بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
`• ღ •`«¦[ سُبْحَان مَن خَضَعَت لِعَظَمَتِه الْرِّقَاب ]¦»`• ღ •`
يَتَحْدُث الْنَّاس عَنالْعُظَمَاء، وَيَتَحَدَّث الْنَّاس عَن الزُّعَمَاء..
وَيَتَحَدَّث الْنَّاس عَن أُوْلِي الْقُوَّة وَالْسَّطْوَةوَالْعِز وَالْجَبَرُوْت..
وَلَكِــــن...
كَثِيْرا مِن الْنَّاس لَا يَفْقَهُوْن وَلَا يَعْلَمُوْن وَلَايُدْرِكُوْن..
مَا لِلَّه عَز وَجَل مِن عَظَمَة بَالِغَة..
هِي أُوْلَى وَأَحْرَى أَن تَذْكُر..
وَهِيأَوْلَى وَأَحْرَى أَن تُسَطِّر..
وَهِي أَجَل وَأَعْلَى مِن أَنيُحِيْط بِهَا عِلْم عَبْد..
(ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ *
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُالأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ * قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ
فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْعَلَيْكُم بِحَفِيظٍ)
سَبَّحــــــانــه ..
تَم نُوْرِه,وَعَظُم حِلْمِه..
وَكُمِّلسُؤْدُدِه,وَعَـزشَأْنِه..
وَتَعَالَت عَظَمَتِه..
وَجَل ثَنَاؤُه فِيالْسَّمَاءمُلْكَه وَفِي الْأَرْض سُلْطَانُه..
يَعْلَممَثَاقِيْل الْجِبَال, وَمَكَايِيِل الْبِحَار, وَعَدَد قَطْر الْأَنْهَار, وَعَدَدحَبَّات الْرِّمَال..
عَلِيِّم بِكُل شَيْء, مُحِيْطبِكُل أَمْر..
يَنْظُر إِلَى الْنَّمْلَة الْسَّوْدَاء عَلَىالْصَّخْرَة الْسَّوْدَاء فِي ظُلْمَة الْلَّيْل ..
مَا ذُكِراسْمُه فِي قَلِيْل إِلَا كَثْرَه..
وَلَا عِنْد كَرْب إِلَاكَشَفَه ..
وَلَا عِنْد هُم إِلَا فَرَجَه..
فَهُوالْاسْم الَّذِي تَكْشِف بِه الْكُرُبَات, وَتُسْتَنْزَل بِه الْبَرَكَات..
وَتُقَال بِه الْعَثَرَات, وَتُسْتَدْفَع بِه الْسَّيِّئَات..
بِه أَنْزَلْت الْكُتُب, وَبِه أُرْسِلْت الْرُّسُل ..
وَبِه شُرِعَت الْشَّرَائِع..
وَبِه حَقَّتالْحَاقَّة وَوَقَعَت الْوَاقِعَة..
وَبِه وَضَعَت الْمَوَازِيْنالْقِسْط, وَنَصَب الْصِّرَاط..
فسبحانهمَا أَحْكَمَه..
وَّسُبْحَانَهمَا أَعْظَمَه..
وَّسُبْحَانَهمَا أَعْلَمُه !!.
أَمَّا نَظَرْت إِلَىقُدْرَتِه عَلَى خَلْقِه وَقُوَّة جَبَرُوْتِه وَعَظَمَةمَلَكُوْتِه؛
» يقول ابن مسعود «
جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
" يا محمد, إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع, والشجر على إصبع
والماء على إصبع, والثرى على إصبع, وسائر الخلق علىإصبع, فيقول:
أنا الملك, فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدتنواجذه؛ تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ:
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَحَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) "
» وروى عن ابن عباس قال «
ما السموات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردله في يدأحدكم"
» وقال ابنجرير«
حدثني يونس أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما السموات السبع في الكرسي إلاكدراهم سبعةٍ أُلقيت في تُرس".
» وعن ابنمسعود قال «
بين السماء الدنيا والتي تليهاخمس مآئة عام
وبين كل سماء خمس مآئة عام
وبينالسماء السابعه والكرسي خمس مآئة عام
وبين الكرسي والماء خمس مآئةعام
والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء منأعمالكم"
هَل عَرَفْنَا عَظَمَة الْلَّه تَعَالَى؟
هَل تَفَكُّرِنَا فِي مَخْلُوْقَاتِه ؟
هَلتَأَمَّلْنَا فِي هَذَا الْوُجُوْد كَيْف أَحْكَمَه وَأَتْقَنَهوَخُلُقَه؟.
» قالبشر«
لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه..
وَذَلِك لِأَنالْتَّفَكُّر فِي عَجَائِب الْخَلْق وَأَسْرَارِه يُثْمِر تَعْظِيْم الْخَالِقوَمَخَافَتِه..
قَال تَعَالَى وَاصِفَا عِبَادِهالْمُؤْمِنِيْن
(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
أَمَّا إِن مَعْرِفَة الْلَّه, وَالتَّعَرُّف عَلَىالْلَّه يَخْتَلِف مِن شَخْص إِلَى شَخْص بِحَسَب قُوَّةإِيْمَانِه..
ولذلك قال صلى الله عليهوسلم:
" إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا "رواهالبخاري..
لِذَلِك كَان اسْتِشْعَارعَظَمَة الْلَّه عَز وَجَل..
وَمَعْرِفَة أَسْمَائِه وَصِفَاتِه..
وَالْتَّدَبُّر فِيْهَا، وَعَقَل مَعَانِيْهَا، وَاسْتِشْعَارِهَا،وَتَطْبِيْقِهَا فِي الْوَاقِع ..
مَن سُبُل تَقْوِيَة ضَعُفالْايْمَان ..
وَهَذَا هُو الْأَسَاس الَّذِيتَتَفَرَّع مِنْه سَائِر فُرُوْع الاعْتِقَاد..
حِيْن يَسْتَقِرتَعْظِيْم الْلَّه _تَبَارَك وَتَعَالَى_ فِي الْنَّفْس..
وَيَمْلِك صَاحِبُه الْعِلْم الْصَّحِيْح فَإِنَّه يُسَلِّم لَهاعْتِقَادِه..
وَتَنْضَبِط حَيَاتِه بِشَرْعالَّلَه تَبَارَك وَتَعَالَى ..
فَالَّذِي يُعَظِّم الْلَّهتَعَالَى لَا يُقَدِّم بَيْن يَدَي قَوْلُه وَقَوْل رَسُوْلُه صلى الله عليه وسلم
وَلَا يَتَرَدَّد فِي تَصْدِيْق الْأَخْبَار وَالْتِزَامالْأَوَامِر وَتَرْك الْمَنْهِيَّات ..
وَلَا يَتَعَلَّق قَلْبُه بِغَيْر الْلَّه، وَلَا يَتَّجِهلِمَخْلُوْق ..
فَيَصْفُو اعْتِقَادِه وَيَسْتَقِيْم عَمَلُه،وَيَضَع لِلْمَخْلُوْقِيْن مَنْزِلَتِهِم الَّتِييَسْتَحِقُّوْنَهَا...
» يَقُوْل ابْنالْقَيِّم رَحِمَه الْلَّه «
أَنيَشْهَد قَلْبَك الْرَب تَعَالَى مُسْتَويّا عَلَى عَرْشِه، مُتَكَلِّمَا بِأَمْرِهوَنَهْيِه
بَصِيْرَا بِحَرَكَات الْعَالَم عُلْوِيَّه وَسُفْلِيَّه،وَأَشْخَاصِه وَذَواتِه، سَمِيْعا لِأَصْوَاتِهِم رَقِيْبَا عَلَى ضَمَائِرُهُم
وَأَسْرَارِهِم، وَأْمُر الْمَمَالِك تَحْت تَدْبِيْرِه -كُلالْمَمَالِك أَقْوَى دَوْلَة وَأَضْعَف دَوْلَة- نَازِل مِن عِنْدِه وَصَاعِدإِلَيْه..
وَأَمْلاكَه بَيْن يَدَيْه،الْمَلَائِكَة تُنَفِّذ أَوَامِرَه فِي أَقْطَار الْمَمَالِك -لَا أَحَد يَصُدُّهعَن تَنْفِيْذ أَمْر الْلَّه-
مَوْصُوْفَا بِصِفَات الْكَمَال،مَنْعُوْتَا بِنُعُوْت الْجَلَال، مِنَزِّهَا عَن الْعُيُوب وَالْنَّقَائِصوَالْمِثَال
هُو كَمَا وَصَف نَفْسَه فِي كِتِابِه وَفَوْق مَا يَصِفُهبِه خَلْقُه
حِي لَا يَمُوْت، قَيُّوْم لَا يَنَام، عَلِيِّم لَايَخْفَى عَلَيْه مِثْقَال ذَرَّة فِي الْسَّمَاوَات وَلَا فِيالْأَرْض
بَصِيْر يَرَى دَبِيْب الْنَّمْلَة الْسَّوْدَاء عَلَىالْصَّخْرَة الصَّمَّاء فِي الْلَّيْلَة الْظَّلْمَاء..
سَمِيْع يَسْمَع ضَجِيْج الْأَصْوَات بِاخْتِلَاف الْلُّغَات عَلَى تَفَنَّن الْحَاجَات،تَمَّت كَلِمَاتُه صِدْقا وَعَدْلَا ]
انْتَهَى كَلَامُه رَحِمَه الْلَّه
يَسْمَع ضَجِيْج الْأَصْوَات الْآَن الْعِبَاد يَضِجُّونبِالْأَصْوَات فِي أَنْحَاء الْأَرْض..
وَالْلَّه عَز وَجَل يَعْلَم كُل وَاحِد مِنْهُم مَاذَا يَقُوْل ..
وَلَا تَشْتَبِك عَلَيْهالْأُمُور، وَلَا تَلْتَبِس عَلَيْه اخْتِلَافالْأَصْوَات..
وَلَا اخْتِلَاف الْلُّغَات، وَلَا اخْتِلَافالْحَاجَات الَّتِي يَدْعُو بِهَا الْعِبَاد..
فَلَا تَخْتَلِطعَلَيْه الْأَشْيَاء..
وَلَا يُعْجِزُه عِلْم مَا يَقُوْل هَذَا مِنهَذَا...
{ وَمَا يَعْزُب عَن رَّبِّك مِن مِّثْقَال ذَرَّة فِي الْأَرْض وَلَا فِي الْسَّمَاء }
سُبْحَانَك رَبَّنَا مَااعْظَمك..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
`• ღ •`«¦[ سُبْحَان مَن خَضَعَت لِعَظَمَتِه الْرِّقَاب ]¦»`• ღ •`
يَتَحْدُث الْنَّاس عَنالْعُظَمَاء، وَيَتَحَدَّث الْنَّاس عَن الزُّعَمَاء..
وَيَتَحَدَّث الْنَّاس عَن أُوْلِي الْقُوَّة وَالْسَّطْوَةوَالْعِز وَالْجَبَرُوْت..
وَلَكِــــن...
كَثِيْرا مِن الْنَّاس لَا يَفْقَهُوْن وَلَا يَعْلَمُوْن وَلَايُدْرِكُوْن..
مَا لِلَّه عَز وَجَل مِن عَظَمَة بَالِغَة..
هِي أُوْلَى وَأَحْرَى أَن تَذْكُر..
وَهِيأَوْلَى وَأَحْرَى أَن تُسَطِّر..
وَهِي أَجَل وَأَعْلَى مِن أَنيُحِيْط بِهَا عِلْم عَبْد..
(ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ *
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُالأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ * قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ
فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْعَلَيْكُم بِحَفِيظٍ)
سَبَّحــــــانــه ..
تَم نُوْرِه,وَعَظُم حِلْمِه..
وَكُمِّلسُؤْدُدِه,وَعَـزشَأْنِه..
وَتَعَالَت عَظَمَتِه..
وَجَل ثَنَاؤُه فِيالْسَّمَاءمُلْكَه وَفِي الْأَرْض سُلْطَانُه..
يَعْلَممَثَاقِيْل الْجِبَال, وَمَكَايِيِل الْبِحَار, وَعَدَد قَطْر الْأَنْهَار, وَعَدَدحَبَّات الْرِّمَال..
عَلِيِّم بِكُل شَيْء, مُحِيْطبِكُل أَمْر..
يَنْظُر إِلَى الْنَّمْلَة الْسَّوْدَاء عَلَىالْصَّخْرَة الْسَّوْدَاء فِي ظُلْمَة الْلَّيْل ..
مَا ذُكِراسْمُه فِي قَلِيْل إِلَا كَثْرَه..
وَلَا عِنْد كَرْب إِلَاكَشَفَه ..
وَلَا عِنْد هُم إِلَا فَرَجَه..
فَهُوالْاسْم الَّذِي تَكْشِف بِه الْكُرُبَات, وَتُسْتَنْزَل بِه الْبَرَكَات..
وَتُقَال بِه الْعَثَرَات, وَتُسْتَدْفَع بِه الْسَّيِّئَات..
بِه أَنْزَلْت الْكُتُب, وَبِه أُرْسِلْت الْرُّسُل ..
وَبِه شُرِعَت الْشَّرَائِع..
وَبِه حَقَّتالْحَاقَّة وَوَقَعَت الْوَاقِعَة..
وَبِه وَضَعَت الْمَوَازِيْنالْقِسْط, وَنَصَب الْصِّرَاط..
فسبحانهمَا أَحْكَمَه..
وَّسُبْحَانَهمَا أَعْظَمَه..
وَّسُبْحَانَهمَا أَعْلَمُه !!.
أَمَّا نَظَرْت إِلَىقُدْرَتِه عَلَى خَلْقِه وَقُوَّة جَبَرُوْتِه وَعَظَمَةمَلَكُوْتِه؛
» يقول ابن مسعود «
جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
" يا محمد, إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع, والشجر على إصبع
والماء على إصبع, والثرى على إصبع, وسائر الخلق علىإصبع, فيقول:
أنا الملك, فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدتنواجذه؛ تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ:
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَحَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) "
» وروى عن ابن عباس قال «
ما السموات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردله في يدأحدكم"
» وقال ابنجرير«
حدثني يونس أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما السموات السبع في الكرسي إلاكدراهم سبعةٍ أُلقيت في تُرس".
» وعن ابنمسعود قال «
بين السماء الدنيا والتي تليهاخمس مآئة عام
وبين كل سماء خمس مآئة عام
وبينالسماء السابعه والكرسي خمس مآئة عام
وبين الكرسي والماء خمس مآئةعام
والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء منأعمالكم"
هَل عَرَفْنَا عَظَمَة الْلَّه تَعَالَى؟
هَل تَفَكُّرِنَا فِي مَخْلُوْقَاتِه ؟
هَلتَأَمَّلْنَا فِي هَذَا الْوُجُوْد كَيْف أَحْكَمَه وَأَتْقَنَهوَخُلُقَه؟.
» قالبشر«
لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه..
وَذَلِك لِأَنالْتَّفَكُّر فِي عَجَائِب الْخَلْق وَأَسْرَارِه يُثْمِر تَعْظِيْم الْخَالِقوَمَخَافَتِه..
قَال تَعَالَى وَاصِفَا عِبَادِهالْمُؤْمِنِيْن
(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
أَمَّا إِن مَعْرِفَة الْلَّه, وَالتَّعَرُّف عَلَىالْلَّه يَخْتَلِف مِن شَخْص إِلَى شَخْص بِحَسَب قُوَّةإِيْمَانِه..
ولذلك قال صلى الله عليهوسلم:
" إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا "رواهالبخاري..
لِذَلِك كَان اسْتِشْعَارعَظَمَة الْلَّه عَز وَجَل..
وَمَعْرِفَة أَسْمَائِه وَصِفَاتِه..
وَالْتَّدَبُّر فِيْهَا، وَعَقَل مَعَانِيْهَا، وَاسْتِشْعَارِهَا،وَتَطْبِيْقِهَا فِي الْوَاقِع ..
مَن سُبُل تَقْوِيَة ضَعُفالْايْمَان ..
وَهَذَا هُو الْأَسَاس الَّذِيتَتَفَرَّع مِنْه سَائِر فُرُوْع الاعْتِقَاد..
حِيْن يَسْتَقِرتَعْظِيْم الْلَّه _تَبَارَك وَتَعَالَى_ فِي الْنَّفْس..
وَيَمْلِك صَاحِبُه الْعِلْم الْصَّحِيْح فَإِنَّه يُسَلِّم لَهاعْتِقَادِه..
وَتَنْضَبِط حَيَاتِه بِشَرْعالَّلَه تَبَارَك وَتَعَالَى ..
فَالَّذِي يُعَظِّم الْلَّهتَعَالَى لَا يُقَدِّم بَيْن يَدَي قَوْلُه وَقَوْل رَسُوْلُه صلى الله عليه وسلم
وَلَا يَتَرَدَّد فِي تَصْدِيْق الْأَخْبَار وَالْتِزَامالْأَوَامِر وَتَرْك الْمَنْهِيَّات ..
وَلَا يَتَعَلَّق قَلْبُه بِغَيْر الْلَّه، وَلَا يَتَّجِهلِمَخْلُوْق ..
فَيَصْفُو اعْتِقَادِه وَيَسْتَقِيْم عَمَلُه،وَيَضَع لِلْمَخْلُوْقِيْن مَنْزِلَتِهِم الَّتِييَسْتَحِقُّوْنَهَا...
» يَقُوْل ابْنالْقَيِّم رَحِمَه الْلَّه «
أَنيَشْهَد قَلْبَك الْرَب تَعَالَى مُسْتَويّا عَلَى عَرْشِه، مُتَكَلِّمَا بِأَمْرِهوَنَهْيِه
بَصِيْرَا بِحَرَكَات الْعَالَم عُلْوِيَّه وَسُفْلِيَّه،وَأَشْخَاصِه وَذَواتِه، سَمِيْعا لِأَصْوَاتِهِم رَقِيْبَا عَلَى ضَمَائِرُهُم
وَأَسْرَارِهِم، وَأْمُر الْمَمَالِك تَحْت تَدْبِيْرِه -كُلالْمَمَالِك أَقْوَى دَوْلَة وَأَضْعَف دَوْلَة- نَازِل مِن عِنْدِه وَصَاعِدإِلَيْه..
وَأَمْلاكَه بَيْن يَدَيْه،الْمَلَائِكَة تُنَفِّذ أَوَامِرَه فِي أَقْطَار الْمَمَالِك -لَا أَحَد يَصُدُّهعَن تَنْفِيْذ أَمْر الْلَّه-
مَوْصُوْفَا بِصِفَات الْكَمَال،مَنْعُوْتَا بِنُعُوْت الْجَلَال، مِنَزِّهَا عَن الْعُيُوب وَالْنَّقَائِصوَالْمِثَال
هُو كَمَا وَصَف نَفْسَه فِي كِتِابِه وَفَوْق مَا يَصِفُهبِه خَلْقُه
حِي لَا يَمُوْت، قَيُّوْم لَا يَنَام، عَلِيِّم لَايَخْفَى عَلَيْه مِثْقَال ذَرَّة فِي الْسَّمَاوَات وَلَا فِيالْأَرْض
بَصِيْر يَرَى دَبِيْب الْنَّمْلَة الْسَّوْدَاء عَلَىالْصَّخْرَة الصَّمَّاء فِي الْلَّيْلَة الْظَّلْمَاء..
سَمِيْع يَسْمَع ضَجِيْج الْأَصْوَات بِاخْتِلَاف الْلُّغَات عَلَى تَفَنَّن الْحَاجَات،تَمَّت كَلِمَاتُه صِدْقا وَعَدْلَا ]
انْتَهَى كَلَامُه رَحِمَه الْلَّه
يَسْمَع ضَجِيْج الْأَصْوَات الْآَن الْعِبَاد يَضِجُّونبِالْأَصْوَات فِي أَنْحَاء الْأَرْض..
وَالْلَّه عَز وَجَل يَعْلَم كُل وَاحِد مِنْهُم مَاذَا يَقُوْل ..
وَلَا تَشْتَبِك عَلَيْهالْأُمُور، وَلَا تَلْتَبِس عَلَيْه اخْتِلَافالْأَصْوَات..
وَلَا اخْتِلَاف الْلُّغَات، وَلَا اخْتِلَافالْحَاجَات الَّتِي يَدْعُو بِهَا الْعِبَاد..
فَلَا تَخْتَلِطعَلَيْه الْأَشْيَاء..
وَلَا يُعْجِزُه عِلْم مَا يَقُوْل هَذَا مِنهَذَا...
{ وَمَا يَعْزُب عَن رَّبِّك مِن مِّثْقَال ذَرَّة فِي الْأَرْض وَلَا فِي الْسَّمَاء }
سُبْحَانَك رَبَّنَا مَااعْظَمك..
تعليق