تويت
أسئلة الطفل العربي
كان ينتقل بنظراته الحائرة بين خالتيه الشابتين .. وهن يجلسن إلى الشاشة الصغيرة .. وكانت أنباء الحرب على العراق تملأ المكان .. لم يكن ثمة من يلهو معه .. ولا من يشاركه هذه الحيرة .. وهذه المعضلة ..لم يجد برامجه المفضلة في التلفزيون .. والتي لم تخل هي أيضاً من الحروب .. والقتل .. والتدمير و أن كانت كاراتونية .. مع اعتقاده الراسخ بأنها حروب حقيقية بين الخيرين والشريرين .
لم يتجاوز الثامنة من عمره بعد .. وليس في حصيلته المعرفية سوى بعض الحروف والكلمات .. ولم يعرف بعد شيئاً عن التاريخ والجغرافيا .. ولا بين الاطماع الاستعمارية والديمقراطية .. ولا الفارق بين النفط والدم .. ولا بين راسفيلد والسياب ولا ما الذي يجمع بين هولاكو ..وبوش ..وشارون ولا بين الحرب العادلة والحرب الظالمة ..
(حرب على العراق ) قصف جوى وبري وبحري على بغداد (مدنيون يسقطون و أطفال تمزقهم صواريخ رعاة البقر القادمين من وراء المحطيات قنابل عنقودية وذكية لسادة حرب .. وتجار حروب .. وصناع مآسى لا يتميزون بهذه الصفة غير أن حصيلة اللغوية القليلة كانت كافية لأدراك الفارق بين كلمتي (فلسطين) و(العراق) ومعرفة أن أطفالاً فلسطينين مثله طالما ملأت صورهم شاشة التلفزيون وهم ينزفون .. وهم يحملون على النقالات .. وهم يتوجعون .. ويهتفون .. ويرشقون الدبابات والجنود بالحجارة .. ثم وهم ينقلون جنائز صغيرة لتغطى بالتراب ولكن مالم يدركه (ياسين )وما لم يسمع به من قبل .. هو هذه الحرب الجديدة على بلد عربي جديد (يسمى العراق) قالوا له إنه بلد عربي شقيق ويعاني أطفاله وأمهاتهم وأبائهم من معاناة شبيهة بتلك التي في فلسطين لم تتوقف نظراته وهي تتردد كبندول حائر بين خالتيه ودعواتهما بالهلاك للمعتدين الامريكان والانجليز والصهاينة وفي لحظة صمت قصيرة أغتنمها (ياسين) ليتسأل ببراءة تدين أي مستمع لسؤاله (هل حررتم فلسطين وأنتهيتم منها لتتحدثوا عن العراق ومن الذي سيكون بعدهما على القائمة?)
كان هذا هو سؤال (ياسين) الصغير الذي لم يكمل سنته الثامنة بعد فهل كان السؤال سؤال (ياسين) حقيقة ومن أين له بهذه المعرفة التي ثبحت في التعارضات والتناقضات التي لم يحسمها الكبار بعد? وهل يمكن اعتبار هذا الطفل طفلاً ?أم أنه كتب على أطفال العرب والعالم الفقير أن يولدوا وسط الحروب ليفقدوا طفولتهم وارضهم ولعبهم وكراريسهم المدرسية ليشيخوا وينطقوا بحكمة المعمرين ولينخرطوا في الأسئلة الجارحة وفي عذابات الحكمة العاجزة هل قدرلهم أن يروا عجز أبائهم وأعمامهم وأخوالهم وحكوماتهم وجيوشهم التي لاترى إلا في استعراضات عيد الأستقلال والجلاء وهو ييفرخ عجزاً تلو عجز? ومأساة تلو أخرى? ومتي سيقدر لأطفال العرب وزخوانهم في العالم الفقير أن يكونوا أطفالاً حقيقين مما يمكنهم من مشاركة العصافير حلمها في الطيران والحرية ?? أطفال يذهبون إلى المدرسة وروضة الاطفال لا إلى ساحة التظاهر والمستشفيات أطفال يرشقون بالحلوى والزهور والبالونات لا بأ طنان القنابل والصواريخ أطفال يغننون للحب والسلام لا للحرب والقتل والثأر هل سيتمكن الاطفال العرب ذات يوم من العيش كاطفال فقط ? وكم سيطول أنتظارهم ? ومن سيجيب على سؤال (ياسين) ? هل حررتم فلسطين لتحدثوا عن فلسطين جديدة ? ومن الذين سيكون عليهم الدور القادم ??
كان ينتقل بنظراته الحائرة بين خالتيه الشابتين .. وهن يجلسن إلى الشاشة الصغيرة .. وكانت أنباء الحرب على العراق تملأ المكان .. لم يكن ثمة من يلهو معه .. ولا من يشاركه هذه الحيرة .. وهذه المعضلة ..لم يجد برامجه المفضلة في التلفزيون .. والتي لم تخل هي أيضاً من الحروب .. والقتل .. والتدمير و أن كانت كاراتونية .. مع اعتقاده الراسخ بأنها حروب حقيقية بين الخيرين والشريرين .
لم يتجاوز الثامنة من عمره بعد .. وليس في حصيلته المعرفية سوى بعض الحروف والكلمات .. ولم يعرف بعد شيئاً عن التاريخ والجغرافيا .. ولا بين الاطماع الاستعمارية والديمقراطية .. ولا الفارق بين النفط والدم .. ولا بين راسفيلد والسياب ولا ما الذي يجمع بين هولاكو ..وبوش ..وشارون ولا بين الحرب العادلة والحرب الظالمة ..
(حرب على العراق ) قصف جوى وبري وبحري على بغداد (مدنيون يسقطون و أطفال تمزقهم صواريخ رعاة البقر القادمين من وراء المحطيات قنابل عنقودية وذكية لسادة حرب .. وتجار حروب .. وصناع مآسى لا يتميزون بهذه الصفة غير أن حصيلة اللغوية القليلة كانت كافية لأدراك الفارق بين كلمتي (فلسطين) و(العراق) ومعرفة أن أطفالاً فلسطينين مثله طالما ملأت صورهم شاشة التلفزيون وهم ينزفون .. وهم يحملون على النقالات .. وهم يتوجعون .. ويهتفون .. ويرشقون الدبابات والجنود بالحجارة .. ثم وهم ينقلون جنائز صغيرة لتغطى بالتراب ولكن مالم يدركه (ياسين )وما لم يسمع به من قبل .. هو هذه الحرب الجديدة على بلد عربي جديد (يسمى العراق) قالوا له إنه بلد عربي شقيق ويعاني أطفاله وأمهاتهم وأبائهم من معاناة شبيهة بتلك التي في فلسطين لم تتوقف نظراته وهي تتردد كبندول حائر بين خالتيه ودعواتهما بالهلاك للمعتدين الامريكان والانجليز والصهاينة وفي لحظة صمت قصيرة أغتنمها (ياسين) ليتسأل ببراءة تدين أي مستمع لسؤاله (هل حررتم فلسطين وأنتهيتم منها لتتحدثوا عن العراق ومن الذي سيكون بعدهما على القائمة?)
كان هذا هو سؤال (ياسين) الصغير الذي لم يكمل سنته الثامنة بعد فهل كان السؤال سؤال (ياسين) حقيقة ومن أين له بهذه المعرفة التي ثبحت في التعارضات والتناقضات التي لم يحسمها الكبار بعد? وهل يمكن اعتبار هذا الطفل طفلاً ?أم أنه كتب على أطفال العرب والعالم الفقير أن يولدوا وسط الحروب ليفقدوا طفولتهم وارضهم ولعبهم وكراريسهم المدرسية ليشيخوا وينطقوا بحكمة المعمرين ولينخرطوا في الأسئلة الجارحة وفي عذابات الحكمة العاجزة هل قدرلهم أن يروا عجز أبائهم وأعمامهم وأخوالهم وحكوماتهم وجيوشهم التي لاترى إلا في استعراضات عيد الأستقلال والجلاء وهو ييفرخ عجزاً تلو عجز? ومأساة تلو أخرى? ومتي سيقدر لأطفال العرب وزخوانهم في العالم الفقير أن يكونوا أطفالاً حقيقين مما يمكنهم من مشاركة العصافير حلمها في الطيران والحرية ?? أطفال يذهبون إلى المدرسة وروضة الاطفال لا إلى ساحة التظاهر والمستشفيات أطفال يرشقون بالحلوى والزهور والبالونات لا بأ طنان القنابل والصواريخ أطفال يغننون للحب والسلام لا للحرب والقتل والثأر هل سيتمكن الاطفال العرب ذات يوم من العيش كاطفال فقط ? وكم سيطول أنتظارهم ? ومن سيجيب على سؤال (ياسين) ? هل حررتم فلسطين لتحدثوا عن فلسطين جديدة ? ومن الذين سيكون عليهم الدور القادم ??
تعليق