تويت
لكل مشكلة حل
بواسطة: |بتاريخ: الأحد 30 ربيع الثاني 1424 هـ | عدد القراء: 785طباعة | أرسل لصديق
لا أستطيع التحمل أمام النساء
أنا هادي نوعاً ما ، أعاني من مشكلة الجنس وعدم التحمل أمام النساء ، وكذلك أني أجد في الصلاة صعوبة فأصلي يوماً أو يومين ثم أتوقف
الرد - سعد السفري
حرصك على أن تجد حلاً لمشاكلك التي ذكرت إنما هو في الحقيقة يدل عن خير في نفسك ، وعن بحث عن الحقيقة فاحمد الله على أن هداك للسؤال والاستشارة ، واحرص على التطبيق والعمل .
بالنسبة لما ذكرت من أنك مادي نوعاً ما فلم يظهر لي المقصود من ذلك في سؤالك هذا .
ثم المشكلة الثانية التي ذكرت من أنك تعاني من مشكلة الشهوة والجنس وأنك غير قادر على التحمل أمام النساء فاعلم أنه لعلاج هذه المشكلة لابد من أمور مهمة :
أولاً : أن تعلم أننا في هذه الدنيا قد خلقنا لعبادة الله وحده لا شريك له ، قال تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) فالعبادة والسعي لها وجعلها هي الهم والشاغل هي الغاية الأسمى التي يجب أن يسعى الناس لها . لذلك فيجب أن نزن أعمالنا على هذا الميزان فإن صلحت وإلا فلا ..
ثانياً : من عبادة الله تعالى أن نعلم أن الله فرض فرائض وحدّ حدوداً ، فأمرنا بالصلاة والزكاة وفعل الخيرات ، ونهانا عن المحرمات من الزنا والفواحش والخمر والغيبة والنميمة وغيرها مما حرم الله عز وجل ، والواجب على العبد أن يمتثل ما أمر وينتهي عما نهي عنه حتى يدخل الجنة .
ثالثاً : هناك وسائل تعين العبد وأسباب تجنبه بإذن الله من الوقوع في معصية الزنا والفتنة بالنساء التي هي من الفتن العظيمة والتي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عنها (( ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء )) فمن الوسائل المعينة على حفظ الإنسان من هذه الفتنة :
1) الالتجاء إلى الله والاعتصام به سبحانه فهو الذي خلقك وركب فيك هذه الغريزة ، وهو سبحانه القادر أن يحفظك من وضعها في الحرام : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))
2) مجاهدة النفس عن الوقوع في المعصية ، واعلم أن لمجاهدة النفس ثمرات في الدنيا والآخرة يقول الله تعالى : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )) . فجاهد نفسك تجد خيراً كبيراً ، ويرزقك الله انشراحاً في الصدر ولذة في العبادة ، وسعادة في الدنيا والآخرة .
3) احذر من النظر إلى النساء ، وامتثل أمر الله عز وجل : (( وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )) واعلم أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، وأن النظر إلى النساء هو بوابة الزنا ومدخله فاحذر من ذلك أشد الحذر .
4) لا تستمع إلى الغناء ، فالغناء بريد الزنا ، ومن أكثر ما يورث هماً وغماً في القلب ، ويعلق القلب بالنساء والفتن ..
5) تذكر أن الله مطّلع عليك (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )) فتذكر أنه لا يحب أن يراك على معصية ، فاستحي من نظر الإله إليك ، وكن دائم الخوف منه في حياتك . ترجو جنته وتخشى عقابه ..
6) احرص على إعفاف نفسك بالحلال ، ومن ثمّ القناعة بما رزقك الله ، مذكراً لك بالعلاج النبوي في ذلك حين قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) . وتذكر أن الزنا دين قد يستوفى من قريباتك فهل ترضاه لهن . فاحذر !
7) احذر مصاحبة البطالين وأصدقاء السوء الذين يقودونك للرذيلة ويحسنون لك القبيح من الفعل .
8) كن صاحب إرادة قوية ، وحزم مع نفسك ، ووطن نفسك دائماً على العمل لبلوغ الهدف الأسمى وهو الجنة ، فتتجنب المحرمات وتمتثل الطاعات .
أما بالنسبة لمشكلتك الأخيرة من أنك لا تستطيع أن تصلي دائماً ؛ فتصلي يومين أو ثلاثة ثم تنقطع فأقول :
1) من أولى خطوات العلاج أن تعرف حجم المرض . فجدير بك أن تعرف أهمية الصلاة في الإسلام وخطورة تاركها ، ولعلي أذكر لك طرفاً من ذلك هنا :
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهي واجبة بدلالة الكتاب والسنة والإجماع وقول الصحابة والنظر الصحيح ، وتارك الصلاة كافر بدليل الكتاب والسنة ، وقول الصحابة ، والنظر الصحيح كذلك .
فأما أدلة الوجوب :
· فمن القرآن قوله تعالى : (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا )) .
· ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ) ..
· صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) .
· قال صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : وذكر منها : وإقام الصلاة ..) .
· وغير ذلك من الأدلة الكثيرة التي يتبين بها وجوب الصلاة وفرضيتها .
أما أدلة كفر تاركها :
* فمن القرآن : قوله تعالى عن المشركين : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) . مفهوم الآية أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخواناً لنا – ولا تنتفي الأخوة الدينية بالمعاصي وإن عظمت ولكن تنتفي عند الخروج عن الإسلام .
* أما من السنة : فقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) . وقوله في حديث بريدة رضي الله عنه في السنن : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) . أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه .
* أما أقوال الصحابة : قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : ( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ) . والحظ : النصيب .
وقال عبدالله بن شقيق : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة .
* أما من جهة النظر الصحيح فيقال : هل يعقل أن رجلاً في قلبه حبة خردل من إيمان يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركها ؟ هذا شيء لا يمكن .
فإذا عرفت أخي حكم الصلاة ووجوبها وحكم تاركها فاستعن بالله على أدائها على الوجه الصحيح الذي يقبلها الله به ، ومن الأمور المعينة على ذلك :
1) &n bsp; الدعاء الصادق أن يوفقك الله ويعينك على العبادة عموماً والصلاة على وجه الخصوص.
2) أن تصاحب أقواماً يعينوك على أداء الصلاة جماعة مع المسلمين ، ويساعدوك على ذلك.
3) أن تعرف وقت كل صلاة وترتب نفسك على القيام بها في أوقاتها المفروضة .
4) &n bsp; أن تقبل على الله في صلاتك وتستشعر أنك تناجي الله عز وجل فيها .
5) أن تقرأ في الصلاة وفضلها وكيفيتها والأحاديث الواردة فيها حتى تعمل وفق ما يرضي الله عنك ..
6) تذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) .
7) تذكر أن العمر قصير ، وأن الدنيا دار عمل ، والآخرة دار جزاء ، فاعمل في الدنيا لتفوز في الأخرى .
سدد الله على درب الخير خطاك ، وشرح صدرك ، وغفر ذنبك ، وهدانا وإياك صراطه المستقيم ، وجمعنا في جنات النعيم .
بواسطة: |بتاريخ: الأحد 30 ربيع الثاني 1424 هـ | عدد القراء: 785طباعة | أرسل لصديق
لا أستطيع التحمل أمام النساء
أنا هادي نوعاً ما ، أعاني من مشكلة الجنس وعدم التحمل أمام النساء ، وكذلك أني أجد في الصلاة صعوبة فأصلي يوماً أو يومين ثم أتوقف
الرد - سعد السفري
حرصك على أن تجد حلاً لمشاكلك التي ذكرت إنما هو في الحقيقة يدل عن خير في نفسك ، وعن بحث عن الحقيقة فاحمد الله على أن هداك للسؤال والاستشارة ، واحرص على التطبيق والعمل .
بالنسبة لما ذكرت من أنك مادي نوعاً ما فلم يظهر لي المقصود من ذلك في سؤالك هذا .
ثم المشكلة الثانية التي ذكرت من أنك تعاني من مشكلة الشهوة والجنس وأنك غير قادر على التحمل أمام النساء فاعلم أنه لعلاج هذه المشكلة لابد من أمور مهمة :
أولاً : أن تعلم أننا في هذه الدنيا قد خلقنا لعبادة الله وحده لا شريك له ، قال تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) فالعبادة والسعي لها وجعلها هي الهم والشاغل هي الغاية الأسمى التي يجب أن يسعى الناس لها . لذلك فيجب أن نزن أعمالنا على هذا الميزان فإن صلحت وإلا فلا ..
ثانياً : من عبادة الله تعالى أن نعلم أن الله فرض فرائض وحدّ حدوداً ، فأمرنا بالصلاة والزكاة وفعل الخيرات ، ونهانا عن المحرمات من الزنا والفواحش والخمر والغيبة والنميمة وغيرها مما حرم الله عز وجل ، والواجب على العبد أن يمتثل ما أمر وينتهي عما نهي عنه حتى يدخل الجنة .
ثالثاً : هناك وسائل تعين العبد وأسباب تجنبه بإذن الله من الوقوع في معصية الزنا والفتنة بالنساء التي هي من الفتن العظيمة والتي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عنها (( ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء )) فمن الوسائل المعينة على حفظ الإنسان من هذه الفتنة :
1) الالتجاء إلى الله والاعتصام به سبحانه فهو الذي خلقك وركب فيك هذه الغريزة ، وهو سبحانه القادر أن يحفظك من وضعها في الحرام : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))
2) مجاهدة النفس عن الوقوع في المعصية ، واعلم أن لمجاهدة النفس ثمرات في الدنيا والآخرة يقول الله تعالى : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )) . فجاهد نفسك تجد خيراً كبيراً ، ويرزقك الله انشراحاً في الصدر ولذة في العبادة ، وسعادة في الدنيا والآخرة .
3) احذر من النظر إلى النساء ، وامتثل أمر الله عز وجل : (( وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )) واعلم أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، وأن النظر إلى النساء هو بوابة الزنا ومدخله فاحذر من ذلك أشد الحذر .
4) لا تستمع إلى الغناء ، فالغناء بريد الزنا ، ومن أكثر ما يورث هماً وغماً في القلب ، ويعلق القلب بالنساء والفتن ..
5) تذكر أن الله مطّلع عليك (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )) فتذكر أنه لا يحب أن يراك على معصية ، فاستحي من نظر الإله إليك ، وكن دائم الخوف منه في حياتك . ترجو جنته وتخشى عقابه ..
6) احرص على إعفاف نفسك بالحلال ، ومن ثمّ القناعة بما رزقك الله ، مذكراً لك بالعلاج النبوي في ذلك حين قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) . وتذكر أن الزنا دين قد يستوفى من قريباتك فهل ترضاه لهن . فاحذر !
7) احذر مصاحبة البطالين وأصدقاء السوء الذين يقودونك للرذيلة ويحسنون لك القبيح من الفعل .
8) كن صاحب إرادة قوية ، وحزم مع نفسك ، ووطن نفسك دائماً على العمل لبلوغ الهدف الأسمى وهو الجنة ، فتتجنب المحرمات وتمتثل الطاعات .
أما بالنسبة لمشكلتك الأخيرة من أنك لا تستطيع أن تصلي دائماً ؛ فتصلي يومين أو ثلاثة ثم تنقطع فأقول :
1) من أولى خطوات العلاج أن تعرف حجم المرض . فجدير بك أن تعرف أهمية الصلاة في الإسلام وخطورة تاركها ، ولعلي أذكر لك طرفاً من ذلك هنا :
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهي واجبة بدلالة الكتاب والسنة والإجماع وقول الصحابة والنظر الصحيح ، وتارك الصلاة كافر بدليل الكتاب والسنة ، وقول الصحابة ، والنظر الصحيح كذلك .
فأما أدلة الوجوب :
· فمن القرآن قوله تعالى : (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا )) .
· ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ) ..
· صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) .
· قال صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : وذكر منها : وإقام الصلاة ..) .
· وغير ذلك من الأدلة الكثيرة التي يتبين بها وجوب الصلاة وفرضيتها .
أما أدلة كفر تاركها :
* فمن القرآن : قوله تعالى عن المشركين : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) . مفهوم الآية أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخواناً لنا – ولا تنتفي الأخوة الدينية بالمعاصي وإن عظمت ولكن تنتفي عند الخروج عن الإسلام .
* أما من السنة : فقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) . وقوله في حديث بريدة رضي الله عنه في السنن : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) . أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه .
* أما أقوال الصحابة : قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : ( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ) . والحظ : النصيب .
وقال عبدالله بن شقيق : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة .
* أما من جهة النظر الصحيح فيقال : هل يعقل أن رجلاً في قلبه حبة خردل من إيمان يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركها ؟ هذا شيء لا يمكن .
فإذا عرفت أخي حكم الصلاة ووجوبها وحكم تاركها فاستعن بالله على أدائها على الوجه الصحيح الذي يقبلها الله به ، ومن الأمور المعينة على ذلك :
1) &n bsp; الدعاء الصادق أن يوفقك الله ويعينك على العبادة عموماً والصلاة على وجه الخصوص.
2) أن تصاحب أقواماً يعينوك على أداء الصلاة جماعة مع المسلمين ، ويساعدوك على ذلك.
3) أن تعرف وقت كل صلاة وترتب نفسك على القيام بها في أوقاتها المفروضة .
4) &n bsp; أن تقبل على الله في صلاتك وتستشعر أنك تناجي الله عز وجل فيها .
5) أن تقرأ في الصلاة وفضلها وكيفيتها والأحاديث الواردة فيها حتى تعمل وفق ما يرضي الله عنك ..
6) تذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) .
7) تذكر أن العمر قصير ، وأن الدنيا دار عمل ، والآخرة دار جزاء ، فاعمل في الدنيا لتفوز في الأخرى .
سدد الله على درب الخير خطاك ، وشرح صدرك ، وغفر ذنبك ، وهدانا وإياك صراطه المستقيم ، وجمعنا في جنات النعيم .
تعليق