إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حــدائـــق الـــمـــوت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حــدائـــق الـــمـــوت

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
    و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    نحن قوم أعزّ نا الله بالأسلام ومهما أبتغينا العزّه بغيره ...أذلنا الله
    اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
    أما بعد


    روى الإمام أحمد في مسنده :

    عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة .. فجلس رسول الله

    صلى الله عليه وسلم على القبر .. وجلسنا حوله .. كأن على رؤوسنا الطير .. وهو يلحد له ..

    فقال : تعوذوا بالله من عذاب القبر .. قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر ..

    قال : تعوذوا بالله من عذاب القبر .. قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر ..

    قال : تعوذوا بالله من عذاب القبر .. قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر ..

    ثم قال :

    إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا .. وإقبال من الآخرة ..

    نزل إليه ملائكة من السماء .. بيض الوجوه .. كأن وجوههم الشمس ..

    معهم كفن من أكفان الجنة .. وحنوط من حنوط الجنة ..

    حتى يجلسوا منه مد البصر ..

    ثم يجئ ملك الموت عليه السلام .. حتى يجلس عند رأسه .. فيقول :

    أيتها النفس الطيبة .. أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ..

    فتخرج تسيل .. كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء .. فيأخذها .. فإذا أخذها .. لم

    يدعوها في يده طرفة عين .. حتى يأخذوها فيجعلوها .. في ذلك الكفن .. وفي ذلك الحنوط

    .. ويخرج منها كأطيب نفحة مسك .. وجدت على وجه الأرض ..

    فيصعدون بها .. فلا يمرون على ملأ من الملائكة .. إلا قالوا :

    ما هذا الروح الطيب ؟

    فيقولون : فلان بن فلان .. بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ..

    حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا .. فيستفتحون له .. فيفتح لهم .. فيشيعه من كل

    سماء مقربوها .. إلى السماء التي تليها .. حتى يُنتهى به إلى السماء السابعة ..

    فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين .. وأعيدوه إلى الأرض .. فإني منها

    خلقتهم .. وفيها أعيدهم .. ومنها أخرجهم تارة أخرى ..

    فتعاد روحه في جسده ..

    فيأتيه ملكان .. فيجلسانه .. فيقولان له :

    من ربك ؟ فيقول : ربي الله ..

    فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ..

    فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

    فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله .. فآمنت به .. وصدقت ..

    فينادى مناد في السماء : أن صدق عبدي .. فافرشوه من الجنة .. وألبسوه من الجنة ..

    وافتحوا له باباً إلى الجنة ..

    فيأتيه من روحها .. وطيبها .. ويفسح له في قبره .. مَدَّ بصره ..

    ويأتيه رجل حسنُ الوجه .. حسنُ الثياب .. طيب الريح ..

    فيقول : أبشر بالذي يسرك .. هذا يومك الذي كنت توعد ..

    فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير ..

    فيقول : أنا عملك الصالح .. كنت والله سريعاً في طاعة الله .. بطيئاً عن معصية الله

    .. فجزاك الله خيراً ..

    نعم .. أيها الإخوة والأخوات ..

    يقول له : أنا عملك الصالح ..

    أنا صلاتك وصومك .. أنا برك وصدقتك ..

    أنا بكاؤك وخشيتك .. أنا حجك وعمرتك ..

    أنا قراءتك للقرآن .. وحبك للرحمن ..

    أنا قيامك في الأسحار .. وصومك في النهار .. وخوفك من العزيز الجبار ..

    أنا برك لوالديك ..أنا طلبك للعلم ..

    أنا دعوتك إلى الله .. أنا جهادك في سبيل الله ..

    فإذا رأى العبد المؤمن .. هذا الوجه الصبوح يبشره ..

    والتفت حوله فرأى قبره قد أصبح واسعاً .. فيه فرش من الجنة .. ونظر إلى لباسه فإذا

    هو من الجنة ..

    علم أن هذا النعيم لا يساوي شيئاً بجانب ما ينتظره في الجنة .. فيدعوا ربه ويقول :

    رب أقم الساعة .. حتى أرجع إلى أهلي ومالي ..

    قال :

    وإن العبد الكافر أو الفاسق .. إذا كان في انقطاع من الدنيا .. وإقبال من الآخرة ..

    نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه .. معهم المسوح ..

    فيجلسون منه مد البصر .. ثم يجئ ملك الموت .. حتى يجلس عند رأسه .. فيقول :

    يا أيتها النفس الخبيثة .. أخرجي إلى سخط من الله وغضب ..

    فتفرق في جسده .. فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ..

    فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض .. وكل ملك في السماء ..

    فيأخذها .. فإذا أخذها .. لم يدعوها في يده طرفة عين .. حتى يجعلوها في تلك المسوح

    .. ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ..

    فيصعدون بها .. فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة .. إلا قالوا :

    ما هذا الروح الخبيث ؟

    فيقولون : فلان بن فلان .. بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ..

    حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا .. فيستفتح له .. فلا يفتح له .. ثم قرأ رسول الله

    صلى الله عليه وسلم : { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في

    سم الخياط } ..

    فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين .. في الأرض السفلى .. فتطرح روحه طرحاً

    .. ثم قرأ : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } ..

    فتعاد روحه في جسده .. ويأتيه ملكان .. فيجلسانه .. فيقولان له :

    من ربك ؟ فيقول : هاه .. هاه .. لا أدرى ..

    فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه .. هاه .. لا أدرى ..

    فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه .. هاه .. لا أدرى ..

    فيقولان : لا دريت .. ولا تلوت ..

    فينادى مناد من السماء : أن كذب .. فافرشوا له من النار .. وافتحوا له باباً إلى

    النار .. فيأتيه من حرها .. وسمومها .. ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ..

    ويأتيه رجل قبيح الوجه .. قبيح الثياب .. منتن الريح ..

    فيقول : أبشر بالذي يسوءك .. هذا يومك الذي كنت توعد .. كنت بطيء عن طاعة الله

    سريعا في معصية الله فجزاك الله شراً ..

    فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالشر .. فيقول : أنا عملك الخبيث ..

    نعم .. أنا عملك الخبيث ..

    أنا وقوعك في الشرك .. أنا حلفك بغير الله .. أنا طوافك على القبور .. وشربك للخمور

    ..

    بل .. أنا وقوعك في الزنا .. وأكلك للربا .. وسماعك للغناء ..

    أنا تكبرك على الناصحين .. وجرأتك على رب العالمين ..

    عندها يتحسر هذا العبد .. وهل تغني الحسرات ..!!

    ويشتد ندمه .. وهل تنفعه العبرات ..!!

    أين كان هذا البكاء .. وأنت تنظر إلى المحرمات ؟ وتواقع الفواحش والشهوات ؟

    كم نُصحت بحفظ فرجك .. وصيانة سمعك وبصرك ..

    فابكِ اليوم أو لا تبكِ .. فلن تنجو من العذاب ..

    { اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون } ..

    عندها يوقن هذا العبد .. أن ما يلقاه بعد القبر أشد وأبقى ..

    فيقول : رب لا تقم الساعة ..

    ثم يقبض له أعمى .. أصم .. أبكم .. في يده مرزبة .. لو ضرب بها جبل كان تراباً ..

    فيضربه ضربة .. حتى يصير تراباً .. ثم يعيده الله كما كان .. فيضربه ضربة أخرى ..

    فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ..

    * * * * * * * * * *

    أيها الأخوة والأخوات ..

    وقبل الختام .. أنبه على تسع مسائل هامة تتعلق بالجنائز والقبور ..

    المسألة الأولى :

    أن الموت إذا جاء فلا يؤخر لحظة واحدة .. ولا يقدم ..

    قال الله : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً } ..

    ولا أحد يعلم متى يموت .. ولا أين سيموت ..

    ذُكر أن وزيراً جليل القدر .. كان عند داود عليه السلام ..

    فلما مات داود .. صار وزيراً عند سليمان بن داود ..

    فكان سليمان عليه السلام يوماً .. جالساً في مجلسه في الضحى ..

    وعنده هذا الوزير ..

    فدخل عليه رجل يسلّم عليه ..

    وجعل هذا الرجل يحادث سليمان .. ويحدّ النظر إلى هذا الوزير ..

    ففزع الوزير منه ..

    فلما خرج الرجل .. قام الوزير وسأل سليمان .. وقال :

    يا نبي الله ! من هذا الرجل .. الذي خرج من عندك ؟ ..

    قد والله أفزعني منظره ؟

    فقال سليمان : هذا ملك الموت .. يتصور بصورة رجل .. ويدخل عليَّ ..

    ففزع الوزير .. وبكى .. وقال :

    يا نبي الله .. أسألك بالله .. أن تأمر الريح فتحملني إلى أبعد مكان .. إلى الهند

    ..

    فأمر سليمان الريح فحملته ..

    فلما كان من الغد .. دخل ملك الموت على سليمان يسلم عليه كما كان يفعل ..

    فقال له سليمان : قد أفزعت صاحبي بالأمس .. فلماذا كنت تحد النظر إليه ؟

    فقال ملك الموت : يا نبي الله .. إني دخلت عليك في الضحى .. وقد أمرني الله أن أقبض

    روحه بعد الظهر في الهند فعجبت أنه عندك ..

    قال سليمان : فماذا فعلت ؟

    فقال ملك الموت : ذهبت إلى المكان الذي أمرني بقبض روحه فيه .. فوجدته ينتظرني ..

    فقبضت روحه ..

    { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب

    والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } ..

    ومن مات فإنه لا يرجع من موته .. ولا يخرج من قبره حتى ينفخ في الصور يوم القيامة

    ..

    فمن ادعى أن أحداً من الأئمة أو الأولياء أو الأنبياء .. يرجع بعد موته .. فقد قال

    بأعظم البهتان .. وصار من أنصار الشيطان ..

    * * * * * * * * * *

    المسألة الثانية :

    أن عذاب القبر ونعيمه ثابت بالكتاب والسنة ..

    قال تعالى : { وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدواً وعشياً

    ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } ..

    وقال تعالى عن المنافقين : { سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم }

    .. قال ابن مسعود وغيره : العذاب الأول في الدنيا .. والثاني عذاب في القبر .. ثم

    يردون إلى عذاب عظيم في النار ..

    أما الأحاديث في إثبات عذاب القبر ونعيمه .. فهي كثيرة .. بل قد صرح ابن القيم

    وغيره أنها متواترة .. وبين يدي أكثر من خمسين حديثاً في ذلك ..

    فمنها ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين .. فقال : إنهما ليعذبان وما

    يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )

    ..

    ومنها ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه في الصلاة : ( اللهم

    إني أعوذ بك من عذاب القبر .. ) ..

    * * * * * * * * * *

    المسألة الثالثة :

    أن عذاب القبر ونعيمه أمور غيبية .. لا تقاس بالعقل .. والإيمان بالغيب من أهم صفات

    المؤمنين .. كما قال تعالى : { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين *الذين يؤمنون بالغيب } ..

    قال ابن القيم رحمه الله : ومما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ .. فكل

    من مات وهو مستحق للعذاب .. ناله نصيبه منه .. قُبر .. أو لم يُقبر .. فلو أكلته

    السباع .. أو أحرق حتى صار رماداً .. ونسف في الهواء .. أو صلب .. أو غرق في البحر

    .. وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور ..

    * * * * * * * * * *

    المسألة الرابعة :

    من المحرمات التي تقع من بعض الناس .. والنساء خاصة .. ما يقع من العويل والنياحة

    والصراخ ..

    ففي الصحيحين .. قال صلى الله عليه وسلم : ليس منا من ضرب الخدود .. وشق الجيوب .. ودعا

    بدعوى الجاهلية ..

    وفيهما .. قال صلى الله عليه وسلم: ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها .. تقام يوم القيامة .. وعليها سربال من قطران .. ودرع من جرب ) ..

    فعلى من أصيب بموت حبيب .. أن يصبر ويحتسب .. وليبشر بالأجر العظيم على صبره ..ففي

    الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء .. إذا قبضت

    صفيه من أهل الدنيا .. ثم احتسبه .. إلا الجنة ..

    * * * * * * * * * *

    المسألة الخامسة :

    زيارة القبور مشروعة .. ويكون قصده من الزيارة الاعتبار والاتعاظ .. دون قصد التبرك

    بالقبر .. أو بتربة القبر .. أو الانتفاع بالمقبور ..

    ولا يجوز أن يخصص يوماً معيناً للزيارة .. لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خصص

    أياماً للزيارة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .

    وبعض الناس يقرأ الفاتحة عند زيارة القبور.. وهذه من البدع .. إذ لم يثبت عنه

    صلى الله عليه وسلم أنه قرأ شيئاً من القرآن عند القبور .. بل كان يدعو للأموات ويستغفر لهم .

    ولا يجوز السفر لزيارة قبر من القبور ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى

    ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ) متفق عليه .

    * * * * * * * * * *

    المسألة السادسة :

    من المخالفات والبدع في الجنائز :

    • وضعُ الزهور على الجنازة أو القبر ، وهذا تشبه بالكفار في دينهم وشعائرهم ، وقد

    قال صلى الله عليه وسلم : من تشبه بقوم فهو منهم .. رواه أحمد .

    • وكذلك الحداد على أرواح الشهداء أو غيرهم .. بالوقوفُ والصمت لمدة دقيقة ترحماً

    عليهم .. فهذه بدعة منكرة .. وإنما يكتفى بالدعاء والاستغفار لهم ..

    • وكذلك لا يجوز تعليقُ صورٍ لأموات بل ولا الأحياء ، للذكرى أو لغيرها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لعلي : لا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته .. رواه مسلم

    .

    ومن المخالفات :

    • رفع الصوت أثناء تشييع الجنازة بالتهليل أو التكبير الجماعي .. والمشروع أن يدعو

    المرء ويذكر الله مع نفسه .

    • وكذلك الأذان في القبر .. أو بعد وضع الميت في قبره .. ولم يثبت ذلك عن النبي

    صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ..

    • وكذلك من البدع : الدعاء الجماعي بعد صلاة الجنازة .. أو بعد دفن الميت .. بل

    المشروع أن يدعو كل واحد مع نفسه ..

    • ومن المخالفات دفن الميت في تابوت .. والأصل أن يدفن الميت بكفنه في القبر .. من

    غير تابوت .. إلا إذا دعت الحاجة إلى دفنه في تابوت كتقطع الجسم مثلاً ..أو كان

    نظام الدولة يُلزم بدفنه بتابوت ولا يستطيع أصحاب الجنازة المخالفة .. فيدفن

    بالتابوت .

    * * * * * * * * * *

    المسألة السابعة :

    فعل القربات من الحي وإهداءُ ثوابها للميت جائز .. في حدود ما ورد الشرع بفعله

    ..كالدعاء له .. والحج .. والعمرة .. والصدقة .. والأضحية .. وصومِ الواجب عمن مات

    وعليه صوم واجب .

    أما قراءة القرآن أو الصلاة بنية أن يكون ثوابها للميت فلا تجوز ؛ لأنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم .

    وكذلك من البدع استئجار قارئ يقرأ القرآن للأموات في المآتم .

    * * * * * * * * * *

    المسألة الثامنة :

    قبل توزيع التركة يجب إخراج تكاليف تجهيز الميت .. وسداد ديونه .. وتنفيذ وصيته ..

    وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أحمد : ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ) .

    * * * * * * * * * *

    المسألة الأخيرة :

    وهي المسألة الكبرى .. والمصيبة العظمى ..

    وهي الشرك الواقع عند القبور .. كمن يطوف على القبور .. أو يسأل أهلها الحاجات ..

    واعتقاد أن الأولياء الموتى .. يقضون الحاجات ..

    والله يقول : { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

    } ..

    وبعض عُبَّاد القبور يطوفون بها .. ويستلمون أركانها .. ويتمسَّحون بها ..

    ويقبِّلون أعتابها .. ويسجدون لها .. ويقفون أمامها خاشعين .. سائلين حاجاتهم .. من

    شفاء مريض .. أو حصولِ ولد ..

    وربما نادى الزائرُ صاحب القبر : يا سيدي ! جئتك من بلد بعيد فلا تخيبني .. !!

    والله يقول : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } ..

    وفي البخاري قال صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يدعو من دون الله ندًّا دخل النار ) ..

    ولا تغتر بما يشاع أن فلاناً الفقير دعا عند القبر الفلاني فاغتنى .. أو فلاناً

    المريض دعا فشفي .. أو رزق بولد ..

    ويحرم بناء المساجد على القبور ..

    بل لا تجوز الصلاة في المسجد إذا كان فيه أو في ساحته أو قبلته قبر .. لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : ( ألا وإنّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم

    وصالحيهم مساجد .. ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ) .

    بل يحرم البناء على القبور .. على أي شكل كان .. ففي صحيح مسلم : نهى النبي

    صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه .. ، والمشروع أن يدفن الميت

    ثم يعاد على القبر التراب الذي أخرج منه .. ولا يزيد ارتفاعه عن الشبر .

    كما يحرم بناء القباب على القبور لقوله صلى الله عليه وسلم لعلي : لا تدع صورة إلا طمستها ،

    ولا قبراً مشرفاً إلا سويته .. رواه مسلم .

    وقال جابر رضي الله عنه : نهى النبي أن يجصص القبر .. وأن يقعد عليه .. وأن يبنى عليه

    .. رواه مسلم .

    ومن على القبر سراجاً أوقداً أو ابتنى على الضريح مسجداً

    فــإنه مــجدد جهاراً لسنن اليهود والنصــارى

    كم حذر المختار عن ذا ولعن فاعله كما روى أهل السنن

    بل قد نهى عن ارتفاع القبر وأن يزاد فيه فوق الشبــر

    وكل قبر مشرف فقد أمر بأن يسوى هكذا صح الخبر

    فانظر إليهم قد غــلو وزادوا ورفعوا بناءها وشــادوا

    بالشيد والآجــرِّ والأحجارِ لا سيما في هذه الأعصارِ

    وللقنــاديل عليها أوقـدوا وكم لواء فوقها قد عقدوا

    ونــصبوا الأعلام والرايات وافتتنوا بالأعظم الرفـاْت

    بل نحروا في سوحها النـحائرْ فعل أولي التسييب والبحائرْ

    والتمسوا الحاجات من موتاهمْ واتخذوا إلههم هــواهـم

    سبحان الله ..

    { أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون * إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين * ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون * إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين * والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون } ..

    * * * * * * * * * *

    أسأل الله أن يخلص توحيدنا له وحده لا شريك له ..

    وأن يهدي ضال المسلمين ..

    اللهم اجعلنا بطاعتك عاملين .. وعلى ما يرضيك مقبلين ..

    وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا أرحم الراحمين ..

    وآمنا من الفزع الأكبر يوم الدين ..

    ـــــــــــــ



    كتبه / د. محمد بن عبد الرحمن العريفي


    يـــدُكِ الــتــي حَــطَّـــتْ عــلــى كــَتــِفـــي

    كـحَـمَـامَـةٍ .. نَــزلَــتْ لـكـي تَــشــربْ



    عــــنـــدي تــســـاوي ألـــفَ مــمــــلَــكَـــةٍ

    يـــا لــيــتَـــهــا تــبــــقـــى ولا تَـــــذهَـــبْ



    تــلـكَ الــسَّــبـيـكــَةُ.. كــيــفَ أرفـضـُهـا؟

    مَــنْ يَــرفــضُ الــسُّــكــنــى عــلــى كــوكَـبْ؟

  • #2
    أسأل الله أن يخلص توحيدنا له وحده لا شريك له ..

    وأن يهدي ضال المسلمين ..

    اللهم اجعلنا بطاعتك عاملين .. وعلى ما يرضيك مقبلين ..

    وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا أرحم الراحمين ..

    وآمنا من الفزع الأكبر يوم الدين ..

    اللهم اميـن

    جزاك الله خير الجزء

    فقــط
    احترام لشهر رمضان
    بلا توقيع

    تعليق


    • #3
      [move=up][align=center]



      الله كريم يغفرلنا ولاخوانا اجمعين ويرحمنا وعساك علقووه


      [/align][/move]

      تعليق

      يعمل...
      X