تويت
شرح المنظومة البيقونية ( الدرس الثاني ):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين ... اما بعد :
فقد بدأنا بدروسنا في شرح المنظومة البيقونية .. وقد تحدثنا عن البسملة والبيت الاول من النظم ....
واليوم باذن الله نتابع شرحنا للمنظومة ومع البيت الثاني ...
قال المصنف رحمه الله تعالى :
2- وذي من أقسام الحديث عدة.................. وكل واحد أتى وحده .
( ذي ) : اسم إشارة ، والمشار إليه ما ترتب في ذهن المصنف أو المؤلف قبل التأليف ، أو الشيء الحاضر إن كان بعد التأليف .
( من أقسام الحديث عدة ) : ويقصد بأقسام الحديث أنواعه الثلاثة وهي الصحيح والحسن والضعيف .
لكن ما الذي قصده المصنف بالحديث هنا أعلم الحديث رواية أم علم الحديث دراية؟
فنقول إن المصنف قصد علم الحديث دراية .
قوله ( عدة ) : أي عدد ليس بكثير .
وقوله ( وكل واحد أتى وحده ) :
أي أن المصنف جاء بكل قسم من أقسام الحديث على حده .
يقال : حد الأرض : وضع فاصلا بينها وبين ما يجاورها . ويقال حدد على الشيء : أي أقام له حدا .
وقوله ( أتى وحده ) : الواو هنا واو المعية ، و( حده ) : مفعول معه ، وهنا قاعدة وهي ( إذا عطف على الضمير المستتر بالأفصح أن تكون الواو للمعية وينصب ما بعدها ) .
والحد : يشترط فيه ألا يخرج شيئا من المحدود ، وألا يدخل شيئا من غير المحدود ، وربما يصح إن قلنا عنه انه جامع مانع ، كما يطلق عليه أهل الفلسفة والمنطق .
مثال ذلك :
إذا حددنا الإنسان كما يقولون ( أي أهل الفلسفة ) انه حيوان ناطق ، وهذا الحد يقولون انه مضطرد ومنعكس ، فقولهم حيوان خرج به ما ليس بحيوان كالجماد ، وقولهم ناطق خرج به ما ليس بناطق كالبهيم .
في الحقيقة مع أن هذا ليس مبحثنا فإنني لا أوافق الفلاسفة في مثل هذه الآراء ...
ولي في ذلك عدة أسباب :
أولا : أن الله تعالى قال في كتابه : ( لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ) .
1- الإنسان ليس ناطقا فقط بل وعاقل إذا فكيف يطلق عليه انه حيوان .
2- أن الإنسان حمله الله تعالى أمانة الدين فمن الأدب أن يطلق عليه انه إنسان كما جاء في كتاب الله تعالى .
3- ( عفوا ) لكن لفظة حيوان ناطق ألا تشمل البشر جميعا ، فهل من الأدب وهل يصلح أن نقول عن أحد من الأنبياء انه حيوان ناطق كونه من البشر نعوذ بالله مما يقوله هؤلاء السفهاء .
4- قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني ادم ) فهل ترون ان كون الانسان اصله حيوان او يطلق عليه لفظة حيوان ناطق هل فيها تكريم له ؟؟!! ثانيا : انه في العصر الحالي اصبح بعض الناس يعلمون حيواناتهم الكلام ،
فإذا أخذنا بقول هؤلاء الفلاسفة إذا فما الفرق في هذه الحالة بين الإنسان وهذا القرد الناطق أو الطير الناطق .
ومن هنا ندعو هؤلاء إلى تقوى الله تعالى ، والالتزام بما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نحن لا نقول أن تعلم الفلسفة حرام لكن تعلمها بما يوافق الشريعة الإسلامية . فما الفرق بين قولهم أن الإنسان حيوان ناطق ونظرية داروين أو كما يسمونها ( نظرية التطور ) والتي تقول أن الإنسان اصله حيوان وتتطور حتى وصل إلى كونه إنسان ، حتى نظرية هذا الكافر داروين
لدينا الأدلة من كتاب الله تعالى لتكذيبها وردها في وجهه ، سبحان الله هل يقبل إنسان عاقل أن يقال عنه انه حيوان .
وينقسم علم الحديث إلى قسمين علم الحديث رواية وعلم الحديث دراية .
1- علم الحديث رواية :
هو العلم الذي يقوم على نقل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية نقلا دقيقا محررا .
ومدار هذا العلم على حفظ الحديث في صدور الحفاظ أو بالكتابة ثم تبليغه بوسيلة من وسائل التبليغ الشفوية أو الكتابية .
وفي العناية به حفظ للسنة من الخطأ في نقل ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبهذا يتم حسن الاقتداء به عليه الصلاة والسلام .
2- علم الحديث دراية :
هو العلم الذي تعرف به حقيقة الرواية وشروطها وأنواعها ، وأحكامها وأحوال الرواة وشروطهم ( اقصد بذلك الشروط التي يجب توفرها في هؤلاء الرواة ) ، وأصناف المرويات وما يتعلق بها .
وكذلك يمكننا تعريفه بـ : ( مجموعة القواعد والمسائل التي تعرف بها حال الراوي والمروي من حيث القبول والرد ) .
وبحثنا والمنظومة متعلقة في القسم الثاني .
وهو علم مصطلح الحديث الذي يعرفه العلماء : بانه علم باصول وقواعد يعرف بها حال السند والمتن من حيث القبول والرد .
هذا والله اعلم نقف الى هنا .
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ..
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ..
اخوكم العبد الفقر
ابو عبد الله المقدسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين ... اما بعد :
فقد بدأنا بدروسنا في شرح المنظومة البيقونية .. وقد تحدثنا عن البسملة والبيت الاول من النظم ....
واليوم باذن الله نتابع شرحنا للمنظومة ومع البيت الثاني ...
قال المصنف رحمه الله تعالى :
2- وذي من أقسام الحديث عدة.................. وكل واحد أتى وحده .
( ذي ) : اسم إشارة ، والمشار إليه ما ترتب في ذهن المصنف أو المؤلف قبل التأليف ، أو الشيء الحاضر إن كان بعد التأليف .
( من أقسام الحديث عدة ) : ويقصد بأقسام الحديث أنواعه الثلاثة وهي الصحيح والحسن والضعيف .
لكن ما الذي قصده المصنف بالحديث هنا أعلم الحديث رواية أم علم الحديث دراية؟
فنقول إن المصنف قصد علم الحديث دراية .
قوله ( عدة ) : أي عدد ليس بكثير .
وقوله ( وكل واحد أتى وحده ) :
أي أن المصنف جاء بكل قسم من أقسام الحديث على حده .
يقال : حد الأرض : وضع فاصلا بينها وبين ما يجاورها . ويقال حدد على الشيء : أي أقام له حدا .
وقوله ( أتى وحده ) : الواو هنا واو المعية ، و( حده ) : مفعول معه ، وهنا قاعدة وهي ( إذا عطف على الضمير المستتر بالأفصح أن تكون الواو للمعية وينصب ما بعدها ) .
والحد : يشترط فيه ألا يخرج شيئا من المحدود ، وألا يدخل شيئا من غير المحدود ، وربما يصح إن قلنا عنه انه جامع مانع ، كما يطلق عليه أهل الفلسفة والمنطق .
مثال ذلك :
إذا حددنا الإنسان كما يقولون ( أي أهل الفلسفة ) انه حيوان ناطق ، وهذا الحد يقولون انه مضطرد ومنعكس ، فقولهم حيوان خرج به ما ليس بحيوان كالجماد ، وقولهم ناطق خرج به ما ليس بناطق كالبهيم .
في الحقيقة مع أن هذا ليس مبحثنا فإنني لا أوافق الفلاسفة في مثل هذه الآراء ...
ولي في ذلك عدة أسباب :
أولا : أن الله تعالى قال في كتابه : ( لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ) .
1- الإنسان ليس ناطقا فقط بل وعاقل إذا فكيف يطلق عليه انه حيوان .
2- أن الإنسان حمله الله تعالى أمانة الدين فمن الأدب أن يطلق عليه انه إنسان كما جاء في كتاب الله تعالى .
3- ( عفوا ) لكن لفظة حيوان ناطق ألا تشمل البشر جميعا ، فهل من الأدب وهل يصلح أن نقول عن أحد من الأنبياء انه حيوان ناطق كونه من البشر نعوذ بالله مما يقوله هؤلاء السفهاء .
4- قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني ادم ) فهل ترون ان كون الانسان اصله حيوان او يطلق عليه لفظة حيوان ناطق هل فيها تكريم له ؟؟!! ثانيا : انه في العصر الحالي اصبح بعض الناس يعلمون حيواناتهم الكلام ،
فإذا أخذنا بقول هؤلاء الفلاسفة إذا فما الفرق في هذه الحالة بين الإنسان وهذا القرد الناطق أو الطير الناطق .
ومن هنا ندعو هؤلاء إلى تقوى الله تعالى ، والالتزام بما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نحن لا نقول أن تعلم الفلسفة حرام لكن تعلمها بما يوافق الشريعة الإسلامية . فما الفرق بين قولهم أن الإنسان حيوان ناطق ونظرية داروين أو كما يسمونها ( نظرية التطور ) والتي تقول أن الإنسان اصله حيوان وتتطور حتى وصل إلى كونه إنسان ، حتى نظرية هذا الكافر داروين
لدينا الأدلة من كتاب الله تعالى لتكذيبها وردها في وجهه ، سبحان الله هل يقبل إنسان عاقل أن يقال عنه انه حيوان .
وينقسم علم الحديث إلى قسمين علم الحديث رواية وعلم الحديث دراية .
1- علم الحديث رواية :
هو العلم الذي يقوم على نقل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية نقلا دقيقا محررا .
ومدار هذا العلم على حفظ الحديث في صدور الحفاظ أو بالكتابة ثم تبليغه بوسيلة من وسائل التبليغ الشفوية أو الكتابية .
وفي العناية به حفظ للسنة من الخطأ في نقل ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبهذا يتم حسن الاقتداء به عليه الصلاة والسلام .
2- علم الحديث دراية :
هو العلم الذي تعرف به حقيقة الرواية وشروطها وأنواعها ، وأحكامها وأحوال الرواة وشروطهم ( اقصد بذلك الشروط التي يجب توفرها في هؤلاء الرواة ) ، وأصناف المرويات وما يتعلق بها .
وكذلك يمكننا تعريفه بـ : ( مجموعة القواعد والمسائل التي تعرف بها حال الراوي والمروي من حيث القبول والرد ) .
وبحثنا والمنظومة متعلقة في القسم الثاني .
وهو علم مصطلح الحديث الذي يعرفه العلماء : بانه علم باصول وقواعد يعرف بها حال السند والمتن من حيث القبول والرد .
هذا والله اعلم نقف الى هنا .
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ..
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ..
اخوكم العبد الفقر
ابو عبد الله المقدسي
تعليق