تويت
شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس الثالث )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين ... اما بعد :
فقد تحدثنا في الجلسة الماضية عن البيت الثاني من المنظومة وكنا قد تحدثنا عن اقسام علم الحديث .. واليوم باذن الله تعالى سندرس النوع الاول من انواع الحديث
وهو ( الحديث الصحيح ) المقبول .
قال المصنف رحمه الله تعالى :
3- أولها الصحيح وهو ما اتصل ............ إسناده ولم يشذ أو يعل.
( أولها ) : أي اول هذه الاقسام .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ( اولها الصحيح ) .
بدأ المصنف بذكر وتعداد انواع الحديث من حيث الدرجة ، وبدأ بذكر اعلى الاحاديث مرتبة وهو الحديث الصحيح ، فعرفه فقال : ( وهو ما اتصل اسناده ولم يشذ او يعل ) .
( وهو ما اتصل اسناده ) : والسند هو سلسلة الرجال الموصلة الى متن الحديث او متن المروي .. فقد يكون المروي حديث وقد يكون اثر او قصة ... الخ .
ويشترط في هذا السند كما هو مذكور في التعريف ان يكون متصلا .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ( ولم يشذ او يعل ) .
( ولم يشذ ) : أي لم يدخله الشذوذ .
والشذوذ :هو مخالفة الثقة لمن هو اوثق منه .
وسيأتي بحثه فيما بعد .
( او يعل ) : او يقدح فيه بعلة سواء كانت هذه العلة ظاهرة ام خفية .
فاذا كانت العلة الخفية سبب في ضعف الحديث والرواية فمكن باب اولى ان تضعف الرواية بالعلة الظاهرة الواضحة .
قال المصنف رحمه الله تعالى :
4- يرويه عدل ضابط عن مثله ..... معتمد في ضبطه ونقله .
( يرويه عدل ) : وهو الشخص السليم من خوارم المروءة ، بان يكون الراوي مسلم بالغ عاقل سليم من الفسق كارتكاب كبيرة او اصرار على صغيرة والعدل باختصار هو المتصف بالتقوى وهي اجتناب الاعمال السيئة من شرك او فسق او بدعة . والمروءة عند الائمة : هي فعل ما يزين وترك ما يشين .
( ضابط ) : من الضبط وهو ينقسم الى قسمين :
1- ضبط صدر : بان يكون الراوي مثبتا لحفظه قادر على استحضاره في أي وقت شاء ، فاذا سمع الحديث من شيخه حفظه كلمه بكلمه دون ان يسقط من الحديث أي لفظ او كلمة او حرف دون نسيان او غفلة ، فيذكره ويرويه للناس كما سمعه من شيخه دون زيادة او نقصان .
2- ضبط كتاب : كأن يكون الحديث محفوظا عنده في كتاب او دفتر فيحفظه ويصونه من التبديل او التحريف او الزيادة او النقصان ، الى ان يؤدي منه ( أي يجيز أو يروي منه ) .
( عن مثله ) : أي أن هذا العدل الضابط يروي الحديث عن عدل ضابط مثله وهكذا إلى آخر السند .
( معتمد في ضبطه ونقله ) : أي انه يمكن الاعتماد على هذا الراوي في الرواية من ناحية قوة الضبط والنقل والأداء .
والخلاصة أن هناك خمسة شروط لا بد من توافرها ليكون الحديث صحيحا :
1- اتصال السند .
2- عدالة الرواة .
3- الضبط .
4- أن يكون الحديث سالما من الشذوذ .
5- أن يكون الحديث سالما من العلة القادحة .
وأثناء شرحنا للمنظومة سنمر على أقسام الحديث الضعيف بإذن الله تعالى وسنفصل القول في العلل المؤدية إلى ضعف الحديث .
ولنشرح قضية السند ولتوضيح الامر اكثر دعونا نمثل الأمر بالأرقام والأسماء وسنذكر بإذن الله تعالى مثالا واقعيا من أحد كتب الحديث .
أولا : إذا مثلنا الأمر بالأرقام :
مثلا حدثنا رقم واحد . قال : حدثنا رقم اثنين . قال : حدثنا رقم ثلاثة . قال : حدثنا رقم اربعة ... وهكذا .
فهذا مثال للسند المتصل .
اما عدم الاتصال مثل ان ياتي الراوي فيقول حدثنا رقم اثنين دون ذكر رقم واحد .. وكذلك اذا قال : حدثنا رقم واحد عن رقم ثلاثة ... فهذا انقطاع .
ثانيا : اذا قال راو حدثنا عبد الله . قال : حدثني خالد . قال : حدثني محمد . قال : حدثني موسى ...
فاذا قال الراوي حدثنا عبد الله عن محمد قال حدثنا موسى .. فذا انقطاع واضح هنا في هذا السند .
لكن لا بد من ممارسة هذا النوع من العلم حتى يتعود طالب العلم عليه ويصبح سهلا ، قد يكون الامر هنا بالامثلة اسهل فهذا العلم صعب نوعا ما عند تطبيقه عمليا في مثال من الواقع . وفي شرحنا للمنظومة ستتضح الكثير من الامور وسنشرح الكثير من النقاط باذن الله تعالى .
ثالثا : والمثال هنا ما اخرجه البخاري في صحيحه قال : ( حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور) . (1) البخاري كتاب الاذان
فهذا حديث صحيح متصل السند . حيث ان كل راو روى هذا الحديث عمن فوقه او عن شيخه .
فبالنظر في رجال هذا السند وبالعودة الى كتب الرجال وفس العادة يكون اسهل الامور الرجوع الى كتاب ( تقريب التهذيب ) للحافظ ابن حجر العسقلاني .
يكون الامر على النحو الاتي :
1- عبد الله بن يوسف : قال فيه الحافظ : ثقة متقن .
2- مالك بن انس : فقيه امام دار الهجرة .
3- ابن شهاب الزهري : وهو محمد بن مسلم ، فقيه حافظ متفق على جلالته واتقانه .
4- محمد بن جبير : ثقة .
5- ابيه : هو جبير بن مطعم : صحابي .
والحديث ليس بشاذ وليس فيه علة من العلل .
هذا والله اعلم نقف الى هنا
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونيوب اليك .
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
اخوكم الراجي رحمة ربه
ابو عبد الله نضال المقدسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين ... اما بعد :
فقد تحدثنا في الجلسة الماضية عن البيت الثاني من المنظومة وكنا قد تحدثنا عن اقسام علم الحديث .. واليوم باذن الله تعالى سندرس النوع الاول من انواع الحديث
وهو ( الحديث الصحيح ) المقبول .
قال المصنف رحمه الله تعالى :
3- أولها الصحيح وهو ما اتصل ............ إسناده ولم يشذ أو يعل.
( أولها ) : أي اول هذه الاقسام .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ( اولها الصحيح ) .
بدأ المصنف بذكر وتعداد انواع الحديث من حيث الدرجة ، وبدأ بذكر اعلى الاحاديث مرتبة وهو الحديث الصحيح ، فعرفه فقال : ( وهو ما اتصل اسناده ولم يشذ او يعل ) .
( وهو ما اتصل اسناده ) : والسند هو سلسلة الرجال الموصلة الى متن الحديث او متن المروي .. فقد يكون المروي حديث وقد يكون اثر او قصة ... الخ .
ويشترط في هذا السند كما هو مذكور في التعريف ان يكون متصلا .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ( ولم يشذ او يعل ) .
( ولم يشذ ) : أي لم يدخله الشذوذ .
والشذوذ :هو مخالفة الثقة لمن هو اوثق منه .
وسيأتي بحثه فيما بعد .
( او يعل ) : او يقدح فيه بعلة سواء كانت هذه العلة ظاهرة ام خفية .
فاذا كانت العلة الخفية سبب في ضعف الحديث والرواية فمكن باب اولى ان تضعف الرواية بالعلة الظاهرة الواضحة .
قال المصنف رحمه الله تعالى :
4- يرويه عدل ضابط عن مثله ..... معتمد في ضبطه ونقله .
( يرويه عدل ) : وهو الشخص السليم من خوارم المروءة ، بان يكون الراوي مسلم بالغ عاقل سليم من الفسق كارتكاب كبيرة او اصرار على صغيرة والعدل باختصار هو المتصف بالتقوى وهي اجتناب الاعمال السيئة من شرك او فسق او بدعة . والمروءة عند الائمة : هي فعل ما يزين وترك ما يشين .
( ضابط ) : من الضبط وهو ينقسم الى قسمين :
1- ضبط صدر : بان يكون الراوي مثبتا لحفظه قادر على استحضاره في أي وقت شاء ، فاذا سمع الحديث من شيخه حفظه كلمه بكلمه دون ان يسقط من الحديث أي لفظ او كلمة او حرف دون نسيان او غفلة ، فيذكره ويرويه للناس كما سمعه من شيخه دون زيادة او نقصان .
2- ضبط كتاب : كأن يكون الحديث محفوظا عنده في كتاب او دفتر فيحفظه ويصونه من التبديل او التحريف او الزيادة او النقصان ، الى ان يؤدي منه ( أي يجيز أو يروي منه ) .
( عن مثله ) : أي أن هذا العدل الضابط يروي الحديث عن عدل ضابط مثله وهكذا إلى آخر السند .
( معتمد في ضبطه ونقله ) : أي انه يمكن الاعتماد على هذا الراوي في الرواية من ناحية قوة الضبط والنقل والأداء .
والخلاصة أن هناك خمسة شروط لا بد من توافرها ليكون الحديث صحيحا :
1- اتصال السند .
2- عدالة الرواة .
3- الضبط .
4- أن يكون الحديث سالما من الشذوذ .
5- أن يكون الحديث سالما من العلة القادحة .
وأثناء شرحنا للمنظومة سنمر على أقسام الحديث الضعيف بإذن الله تعالى وسنفصل القول في العلل المؤدية إلى ضعف الحديث .
ولنشرح قضية السند ولتوضيح الامر اكثر دعونا نمثل الأمر بالأرقام والأسماء وسنذكر بإذن الله تعالى مثالا واقعيا من أحد كتب الحديث .
أولا : إذا مثلنا الأمر بالأرقام :
مثلا حدثنا رقم واحد . قال : حدثنا رقم اثنين . قال : حدثنا رقم ثلاثة . قال : حدثنا رقم اربعة ... وهكذا .
فهذا مثال للسند المتصل .
اما عدم الاتصال مثل ان ياتي الراوي فيقول حدثنا رقم اثنين دون ذكر رقم واحد .. وكذلك اذا قال : حدثنا رقم واحد عن رقم ثلاثة ... فهذا انقطاع .
ثانيا : اذا قال راو حدثنا عبد الله . قال : حدثني خالد . قال : حدثني محمد . قال : حدثني موسى ...
فاذا قال الراوي حدثنا عبد الله عن محمد قال حدثنا موسى .. فذا انقطاع واضح هنا في هذا السند .
لكن لا بد من ممارسة هذا النوع من العلم حتى يتعود طالب العلم عليه ويصبح سهلا ، قد يكون الامر هنا بالامثلة اسهل فهذا العلم صعب نوعا ما عند تطبيقه عمليا في مثال من الواقع . وفي شرحنا للمنظومة ستتضح الكثير من الامور وسنشرح الكثير من النقاط باذن الله تعالى .
ثالثا : والمثال هنا ما اخرجه البخاري في صحيحه قال : ( حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور) . (1) البخاري كتاب الاذان
فهذا حديث صحيح متصل السند . حيث ان كل راو روى هذا الحديث عمن فوقه او عن شيخه .
فبالنظر في رجال هذا السند وبالعودة الى كتب الرجال وفس العادة يكون اسهل الامور الرجوع الى كتاب ( تقريب التهذيب ) للحافظ ابن حجر العسقلاني .
يكون الامر على النحو الاتي :
1- عبد الله بن يوسف : قال فيه الحافظ : ثقة متقن .
2- مالك بن انس : فقيه امام دار الهجرة .
3- ابن شهاب الزهري : وهو محمد بن مسلم ، فقيه حافظ متفق على جلالته واتقانه .
4- محمد بن جبير : ثقة .
5- ابيه : هو جبير بن مطعم : صحابي .
والحديث ليس بشاذ وليس فيه علة من العلل .
هذا والله اعلم نقف الى هنا
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونيوب اليك .
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
اخوكم الراجي رحمة ربه
ابو عبد الله نضال المقدسي
تعليق