تويت
الحسين منهج وسلوك قبل كل شيء
أرض السواد : اسعد موحان
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (آل عمران:104)
ونحن نعيش ايام عاشوراء الحسين ، عاشوراء التضحية والاباء ، عاشوراء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لابد من تجسيد هذه المعاني السامية في ارض الواقع من خلال العمل الملموس ذو الابعاد القيّمة التي اشارت لها الآية الشريفة .
فالشارع اليوم بات يعرف بالازدواجية التي أصبحت بمرور الوقت عرفا قد يتجذر في نفوس الناس ، فمن المؤسف له ان نرى البعض يمارس النقيضين في آن واحد وهذا بالتالي خطرا ليس على ممارسه فقط بل يستغله أعداء الدين والمذهب خصوصا حينما يعتبرون مثل هؤلاء يمثلون المذهب ونسوا بل تناسوا باننا نؤمن تماما ( بأن الدين لا يقاس بالرجال وانما الرجال تقاس بالدين ) وفي هذا الجانب يحضرني قصة حدثت في زمن مرجعية سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم ( قدس سره الشريف ) عندما دخل عليه رجلان يمسكان برجل معمم تم مسكه متلبس بسرقة وقالا لسماحة السيد ( رحمه الله ) : لقد أكدت مرارا على المبلغين والمعممين والان المعممين اصبحوا سراق ؟ فرد سماحته( رحمه الله ) قائلا : ( لا تقولا المعممين اصبحوا سراق بل قولا السراق لبسوا العمائم )
ان هذا المعنى الدقيقفي رد سماحة السيد ينم عن الاصالة والكياسة والورع الكبير والدقة بالتعبير الموضوعي الذي يتحلى به اتباع اهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهذا الشيء قد لا يدركه بعض الناس مما يسبب الخلط عندهم في وضع الامور بنصابها الحقيقي والحكم على الاغلبية بتصرفات فردية لا تستند الى فكر ومنهج اهل البيت ، ويقينا من اختار منهج اهل البيت ( عليهم السلام ) لاسيما بعد الاطلاع على سيرتهم العطرة كفيل بان ياخذ بيد متبعه الى سلم المجد والرفعة وبالتالي سعادة الدنيا والاخرة ، لان الرسول الاكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو الذي أرسى دعائم هذا المنهج القويم ولقد ثبته بدمه الطاهر سيدي ومولاي ابا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) حينما ضحى بكل مايملك من نفسه وعياله واصحابه ليس طمعا بشيء ، وهل يريد اكثر من سيد شباب اهل الجنة ؟ لكن حتى يبقى الاسلام شامخا قائما الى يوم القيامة ننعم به ونستظل بغمام رحمته علينا.
فلابد ان يكون رد الجميل ينسجم وحجم التضحية ، والعزاء مطلوب لكن ما احسنه ان كان يتطابق مع الاهداف التي ضحى من اجلها الامام الحسين ( عليه السلام ) فلقد باتت مناظر المواكب والسرادق والتعازي تملأ جميع الازقة والشوارع وهذا من دواعي السرور ويثلج الصدر خصوصا بعد زوال اكبر مجرم حارب الحسين واتباعه بمنعه ابسط انواع العزاء بل منع حتى النطق باسم الحسين في مثل هذه الايام وقام باعتقال الكثير وخصوصا الشباب بسبب لبسهم السواد في عاشوراء ، لكن مهما كان الظلم اكبر كان الفرج اكبر نتيجة عمق الاخلاص الذي قام به الحسين ( عليه السلام ) لله تعالى . ولقد ظلت مقولة الحوراء زينب ( عليها السلام ) مدوية الى عنان السماء والى الابد عندما قالت ليزيد لعنه الله ( كد كيدك واسعى سعيك فوالله لا تمحوا ذكرنا ...)
اذا فالحسين هو منهج وسلوك قبل ان يكون عبرة ودمعة وليتهما كانا معا وما اجمل ان ترى السير بنهج الحسين ( عليه السلام ) سلوكا وخلقا مقرونا بالعزاء الذي يليق بهذه الفاجعة ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت َ) ولابد الابتعاد عن كل ما يأتي بالسلب ويعطي للمتربصين الينا ذرة فرصة للنيل منا وان نسلك مارسمه لنا الباري عزّ اسمه :
)الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41) ومثلما اراد منا الامام الصادق ( عليه السلام ) حين قال ( شيعتنا كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا )
رزقنا الله السير بنهج الحسين ( عليه السلام ) وآبائه وابنائه البررة وجنبنا البدع والفتن التي يدسها اعداء الاسلام بيننا واحسن الله للجميع العزاء بهذا المصاب الجلل .
والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
أرض السواد : اسعد موحان
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (آل عمران:104)
ونحن نعيش ايام عاشوراء الحسين ، عاشوراء التضحية والاباء ، عاشوراء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لابد من تجسيد هذه المعاني السامية في ارض الواقع من خلال العمل الملموس ذو الابعاد القيّمة التي اشارت لها الآية الشريفة .
فالشارع اليوم بات يعرف بالازدواجية التي أصبحت بمرور الوقت عرفا قد يتجذر في نفوس الناس ، فمن المؤسف له ان نرى البعض يمارس النقيضين في آن واحد وهذا بالتالي خطرا ليس على ممارسه فقط بل يستغله أعداء الدين والمذهب خصوصا حينما يعتبرون مثل هؤلاء يمثلون المذهب ونسوا بل تناسوا باننا نؤمن تماما ( بأن الدين لا يقاس بالرجال وانما الرجال تقاس بالدين ) وفي هذا الجانب يحضرني قصة حدثت في زمن مرجعية سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم ( قدس سره الشريف ) عندما دخل عليه رجلان يمسكان برجل معمم تم مسكه متلبس بسرقة وقالا لسماحة السيد ( رحمه الله ) : لقد أكدت مرارا على المبلغين والمعممين والان المعممين اصبحوا سراق ؟ فرد سماحته( رحمه الله ) قائلا : ( لا تقولا المعممين اصبحوا سراق بل قولا السراق لبسوا العمائم )
ان هذا المعنى الدقيقفي رد سماحة السيد ينم عن الاصالة والكياسة والورع الكبير والدقة بالتعبير الموضوعي الذي يتحلى به اتباع اهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهذا الشيء قد لا يدركه بعض الناس مما يسبب الخلط عندهم في وضع الامور بنصابها الحقيقي والحكم على الاغلبية بتصرفات فردية لا تستند الى فكر ومنهج اهل البيت ، ويقينا من اختار منهج اهل البيت ( عليهم السلام ) لاسيما بعد الاطلاع على سيرتهم العطرة كفيل بان ياخذ بيد متبعه الى سلم المجد والرفعة وبالتالي سعادة الدنيا والاخرة ، لان الرسول الاكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو الذي أرسى دعائم هذا المنهج القويم ولقد ثبته بدمه الطاهر سيدي ومولاي ابا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) حينما ضحى بكل مايملك من نفسه وعياله واصحابه ليس طمعا بشيء ، وهل يريد اكثر من سيد شباب اهل الجنة ؟ لكن حتى يبقى الاسلام شامخا قائما الى يوم القيامة ننعم به ونستظل بغمام رحمته علينا.
فلابد ان يكون رد الجميل ينسجم وحجم التضحية ، والعزاء مطلوب لكن ما احسنه ان كان يتطابق مع الاهداف التي ضحى من اجلها الامام الحسين ( عليه السلام ) فلقد باتت مناظر المواكب والسرادق والتعازي تملأ جميع الازقة والشوارع وهذا من دواعي السرور ويثلج الصدر خصوصا بعد زوال اكبر مجرم حارب الحسين واتباعه بمنعه ابسط انواع العزاء بل منع حتى النطق باسم الحسين في مثل هذه الايام وقام باعتقال الكثير وخصوصا الشباب بسبب لبسهم السواد في عاشوراء ، لكن مهما كان الظلم اكبر كان الفرج اكبر نتيجة عمق الاخلاص الذي قام به الحسين ( عليه السلام ) لله تعالى . ولقد ظلت مقولة الحوراء زينب ( عليها السلام ) مدوية الى عنان السماء والى الابد عندما قالت ليزيد لعنه الله ( كد كيدك واسعى سعيك فوالله لا تمحوا ذكرنا ...)
اذا فالحسين هو منهج وسلوك قبل ان يكون عبرة ودمعة وليتهما كانا معا وما اجمل ان ترى السير بنهج الحسين ( عليه السلام ) سلوكا وخلقا مقرونا بالعزاء الذي يليق بهذه الفاجعة ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت َ) ولابد الابتعاد عن كل ما يأتي بالسلب ويعطي للمتربصين الينا ذرة فرصة للنيل منا وان نسلك مارسمه لنا الباري عزّ اسمه :
)الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41) ومثلما اراد منا الامام الصادق ( عليه السلام ) حين قال ( شيعتنا كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا )
رزقنا الله السير بنهج الحسين ( عليه السلام ) وآبائه وابنائه البررة وجنبنا البدع والفتن التي يدسها اعداء الاسلام بيننا واحسن الله للجميع العزاء بهذا المصاب الجلل .
والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
تعليق