الذئب البشري هو مخلق متوحش سمعنا عنه كثيرا في الأساطير وشاهدناه في بعض الأفلام السينمائية وهو في الأصل إنسان يتحول في ظروف معينة إلى ذئب حيث تتقلص عضلات وجهه وتبرز أنيابه.. وتتقلص عضلات يديه فتنحني أصابعه إلى الداخل فتصبح كالمخالب ويغطي رأسه شعر كثيف فيصبح نصف إنسان ونصف ذئب أو غولا يتلذذ بأكل لحم البشر وامتصاص دمائهم!!.. وهنا السؤال يطرح نفسه.. هل الذئب البشري مجرد خرافة اصطنعها سكان الريف والغابات كما شاع عنهم؟!.. أو أنه نموذج ابتكره صانعو الأفلام السينمائية.. أو أنه موجود بالفعل في الواقع.. في الحقيقية أن هناك دلائل علمية تشير إلى أن الذئب البشري ليس مجرد خرافة لكنه موجود بالفعل بمعنى أن هناك حالات يحدث فيها أن يتحول المرء العادي إلى مصاص للدماء على النحو السابق.. بل إن هناك بشرا من أصحاب الدماء (( الزرقاء )) توجد فيهم أصلا وحشية الذئاب !!


دلائل علمية على وجوده


الذئاب البشرية حالات موجودة في الحياة منذ زمن بعيد وكثيرا ما نسجت حولها الخرافات والأكاذيب.

ويقول المؤرخ اليوناني (( هيرودتس )) الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد إن المستكشفين في عصره الذين سافروا إلى منطقة البحر الأسود جاءوا يروون حكايات غريبة عن أناس يتحولون إلى ذئاب بفعل الأسحار..!

وقال الفيلسوف الروماني (( بليني )) في القرن السابع عشر: إن تحول الإنسان لذئب بشري يكون لغضب الرب عليه ووصف كيفية حدوث ذلك على النحو التالي: تؤخذ الضحية إلى النهر بقوى خفية تجبر على أن تجتاز مياهه إلى الشط الآخر فإذا استطاع ذلك واستطاع أن يحيا وسط المياه الثلجية يتحول على الشط ىلآخر إلى ذئب ويجول مع الذئاب الأخرى لمدة تسع سنوات.

فإذا استطاع خلال هذه الفترة أن يقاوم الإغراء بأكل اللحوم البشرية يرتد مرة أخرى إلى إنسان!.. أما إذا أقدم على الفتك بالبشر وامتصاص دمائهم يظل ذئبا حتى آخر العمر!!

وهناك تفسيرات كثيرة لحالات الذئب البشري.. منها ما يقول إن الرجل والمرأة اللذين يولدان في عيد الكريسماس يميلان عن غيرهما للتحول إلى ذئب!!

وهناك رأي آخر يقول: إن الذئاب البشرية تظهر بدافع عامل وراثي بمعنى أن هناك خطيئة ارتكبها الأب أو أحد الأجداد أدت إلى حلول روح الوحشية بالأولاد فيتوارثون جيلا عن جيل صفة التحول إلى ذئاب للتكفير عن الخطيئة التي ارتكبها أسلافهم وهناك من يقول إن الأمر قد يأتي بالصدفة البحثة حيث تدب روح الشيطان في رجل أو امرأة ويكتسب القدرة على تغيير الشكل والتحول إلى ذئب !

وهناك من يدعي أن ضعفاء الأرض من المسالمين والبسطاء يتحولون وقت اكتمال القمر إلى ذئاب تعويضا عن ضعفهم كبشر !!


ذئب في قسم الشرطة


في سنة 1987 حدثت حكاية لذئب بشري كان بطلها عامل بناء اسمه (( بل رامسي )) يقيم في منطقة (( اسكس )) في إنكلترا ويبلغ من العمر 43 عاما.. في شهر يوليو من السنة نفسها فوجئ رجال قسم الشرطة في المنطقة بدخول ذلك الرجل عليهم وهو في حالة هياج شديد وراح يعوي كالذئاب وكانت ملامح وجهه مخيفة وأصابع يديه متقلصة واستمر الضجيج والصياح إلى أن جاءه الطبيب وأعطاه حقنة مهدئة قوية المفعول لكنه رغم ذلك لم يهدأ تماما إلا عندما ارتطمت رأسه بشدة بسور خشبي وسقط على الأرض مغشيا عليه وتم احتجازه في مستشفى دنويل لمدة 28 يوما أجريت له مجموعة كبيرة من الاختبارات وصرح (( رامسي )) في نهاية المدة لقد انتابتني هذه الحالة ثلاث مرات من قبل خلال ست سنوات حيث تبرز أسناني وتتقلص أصابعي وأعوي كالذئاب ولا أعرف بما قمت به من أعمال وحشية إلا من الذين كانوا حولي.. فعندما أرجع إلى حالتي الطبيعية يخبروني بما قمت به.


كيف نفسر تحول إنسان إلى ذئب؟!


بعض الأطباء يرى أن الأمراض التي تظهر على الشخص عند تحوله لذئب هي نفس الصورة (( الإكلينيكية )) لمرض الكلب Rsbies لذلك من المحتمل جدا أن الذئب البشري هو إنسان مصاب بفيروس المرض الذي يصيب الذئاب وكذلك الكلاب نفسها وأنه انتقل إليه بسبب عضة كلب أو ذئب مصاب بفيروس.

وتظهر أعراض المرض خلال بضعة أيام من التقاط العدوى.. وتؤدي هذه الأعراض أساسا إلى حدوث نوبات من التقلصات الشديدة للعضلات قد تصل إلى حد التشنجات وتتسبب هذه التقلصات بظهور الشخص في صورة وحشية كالذئب حيث تتصلب عضلات الوجه والفم خاصة فينفرج عن الأسنان فتبدو بارزة واضحة كما تتركز التقلصات بعضلات اليدين والأصابع فتظهر أصابع اليد منقبضة بتوتر ناحية الكف فتظهر (( اليد )) المميزة لهذه الحالة والتي تبدو كمخلب النسر.

وهناك رأي آخر يقول: إن بعض أنواع من أدوية الوقت الحالي تحتوي على خلا صات من النباتات والحيوانات مثل (( عش الغراب )) والضفادع.. وبعض هذه الأنواع قد تسبب حدوث هلاوس و توهمات قد تجعل الشخص يتصور أنه حيوان وهناك احتمال آخر يتعلق بالغذاء فمن الملاحظ مخازن الغلال تتعرض للإصابة بفطر الحيوان..Ergot والذي تحدث عنه أعراض مشابهة لعقار LSD الذي يتعاطاه المدمنون.