إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في الذكر أكثر من مائة فائدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في الذكر أكثر من مائة فائدة

    قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله :

    وفي الذكر أكثر من مائة فائدة :

    ( إحداها )

    أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره

    ( الثانية)

    أنه يرضي الرحمن تعالى

    ( الثالثة )

    أنه يزيل الهم والغم عن القلب

    ( الرابعة)

    أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط


    ( الخامسة )

    أنه يقوى القلب والبدن

    ( السادسة )

    أنه ينور الوجه والقلب

    ( السابعة)

    أنه يجلب الرزق

    ( الثامنة )

    أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة

    ( التاسعة )

    أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة وقد جعل الله لكل شيء سببا وجعل سبب المحبة دوام الذكر فمن أراد أن ينال محبة الله تعالى فليلهج بذكره فإنه الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم فالذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم

    ( العاشرة )

    أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الاحسان فيعبد الله كأنه يراه ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت

    ( الحادية عشرة )

    أنه يورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله تعالى فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله فيبقى الله تعالى مفزعه وملجأه وملاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا

    ( الثانية عشرة )

    أنه يورثه القرب منه فعلى قدر ذكره لله تعالى يكون قربه منه وعلى قدر غفلته يكون بعده منه

    ( الثالثة عشرة )

    أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة

    ( الرابعة عشرة )

    أنه يورثه الهيبة لربه تعالى وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه

    ( الخامسة عشرة )

    أنه يورثه ذكر الله تعالى له كم قال تعالى : { فاذكروني أذكركم } ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلا وشرفا وقال صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى [ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ]

    ( السادسة عشرة )

    أنه يورث حياة القلب وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟

    ( السابعة عشرة )

    أنه قوت القلب والروح فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته وحضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إلي وقال : هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي أو كلاما قريبا من هذا وقال لي مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر أو كلاما هذا معناه

    ( الثامنة عشرة )

    أنه يورث جلاء القلب من صداه كما تقدم في الحديث وكل صدأ وصدأ القلب الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار وقد تقدم هذا المعنى

    ( التاسعة عشرة )

    أنه يحط الخطايا ويذهبها فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات

    ( العشرون )

    أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى فإن الغافل بينه وبين الله تعالى وحشة لا تزول إلا بالذكر

    ( الحادية والعشرون )

    أن ما يذكر به العبد ربه تعالى من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة فقد روى الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ إن ما تذكرون من جلال الله تعالى من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكر به ] ؟ هذا الحديث أو معناه

    ( الثانية والعشرون )

    أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشده وقد جاء أثر معناه أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يا رب صوت معروف من عبد معروف والغافل المعرض عن الله تعالى إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب صوت منكر من عبد منكر

    ( الثالثة والعشرون )

    أنه ينجي من عذاب الله تعالى كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعا [ ما عمل آدمي عملا أنجى من عذاب الله تعالى من ذكر الله تعالى ]

    ( الرابعة والعشرون )

    أنه سبب تنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم

    ( الخامسة والعشرون )

    أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فإن العبد لا بد له من أن يتكلم فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ولا سبيل الى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله

    ( السادسة والعشرون )

    أن مجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس اللغو والغفلة ومجالس الشياطين فليتخير العبد أعجبهما إليه وأولاهما به فهو مع اهله في الدنيا والآخرة

    ( السابعة والعشرون )

    أنه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه وهذا هو المبارك أين ما كان والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته ويشقى به مجالسه

    ( الثامنة والعشرون )

    أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة فإن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة

    ( التاسعة والعشرون )

    أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن تعالى

    ( الثلاثون )

    أن الاشتعال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين ففي الحديث عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال سبحانه وتعالى : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ]
    ( الحادية والثلاثون )

    أنه أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها ولو تحرك عضو من الانسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشق عليه غاية المشقة بل لا يمكنه ذلك

    ( الثانية والثلاثون )

    أنه غراس الجنة فقد روى الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ لقيت ليلة أسرى بي إبراهيم الخليل عليه السلام فقال : يا محمد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ] قال الترمذي حديث حسن غريب من حديث أبن مسعود
    وفي الترمذي من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ] قال الترمذي حديث حسن صحيح

    ( الثالثة والثلاثون )

    أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ومن قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ] وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ]

    ( الرابعة والثلاثون )
    أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده فإن نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها قال تعالى : { ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون }

    ( الخامسة والثلاثون )
    أن الذكر يسير العبد هو في فراشه وفي سوقه وفي حال صحته وسقمه وفي حال نعيمه ولذته وليس شيء يعم الأوقات والأحوال مثله حتى يسير العبد وهو نائم على فراشه فيسبق القائم مع الغفلة فيصبح هذا وقد قطع الركب وهو مستلق على فراشه ويصبح ذلك الغافل في ساقة الركب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

    ( السادسة والثلاثون )
    أن الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى قال الله تعالى : { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } فالأول هو المؤمن استنار بالايمان بالله ومحبته ومعرفته وذكره والآخر هو الغافل عن الله تعالى المعرض عن ذكره ومحبته والشأن كل الشأن والفلاح كل الفلاح في النور والشقاء كل الشقاء في فواته

    ( السابعة والثلاثون )
    أن الذكر رأس الأصول وطريق عامة الطائفة ومنشور الولاية : فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله تعالى فليتطهر وليدخل على ربه تعالى يجد عنده كل ما يريد فإن وجد ربه تعالى وجد كل شئ وإن فاته ربه تعالى فاته كل شئ

    ( الثامنة والثلاثون )

    في القلب خلة وفاقه لا يسدها شئ البته إلا ذكر الله تعالى فإذا صار شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة واللسان تبع له فهذا هو الذكر الذي يسد الخلة ويفني الفاقه فيكون صاحبه غنيا بلا مال عزيزا بلا عشيرة مهيبا بلا سلطان فإذا كان غافلا عن ذكر الله تعالى فهو بضد ذلك فقير مع كثرة جدته ذليل مع سلطانه حقير مع كثرة عشيرته

    ( التاسعة والثلاثون )
    أن الذكر يجمع المتفرق ويفرق المجتمع ويقرب البعيد ويبعد القريب فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته وهمومه وعزومه والعذاب كل العذاب في تفرقتها وتشتتها عليه وانفراطها له والحياة والنعيم في اجتماع قلبه وهمه وعزمه وإرادته ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم والغموم والأحزان والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه ويفرق أيضا ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره حتى تتساقط عنه وتتلاشى وتضمحل ويفرق أيضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان فإن إبليس لا يزال يبعث له سرية وكلما كان أقوى طلبا لله سبحانه وتعالى وأمثل تعلقا به وإرادة له كانت السرية أكثف وأكثر وأعظم شوكة بحسب ما عند العبد من مواد الخير والإرادة ولا سبيل إلى تفريق هذا الجمع إلا بدوام الذكر
    وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة التي يبعدها منه الشيطان والأمل فلا يزال يلهج بالذكر حتى كأنه قد دخلها وحضرها فحينئذ تصغر في عينه الدنيا وتعظم في قلبه الآخرة ويبعد القريب إليه وهي الدنيا التي هي أدنى إليه من الآخرة فإن الآخرة متى قربت من قلبه بعدت منه الدنيا كلما قربت منه هذه مرحلة بعدت منه هذه مرحلة ولا سبيل إلى هذا إلا بدوام الذكر

    ( الأربعون )
    أن الذكر ينبه القلب من نومه ويوقظه من سنته والقلب إذا كان نائما فاتته الأرباح والمتاجر وكان الغالب عليه الخسران فإذا استيقظ وعلم ما فاته في نومته شد المئزر وأحيا بقية عمره واستدرك ما فاته ولا تحصل يقظته إلا بالذكر فإن الغفلة نوم ثقيل

    ( الحادية والأربعون )
    أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون فلا سبيل إلى نيل ثمارها إلا من شجرة الذكر وكلما عظمت تلك الشجرة ورسخ أصلها كان أعظم لثمرتها فالذكر يثمر المقامات كلها من اليقظة إلى التوحيد وهو أصل كل مقام وقاعدته التي ينبي ذلك المقام عليها كما يبني الحائط على رأسه وكما يقوم السقف على حائطه وذلك أن العبد أن لم يستيقظ لم يمكنه قطع منازل السير ولا يستيقط إلا بالذكر كما تقدم فالغفلة نوم القلب أو موته

    ( الثانية والأربعون )
    أن الذكر قريب من مذكوره ومذكوره معه وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة فهي معية بالقرب والولاية والمحبة النصرة والتوفيق كقوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا } { والله مع الصابرين } { وإن الله لمع المحسنين } { لا تحزن إن الله معنا } وللذاكر من هذه المعية نصيب وافر كما في الحديث الإلهي أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه وفي أثر آخر وأهل ذكري أهل مجالستي وأهل شكري أهل زيارتي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي : إن تابوا فأنا حبيبهم فأني أحب التوابين وأحب المتطهرين وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب
    والمعية الحاصلة للذاكر معية لا يشبهها شئ وهي أخص من المعية الحاصلة للمحسن والمتقي وهي معية لا تدركها العبارة ولا تنالها الصفة وإنما تعلم بالذوق وهي مزلة أقدام إن لم يصحب العبد فيها تمييز بين القديم والمحدث بين الرب والعبد بين الخالق والمخلوق بين العابد والمعبود وإلا وقع في حلول يضاهي به النصارى أو اتحاد يضاهي به القائلين بوحدة الوجود وأن وجود الرب عين وجود هذه الوجودات بل ليس عندهم رب وعبد ولا خلق وحق بل الرب هو العبد والعبد هو الرب والخلق المشبه هو الحق المنزه تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا والمقصود أنه إن لم يكن مع العبد عقيدة صحيحة وإلا فإذا استولى عليه سلطان الذكر وغاب بمذكوره عن ذكره وعن نفسه ولج باب الحلول والاتحاد ولا بد

    ( الثالثة والأربعون )
    أن الذكر يعدل عتق الرقاب ونفقة الأموال والحمل على الخيل في سبيل الله تعالى ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله تعالى وقد تقدم أن [ من قال في يوم مائة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه حتى يمسي ] الحديث
    وذكر أبن أبي الدنيا عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لأبي الدرداء : إن رجلا أعتق مائة نسمة قال : إن مائة نسمة من مال رجل كثير وأفضل من ذلك وأفضل إيمان ملزوم بالليل والنهار أن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله تعالى وقال أبن مسعود : لأن أسبح الله تعالى تسبيحات أحب إلي من أن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله تعالى وجلس عبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود فقال عبد الله : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي من أنفق عددهن دنانير في سبيل الله تعالى فقال عبد الله بن عمرو : لأن أجد في طريق فأقولهن أحب إلي من أحمل عددهن على الخيل في سبيل الله تعالى وقد تقدم حديث أبي الدرداء قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الورق والذهب وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال اذكروا الله ] رواه ابن ماجه والترمذي وقال الحاكم : صحيح الإسناد

    ( الرابعة والأربعون )
    أن الذكر رأس الشكر فما شكر الله تعالى من لم يذكره وذكر البيهقي عن زيد بن أسلم أن موسى عليه السلام قال : رب قد أنعمت علي كثيرا فدلني على أن أشكرك كثيرا قال : اذكرني كثيرا فإذا ذكرتني كثيرا فقد شكرتني كثيرا وإذا نسيتني فقد كفرتني وقد ذكر

    ( الخامسة والأربعون )
    أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره فإنه اتقاه في أمره ونهيه وجعل ذكره شعاره فالتقوى أوجبت له دخول الجنة والنجاة من النار وهذا هو الثواب والأجر والذكر يوجب له القرب من الله تعالى والزلفى لديه وهذه هي المنزلة

    ( السادسة والأربعون )
    أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى وذكر حماد بن زيد عن المعلى أبن زياد أن رجلا قال للحسن : يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلب قال : أذبه بالذكر وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله تعالى

    ( السابعة والأربعون )
    أن الذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه فالقلوب مريضة وشفاؤها دواؤها في ذكر الله تعالى قال مكحول : ذكر الله تعالى شفاء وذكر الناس داء وذكر البيهقي عن مكحول مرفوعا ومرسلا ذكرته شفاها وعافاها فإذا غفلت عنه انتكست كما قيل :
    ( إذا مرضنا تداوينا بذكركم فتترك الذكر أحيانا فننتكس )

    ( الثامنة والأربعون )
    أن الذكر أصل موالاة الله تعالى ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها فإن العبد لا يزال يذكر ربه تعالى حتى يحبه فيواليه ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه فيعاديه قال الاوزاعي : قال حسان ابن عطية : ما عادى عبد ربه بشئ أشد عليه من أن يكره ذكره أو من يذكره فهذه المعاداة سببها الغفلة ولا تزال بالعبد حتى يكره ذكر الله ويكره من ذكره فحينئذ يتخذه عدوا كما اتخذه الذاكر وليا

    ( التاسعة والأربعون )
    أنه ما استجلبت نعم الله تعالى واستدفعت نقمة بمثل ذكر الله تعالى فالذكر جلاب للنعم دافع للنقم قال سبحانه وتعالى { إن الله يدافع عن الذين آمنوا } وفي القراءة الأخرى { إن الله يدافع } فدفعه ودفاعه عنهم بحسب قوة إيمانهم وكماله ومادة الإيمان وقوته بذكر الله تعالى فمن كان أكمل إيمانا وأكثر ذكرا كان دفع الله تعالى عنه ودفاعه أعظم ومن نقص نقص ذكرا بذكر ونسيانا بنسيان وقال سبحانه وتعالى : { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم } والذكر رأس الشكر كما تقدم والشكر جلاب النعم وموجب للمزيد قال بعض السلف رحمة الله عليهم : ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن ذكرك

    ( الخمسون )
    أن الذكر يوجب صلاة الله تعالى وملائكته على الذاكر ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح وفاز كل الفوز قال سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما } فهذه الصلاة منه تبارك وتعالى ومن ملائكته إنما هي سبب الإخراج لهم من الظلمات إلى النور فأي خير لم يحصل لهم وأي شر لم يندفع عنهم ؟ فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله وبالله التوفيق.

    و على من أراد الاستزادة أن يرجع إلى كتاب الوابل الصيب لابن القيم رحمه الله .

    ----------------

    شكرا لكم جميعا
    > ~ مو كِـل حَي بداخلـه {آحسآس حَـي
    حفلـ‍(حزن)ـة..وذكــرئ.إليـمه
    ,
    ،
    سبحان الله وبحمده,, سبحان الله العظـيم
    لا اله ألا الله ،
    ربي إغفر لـي

  • #2
    [align=center]



    ,[/align]
    “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ”
    اللهم أغفر لها وأرحمها وأعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها
    اللهم طيب ثراها و اكرم مثواها واجعل الجنة مستقرها ومأواها يارب
    اللهم آمين
    الله يرحمج يا أمي الغاليه

    تعليق


    • #3
      يعطيج العافيه هبولة واكيد خير العبادات هو كتاب الله العزيز


      ولقد قلت إذ تطاول هجرها
      ربي لا صبر لي على هجرها
      ربي أعنها وأدخل الخير والبسمه عليها
      بأبي من وددتها فافترقنا
      ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ مـعـشـوقـه ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير

        وعساك ع القوه ...

        تعليق


        • #5
          هلاوغلا لولو ..

          الله يعافيج .

          مشكوره ع المرور خيتوؤ .

          منووووووووورهـ
          > ~ مو كِـل حَي بداخلـه {آحسآس حَـي
          حفلـ‍(حزن)ـة..وذكــرئ.إليـمه
          ,
          ،
          سبحان الله وبحمده,, سبحان الله العظـيم
          لا اله ألا الله ،
          ربي إغفر لـي

          تعليق


          • #6
            هلاوغلا MiSs_STRAWBERRY


            مشكورهـ ع المرور خيتوؤ ..


            منووووووورهـ
            > ~ مو كِـل حَي بداخلـه {آحسآس حَـي
            حفلـ‍(حزن)ـة..وذكــرئ.إليـمه
            ,
            ،
            سبحان الله وبحمده,, سبحان الله العظـيم
            لا اله ألا الله ،
            ربي إغفر لـي

            تعليق


            • #7
              هلاوغلا miss cherry

              مشكورهـ ع المرور الحلوو خيتوؤ ..

              منوووووورهـ ..
              > ~ مو كِـل حَي بداخلـه {آحسآس حَـي
              حفلـ‍(حزن)ـة..وذكــرئ.إليـمه
              ,
              ،
              سبحان الله وبحمده,, سبحان الله العظـيم
              لا اله ألا الله ،
              ربي إغفر لـي

              تعليق

              يعمل...
              X