هلموا .. هلموا .. هيا اقتربوا ..
فاليوم لدي وليمة .. لكل من وأد الفرح في قلبه ..
اليوم لدي قلبٌ فرِح .. اقتنصته من جسد طفلة ..
كانت تتسكع بالقرب من سور مدينة الحُزْنَ ..
وهناك عرضٌ سخي لأهل المقابر ..
فلهم الصف الأول على طبق الوليمة ..
هيا يا شعب الحزن .. ويا مواطنيه وقاطنيه ..
اقتربوا لنثمل من دم قلبها ..
وننتشي بالحزن .. فلدي لكلٍ منكم ..
حُقنة حزن .. وجرعة هم .. وأقراص لامبالاة ..
هيا أيتها الدموع .. وزعي شراب الوجع ..
على هذا الشعب الوفي والمخلص ..
بينما تولولُ آنسات الكمد .. وتتمايل على بكاؤنا ..
هيا كلوا جميعاً فلن نجد في كل يومٍ ..
قلبُ طفلةٍ مليءٌ بالفرح ..
ودعوني أروي لكم .. كيف فزتُ بهذه الغنيمة ..
كنتُ منغمسٌ جداً في تناول جرعةُ حُزنٍ ..
وحينها سمعتُ صوتٍ يدلُ على الفرح ..
رفعتُ راسي لأرى ذلك الصوت المزعج ..
فلم أجد أمامي إلا تلك الطفلة ..
تنشرُ السعادة في كل مكان ..
بل وتعدى الأمرُ بها .. لدرجة أنها حاولت ..
إغراء أطفال الهم .. وصغار الوجع والأنين ..
وبنات الألم .. فلم يكُن أمامي إلا ..
إغوائها بقصص الغرام .. وإدخالها بغيبوبة فارس الأحلام ..
لتُسلمني قلبها بكل يُسرٍ وسهولة..
.. تعالت الصرخات والآهات ..
معلنة فخر الحزن والهم والكمد ..
وحتى آنسات الدموع .. بدأن بالعويل ..
المرتفع .. كل هذا لما فعلته بتلك الطفلة ..
فهنيئاً لكم بي ..
ع ــــــبث .,.,.,
تعليق