بوتسدام: فيما مثل استفزازاً لمشاعر المسلمين قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتكريم رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فيسترجارد صاحب الرسوم المسيئة للرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" وذلك خلال مؤتمر عقد حول حرية الصحافة في مدينة بوتسدام الألمانية.
ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" جاء في حيثيات تكريم لجنة "إم 100" لفيسترجارد، أنه تمسك بعمله مستعينا بالحق في حرية التعبير، ومشيده بشجاعته لتمسكه بالقيم الديمقراطية ودفاعه عنها رغم تهديدات العنف والقتل.
كما أشادت المستشارة الألمانية خلال كلمتها بحرية التعبير، وأشارت إلى نشأتها في ألمانيا الشرقية الشيوعية، معبرة عن سعادتها بإنهيار حائط برلين عام 1989.
وقالت ميركل الحرية بالنسبة لي شخصيا هي أسعد تجربة في حياتي، مضيفة أنه حتى بعد مرور 21 عاما على سقوط حائط برلين فأن قوة الحرية لازالت تحركها أكثر من أي شيء آخر، كما وصفت حرية الصحافة بكونها "سلعة ثمينة".
وعقب تكريمه أعرب فيسترجارد صاحب الرسوم المسيئة والتي أثارت غضب المسلمين في شتى أنحاء العالم عن شكره لميركل ومنظمي الجائزة، قائلاً "اننا نعيش حياة طيبة رغم كل التهديدات"، مضيفاً "إن نشر رسوم الكاريكاتير كان بدافع الاحترام للطائفة المسلمة وانه كان عملا يهدف للاحتواء وليس الاقصاء"، على حد زعمه.
وقد أثار تكريم هذا الرسام الدنماركي غضب مسلمي ألمانيا، وانتقد عدد منهم انجيلا ميركل التي تنتمي إلى يمين الوسط، فيما قال أيمن مزيك عضو المجلس المركزي للمسلمين في المانيا في بيان "تكرم ميركل رسام كاريكاتير نرى أنه أهان نبينا وأهان كل المسلمين"
وذكرت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج أن ميركل تقدم على مخاطرة كبيرة، وأنها ستكون على الأرجح أكثر المهام إثارة للغضب الشديد منذ توليها المستشارية حتى الآن، بينما أشادت صحيفة (بيلد) واسعة الانتشار بفيسترجارد وقالت إن وجود ميركل يظهر أن المانيا لا تتراجع في مواجهة التهديدات من متعصبين إسلاميين.