلى الخائفة و بالوحدة تصفر في فضاء ذاتك الخاوية , و تثق أنّه ( ليس بالحبّ وحده يحيا الإنسان ) ..
    لكنّه يحيا ..
    لأنّه ما زال يحبّك جداً ..
    لأنّه ما زال يركض إليك و يهرول إن مشيتَ له و لو خطوة واحدة ..
    لأنّه أقسم على نفسه أن يكون رحمن رحيم ..
    إن أحببته كما يليق به أحببتَ روحك التي هي نفخةٌ قدسيّة من لدنه , فتشعر تواً بالسلام و الطمأنينة و تثق بذاتك تماماً و تحترمها كما ينبغي و تدرك أنّك لستَ وحيداً غريباً ضعيفاً في عالَم ظالمٍ بارد ..
    إن أحببتَه كما يجب أحببتَ كلّ شيءٍ حولك فهو من صنع يديه , و تزول الحدود القاطعة بين المتناقضات و تصبح المتشاكسات أكثر تآلفاً و المتضادّات أكثر إلفةً و حميمية فتفهم أن الخطأ هو الوجه الآخر للصواب , و أن الشرّ هو الوجه الآخر للخير و أن كلّ شيءٍ في الوجود ضروريّ و مشروع ..
    لن تشمّ روائح كريهة , و لن تزعجك تكشيرة جارك المغاضِب دوماً , و لن يقزّزك ملمس الأفاعي , فأنت موقنٌ أنّ من خلق كلّ ذلك خلق أيضاً رائحة الياسمين البريّ و ابتسامة متسامحة على الوجوه الطيّبة و ملمس خدّ الحبيبة و هي غافية ..
    إن أحببته كما ينبغي سيمتدّ ظلّه على وجودك , سترى بنوره و تنكشف أمام أحداقك ( المعرفة الحقّة ) بكلّ بهائها و ألقها و يبدأ الستار القاتم يرتفع شيئاً فشيئاً عن ( الحقيقة ) ..
    هو الله .. محبّته عين معرفته ..
    ( أنتَ عابر كلّ شيء , فجزتَ كلّ شيء , فرأيت كلّ شيء , فعرفتَ كلّ شيء ) ..
    ( يا عبد .. لو علّمتك ما في الرؤيا لحزنتَ على الجنّة ) ..
    تشعر بوجوده يضفي على وجودك غاية و عدلاً و أملاً , و تفرح حين تعلَم أنّه لن يخذلك على الإطلاق ..
    إن لم تحبّه حقّ محبّته , لن تعرفه حقّ معرفته و لن تعبده حقّ عبادته ..
    هو .. هو الله ..
    حقيقة الحقيقة .. و ما في الحقيقة إلا الحبّ ..
    رحمته حبّ .. عدله حبّ .. غضبه ( شفقةً من لدنه ) حبّ .. انتقامه ( لنا لا علينا ) حبّ ..
    الله .. الاسم الأوّل الذي لا يليق إلاّ به و لا يُنادى به إلا هو ..
    كلّ حروفه قلبيّة فقد كفاك مؤونة أن تحرّك شفتيك لتنطقه , فانطقه بقليك ..
    افتح له نافذة روحك فهو أقرب لكَ من كلّ شيءٍ حولك , أقرب لكَ من حدقة عينيك و حرارة نَفَسك و خفقان قلبك و عروق دماك ..
    ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ...؟؟ ) ..
    هو يريدك أن تحبّه كما يحبّك , و أن تحاول الاقتراب إليه كما هو قريب منك , و الخطوة الواحدة منك إلى ذاته العليّة تقطع ملايين السنين الضوئية ..
    يا إنسان ..
    إياك أن تحتقر نفسك أو تستصغر شأنك .. إياك ثم إياك ..
    فيك أسرار الكون , و في هذا الجسد الصغير الكثيف المثقل بالهموم و الأحزان و الألم عوالم سحرية لا حدود لها .. و بين تلافيف دماغك العجيني الدبق تتراقص دنيا كاملة من الفرح و الشغف و الأمل و القدرة على الحبّ ..
    ( و تحسب أنّك جرمٌ صغيرٌ .. و فيك انطوى العالَم الأكبر ..؟؟؟ ) .
    هذا هو العشق الأوّل يا أحمد ..
    أما حبّي الثاني .. فله قصّة أخرى ..
    يتبع

    تعليق


    • #3
      منها خرجت .. و فيها ستغيب يوماً .. و إليها تنتمي ما حييت ..
      هي أرضك .. وطنك ..
      خطواتك المتعثّرة الأولى , حين كنتَ تمشي مترنّحاً متقلقلاً فتتعثّر بقدميك المهتزّتين و تقع , تحضنك الأرض بحنوّ و عطف و تُنهضك ثانية لتحاول مرّة أخرى ..
      مدرستك الأولى , دفاترك القديمة , درّاجتك الصغيرة , الأرصفة التي جريتَ عليها ألاف المرّات تلاحق قطّة الجيران , أقلام التلوين التي نسيتَها تماماً , لكنّها هناك , تنتظرك أن تلوّن بها كلّ الصفحات البيضاء و الأشياء الباهتة ..
      أصدقاء طفولتك التي هاجرَت ذاكرتك القريبة لكنّها ما تزال تقبع في مكانٍ ما من ذاكرتك البعيدة و ضميرك و أحلامك و أغنياتك الأولى و لثغتك المحبّبة ..
      أسرار مراهقتك الأولى , قصائدك التي لم يقرأها أحد , أحلامك التي لم تتحقّق يوماً , البسمة الصغيرة التي أهدتكَ إياها فتاة عابرة فتركتك أرِقاًً لمدّة أسبوع , نفحة العطر التي أتى بها نسيمٌ هادئ ذات ليلة فأيقظ فيكِ حسّ الأنوثة ..
      وجه أبيكَ الحبيب ينامُ قيلولته متعَباً فتتأمّل تغضّنات ملامحه الطيّبة و جسده الضخم المرهَق و تشعر أنّ لكَ ظهراً تستند إليه حين تدهمك عاصفةٌ مخاتلة , رائحة ( أمّك ) حين تمسح دمعةً سالت على خدّك الطريّ فتوقن أنّ لكَ سريراً تغفو عليه , لحية جدّك الكثّة التي تتلمّسها بيديك الصغيرتين و هو يضحك مغتبطاً فتحسّ أنّ لكَ تاريخاً قديماً لا تعيه تماماً .. لكنّه موجود ..
      حسّك الغريب بالغضب إن نظر أحدهم لأختك نظرةً مريبة , محاولاتك الدائبة لتخشع أثناء صلاتك , ضجّة المائدة اللذيذة حين يعلن المؤذّن نهاية يوم صيامٍ حارّ طويل , الروايات التي لم تكمل قراءتها , النكات التي طالَما أضحكتك , الأغاني التي كانت تطربك حتّى الجزل ..
      كلّ التفاصيل التي صنعَتْكَ يوماً بعد يوم ..
      هذا هو وطنك ..
      وطنك ليس مساحةً من أرضٍ فقط , و ليس مجرّد بقعةٍ صغيرةٍ أو كبيرة تحتلّ موقعاً ما على خريطة الأرض , و ليس مجرّد حدودٍ تجتازها بخطوةٍ واحدة .. فتغادره ..
      الوطن لن يغادرك .. هو كامنٌ فيك ..
      هو ضميرك و قيمك و أخلاقك و تاريخك و مستقبل أولادك فلا تعتقد أنّك تستطيع أن تتملّص منه يوماً ..
      هو من نحتَ ملامحك , شمسه صنعت سمرتك , ماؤه جرى في عروقك , فلا تخال أنّك تقدر أن تنساه ..
      هو الوطن ..
      قد تستطيع أن تعِش في أي مكان و تحت أيّ سماء , و قد تشعر بمتعةٍ مؤقّتة حين تعتقد أنّك غادرته , لكنّ شيئاً فيك لا يستطيع أن يفعل ذلك بسهولة , و يبقى فيك ما يُشعرك أنّك غريب .. غريب ..
      وجوه الناس .. نظراتهم المتسائلة , الأمكنة المتعجرفة , الظلال المتوجّسة , أرصفة الليل و أشواقه التي لا تنتهي ..
      كلّ شيء يقول لك - بتهذيبٍ شديد أحياناً - :
      سيّدي .. هذا ليس مكانك ..
      مكانك .. وطنك ..
      ربّما لا يسير كما توقّعت منه , ربّما تشعر أحياناً أنّه مكانٌ جافٌ جداً , و أن رياح الغبار تكاد تقتلع أرصفته الأليفة و أشياءه الحميمة و أنفاسه الرطيبة , و أنّه حارٌ جداً أحياناً , أو باردٌ حدّ التجمّد أحايين , و أنّه لم يفهمك جيّداً و لم يشعر بكَ كما ينبغي ..
      ربّما تشعر أنّه مكتظّ جداً , و أنّ هذه ( الزحمة ) تضايقك و تحدّ من حركة جسدك و تضيّق عليك مساحة الرؤية ..
      نعم .. أعلم ذلك .. لكنّي أعلم أيضاً أنّه ( وطنك ) أنت ..
      الشمس في سمائه شمسك أنت .. و القمر قمرك .. و كلّ الآفاق لك تلمسها بيديك ..
      إن لم تحبّه فأنت تكره ذاتك و تحتقرها , و إن خجلتَ منه فأنت لا تستحقّ أن يحترمك الآخرون ..
      إياك أن تسيطر عليك غريزة الانتحار و ذلك التوق الغامض إلى الموت التلقائي , فتبدأ بأبيك لتعرّيه أمام الناس و تكشف عورته و تسخر منه بملء فيك كأنّه مسخٌ شيطانيّ ..
      نعم .. ربّما كان أبوك مخطئاً في بعض الأمور , ربّما مرّت عليه أياماً رديئة , أو ربّما جنح به شراعه الممزّق , أو ربّما كان قاسياً أحياناً ..
      لكنّه أبوك..
      دمك من دمه , و في خلاياك تقبع مورّثاته و جيناته ..
      فلا تخُنها ..
      لن يلومك أحدٌ إن أحببتَه بكلّ أخطائه و عيوبه و مثالبه و ملامحه الخشنة و سلوكه الفظّ إلى حدٍّ ما , لكن الجميع سينظرون لكَ باستهجان إن دستَ فوق جثّته بقدميك و رحتَ تعربد ..
      اذهب إليه هناك .. قف عند قبره طويلاً .. قل له و أنت تبكي :
      أبي .. لم تكن ملاكاً على الإطلاق .. ارتكبت الكثير من الخطايا .. أسأتَ الفهم أحياناً .. ملامحك لم تكن وسيمة .. ذراعك كانت قصيرة .. كنتَ كسولاً في بعض الصباحات الشتوية حين تميل أن تبق في الفراش الدافئ قليلاً .. كنتَ فظّاً حين لم تفهمني تماماً و لم ترني و أنا أكبر و أمتطي صهوة العمر الجامح ..
      لكن ..
      رغم ذلك كلّه ..
      رغم أنّهم يحرّضونني أن أكرهك ..
      رغم أنهم لم يحبونك ..
      فأنا أحبّك جداً .. و أحترمك جداً ..
      يا أبي ..
      هذا حبّي الثاني يا أحمد ..
      أما حبي الثالث .. فله قصّة أخرى ..

      تعليق


      • #4
        خضراء نضرة .. هي الدنيا ..
        يا دنيا ..
        أيتها المثيرة و الشقيّة و الفريدة و العجيبة ..
        أحبّكِ جدّاً .. بكلّ أعصابي المتوفّزة .. بكلّ ملامحي المتحفّزة .. بكلّ دهشتي و فضولي و استغراقي و تأمّلي و لهاثي المتعَب لأكتشف تفاصيلك الصغيرة التي لم تكشفيها لأحد بعد ..
        هذا أنا يا دنيا ..
        إنسان صغير من مليارات البشر الذين تجرفينهم بدوّامتك الهائلة كلّ لحظة من لحظات أعمارهم القصيرة , فيصابون بالدوار و الغثيان و الهلع و يتوهون في معارجك الخفيّة يتلمّسون بأيديهم المرتجفة ذواتهم الوجِلة و أفئدتهم المضطربة و أشواقهم التي لا تكاد تنتهي ..
        يا قاسية ..
        أيتها المترعة باللذات و المتع و سماوات التوق و أنفاس الياسمين و زهور البيلسان و زقزقات العصافير و رجفات العشّاق و غمغمات المتصوّفين و أغاني المنشدين و ضحكات الأطفال المرِحة و موسيقى الأرواح المشتاقة و نُدَف الثلج يغطّي المآذن السامقة و عيون النساء و بريقها يحكي دون أي لغة غبيّة ..
        يا جميلة ..
        أيتها المليئة بالشرّ و الفظاعة و الجوع و البراكين لا تنطفئ شلاّلات نيرانها , و الأرض تميد تحت أقدام سكّانها , و الموت الأصفر ينزع من الجماجم عيونها الذابلة , و الحقد الأسود يزرع خنجره الملعون في الأوداج الباكية , و آلاف آلاف المقابر الصامتة تروي حكاياتها الحزينة لأشباح العتمة و غربان الخوف و ديدان الجثث المتعفّنة ..
        يا غريبة ..
        أيّتها المفتوحة على كلّ الاحتمالات , المليئة بكلّ الممكنات التي لن تنتهي , الباردة كنصل السكّين , الدافئة كرحيق زهرة ..
        يا ماكرة ..
        يا دنيا .. أحبّك جداً ..
        يا ريح الخريف .. يا رائحة الأرض حين تخضلّ بالمطر .. يا نجمةً فرّت من سمائها و نامت بين كفيّ مذعورة .. يا وجه الحبيبة .. يا كلّ الجباه الطيّبة .. يا أسماء الأماكن المجهولة .. يا عناوين الفنادق التي لم يزرها أحد .. يا حبّة رملٍ في شاطئ مهجور .. يا صفحةً مهترئة عابثتها الريح على الأرصفة المنسيّة كانت ذات يوم رسالة حب .. يا أناشيد الطفولة .. يا أحلامنا المهزومة .. يا أبجدية الألم .. يا غصّة الصدر حين الوداع .. يا بكاء ..
        أحبّك جداً ..
        لأنني إنسانٌ عاديّ تماماً .. لأنني لا أملك إلا أن أحبّك ..
        فأنا أحبّك ..
        جبانٌ هو من اختار أن يكرهك , خاف الهزيمة فأحجم عن الامتحان ...
        غبيّ هو من قرّر ألاّ يحبك .. عجز عن فهمك فآثر الاعتزال ..
        إن قررتَ أن تزهد بدنياك فاعلَم أنّ مقامك هناك , في المقاعد الخلفيّة , حيث المرضى و المشلولون و العاجزون و الضعفاء ...
        إن آثرتَ السلامة و نفدتَ بجلدك , فاعلم أنّك لم تظفر بالسلامة و لم تذق نشوة الانتصار ..
        هي الدنيا .. عليكَ أن تحبّها كما يليق بك و بها , فأنتَ و إيّاها من خلق الله .. هي لكَ و أنتَ لها ما حييت ..
        لكن ...
        عليكَ أيضاً أن تكون ذكيّاً فتحافظ على مسافةِ أمانٍ بينكما ..
        إيّاكَ أن يستولي حبّها على قلبك فتنسى كينونة خلقك و غايته و انتماءه ..
        أنتَ تنتمي إليه .. إلى نفخة الروح .. فلا تجعل من طين جسدك انتماءاً آخر ...
        هي تعطيكَ من طرف اللسان حلاوة , فتذوّقه و استمتع بلذّته , لكن , لا تنسَ أن ثمّة طرف آخر قد يكون علقماً مريراً كسمّ أفعى مجلجلة ..
        هي تفرش أمامك مساحاتٍ مذهلة من الخضرة , فأطلق ساقيك بها على طول المدى , لكن حذار .. هي تفخّخ الأرض بألغام قد تقتلك و تشلّ ساقيك و تبتلعك رمالها المخاتلة حتى الاختناق ..
        فتموت فسقاً ..
        و تموت ترفاً ..
        و تموت عهراً ..
        و تموت سأماً ..
        و تموت كفراً ..
        و تخترع ألف طريقةٍ و طريقة للموت ..
        هي الدنيا .. يا أحمد
        حبّي الثالث ..
        أما حبي الأخير ..
        فله حكاية أخيرة ..
        يتبع ..

        تعليق


        • #5
          [align=center]سنيور ...

          ترى سهل الكلام ... بنسبه لك انت تقدر

          لانك انت يزيد

          بس اهوه لا ... لان اهو المبتلـــــــــــــــــــــــــــــــــــي

          رفيجـــــــــــــك ليش معذب روحه

          خل يخطبها وبس ... اهو جم عمره ريض عليه يعني

          ما كون نفسه بعد ... ؟؟؟

          ولا عشان الاهل لازم اكون حق بنت عمه ...

          ولا مو من مواخيذنا ومن هالحجي ...

          ما اتوالمون معانا ... انا استغرب من لصبيان

          اذا البنت عجبته يا ينطرم ... وتالي اتحسف يليتني ويلتني

          وخذت قلبي والحين وين الاقيها مره ثانية

          ولا اغازلها ورقمها ... ليش ما اكون دايركت

          شافها مع امها راح وخطبها شفيها

          يقعدون مع بعض صلحو حق بعض ربي اوفقهم

          ما توالمو خلاص ...

          والله اعينه ع ما بلاااااااااااااه[/align]
          [align=center][/align]
          [align=center]موشرط اعجب كل الناس
          انا مو كل الناس تعجبني
          [/align]
          [align=center]http://www.youtube.com/watch?v=1UH4xdTCTUk[/align]

          تعليق


          • #6
            تسلم على الطرح الراقي


            يعطيك العافيه


            تعليق


            • #7
              في السماء .. بعد أن خلق الله العالَم كلّه .. و امتلأت الدنيا وحـوشاً و صـحارى و كـثـبان رمل و غباراً يعلقً في المآقي المتعَبة .. فتـح خـزائن رحمـته .. و قال لها : يا بضعاً من رحمة .. تجسّـدي في لحـمٍ و دم ..
              فكنتِ أنتِ .. الأنثى ..
              الأنثى .. هذا الكائن العجيب الذي اخترَع أبجديّات لم نفهمها نحن الذكور بكلّ وحشيّتنا و أنانيّتنا و بخلنا و غبائنا , فأصبح للعيون لغة , و للحبّ لغة , و للحنان لغة , و للأنوثة ألف لغة و لغة ..
              الأنثى .. تلك التي تطلع في عالَمك الموحش و كوابيسك المرعبة و سماواتك المتحجّرة فتكتسي الأشياء ألوانها فجأة , فتغنّي و ترقص و تعزف ألحان فرحتك و تشعر لأول مرّة أن هذا العالَم يستحق أن تكون فيه ..
              الأنثى .. تلك التي ترتدي عينيها اللامعتين و شعرها المضفور و صوتها الهامس و راحتيها النديّتين لتوقظك من يقظتك البليدة فتخطو معها خطوتك الأولى لعوالم الحلم اللذيذة ..
              الأنثى .. تلك التي ينساب صوتُها الناعم في أوردتك الزرقاء فتتسلل في خلاياكَ الهاجعة و تضخّ فيها ( طاقة الحياة ) فتنتشي و تهرع إليها باكياً لتعترف أنّك كنتَ همجيّاً جداً , و كسولاً للغاية , و ساذجاً حدّ الغباء حين لم تدرك ما هو معنى البكاء ..
              الأنثى .. تلك التي أتقنت تماماً فنّ الحياة , و تركت لنا – نحن الأغبياء – مهمّة أن نتقاتل و نشنّ الحروب و نتفلسف و نصطاد الوحوش و نخترع طقوس القتل الذي لا معنى له على الإطلاق ..
              هي الأنثى ..
              خُلِقَت بجسدٍ صغير و أعضاء دقيقة , نعم , فجرعة الطين فيها أقلّ , فكانت روحاً على الأرض تسعى .. ربّما هي الكائن الوحيد الذي فطره الله أن يكون نصف ملاك ..
              يقولون أن الأنثى أقلّ قدرةً من الذكر على التجريد , و هذا حقّ , فهي تسمّي الأشياء بمسمياتها , و تدرك بغريزتها أن معنى الحياة أن نعيشها تماماً و حتّى آخر قطرة ..
              سيّدتي .. نعترف لكِ أننا لم نفهمكِ تماماً حتّى الآن , و أننا أسأنا لكِ حين طالبناكِ ما لا تطيقين ..
              اعذري جهلنا و غباءنا حين سألناكِ أن تنفضي عنكِ أنوثتك البهيّة و أن ترتدي خشونتنا و ساديّتنا و جموحنا المرعب ..
              سامحينا أننا أزعجناكِ بدمامتنا و عشوائيّتنا و صراخنا المتوحّش البهيمي و أطنان الخطايا التي نحملها فوق ظهورنا دون أن ندري ..
              سامحينا أننا عاملنا أنوثتك بفظاظة و لم ندارِها برموش العيون فاستبحناها بجلافة و هتكناها بقسوة حين أوحَت لنا شهوة الذئب أن الأنوثة كلّها بكل روعتها و شفافيّتها و نعومتها و جمالها الآسر هي مجرّد سرير ..
              أعتذر منكِ سيّدتي نيابةً عن كلّ رجال العالَم على الحروب التي افتعلناها و الدمار الذي سبّبناه و حمامات الدم الذي أرقناه و مقابر الزهور التي اقتلعناها و جثث العصافير التي ذبحناها و ملايين جرائم الاغتصاب التي ارتكبناها منذ بدء التاريخ حتى هذه اللحظة ..
              عندما تُغتَصَب امرأة .. يغتصب في لحظةٍ واحدة الفنّ و الجمال و الحبّ و ملايين طيور الحمام و كلّ نجمات السماء و موجات البحر و أغاني الصيّادين عائدين من رحلةٍ طويلة يحلمون بأنثى تدفئ وحشتهم و برودتهم و وحدتهم و ظمأ شفاههم المتشقّقة ..
              سيّدتي .. شكراً أنّك هنا في هذا العالَم ..
              شكراً لأنّك أجبرتِنا أن نعيش حياتنا كما يجب , و أن نشعر بجمال دنيانا كما تستحق ..
              شكراً لأنّك علّمتنا كيف نغنّي و نكتب الأشعار و نحلم أحلاماً فردوسيّة ..
              شكراً لأنّك أعطيتِنا لمحة عن الجنّة التي تنتظرنا هناك , فأيّ فرقٍ بين جحيمٍ و جنّة إن لم تكوني هنا ...؟؟
              هي الأنثى ..
              أحبّها جداً يا أحمد
              أحمد
              لاحت منّي التفاتة إلى صديقي الصامت فوجدته غارقاً في مقعده مرتخياً و هو يغطّ في نومٍ عميق ..
              مشيت على أطراف أصابعي .. أطفأت ضوء الغرفة .. تأمّلته مليّاً و هو يرقد كالأطفال حالماً بحبّه الجديد .. أغلقتُ الباب بهدوء و أنا أهمس له :
              - أحبّك جداً .. يا أحمد ..
              تحيّاتي لجميع من مرّ

              تعليق


              • #8
                [align=right]قيه أعتذر إن تأخّرت ..
                و أشكركِ أنّك خطوتِ هنا خطوة واحدة ..

                بوركتِ .. و بورك لنا حضورك

                لكن المساله مختلفه تماماً عما تعتقديُن ..

                أتمنى الرجوع والقرائه كامله لـ محتوى الموضوع لعل وعسى تفهمين ماقصـُـد :)[/align][align=justify][/align]

                تعليق


                • #9
                  عاشق الحزين ..

                  أهلا وسهلا - اسعدني مرورك ياسيدي ..

                  تعليق


                  • #10
                    يااه كم هو مسكين عيد الحب ..


                    يخونني التعبير في والكلمات الرائعه جدا استمتعت يايزيد في موضوعك قلمك رائع جدا ً

                    تستاهل التقييييم

                    تعليق


                    • #11
                      لأنّه ما زال يركض إليك و يهرول إن مشيتَ له و لو خطوة واحدة ..
                      لأنّه أقسم على نفسه أن يكون رحمن رحيم ..

                      إن أحببته كما يليق به أحببتَ روحك التي هي نفخةٌ قدسيّة من لدنه , فتشعر تواً بالسلام و الطمأنينة و تثق بذاتك تماماً و تحترمها كما ينبغي و تدرك أنّك لستَ وحيداً غريباً ضعيفاً في عالَم ظالمٍ بارد ..

                      ^^^^^

                      عاودت لـ اقتبس كلمات اعجبتني كثيرا واسلوب راقي طرحهاااااا
                      لا يوجد حب مثل حب الله تعالى

                      لا اله الا الله محمد رسول الله

                      تعليق


                      • #12
                        موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

                        تعليق


                        • #13
                          رد: يوم أصبحت عاشقا ً محترفا ً ( بقلمي )

                          [align=right]عاشقة الماضي ..

                          نعم هو مسكين هذا العيد ..
                          يااااااااااااااه ...
                          كم من الكبائر تختفي وراء الكلمات الكبيرة ..!!
                          كم من العهر يتدثّر بردائكَ أيّها الحب ..!!
                          صدّقيني يا بريئة ..
                          يوماً ما ستكتشفين أنّ الحبّ لا يحتاج إلى عيد و لا إلى احتفالات و أهازيج ...
                          هو فقط يحتاج أن نفتح أقفاصنا الصدرية قليلاً لنعرّض قلوبنا للشمس و الهواء مرّة واحدة ..
                          حينها .. تغدو كلّ أيامنا أعياداً ..
                          ربّما ...

                          ابقي عاشقة .. أرجوكِ ...

                          ********

                          أخي المصارع ..

                          شكراً لوجودك هنا - دمت مصارع للحياة
                          ومنتصراً دوماً باذن الله


                          وصلت تحيتك - ولك مني أحترام أنحناء - في كل الأنحاء [/align]

                          تعليق


                          • #14
                            رد: يوم أصبحت عاشقا ً محترفا ً ( بقلمي )

                            يـعـََـطـٍَــيٍـَــك الــعــََــأِفـٍٍـيـَـه
                            وُآصِـٍَــِلآبـََـَدِآآعـكْ
                            تشغيل الفلاش من هنا

                            تعليق

                            يعمل...
                            X