إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرة الإمام أحمد بن حنبل...(وقفات وعبر وعجائب)..!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيرة الإمام أحمد بن حنبل...(وقفات وعبر وعجائب)..!

    سيرة الإمام أحمد بن حنبل
    وقفات وعبروعجائب
    الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا ان نهتدي إلا ان هدنا الله فله الحمد وله الشكر ونصلي ونسلم على خاتم النبيين المبعوث رحمة للعالمينعلية وعلى آلة وصحبه اجمعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين
    نعوذ بالله الكريم رب العرش العظيم من ان نشرك به شيء نعلمه ونستغفره فيما لا نعلمه ونسأل الله عزوجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعل عملنا هذا خالصنا لوجهه الكريم وان ينفعنا به في حياتنا وبعد مماتنا وان ينفع به غيرنا سبحانه هو ولي ذلك والقادر عليه
    اسمه ومولده :ــ هو أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ،أصله من البصرة ، ولد عام ( 164 ) هـ ، في بغداد وتوفي والده وهو صغير ، فنشأيتيماً ، وتولَّت رعايته أمه .
    1- وقفة : اليتيم قد يكونناجـحـاً في حياته :
    ــ نشأ الإمام أحمدــ رحمه الله ــ في طلب العلم ، وبدأ في طلب الحديث وعمرهُ خمس عشرة سنة ، ورحلللعلم وعمرهُ عشرون سنة ، والـتقى بعدد من العلماء منهم : الشافعي في مكة ، ويحيىالقطَّان ، ويزيد بن هارون في البصرة .
    ورحل من العراق إلى اليمن مع يحيى بنمُعين ، فلمَّا وصلا إلى مكة وجدا عبد الرزاق الصنعاني أحد العلماء في اليمن ، فقاليحيى بن معين يا إمام يا أحمد : نحنُ الآن وجدنا الإمام ، ليس هناك ضرورة في أننذهب إلى اليمن ، فقال الإمام أحمد : أنا نويت أن أُسافر إلى اليمن ، ثم رجع عبدالرزاق إلى اليمن ولَحِقـا به إلى اليمن ، وبَقِيَ الإمام أحمد في اليمن عشرة أشهر، ثم رجع مشياً على الأقدام إلى العراق .
    فلمَّا رجع رأوا عليه آثار التعب والسفر فقالوا له : ما الذيأصابك ؟ فقال الإمام أحمد : يهون هذا فيما استفدنا من عبد الرزاق .


    2- عُلوا الهمَّـة* مِنْ عُلوا الهمَّـة عند الإمام أحمد وهو صغير ، يقول : ربما أردتُ الذهاب مبكراًفي طلب الحديث قبل صلاة الفجر ، فتأخذ أمي بثوبي وتقول : حتى يؤذِّن المؤذِّن .

    3- ثـناء العلمـاء على الإمـام أحمـد :
    كان من أكبر تلاميذ الإمام الشافعى ببغداد . كما تعلم أحمد على يد كثير من علماء العراق منهم
    (إبراهيم بن سعيد ) و ( سفيان بن عيينة) و (يحيى بن سعيد) و (أبو داود الطيالسى) و بعد ذلك أصبح مجتهدا صاحب مذهب مستقل و برز على أقرانه فى حفظ السنة و جمع شتاتها حتى أصبح إمام المحدثين فى عصره و يشهد له فى ذلك كتابه "المسند" الذى حوى أربعين ألف حديث ، و قد أعطى الله أحمد من قوة الحفظ ما يتعجب له ، يقول الشافعى : خرجت من بغداد و ما خلفت فيها أفقه و لا أورع و لا ازهد و لا أعلم و لا أحفظ من بن حنبل ، كان بن حنبل قوى العزيمة ، صبورا ، ثابت الرأى ، قوى الحجة ، جريئا
    * قال عبد الرزاقشيخ الإمام أحمد : ما رأيت أحداً أفْـقَـه ولا أوْرع من أحمد.
    * قالوا : إذارأيتَ الرجل يحبُ الإمام أحمد فاعلم أنَّـه صاحب سنة .
    * قال الشافعي وهو منشيوخ الإمام أحمد : خرجتُ من بغداد فما خلَّفتُ بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولاأفْـقَـه من أحمد بن حنبل.
    * قال يحيى بن معين : أراد الناس أن يكونوا مثـلأحمد بن حنبل ! لا والله ، ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد ، ولا على طريقة أحمد .

    * كان الإمام أحمد يحفظ ( ألف ألف ) حديث ، يعني ( مليون ) حديث . أيمجموع الروايات والأسانيد والطرق للأحاديث .
    * مِنْ حِفْـظِ الإمام أحمد للحديثكان يقول لابنـه : اقرأ عليَّ الحديث وأُخبركُ بالسند ، أو اقرأ عليَّ الإسنادلأخبرك بالحديث .
    و قد جمع تلاميذ أحمد من بعده مسائل كثيرة فى الفقه و الفتوى و دونوها و نقلوها بعضهم عن بعض فى مجاميع كبيرة
    ولم يدون احمد مذهبه فى الفقه كما لم يمله على أحد من تلاميذه كراهة إشتغال الناس به عن الحديث
    إلا أن تلاميذه من بعده قاموا بتدوين ما سمعوه منه ، و من هؤلاء الذين تاثروا به محمد بن إسماعيل البخارى صاحباشهر الصحيح ، و مسلم بن الحجاج النيسابورى صاحب الصحيح ، و أبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء البغدادى المعروف بالأثرم4- عِفَّـة الإمـام أحمـد :
    * لمَّا رحل لطلب العلملم يكن لديه مال ، فـكان يحمل البضائع على الجمال وعلى الحمير فيأخذ من هذا درهمومن هذا درهم ، فيعيش بهذه الدراهم ، وفي الصباح يطلب العلم حتى يستغني عن سؤالالناس ،)عِـفَّـة وطلب علم( .
    5- التواضع لله كان الإمـام أحمد يكره الشُهرة والثناء :

    * دخل عليه عمُّـهُوكان الإمام أحمد حزين ، فقال عمُّـهُ : ماذا بك ؟ فقال الإمام أحمد : طُوبى لِمَنْأخْمَلَ الله ذكره ، ( يعني من لم يكن مشهوراً ، ولا يعلم به إلاَّ اللـه ) .

    * وقال أيضاً : أريدُ أنْ أكونَ في شِعْبِ مكـة حتى لا أُعْـرَفْ .
    * وكان إذا أراد أنْ يمشي يكره أن يتبعه أحدٌ من الناس .
    6- العملبالعلم اقتفاء اثر الرسول صلى الله علية وسلم :

    * قال الإمام أحمد ماكتبتُ حديثـاً إلاَّ وقد عملتُ بـه , حتى أنَّ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــاحْـتَـجَـمَ وأعطى الحجَّامَ أجره ، فاحْـتَـجَـمَ الإمام أحمد وأعطى الحجَّامأجره .

    3- ثـناء العلمـاء على الإمـام أحمـد :
    كان من أكبر تلاميذ الإمام الشافعى ببغداد . كما تعلم أحمد على يد كثير من علماء العراق منهم
    (إبراهيم بن سعيد ) و ( سفيان بن عيينة) و (يحيى بن سعيد) و (أبو داود الطيالسى) و بعد ذلك أصبح مجتهدا صاحب مذهب مستقل و برز على أقرانه فى حفظ السنة و جمع شتاتها حتى أصبح إمام المحدثين فى عصره و يشهد له فى ذلك كتابه "المسند" الذى حوى أربعين ألف حديث ، و قد أعطى الله أحمد من قوة الحفظ ما يتعجب له ، يقول الشافعى : خرجت من بغداد و ما خلفت فيها أفقه و لا أورع و لا ازهد و لا أعلم و لا أحفظ من بن حنبل ، كان بن حنبل قوى العزيمة ، صبورا ، ثابت الرأى ، قوى الحجة ، جريئا
    * قال عبد الرزاقشيخ الإمام أحمد : ما رأيت أحداً أفْـقَـه ولا أوْرع من أحمد.
    * قالوا : إذارأيتَ الرجل يحبُ الإمام أحمد فاعلم أنَّـه صاحب سنة .
    * قال الشافعي وهو منشيوخ الإمام أحمد : خرجتُ من بغداد فما خلَّفتُ بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولاأفْـقَـه من أحمد بن حنبل.
    * قال يحيى بن معين : أراد الناس أن يكونوا مثـلأحمد بن حنبل ! لا والله ، ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد ، ولا على طريقة أحمد .

    * كان الإمام أحمد يحفظ ( ألف ألف ) حديث ، يعني ( مليون ) حديث . أيمجموع الروايات والأسانيد والطرق للأحاديث .
    * مِنْ حِفْـظِ الإمام أحمد للحديثكان يقول لابنـه : اقرأ عليَّ الحديث وأُخبركُ بالسند ، أو اقرأ عليَّ الإسنادلأخبرك بالحديث .
    و قد جمع تلاميذ أحمد من بعده مسائل كثيرة فى الفقه و الفتوى و دونوها و نقلوها بعضهم عن بعض فى مجاميع كبيرة
    ولم يدون احمد مذهبه فى الفقه كما لم يمله على أحد من تلاميذه كراهة إشتغال الناس به عن الحديث
    إلا أن تلاميذه من بعده قاموا بتدوين ما سمعوه منه ، و من هؤلاء الذين تاثروا به محمد بن إسماعيل البخارى صاحباشهر الصحيح ، و مسلم بن الحجاج النيسابورى صاحب الصحيح ، و أبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء البغدادى المعروف بالأثرم4- عِفَّـة الإمـام أحمـد :
    * لمَّا رحل لطلب العلملم يكن لديه مال ، فـكان يحمل البضائع على الجمال وعلى الحمير فيأخذ من هذا درهمومن هذا درهم ، فيعيش بهذه الدراهم ، وفي الصباح يطلب العلم حتى يستغني عن سؤالالناس ،)عِـفَّـة وطلب علم( .
    5- التواضع لله كان الإمـام أحمد يكره الشُهرة والثناء :

    * دخل عليه عمُّـهُوكان الإمام أحمد حزين ، فقال عمُّـهُ : ماذا بك ؟ فقال الإمام أحمد : طُوبى لِمَنْأخْمَلَ الله ذكره ، ( يعني من لم يكن مشهوراً ، ولا يعلم به إلاَّ اللـه ) .

    * وقال أيضاً : أريدُ أنْ أكونَ في شِعْبِ مكـة حتى لا أُعْـرَفْ .
    * وكان إذا أراد أنْ يمشي يكره أن يتبعه أحدٌ من الناس .
    6- العملبالعلم اقتفاء اثر الرسول صلى الله علية وسلم :

    * قال الإمام أحمد ماكتبتُ حديثـاً إلاَّ وقد عملتُ بـه , حتى أنَّ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــاحْـتَـجَـمَ وأعطى الحجَّامَ أجره ، فاحْـتَـجَـمَ الإمام أحمد وأعطى الحجَّامأجره .
    أخلاق الإمـام أحمـد وآدابه :

    * كان يحضر مجلسالإمام أحمد خمسة آلاف طالب ، ( 500 ) كانوا يكـتبون العلم ، والبقية ينظرون إلىأدبه وأخلاقه وسَمْتِـهِ .

    * قال يحيى بن معين : ما رأيتُ مثـل أحمد ،صحبناه خمسين سنة فما افـتخر علينا بشيء ممَّا كان فيه من الخير .
    * كان الإمامأحمد مائلاً إلى الفقـراء ، وكان فيه حِلْمْ ، ولم يكن بالعجول ، وكان كثير التواضع، وكانت تعلوه السكينة والوقار .
    * قال رجل للإمام أحمد : جزاك الله عن الإسلامخيراً ، فقال الإمام أحمد : بل جزى الله الإسلام عني خيراً ، مَنْ أنا ؟ وما أنا ؟
    * كان الإمام أحمد شديد الحياء ، وأكرم الناس ، وأحسنهم عِشْرةً وأدباً ، لمْيُسمع عنه إلاَّ المُذاكرة للحديث ، وذِكْر الصالحين ، وكان عليه وقارٌ وسكينة ،ولفْـظٌ حَسَنْ .
    8- عبادة الإمـام أحمـد بن حنبل :

    * كان يُصلِّي فياليوم والليلة (300) ركعـة ، فلمَّا سُجِنَ وضُرِبْ أصْـبَحَ لا يستطيع أنْيُصلِّي إلاَّ (150) ركعة فـقـط.
    * كان يَـخْـتِمُ القرآن كُلَّ أُسبوع .
    * قال أحدُهُمْ : كُنْتُأعرفُ أحمد بن حنبل وهو غُـلام كان يُحيي الليل بالصلاة .
    * كان مِنْ عِبادتهوزُهده وخوفه ، إذا ذَكَـرَ الموت خَـنَـقَـتْـهُ العَبْرة .
    * كان يقول : الخوفيمنعني الطعام والشراب ، وإذا ذكرتُ الموت هانَ عليَّ كُلُّ أمْـرِ الدنيا .
    * كان يصوم الإثـنينوالخميس والأيام البيض ، فلمَّا رَجَعَ مِنْ السجن مُجْهَداً أَدْمَنَ الصيام حتىمات .
    * حَجَّ على قَدَميـه مرتين .
    * في مَرَضِ الموت بَالَ دَمَـاً كثيراً، فقال الطبيب المُشْرف عليه : هذا رجُـلٌ قد فَـتَّتَ الخوف قلبـه .

    9- أخبـار منوعـة في سيـرته :

    * قابل الإمام أحمدبن حنبل أحدْ أبناء الإمام الشافعي فقال الإمام أحمد لابن الشافعي : أبُوكَ مِنَالسِّـتة الذينَ أدْعُـوا لهم في السَّحَـرْ .* قيل للإمام أحمد :
    كَمْ يكْفي الرجل حتى يُـفْـتِي ؟ مئـة ألف حديث ؟قال الإمام أحمد : لا .
    قال السائل : مائـتين ألف حديث ؟قال الإمام أحمد : لا .
    قال السائل : ثـلاثمائـة ألف حديث ؟قال الإمام أحمد : لا .
    قال السائل : أربعمائـة ألفحديث ؟قال الإمام أحمد : لا .
    قال السائل : خمسمائـة ألف حديث ؟قالالإمام أحمد : أَرْجُـوا .


    10- حياته الزوجية :
    تزوَّجَ وعُمْـرهُأربعون سنة ، يقول عن زوجـتـه : مكـثـنا عِشرينَ سنة ما اختلفنا في كلمةٍ واحدة .

    11- الفتنة التي تعرَّضَ لها الإمـام أحمـد و الثبات على الحق :
    فى عهد خلافة المأمون العباسى أثيرت فى سنة 212 هـ مسألة القول بخلق القرآن و هى أن القرآن مخلوق و ليس كلام الله ، و كان الذى لا يعترف بهذه المسألة من العلماء و الفقهاء عقابه الحرمان من وظائف الدولة مع العقاب بالضرب و السجن و كان بن حنبل على خلاف ما يقولون و لم يعترف بقولهم و لم يركن إلى ما قاله لما أجابه أكثر العلماء والقضاة مُكْرهين ، واستمرالإمام أحمد ونفرٌ قليل على حمل راية السنة ، والدفاع عن معتقد أهل السنة والجماعة .
    وعارض المأمون فكان نتيجة ذلك أن طبق عليه العقاب و منع من التدريس و عذب و سجن فى سنة 218 هـ على يد (إسحاق بن إبراهيم الخزاعى) نائب المأمون ، ثم سيق مكبلا بالحديد حيث يقيم المأمون خارج بغداد غير أن الخليفة المأمون توفى قبل وصول أحمد بن حنبل
    قال أبو جعفر الأنباري : لمَّا حُمِلَ الإمام أحمد بن حنبل إلى المأمونأُخْبِرتُ فعبرتُ الفُرات ، فإذا هو جالس في الخان ، فسلمتُ عليه ، فقال : يا أباجعفر تعنَّيْت ؟ فقلتُ : ليس هذا عناء .
    وقلتُ له : ياهذا أنت اليوم رأس الناس ، والناس يقتدون بكم، فو الله لئن أجبتَليُجيبُنَّ بإجابتك خلقٌ كثير من خلقِ الله تعالى ، وإنْ أنتَ لم تُجِبْليمتنِعُنَّ خلقٌ مِنَ الناس كثير ، ومع هذا فإنَّ الرجل إنْ لم يقتلك فإنَّك تموت، ولابدَّ مِنْ الموت ، فاتَّـقِ الله ولا تُجيبهم إلى شيء .فجعل أحمد يبكي ويقول : ما شاء الله ، ما شاء الله. ثمسار أحمد إلى المأمون فبلغه توعد الخليفة له بالقتل إنْ لم يُجبه إلى القول بخلقِالقرآن ، فـتوجه الإمام أحمد بالدعاء إلى الله تعالى أنْ لا يجمع بـيـنه وبينالخليفة ، فبينما هو في الطريق قبل وصوله إلى الخليفة إذ جاءه الخبر بموت المأمون ،فَرُدَّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبِس ، ثم تولَّى الخلافة المعتصم فسار على طريقة المأمون فى هذه المسألة ، فامتحن الإمامأحمد .
    وكان مِنْ خبرالمحنـة أنَّ المعتصم لمَّا قصد إحضار الإمام أحمد ازدحم الناس على بابه كيوم العيد، وبُسِطَ بمجلسه بساطاً ، ونُصِبَ كرسيـاً جلس عليه ، ثم قال : أحضروا أحمد بنحنبل ، فأحضروه ، فلمَّا وقف بين يديه سَلَّمَ عليه ، فقال له : يا أحمد تكلم ولاتَـخَـفْ ،فقال الإمام أحمد : والله لقد دخلتُ عليك وما فيقلبي مثـقال حـبَّـةٍ من الفزع ، فقال له المعتصم : ما تقول في القرآن؟
    فقال : كلام الله قديم غير مخلوق ، قال الله تعالى : { وَإنْ أَحَدٌمِنَ الْمُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ } [ التوبة : 6 ].
    فقال له : عندك حجةغير هذا ؟ فقال : نعم ، قول الله تعالى : { الرَّحْمَنْ * عَلَّمَ القُرْآنْ }. [ الرحمن : 1 ، 2 ] ، ولم يقـل : الرحمن خلق القرآن ، وقوله تعالى : { يس * والقُـرْآنِ الْحَكِيم } [ يس : 1 ، 2 ] ، ولم يقـل : يس والقرآن المخلوق .
    فقالالمعتصم : احبسوه ، فحُبِسَ وتفرَّقَ الناس .

    فلمَّا كان مِنَ الغد جلس المعتصم مجلسه على كرسيه وقال : هاتواأحمد بن حنبل ، فاجتمع الناس، وسُمعت لهم ضجة في بغداد ، فلمَّا جيء به وقفبين يديه والسيوف قد جُردت ، والرماح قد ركزت ، والأتراس قد نُصبت ، والسياط قدطرحت ، فسأله المعتصم عمَّا يقول في القرآن ؟قال : أقول : غير مخلوق .
    وأحضر المعتصم لهالفقهاء والقضاة فناظروه بحضرته في مدة ثلاثة أيام ، وهو يناظرهم ويظهر عليهمبالحُجج القاطعة ، ويقول : أنا رجـل عَلِمتُ علماً ولم أعلم فيه بهذا ، أعطونيشيئاً من كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به .
    وكلماناظروه وألزموه القول بخلق القرآن يقول لهم : كيف أقول ما لم يُقـل ؟ فقال المعتصم : قهرنا أحمد .

    وكان من المتعصبين عليه محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم ،وأحمد بن دُوَاد القاضي ، وبشر المريسي ، وكانوا معتزلة قالوا بخلق القرآن ، فقالابن دُوَاد وبشر للخليفة : اقـتله حتى نستريح منه ، هذا كافر مُضِـل .
    فقال : إني عاهدتُ اللهألا أقـتله بسيف ولا آمر بقـتله بسيف ، فقالا له : اضربه بالسياط ، فقال المعتصم له : وقرابتي من رسول الله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ لأضربنَّك بالسياط أو تقولكما أقول ، فلم يُرهبه ذلك ، فقال المعتصم: أحضروا الجلادين ، فقال المعتصم لواحدمنهم : بكم سوطٍ تـقـتله ؟
    قال : بعشرة ، قال : خذهإليك ، فأُخْرِجَ الإمام أحمد من أثوابه ، وشُدَّ في يديه حبلان جديدان ، ولمَّاجيء بالسياط فنظر إليها المعتصم قال : ائـتوني بغيرها ، ثم قال للجلادين : تقدموا ،فلمَّا ضُرِبَ سوطاً..
    قال : بسم الله ، فلمَّاضُرِبَ الثاني قال : لا حول ولا قوةً إلاَّ بالله ، فلمَّا ضُرِبَ الثالث قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ، فلمَّا ضُرِبَ الرابع قال : { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَاإلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا } [ التوبة : 51 ] .
    وجعل الرجل يتقدَّمإلى الإمام أحمد فيضربه سوطين ، فيحرضه المعتصم على التشديد في الضرب ، ثم يـتنحَّى، ثم يتقدَّم الآخر فيضربه سوطين ، فلمَّا ضُرِبَ تسعة عشر سوطاً قام إليه المعتصمفقال له : يا أحمد علام تقتـل نفسك ؟ إني والله عليك لشفيق .


    قال أحمد : فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال : تريد أنْ تغلب هؤلاء كلهم ؟ وجعل بعضهم يقول : ويلك ! الخليفة على رأسك قائم ، وقال بعضهم : يا أمير المؤمنين دمه في عنقي اقـتله، وجعلوا يقولون : يا أمير المؤمنين : إنه صائم وأنت في الشمس قائم ، فقال لي : ويحك يا أحمد ما تقول ؟فأقول : أعطوني شيئاً من كتاب اللهوسنة رسوله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به.
    ثم رجع الخليفة فجلسثم قال للجلاد : تقدمَّ ، وحَرَّضه على إيجاعه بالضرب .
    قال الإمام أحمد : فذهب عقلي ، فأفقت بعد ذلك ، فإذا الأقياد قد أُطلِقت عنِّي ، فأتوني بسويق فقالوالي : اشرب وتـقيأ ، فقلت : لستُ أُفطر ، ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم ،فحضرتُ صلاة الظهر ، فـتقدَّم ابن سماعة فصلى ، فلمَّا انفـتل من الصلاة قال لي : صليتَ والدمُ يسيل في ثوبك ، فقلت له : قد صلَّى عمر ــ رضي الله عنه ــ وجرحهيسيل دمـاً
    و لم يرجع عن عقيدته و مذهبه أطلق سراحه و عاد إلى التدريس ثم توفى المعتصم سنة 227 هـ

    ولمَّا ولِّيَ الواثق بعد المعتصم فأعاد المحنة لأحمد و منعه من مخالطة الناس و منعه من التدريس أكثر من خمس سنوات و قال لهلا تساكنِّي بأرضٍ ، وقيل : أمرهأنْ لا يخرج من بيتـه ، ومنعه من حلقات العلم فصار الإمام أحمد يختفي في الأماكن ، ثم صار إلى منزلهفاختـفى فيه عدة أشهر حتى توفى الواثق سنة 232هـ .

    وبعد ذلك تولَّى الخلافة المتوكل بعد الواثق ، فقد خالف ما كانعليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد ،. . وطعن عليهم فيما كانوا يقولونه من خلقالقرآن ، ونهى عن الجدال والمناظرة في الأداء ، فأبطل بدعة خلق القرآن سنة 232 هـ وعاقب عليه ، وأمر بإظهارالرواية للحديث ، فأظهر الله به السُـنَّـة ، وأمات به البدعة ، وكشف عن الخلق تلكالغُمَّـة ، وأنار به تلك الظُلمة ، وأطلق من كان اعـتُـقِـلَ بسبب القول بخلقالقرآن ، ورفع المحنـة عن الناس و كرم أحمد و بسط له يد العون و ظل أحمد على منهاجه ثابتا على رأيه .
    12- وقفة العفو
    * قال أحد الجلادينبعد أن تاب : لقد ضربت الإمام أحمد ( 80 ) جلدة ، لو ضربـتُها في فيل لسقـط .وقال له اعفوا عني يا امام قال له الامام ويحك والله لقد عفوت عن آمرك فكيف بك


    و قد بنى الإمام أحمد مذهبه على أصول هى كتاب الله أولا ثم سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثانيا ثم فتوى الصحابة المختلف فيها ثم القياس و هو آخر المراتب عنده و كان أحمد يعترف بالإجماع إذا ما تحقق و لكنه كان يستبعد تحققه و وجوده ، بجانب هذا كان أحمد يعمل بالإستصحاب و المصالح المرسلة و سد الذرائع متبعا فى ذلك سلف الأمة ، و قد توفى عن عمر77 عام الإمام أحمد رحمه الله ببغداد سنة 241 هـ.......فَرَحِمَ اللهُ هذا الإمام الجليل أحمد بن حنبل ، الذي ابتُـليَبالضرَّاء فصبر ، وبالسرَّاء فشكر ، ووقف هذا الموقف الإيماني كأنـه جبلٌ شامخ ،تـتكسَّرُ عليه المِحَنْ ، وضَرَبَ لنا مثـلاً في الثبات علـى الحـق .

  • #2
    يعطيج العافيه أختي " دلــ بزياده ـــع "

    عساج على القوة


    ولقد قلت إذ تطاول هجرها
    ربي لا صبر لي على هجرها
    ربي أعنها وأدخل الخير والبسمه عليها
    بأبي من وددتها فافترقنا
    ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ مـعـشـوقـه ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛

    تعليق


    • #3
      مشكور ع المرور


      تعليق


      • #4
        هلا و غلا

        ميس

        منوره

        تعليق


        • #5
          هلا و غلا

          الاعصـأر

          منـور

          تعليق


          • #6

            يـــــــــــــــــــزاج الله خيـــــــر يـــــ ألـــــــبي


            جعله في ميـــــــــــزان حسناتــــــــــــــج

            {.ثَـِـَـانكـٌـًس عـًـٌلــَىِ الاَهَـُــِـِـدَاٌءَ .}

            ِ ِِ ِِ

            لَستُ بِهَذَا الغُـــرورَ الــذِيْ { لَايُطَـــاقْ }

            ولَستُ المــرأة المُتَكَــبِرَهـ الذي لَايُعجِـــبُهــــا شـــَيءْ

            كُلْ مَــافِـــيْ الَأمـــــرْ ....؟

            أنْــــني آخَتَلــــِفْ عَنْ بَـقِــيَــــةٌ النســــــاء

            لـــِذَلِكَ لَا أحَدَ يستَــطِيعْ فهـــــمِيْ سِـــوى


            { القَـــلِيلْ مِــــنْ البَـــشَرْ }

            تعليق


            • #7
              هلا و غلا

              الدلع

              منوره

              تعليق


              • #8
                يسلموووووو على الموضوع الطيب وجزاج الله الف الف الف الف خير على الموضوع

                تقبلي تحياتي
                CraZyHa

                تعليق

                يعمل...
                X