السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , , ,
بعد الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و أصحابه و من والاه ,,
أود أن أذكر لكم موقف لا أستطيع أنساه و منه فائدة بإذن الله تعالى ,
أذكــــر قديـــــمــا أن منزلاً كبيرا جدا كان بمنطقتنا تسكنه أكثر من عائلة ,,, جمـيعهم كانوا ذوي صلة حميمة ببعضهم البعض و عشقوا ذلك البيت و ذلك البيت عشقهم رغم أنهم لا يرتبطون ببعض لا عن طريق دم ولا غيره , فجميعهم مؤجرين .
يجتمعون كـل يوم و في جميع الأوقات , لا يمر شخص على ذلك البيت في أي وقت من الأوقات إلا ويجد على الأقل اثنان أو أكثر من أبناء تلك العوائل مجتمعين. أصواتهم الجميلة بعد غياب الشمس تبعث الأمل في حينا , فالهدوء يعم المكان و جميع البيوت , إلا ذلك البيت الذي كان يعطي بريق الأمل للمنطقة بأكملها .
أجلس في غرفتي , و الناس هاجعون في بيوتهم , فأستمتع لأصوات ضحكاتهم و مشاجراتهم الودية و أصوات غناء أطفالهم.
كانوا لا ينامون إلا بعد أن يبعثوا في معظم أبناء المنطقة إبتسامة لسان حالها يقول (لا يأس مع الحياة )
بعد أن كبرت عما كنت عليه و لازلت أسمع هذه الأصوات يوما بعد يوم حتى أصبحت جزءا من طقوس نومي , فلا أنام إلا بعد أن آخذ راحة نفسية مع أنشطتهم , مرّت سنين طوال و أنا لا أنام إلا على أفراحهم التي كانت تدخل قلبي دون إستئذان. والتي لولا الله ثم لولاها لأصاب اليأس أبناء حينا بكامله.
فهم بإختصار كانوا أساس ذلك الحي , , ,
لم يقف الأمر على ذلك
بل أصبح الجميع يحب أن يمر من أمام ذلك البيت , لأن مجرد المرور به ولو لم تكن من أبنائه كان يبعث شيئا من الفرح بالنـفـس.
كـان منزلاً كأي منزل , تحدث به المشاكل و تحدث به المناسبات , و كانت مشاكله سريعا ما تنجلي بفضل الله , و لكن مناسباته السعيدة تطول لتعلق أبناء البيت بـها.
مررت ذات مرة بجانب ذلك البيت , فوجدت أن في كل بقعة منه عدد من أبناء تلك العوائل يعملون نشاطا بينهم ,
هناك مجموعة تتناقش بموضوع جاد , و هناك مجموعة تتنافس في الشعر , و مجموعة أخرى وجدتها تلعب ألعابا خفيفة و ممتعة .
بينهم ترابط لم أرى مثيله في حياتي , فهم في كل يوم يجب أن يجتمعوا و يمرحوا , و أتكلم عن سنين لا عن أيام ولا عن شهور ~
تأملت بهم و تمنيت أن أكون معهم , فـ طريقة حياتهم كانت تجذب أي إنسان و مهما كانت عقليته و ميولاته . لأنني أدرك أن ذلك الترابط و التكافل مطلوب في كل مكان و كل زمان .
مرت الأيام , بل السنين , و أنا كل يوم أمر بجانب هذا المنزل ( لا أبالغ , بل أعني ما أقول , كل يوم ) سنين انقضت و أنا أمر بجانبه.
و لكن ,,, كنت أرى خلال سنة من السنوات , انه في كل يوم يخرج أحد الساكنين من أبناء العوائل و لا يعود إلا في وقت متأخر جدا , ربما كان ثلاث أو أربع أيام.
آلمني ما يقع به ذلك الشخص , فـ كيف يترك هذا المنزل لمدة تزيد عن اليوم كامل ؟!!!!
سؤال لم أجد له جوابــــــا ,,
ولكن قررت أن أبقى على ما أنا عليه , و هو أن أمر كل يوم من جانب هذا البيت لعلي أنال قدرا مما ينالونه من البهجة و السرور قبل أن أخلد إلى نومي ,,
و لكن هي صدمة أخرى ,,,
فـ شخص آخر يقوم بنفس ما يقوم به ذلك الشخص ,, يخرج ولا يعود إلا بعد غياب يومين أو ثلاث أيام.
بدأت أتألم لذلك ,, و أخذ هذا الحال يهاجم شخصا تلو شخص من أبناء تلك العوائل. حتى أصبحت أفقد أصوات الكثير و الكثير منهم , انكمشت فرحة ذلك البيت , و بدأت أحن لفرحته التي كانت لا تضاهى بفرحة بالأمس القريب. و بدأت أحس بتوتر إذا حان موعد نومي , فهناك تغير مفاجئ لـ روتين دمت عليه سنين طوال , كيف أتأقلم معه بهذا الشكل .
أخذ السهر يهاجمني يوما و الأرق يوما آخر , يتناوبون على جفوني , و لا أعلم ما هو سبب تغير تلك الفرحة لذلك البيت ,, بحثت طويلا عن السبب و لم أجد أي أدنى إجابة ,,
مرت الشهور , و الحال يزيد سوءا فـ سوءا , و الجميع يخرج و لا يعود إلا وقت متأخر جدا , و لا يوجد في البيت إلا من يشرف على إدارته , و من يقوم بتنظيمه , و عدد قليل جدا من الأبناء يكاد الحديث بينهم أن يختنق , فقليلا ما كانوا يتحدثون مع بعضهم.
مرت شهورٌ أخرى , و تأتي الأخبار بأن أولئك الذين كانوا لا يرجعون إلا في وقت متأخر , قد وجد كلاً منهم شقة أو منزل غير هذا يسكنه و هو بالنسبة له أشرح و أمرح , من باب التغيير .
فأصبحوا لا يأتون إلى منزلهم إلا ربما في الشهر مرة واحدة , و ليس به إلا من يقوم على تنظيمه و أولئك الأبناء القليل الذين يكادون يجهلون بعضهم البعض. ولا يوجـد غيرهم في ذلك المكان سوى صدى أصوات ضحكاتهم التي أتذكرها وتكاد تمزق قلبي , و ذكريات مساباقتهم و ألعابهم و تجمعاتهم ,
أخذت نظرة في ذلك البيت و أنا بجانبه , كما كنت أفعل بالسابق , فلم أسمع شيئا , الهدوء يعم المكان , و بين كل ساعة و ساعة أسمع صوتا. وصوتا عاديا , إما شخص ينادي شخصا آخرا , أو أحدهم يكلم الهاتف في فناء المنزل ,,,,
أين تلك الدقائق التي لم تكن لتمر دون ضحكة أو قهقهة أو مداعبة أحدهم للآخر ,,,
لم ألقى لهذا السؤال جوابـــــا ,,,
و اليوم أدركت أن هذا البيت كان يحتضــــر ,,,,, فهو الآن أشبه بالميت ,, بل إنه مـيــت , جسد من غير روح ,,
و لا أعلم ماهو السبب إلى يومي هذا ,,,
أتدرون عن أي بيتٍ أتكلم .؟؟؟
إني أتكلم عن منتدى كويت 777 , الذي كان صداه يعبر القارات , و يشترك به العرب من كل أرجاء العالم من شرقه و غربه و النشاط به يكاد أن يمزق الشبكة العنكبوتية .
تركـــــه كثــــيـــرٌ من أبنائــــه لأسباب نجهلها , فـ بات كما ترونه اليوم , يأخذ نفَسا باليوم مرة واحدة فقط كي لا يفقد حياته , فهو أشبه بالميت إذا.
غابوا عنه و تركوه ولا نعلم أسبابهم ,, بتنا نفتقدهم و نفتقد تلك الأفراح بجانبهم ,
أصبح الملل يمزق زوايا المنتدى ,, و لا نعلم ما هو السبب ,,,
أرى أن الحروف أسيفة و هي تشرح هذا الوضع ,,, لعلنا أن نرى ذلك الفرج عاجلا ليس آجلا ,,
وأتمنى منهم جميعا أن يعودوا كما كانوا في السابق إن استطاعوا ,,, و شكرا جزيلا لكل من يحاول بكل طاقته أن يعيد ذلك الصرح لما كان عليه و أن يرسم البهجة على أعضائه ,,,
أخوكم /
راحل بعيـــد
بعد الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و أصحابه و من والاه ,,
أود أن أذكر لكم موقف لا أستطيع أنساه و منه فائدة بإذن الله تعالى ,
أذكــــر قديـــــمــا أن منزلاً كبيرا جدا كان بمنطقتنا تسكنه أكثر من عائلة ,,, جمـيعهم كانوا ذوي صلة حميمة ببعضهم البعض و عشقوا ذلك البيت و ذلك البيت عشقهم رغم أنهم لا يرتبطون ببعض لا عن طريق دم ولا غيره , فجميعهم مؤجرين .
يجتمعون كـل يوم و في جميع الأوقات , لا يمر شخص على ذلك البيت في أي وقت من الأوقات إلا ويجد على الأقل اثنان أو أكثر من أبناء تلك العوائل مجتمعين. أصواتهم الجميلة بعد غياب الشمس تبعث الأمل في حينا , فالهدوء يعم المكان و جميع البيوت , إلا ذلك البيت الذي كان يعطي بريق الأمل للمنطقة بأكملها .
أجلس في غرفتي , و الناس هاجعون في بيوتهم , فأستمتع لأصوات ضحكاتهم و مشاجراتهم الودية و أصوات غناء أطفالهم.
كانوا لا ينامون إلا بعد أن يبعثوا في معظم أبناء المنطقة إبتسامة لسان حالها يقول (لا يأس مع الحياة )
بعد أن كبرت عما كنت عليه و لازلت أسمع هذه الأصوات يوما بعد يوم حتى أصبحت جزءا من طقوس نومي , فلا أنام إلا بعد أن آخذ راحة نفسية مع أنشطتهم , مرّت سنين طوال و أنا لا أنام إلا على أفراحهم التي كانت تدخل قلبي دون إستئذان. والتي لولا الله ثم لولاها لأصاب اليأس أبناء حينا بكامله.
فهم بإختصار كانوا أساس ذلك الحي , , ,
لم يقف الأمر على ذلك
بل أصبح الجميع يحب أن يمر من أمام ذلك البيت , لأن مجرد المرور به ولو لم تكن من أبنائه كان يبعث شيئا من الفرح بالنـفـس.
كـان منزلاً كأي منزل , تحدث به المشاكل و تحدث به المناسبات , و كانت مشاكله سريعا ما تنجلي بفضل الله , و لكن مناسباته السعيدة تطول لتعلق أبناء البيت بـها.
مررت ذات مرة بجانب ذلك البيت , فوجدت أن في كل بقعة منه عدد من أبناء تلك العوائل يعملون نشاطا بينهم ,
هناك مجموعة تتناقش بموضوع جاد , و هناك مجموعة تتنافس في الشعر , و مجموعة أخرى وجدتها تلعب ألعابا خفيفة و ممتعة .
بينهم ترابط لم أرى مثيله في حياتي , فهم في كل يوم يجب أن يجتمعوا و يمرحوا , و أتكلم عن سنين لا عن أيام ولا عن شهور ~
تأملت بهم و تمنيت أن أكون معهم , فـ طريقة حياتهم كانت تجذب أي إنسان و مهما كانت عقليته و ميولاته . لأنني أدرك أن ذلك الترابط و التكافل مطلوب في كل مكان و كل زمان .
مرت الأيام , بل السنين , و أنا كل يوم أمر بجانب هذا المنزل ( لا أبالغ , بل أعني ما أقول , كل يوم ) سنين انقضت و أنا أمر بجانبه.
و لكن ,,, كنت أرى خلال سنة من السنوات , انه في كل يوم يخرج أحد الساكنين من أبناء العوائل و لا يعود إلا في وقت متأخر جدا , ربما كان ثلاث أو أربع أيام.
آلمني ما يقع به ذلك الشخص , فـ كيف يترك هذا المنزل لمدة تزيد عن اليوم كامل ؟!!!!
سؤال لم أجد له جوابــــــا ,,
ولكن قررت أن أبقى على ما أنا عليه , و هو أن أمر كل يوم من جانب هذا البيت لعلي أنال قدرا مما ينالونه من البهجة و السرور قبل أن أخلد إلى نومي ,,
و لكن هي صدمة أخرى ,,,
فـ شخص آخر يقوم بنفس ما يقوم به ذلك الشخص ,, يخرج ولا يعود إلا بعد غياب يومين أو ثلاث أيام.
بدأت أتألم لذلك ,, و أخذ هذا الحال يهاجم شخصا تلو شخص من أبناء تلك العوائل. حتى أصبحت أفقد أصوات الكثير و الكثير منهم , انكمشت فرحة ذلك البيت , و بدأت أحن لفرحته التي كانت لا تضاهى بفرحة بالأمس القريب. و بدأت أحس بتوتر إذا حان موعد نومي , فهناك تغير مفاجئ لـ روتين دمت عليه سنين طوال , كيف أتأقلم معه بهذا الشكل .
أخذ السهر يهاجمني يوما و الأرق يوما آخر , يتناوبون على جفوني , و لا أعلم ما هو سبب تغير تلك الفرحة لذلك البيت ,, بحثت طويلا عن السبب و لم أجد أي أدنى إجابة ,,
مرت الشهور , و الحال يزيد سوءا فـ سوءا , و الجميع يخرج و لا يعود إلا وقت متأخر جدا , و لا يوجد في البيت إلا من يشرف على إدارته , و من يقوم بتنظيمه , و عدد قليل جدا من الأبناء يكاد الحديث بينهم أن يختنق , فقليلا ما كانوا يتحدثون مع بعضهم.
مرت شهورٌ أخرى , و تأتي الأخبار بأن أولئك الذين كانوا لا يرجعون إلا في وقت متأخر , قد وجد كلاً منهم شقة أو منزل غير هذا يسكنه و هو بالنسبة له أشرح و أمرح , من باب التغيير .
فأصبحوا لا يأتون إلى منزلهم إلا ربما في الشهر مرة واحدة , و ليس به إلا من يقوم على تنظيمه و أولئك الأبناء القليل الذين يكادون يجهلون بعضهم البعض. ولا يوجـد غيرهم في ذلك المكان سوى صدى أصوات ضحكاتهم التي أتذكرها وتكاد تمزق قلبي , و ذكريات مساباقتهم و ألعابهم و تجمعاتهم ,
أخذت نظرة في ذلك البيت و أنا بجانبه , كما كنت أفعل بالسابق , فلم أسمع شيئا , الهدوء يعم المكان , و بين كل ساعة و ساعة أسمع صوتا. وصوتا عاديا , إما شخص ينادي شخصا آخرا , أو أحدهم يكلم الهاتف في فناء المنزل ,,,,
أين تلك الدقائق التي لم تكن لتمر دون ضحكة أو قهقهة أو مداعبة أحدهم للآخر ,,,
لم ألقى لهذا السؤال جوابـــــا ,,,
و اليوم أدركت أن هذا البيت كان يحتضــــر ,,,,, فهو الآن أشبه بالميت ,, بل إنه مـيــت , جسد من غير روح ,,
و لا أعلم ماهو السبب إلى يومي هذا ,,,
أتدرون عن أي بيتٍ أتكلم .؟؟؟
إني أتكلم عن منتدى كويت 777 , الذي كان صداه يعبر القارات , و يشترك به العرب من كل أرجاء العالم من شرقه و غربه و النشاط به يكاد أن يمزق الشبكة العنكبوتية .
تركـــــه كثــــيـــرٌ من أبنائــــه لأسباب نجهلها , فـ بات كما ترونه اليوم , يأخذ نفَسا باليوم مرة واحدة فقط كي لا يفقد حياته , فهو أشبه بالميت إذا.
غابوا عنه و تركوه ولا نعلم أسبابهم ,, بتنا نفتقدهم و نفتقد تلك الأفراح بجانبهم ,
أصبح الملل يمزق زوايا المنتدى ,, و لا نعلم ما هو السبب ,,,
أرى أن الحروف أسيفة و هي تشرح هذا الوضع ,,, لعلنا أن نرى ذلك الفرج عاجلا ليس آجلا ,,
وأتمنى منهم جميعا أن يعودوا كما كانوا في السابق إن استطاعوا ,,, و شكرا جزيلا لكل من يحاول بكل طاقته أن يعيد ذلك الصرح لما كان عليه و أن يرسم البهجة على أعضائه ,,,
أخوكم /
راحل بعيـــد
تعليق