الانقسامات الفئوية التي لا أساس علميا لها هي حالة مرضية تعبر عادة عن ضعف الدولة، وتكون نتيجة طبيعية لها، فالناس التي لا تجد دولة تحميها تتجه إلى البحث عما يمكن أن يميزها عن الآخرين حتى لو كان هذا التمييز وهميا وغير صحيح علميا. وقد برز، مع كل أسف، ضعف الدولة في الآونة الأخيرة للحد الذي عجزت فيه الحكومة عن التصدي للدعوات الفجة للكراهية الاجتماعية والفرقة الوطنية، ووقفت مؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة كجمعية حقوق الإنسان والقوى السياسية لا سيما الوطنية عاجزة عن رفض هذه الدعوات العنصرية الممجوجة التي بدأت تنتشر بين فئات المجتمع المختلفة. فالحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية عندما لا تتصدى لهذه الخطابات الفئوية البغيضة فإنها تتخذ موقفا سلبيا مشجعا لهذه الخطابات رغم خطورتها على التماسك الاجتماعي.
إننا لو بحثنا فيما يتم تداوله، وتقف الدولة عاجزة عن التصدي له، لوجدنا أنه لا أساس علميا أو دستوريا له، خذ مثلا مصطلحي 'البدو' و'الحضر' اللذين يحاول البعض بكل صفاقة أن يجعلهما أساس الصراع السياسي في المجتمع، فإن هذين المصطلحين لا أساس علميا أو دستوريا لهما. فكيف يمكن مثلا أن نعرف علميا ما المقصود بكل منهما، لنأخذ أولا مصطلح 'البدو'، فمن هم 'البدو' يا ترى؟ هل هم ذوو الأصول القبلية؟ لو قلنا نعم لاكتشفنا أن أغلبية الكويتيين إن لم يكن كلهم ينحدرون من أصول قبلية بمن فيهم أفراد الأسرة الحاكمة الكريمة، بل إنه حتى المواطنون من ذوي الأصول الفارسية يؤكدون أنهم من أصول قبلية مثل الكنادرة والعوضية والفوادرة والهولة، إذن مرة أخرى من هم 'البدو'؟
هل هم من يقطنون ما يسمى بالمناطق الخارجية؟ لكن ألا نلاحظ أن كل فئات الكويتيين يسكنون في ما يسمى المناطق الخارجية؟
وهنا يعود السؤال: ترى من هم 'البدو'؟ هل هم من قدموا مهاجرين قبل 60 عاما مثلا؟ ولكن جواب هذا السؤال لن يحدد هذه الفئة لأن الأغلبية العظمى من سكان الكويت قدموا إليها مهاجرين من الدول المجاورة لا سيما السعودية والعراق وإيران، ربما المقصود هنا عام الهجرة، لكن هذا أيضا غير دقيق، فمن يملك الحق في تحديده، وعلى أي أساس؟
وما ينطبق على مصطلح 'البدو' ينطبق كذلك على مصطلح 'الحضر'، فمن هم 'الحضر' يا ترى؟ وعلى أي أساس يمكن أن يطلق هذا المصطلح؟ وعلى أي فئة؟ أليس الحضري علميا هو من يسكن المدينة؟ ثم أليست الكويت هي عبارة عن مدينة صغيرة؟ ودستور الدولة وقوانينها هما من يحددان شكل المواطنة وأساسها؟
ولكن ألم نقل إن الدولة ضعيفة وقوانينها لا تطبق؟ وهذا هو لب المشكلة... لذلك فإن علينا جميعا ألا نضيع الوقت في هرطقات فئوية كريهة ليس لها أساس علمي، وعلينا بدلا من ذلك أن نركز على كيفية استعادة الدولة لقوتها ومكانتها لكي نتمكن من تطوير مجتمعنا الذي يتسع للجميع، ويملك المقومات كافة لكي يصبح وطنا دستوريا عصريا يضرب به المثل، ثم علينا أن نتذكر دائما أن الكل محتاج إلى القليل من التواضع فما يسمى 'البدو' و'الحضر' لم يكن لهما أي مساهمة تذكر في الحضارة الإنسانية، ولولا النفط لما تذكرنا العالم، فالتواضع فضيلة.
منقووووووووووووووووووول
وشكرا
قيوووووووووووووووووونه
اذكروني
إننا لو بحثنا فيما يتم تداوله، وتقف الدولة عاجزة عن التصدي له، لوجدنا أنه لا أساس علميا أو دستوريا له، خذ مثلا مصطلحي 'البدو' و'الحضر' اللذين يحاول البعض بكل صفاقة أن يجعلهما أساس الصراع السياسي في المجتمع، فإن هذين المصطلحين لا أساس علميا أو دستوريا لهما. فكيف يمكن مثلا أن نعرف علميا ما المقصود بكل منهما، لنأخذ أولا مصطلح 'البدو'، فمن هم 'البدو' يا ترى؟ هل هم ذوو الأصول القبلية؟ لو قلنا نعم لاكتشفنا أن أغلبية الكويتيين إن لم يكن كلهم ينحدرون من أصول قبلية بمن فيهم أفراد الأسرة الحاكمة الكريمة، بل إنه حتى المواطنون من ذوي الأصول الفارسية يؤكدون أنهم من أصول قبلية مثل الكنادرة والعوضية والفوادرة والهولة، إذن مرة أخرى من هم 'البدو'؟
هل هم من يقطنون ما يسمى بالمناطق الخارجية؟ لكن ألا نلاحظ أن كل فئات الكويتيين يسكنون في ما يسمى المناطق الخارجية؟
وهنا يعود السؤال: ترى من هم 'البدو'؟ هل هم من قدموا مهاجرين قبل 60 عاما مثلا؟ ولكن جواب هذا السؤال لن يحدد هذه الفئة لأن الأغلبية العظمى من سكان الكويت قدموا إليها مهاجرين من الدول المجاورة لا سيما السعودية والعراق وإيران، ربما المقصود هنا عام الهجرة، لكن هذا أيضا غير دقيق، فمن يملك الحق في تحديده، وعلى أي أساس؟
وما ينطبق على مصطلح 'البدو' ينطبق كذلك على مصطلح 'الحضر'، فمن هم 'الحضر' يا ترى؟ وعلى أي أساس يمكن أن يطلق هذا المصطلح؟ وعلى أي فئة؟ أليس الحضري علميا هو من يسكن المدينة؟ ثم أليست الكويت هي عبارة عن مدينة صغيرة؟ ودستور الدولة وقوانينها هما من يحددان شكل المواطنة وأساسها؟
ولكن ألم نقل إن الدولة ضعيفة وقوانينها لا تطبق؟ وهذا هو لب المشكلة... لذلك فإن علينا جميعا ألا نضيع الوقت في هرطقات فئوية كريهة ليس لها أساس علمي، وعلينا بدلا من ذلك أن نركز على كيفية استعادة الدولة لقوتها ومكانتها لكي نتمكن من تطوير مجتمعنا الذي يتسع للجميع، ويملك المقومات كافة لكي يصبح وطنا دستوريا عصريا يضرب به المثل، ثم علينا أن نتذكر دائما أن الكل محتاج إلى القليل من التواضع فما يسمى 'البدو' و'الحضر' لم يكن لهما أي مساهمة تذكر في الحضارة الإنسانية، ولولا النفط لما تذكرنا العالم، فالتواضع فضيلة.
منقووووووووووووووووووول
وشكرا
قيوووووووووووووووووونه
اذكروني
تعليق